الداخلية طهرت التحرير ‏..‏ والمعتصمون أعادوا إغلاقه

بعد
مرور ثماني ساعات فقط علي فتح قوات الأمن ميدان التحرير وتطهيره‏,‏ أعاد
المعتصمون إغلاقه أمس أمام حركة المرور‏,‏ ووضعوا الأسلاك الشائكة وبعض
الحواجز المعدنية علي مداخله من جهة المتحف المصري‏,‏ وكوبري قصر النيل‏,‏
وشوارع محمد محمود والفلكي وقصر النيل‏.‏ وشهدت الشوارع المحيطة بالميدان اضطرابات مرورية بعد لجوء السيارات إلي بعض الشوارع, وتحويلها إلي اتجاهين.
وتجمع عدد من المعتصمين وسط الميدان, مرددين هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسي ووزارة الداخلية.
وتسبب الشلل المروري بالمنطقة في وقوع مشادات كلامية بين المعتصمين وسائقي
السيارات, الذين أجبرهم المعتصمون علي العودة للخلف, وأغلقوا الميدان
أمامهم.




وكانت أجهزة الأمن بالقاهرة قد تمكنت فجر أمس من فتح جميع الطرق والمحاور
المؤدية إلي ميدان التحرير بعد مرور نحو عشرة شهور علي إغلاقه, حيث عادت
الحياة إلي طبيعتها, وانتظمت الحركة المرورية بالميدان بعد تنظيفه من آثار
الاعتصام وإعادته إلي مظهره الحضاري, إلا أن رجال الأمن فوجئوا بالعشرات من
المعتصمين يعتدون علي القوات في أثناء محاولتها الدخول لفض الاعتصام
وإزالة الحواجز الحديدية.
ونجحت قوات الشرطة بقيادة العميد هاني جرجس مأمور قسم شرطة قصر النيل في
الدخول إلي الميدان, وتمكنت من القبض علي53 متهما ـ بحوزتهم أسلحة بيضاء
وزجاجات مولوتوف وأسطوانات غاز ـ حاولوا الاعتداء علي الشرطة في أثناء
قيامها بفض الاعتصام.
وأعلن مصدر أمني رفيع المستوي بوزارة الداخلية أنه من بين المضبوطين29
حدثا, و21 شخصا سبق ضبطهم واتهامهم في العديد من القضايا ومطلوب ضبطهم
وإحضارهم علي ذمة قضايا أخري.
وأضاف أنه تم ضبط صندوق يحتوي علي زجاجات مولوتوف وقطعتي سلاح أبيض,
بالإضافة إلي بعض الميكروفونات والسماعات المسروقة من أحد المحال بوسط
القاهرة, مشيرا إلي أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال
المتهمين المضبوطين وإحالتهم إلي النيابة العامة لمباشرة التحقيق, وأوضح
المصدر أن قوات الأمن لم تتعرض لخيام المعتصمين بميدان التحرير, وشدد علي
حرص وزارة الداخلية واحترامها الكامل لحق كل مواطن في التظاهر والاعتصام,
والتعبير السلمي عن الرأي, وفقا لما كفله القانون والدستور.
وأشار المصدر إلي أن عملية اقتحام الميدان جاءت نتيجة الشكاوي والاستغاثات
التي قدمها آلاف المواطنين من تعطيل مصالحهم في المحال التجارية بالمنطقة.