عودة زوار الفجر !

اختفى
جهاز مباحث امن الدولة اسما ، لكنه ما زال موجودا على أرض الواقع بكل
ممارساته تحت اسم جديد هو جهاز الأمن الوطنى ،وكان الدافع الرئيسى وراء
تغيير الإسم هو ما ارتبط فى الأذهان بوقائع التعذيب والإعتقال التى مارسها
الجهاز فى العهد السابق .. وبعد الثورة وحرق مقرات امن الدولة وفرم
المستندات التى كانت موجودة بها تصور الكثيرون انه لن يعود زوار الفجر مرة
أخرى ،حيث كانوا يداهمون المنازل ويعتقلون كل من كان له نشاط سياسى معارض ،
ولكن ها هم الزوار يعودون من جديد ويفاجئون الناس وهم نائمون ليلا ، وهنا
نطرح الملاحظات والأسئلة الاتية :

# ما هى طبيعة المداهمات ،وهل هى مرتبطة بضبط واحضار متهمين بناء على
اذن من النيابة ؟.. وهل اقتصر الأمر على السلفيين الذين ينظمون حاليا
مسيرات واحتجاجات تجوب البلاد للتنديد بزوار الفجر ؟

# هل تتعلق عمليات الضبط والإحضار بجرائم معينة ،ام انها خاصة بأنشطة
سياسية ؟ ففى الحالة الأولى لابد من تنفيذ القانون على الجميع ،والوصول الى
المتهمين فى مكان وأى وقت ، حيث يختفون فى مناطق مجهولة هربا من العدالة ،
وفى الحالة الثانية يجب ان يقتصر الأمر على الإستدعاء ،فاذا لم يحضر من تم
استدعاؤه يتم ضبطهم واحضارهم .

## من هذا المنطلق نجد أن حالة الهياج الموجودة الان لامبرر لها ،وليس
معقولا ما يفعله بعض السلفيين من رفع الأحذية فى المظاهرات ،وكما فعل
بعضهم فى الكثير من البرامج التلفزيونية ،فليست هذه أخلاق الإسلام
ولامبادئه ، وهؤلاء بممارساتهم هذه أبعد ما يكونون عنه،بل ويسيئون اليه.