alquseyaمنتدى أبناء القوصيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقاقي-اجتماعي-يطمح الى الارتقاء بالقوصيه وتطويرها المنتدى منبر لكل ابناء القوصيه

منتدى ابناء القوصيه يدعو شرفاء اسيوط الى كشف اي تجاوزات تمت من اي من موظفي النظام الفاسد وتشرها في منبرنا الحر
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد خطفت منا مصر مره اخري

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المواضيع الأخيرة

» سيف الدين قطز
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالسبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ

» كنوز الفراعنه
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالسبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ

» الثقب الاسود
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالسبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ

» طفل بطل
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ

» دكتور زاكي الدين احمد حسين
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ

» البطل عبدالرؤوف عمران
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ

» نماذج مشرفه من الجيش المصري
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» دجاجة القاضي
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ

» اخلاق رسول الله
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ

» يوم العبور في يوم اللا عبور
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ

» من اروع ما قرات عن السجود
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ

» قصه وعبره
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ

» كيف تصنع شعب غبي
أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... I_icon_minitimeالخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ


    أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى...

    طلعت شرموخ
    طلعت شرموخ
    المدير التنفيذي
    المدير التنفيذي


    عدد المساهمات : 4259
    تاريخ التسجيل : 09/10/2010

    أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى... Empty أهرامات وآثار مصر ...وماذا قال عنها علماء المسلمين القدامى...

    مُساهمة من طرف طلعت شرموخ الأحد نوفمبر 14, 2010 11:29 pm

    وإذا فرغنا من وصف البلد فسيأتي سؤال مهم عن صفة الأهرام وماذا شاهدنا فيها ؟, والأدهى من هذا السؤال : هل عرفها المسلمون واكتشفوها قديما ؟ .
    أم أن الغرب هم سادتها ؟؟.

    هذه الأعجوبة والأسطورة طالما تمنيت رؤيتها وزيارتها لكثرة ما سمعت وقرأت عنها وعن عجائبها , وكنت أظنها خارج القاهرة بمسافة شاسعة , وفوجئت بأنها تتراءى للناظر من وسط القاهرة , فهي ليست بعيدة في الصحراء كما توهمت من خلال الصور التي أراها , ولكنها منطقة منزوعة من العمران حتى لا تفقد حضارتها وقيمتها التاريخية السياحية .
    ثم إنها ليست محصورة في مكان واحد بل هي بالعشرات وتمتد في عدة مدن ومناطق من مصر من شماله إلى جنوبه , ولها أشكال مختلفة وعجيبة , لكن أكبرها وأعظمها وأشهرها هي أهرام الجيزة التي هي اليوم من القاهرة , ويستطيع الزائر لمصر أن يتجول لرؤية الأهرام في مناطق مختلفة من مصر فيذهب للصعيد ليراها بكثرة إن شاء , ويرى بقايا الآثار التي تدهش الناظر , وليس لها مثيل في العالم يأسره في كثرتها ورعتها وأعجوبتها .

    ولعل أكثر ما يؤلم المؤرخ والكاتب اليوم أن ينسب الفضل في معرفة الأهرام للغرباء عن مصر لغة وديناً وثقافة . فقد يسال كثير من أبنا الإسلام ببرائة متناهية غريبة !!, هذه الأعجوبة هل عرفها المسلمون الأوائل ؟, وهل اكتشفوها وعرفوا شيئاً من أسراها ؟, وهل ذرعوها وعرفوا مساحتها وأطوالها وحدوها وأماكنها ؟؟ , هل وصفوها وكتبوا عنها ؟؟, أم أن الغرب المحتل هم أول من وصفها وكتب عنها !!.

    والعجب هوا أن الكتب التي تقدم للسائحين غالبها بلغة أجنبية لا تتحدث إلا عن المكتشف فلان والكاتب فلان , وكلهم من غير جلدتنا ولساننا وديننا , حتى يظن الظان أن المصريين والمسلمين قبل مئتين سنة كانوا عمياناً أو عجزة عن معرفة الأهرام , حتى نزل عليهم هؤلاء المخلصون ليبينوا لهم حضارتهم القديمة .
    وللأسف أن كثيراً من الكتاب اليوم يتناسون أن العرب الأوائل كتبوا عنها ووصفوها بكثرة , ولهم أخبار وقصائد في ذلك .

    ولعل كثيراً من الناس لا يدري أن المأمون الخليفة العباسي قد استطاع رجاله وعلماء دولته بناء على طلبه فك لغز الأهرام , وفتحوا مغارة أحدها وهو خوفوا الهرم الكبير , ورأوا الرسوم والنقوش , ورأوا جثة الملك والجواهر والذهب من حوله , وسطر ذلك علماء المسلمين , ولم يكن ذلك سراً لا يعلمه أحد!!.
    ولازالت تلك البنايات الشاهقة الغريبة العجيبة مثار جدال ونقاش من علماء الأثار , وقد سبق علماء المسلمين الغرب في بيان مدى الخلاف فيها , وممن تكلم فيها من علماء المسلمين المؤرخ الشهير (علي بن حسين المسعودي ) , وقد توفي المسعودي سنة (346) , وله رحلات كثيرة للشرق والغرب وأكثر من وصف الأماكن والبلدان , وهو صاحب الكتاب المعروف ( مروج الذهب ) , حيث قال عن الأهرامات وأمرها العجيب : " والأهرام وطولها عظيم، وبنيانها عجيب، عليها أنواع من الكتابات بأقلام الأمم السالفة، والممالك الداثرة، لا يحرى ما تلك الكتابة ولا ما المراد بها، وقد قال مَنْ عنى بتقدير ذرعها: إن مقدار ارتفاع ذهابها في الجو نحو من أربعمائة ذراع، أو كثر، وكلما علا به الصعداء دق ذلك، والعرض نحو ما وصفنا، عليها من الرسوم ما ذكرنا، وإن ذلك علوم وخواص وسحر وأسرار للطبيعة " , ثم أفاض في صفتها وصفة النقوش والكتابات والرسوم في نواحي مصر .

    وأما صاحبنا المسعودي في كتابه الآخر ( أخبار الزمان ) فهو يتحدث عن محاولات ومغامرات اكتشاف أسرار الأهرام في القرون الأولى , والتي يطيل هذا الرحالة في وصف ما فيهامن المغارات والطرق الملتوية المتعرجة والرسوم على الجدران والذهب الهائل الذي يكون في السرير والمراكب والجدران والتماثيل والتوابيت وغير ذلك , وهذه القصص هي التي كان البعض يضعف بها المسعودي لغرابة القصة آنذاك وأعجوبتها وقد عدها بعض الناس في أزمان سابقة من الأساطير والهوس التاريخي , وأما اليوم فهي صور حقيقة مثل التي تعودنا عليها والتي تصور عبر التلفزيون لمكتشفي الأهرامات , ولو نقلت كلامه حرفياً لطالت بنا الصفحات فمن أراده فليرجع إليه .

    وإذا انتقلنا لكاتب رحالة آخر فسنجد أبي الحسن الهروي المتوفى سنة ( 611) , وهي العصور التي كانت أوربا تسميها بعصور الظلام لها , فهو يحدثنا عن مشاهداته , ويذرع بنفسه , ويكتب مذكراته وذكرياته بلغة بديعة , وهو رحالة إسلامي لم يدرك بلداً من بلدان المسلمين إلا دخلها حتى قال عنه ابن خلكان : " إنه لم يترك براً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً من الأماكن التي يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه , ولم يصل إلى موضع إلا كتب خطه في حائطه و ولقد شاهدت ذلك في البلاد التي رايتها مع كثرتها ".

    قال الهروي في كتابه ( الإشارات إلى معرفة الزيارات) ص (41) : " الأهرام , من عجائب الدنيا , وليس على وجه الأرض شرقيها وغربيها عمارة أعجب منها ولا أعظم ولا أرفع , ورأيت بديار مصر أهراماً كثيرة خمسة كبار والباقي صغار , فأما الكبار فاثنان عند الجيزة , واثنان عند قرية يقال لها دهشور , وهرم عند قرية يقال لها (ميدوم ) , وقد اختلفت أقاويل الناس فيها وفيمن بناها وما أريد بها , فمنهم من قال إنها قبور الملوك , ومنهم من قال إنما عملوها خوف الطوفان , ....مساحة كل وجه منها على وجه الأرض أربعمائة ذراع وارتفاعها في الجو يقارب أربعمائة ذراع بذراع العظم ......(وبعد أن ذكر أن المأمون فتح الهرم الأكبر ووصف ما يشاهده الناس اليوم , قال: ) يقول مؤلف هذا الكتاب : دخلت إلى هذا الهرم وصعدت إليه ورأيت هذا الحوض ... ) انتهى المراد من كلامه .

    ثم وصف الهروي بلاد الصعيد وما فيها من العجائب القديمة وذكر أنه شاهد المومياء , وجثث البشر والوحوش المحنطة ووصف جثث الجواري ولعلها اليوم ما يسمى بملكات مصر , ورأى الأموال ونحوها فتذكر قوله قوله تعالى : ( ودمرنا ماكان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) .

    وينتقل الهروي بعد ذلك إلى أكثر قرى الصعيد فيف أثارها ومنها أخميم و أنصنا حتى يصل مكان في الأرض مليء بالآثار كما يقول الغرب اليوم وهي في الجنوب من مصر , وتمتلئ بألوف السياح من شتى أقطار الأرض , فيقول وكلامه هذا في القرن السادس الهجري ص (44) : " مدينة الأقصر : بها من الآثار والقصور والأصنام وصور السباع والدواب مال م أر مثله في بلاد الصعيد ولا في غيرها , وذرعت يد صنم من الحجر المانع فكان من المرفق إلى مفصل الكف سبع أذرع , وكان في يدي سعفة من جريد النخل فعملتها قلماً وكتبت على صدر هذا الصنم : بسم الله الرحمن الرحيم " أولم أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " , وأرخت الكتابة فجاءت من ثدي الصنم إلى ثديه وكتبت تحت هذه الكتابة :
    أين الجبابرة الأكاسرة الأولى ....... كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
    من كل من ضاق الفضاء بجيشه .......حتى ثوى فحواه لحد مطبق
    رحم الله من نظر واعتبر ." انتهى المراد من كلامه رحمه الله .

    وقد عَبّر ياقوت الحموي ( وهو من أشهر أدباء وجغرافي المسلمين ومات في القرن السابع الهجري ) عن عظمة الأهرام وشدة بنائها , وتكلم عن حيرة الناس في حلّ طلاسمها وأعاجيبها فقال في معجم البلدان (5 / 399) : " هي أهرام كثيرة إلا أن المشهور منها اثنان واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جما وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام" .وهذا الكلام في حقيقة بنائها وطريقته وهيئته عَبّر عنه كبير خبراء الآثار المصرية في العالم وهو الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، وقد كان سابقاً مدير آثار الجيزة حيث قال: " إن عدد النظريات العلمية حول الأهرام التي جمعتها المراكز المتخصصة بلغت خمسة ألآلف نظرية !!" , هذه حيرتهم هو ما عين ما عبر عنه الحموي بقوله إنها كالحلم الذي لا يمكن تصديقه ولا تكذيبه , وهذه المعلومات التي نراها في الصحف والمجلات والكتب , والأسماء الغريبة للملوك التي تكاد حروفها تختصم من شدة كونها متضادة في المخارج , وطريقة النطق لكثير من أسماء الرجال والنساء إنما هي نظريات تختلف قوة بعضها عن بعض , وهذه النظريات فرضت نفسها بقوة الإعلام وربما أثبت العلم بطلانها بعد زمن .

    يستمر علماء الإسلام في معرفة قاعدة الهرم وطوله , وقد بينوه منذ فترات طويلة جداً , وهذا يدل على أن علم الآثار من العلوم التي عرفها المسلمون , ولكنهم لم يبالغوا فيها كما يفعله الغرب , ونرى ياقوت الحموي مثلاً يذكر قصة وأسماء غريبة مثل هذه الأسماء التي نقرأها اليوم للملوك الذين بنوا الأهرامات فيقول في قصة طويلة في محاورة مع أحد خبراء الأهرام في العصور القديمة , فيذكر أن ذلك الرجل قال : " قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق مر ببناء افرونيات وقبر لك وقبور لأهل بيتك فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هوجيب الهرم الغربي وبنى لابن هوجيب الهرم المؤزر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطب وغير ذلك مما ينفع ويضر ملخصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا". وهذا النص نقله الحموي من كتب غيره من علماء مصر وهو القضاعي , ضمن قصة طويلة لا تقل في أعجوبتها عما يذكره خبراء الآثار اليوم .

    ومن تتبع كتب البلدان والرحلات للمسلمين منذ القرن الخامس الهجري إلى اليوم سيرى ذكر الأهرام وصفة بنائها حتى قال الحموي " إن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طرا وحلوان وهما قريتان من مصر وأثر ذلك باق إلى الآن ".

    فقد عرف علماء المسلمين أموراً وذلك من خلال النصوص الكثيرة التي نقلوها لنا من خلال مشاهدتهم الخاصة , أو من خلال النقل من الكتب عن غيرهم نذكرها إجمالاً :
    • عرفوا الأهرام وتعدادها وأنها بالعشرات تمتد على شريط النيل حتى تصل إلى أقصى جنوب مصر بل السودان .
    • وعرفوا أيضا أنها مقابر للملوك والعظماء والوزراء , ووصلوا لتوابيتهم واستطاعوا فتحها ورأوا الجثث وكتبوا عن ذلك .
    • وصفوا عظمة بنائها وطريقة هندستها وقاسوا مسافاتها كاملة , فقالوا : " ومن عجائب مصر أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر أعلى ولا أوسع منها طولها في الأرض أربعمائة ذراع في أربعمائة وكذلك علوها أربعمائة ذراع ".
    • وسألوا وبحثوا عن الحجارة من أين جاءت ؟ وكيف حملت ؟.
    • وبحثوا في كتب السابقين عن أخبار الأهرامات ودونوا ذلك بعناية وأمانة .
    • وكتبوا عن أثار مصر من شمالها إلى جنوبها بدقة , غير مبالين بضغط الواقع للعلماء في الأقطار الأخرى البعيدة , وهو الأمر الذي جعل بعض الناس في تلك العصور يكذب ما يقرأ لبعدهم عن المكان وعدم تصورهم عظمة ذلك .
    • ومن جميل وصفهم قول بعضهم : " ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما " .
    • لقد حاول نابليون تفجير أبي الهول بمدافع وطلقات عديدة أثرت في وجهه ولم يشتمه الرحالة الأوربيون لأنه من أبناء دينهم ويتكلم بلغتهم ويعتقد ثقافتهم الهمجية , ولو فعل بعض المسلمين عشر معشار ذلك لقامت الدنيا ولم تقعد عليهم ولصفهم الناس بالرجعيين والمتخلفين وغير ذلك , ولكن المسلمين رأوا أنه لا فائدة ولا مضرة من هدمه , فتركوه شاهداً على أمم سابقة وماضية حيث أنه لم يكن صنماً معبوداً أو إلهاً في غابر الدهر .

    ونعود لياقوت الحموي حيث قال عنهما : " وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي غير مرة إن الذي يتصور في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها إلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين وما سمعت بشيء تعظم عمارته فجئته إلا ورأيته دون صفته إلا الهرمين فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما " , هذا وصف ياقوت قبل ثمانمائة سنة وهو ما ينقدح في قلب كل زائر وسائح اليوم .
    وهكذا وصفها ابن جبير في رحلته المشهورة , ووصفها ابن الوردي في كتابه خريدة العجائب وأطال جداً في وصفها وبقية الآثار وغيرهم كثير ..

    ومن العجائب والطرائف عن اعتقاد قليل من الجهلة في أبي الهول مثلاً ما ذكره الصفدي عن القسطلاني عالم الحديث المصري المتوفى سنة (686) وهو شيخ الحديث بالقاهرة , فقد شاهد في عصره أمراً عجيباً , عند الأهرامات عجباً مثل ذهابهم لأبي الهول وطلبهم منه بعض الحاجات فأذكر كلاماً للصفدي في الوافي بالوفيات :
    " وكان يتوجه إلى أبي الهول الذي عند أهرام مصر، وهو رأس الصنم الذي هناك، ويعلو رأسه ويضربه باللالكة، ويقول: يا أبا الهول، افعل كذا، افعل كذا، لأن جماعة من أهل مصر يزعمون أن الشمس إذا كانت في الحمل وتوجه أحدهم إلى أبي الهول، وبخر _ بشكاعى وباذاورد _ ( قلت وهي من أنواع البخور ) ، ووقف عليه وقال ثلاثاً وثلاثين مرة كلمات يحفظونها، وقال معها: يا أبا الهول افعل كذا، فزعموا أن ذلك يتفق وقوعه، وكان الشيخ قطب الدين يفعل ذلك إهانة لأبي الهول وعكساً لذلك المقصد الفاسد؛ لأن تلك الكلمات ربما تكون تعظيماً له ضرورة." انتهى ما ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات ( 1/205) .

    وما نقلته عن معرفة المسلمين للأهرام إنما هو خواطر , ولو تتبعنا البحث لجاء في صفحات كثيرة جداً , فلا يمكن أن يعيشوا في بلد ثم لا يوجد منهم من يصف البلد وغرائبها وعجائبها وهم سادة التاريخ في العالم اليوم , وهكذا عرف المسلون الأهرام وكتبوا عنها بدون أن يبالغوا أو يجعلوا قولهم هو الحجة القاطعة التي لا تحتمل الخطأ , بل التمسوا الأقوال الأخرى التي نسميها اليوم بالنظريات ودونوها للتاريخ والعظة والعبرة .

    فمعرفة أسرار الأهرام وصفتها ليست قرآناً لا يحتمل الخطأ بلهي عرضة للنقد والتحليل , ثم إن معرفتها أو جهلها لا يضر الناس شيئاً , بل هو من الترف العلمي الذي احتاج الناس إليه اليوم , وهي عند المسلمين من ملح العلم ولطائفه وليست غاية وهدفاً تفنى الأعمار في تحصيله , وربما وجد البعض من الأوربيين فيها هرباً من دينه الذي يعتقده إلى دين غامض لا يدري كنهه ومنتهاه .

    وإذا شارفنا على الانتهاء من موضوع الأهرامات , فندع بعض الوصف للمقريزي الذي توفي سنة (845هـ ) , وهو شيخ مؤرخي مصر والقاهرة , ليصف لنا بعض ما شاهده وسمع به , وأنقل بعض كلامه على طوله ليكون أنيساً للناس وسميراً لهم أن أجدادهم عرفوا خبر هذه الأهرام قبل الغرب الهمجي بمئات السنين .

    يقول المقريزي في المواعظ والإعتبار وهو كتاب يصف فيه القاهرة ومصر , ص ( 1/151) :

    " وأمّا الأهرام المتحدّث عنها فهي: ثلاثة أهرام موضوعة على خط مستقيم بالجيزة قبالة الفسطاط، وبينها مسافات كثيرة وزوايا متقابلة نحو الشرف، واثنان عظيمان جدّاً في قدر واحد، وهما متقاربان ومبنيان بالحجارة البيض، وأما الثالث: فصغير عنهما نحو الربع لكنه مبنيّ بحجارة الصوّان الأحمر المنقط الشديد القوّة والصلابة، ولا يكاد يؤثر فيه الحديد إلا في الزمان الطويل، وتجده صغيراً بالقياس إلى ذينك فإذا أتيت إليه وأفردته بالنظر هالك مرآه وحَير النظر في تأمله .
    وقد سلك في بناء الأهرام، طريق عجيب من الشكل والإتقان، ولذلك صبرت على ممرّ الأيام لا بل على ممرّها صبر الزمان، فإنك إذا تأملتها وجدت الأذهان الشريفة قد استهلكت فيها، والعقول الصافية قد أفرغت عليها مجهودها والأنفس النيرة قد أفاضت عليها أشرف ما عندها، والملكات الهندسية قد أخرجتها إلى الفعل مثالاً في غاية إمكانها، حتى أنها تكاد تحدث عن قوّة قومها، وتخبر عن سيرتهم، وتنطق عن علومهم، وأذهانهم وتترجم عن سيرهم، وأخبارهم، وذلك أن وضعها على شكل مخروط ويبتدئ من قاعدة مربعة، وينتهي إلى نقطة. ومن خواص الشكل المخروط: أن مركز ثقله في وسطه يتساند على نفسه، ويتواقع على ذاته ويتحامل بعضه على بعض، وليس له جهة أخرى يتساقط عليها.

    ومن عجيب وضعه، أنه شكل مربع قد قوبل بزوايا مهاب الرياح الأربع، فإن الريح تنكسر سورتها عند مسامتتها الزاوية، وليست كذلك عندما تلقي السطح.
    وذكر المساح: أنَّ قاعدة كل من الهرمين العظيمين أربعمائة ذراع بالذراع السوداء، وينقطع المخروط في أعلاه عند سطح مساحته عشرة أذرع في مثلها، وذكر أن بعض الرماة رمى سهماً في قطر أحدهما، وفي سمكه فسقط السهم دون نصف المسافة، وذكر أنَّ ذرع سطحها أحد عشر ذراعاً بذراع اليد، وفي أحد هذين الهرمين، مدخل يلجه الناس يفضي بهم إلى مسالك ضيقة وأسراب متنافذة وآبار ومهالك، وغير ذلك على ما يحكيه من يلجه، وإنَّ أناساً كثيرين لهم غرام به وتحيل فيه فيتوغلون في أعماقه، ولا بدّ أن ينتهوا إلى ما يعجزون عن سلوكه.
    وأما المسلوك المطروق كثيراً، فزلاقة تفضي إلى أعلاه، فيوجد فيه بيت مربع فيه ناوس من حجر، وهذا المدخل ليس هو الباب في أصل البناء، إنما هو منقوب نقباً صادف اتفاقاً، وذكر أن المأمون فتحه.
    وحكى من دخله وصعد إلى البيت الذي في أعلاه فلما نزلوا حدّثوا بعظيم ما شاهدوه، وإنه مملوء بالخفافيش وأبوالها وتعظم فيه حتى تكون قدر الحمام، وفيه طاقات وروازن نحو أعلاه كأنها عملت مسالك للريح ومنافذ للضوء بحجارة جافية طول الحجر منها: من عشرة أذرع إلى عشرين ذراعاً، وسمكه من ذراعين إلى ثلاثة أذرع، وعرضه نحو ذلك.

    والعجب كل العجب من وضع الحجر على الحجر بهندام ليس في الإمكان أصح منه بحيث لا نجد بينهما مدخل إبرة ولا خلل شعرة، وبينهما طين لونه الزرقة لا يُدرى ما هو؟ ولا صفته؟ وعلى تلك الحجارة كتابات بالقلم القديم المجهول الذي لم يوجد بديار مصر من يزعم أنه سمع من يعرفه، وهذه الكتابات كثيرة جدّاً حتى لو نقل ما عليها إلى صحف لكانت قدر عشرة آلاف صحيفة، وقرأت في بعض كتب الصابئة القَديمة : أن أحد هذين الهرمين، قبر أعاديمون، والآخر قبر هرمس، ويزعمون أنهما بيتان عظيمان، وأن أعاديمون أقدم وأعظم وإنَّه كان يُحجج إليهما ويُهدى إليهما من أقطار البلاد ..." انتهى المراد من كلام المقريزي باختصار وفي كتابه عموماً وصف عام ماتع لأثار مصر من شمالها لجنوبها .

    وقد أنشد العرب في الأهرامات وشأنها الأشعار , وقد قال بعضهم :
    انظر إلى الهرمين واسمع منهما ... ما يرويان عن الزمان الغابر
    لو ينطقان لخبّرانا بالذي ... فعل الزمان بأوّلٍ وبآخر
    وقال غيره:
    خليلي ما تحت السماء بنيّةٌ ... تناسب في إتقانها هرمي مصر
    بناء يخاف الدهر منه ... وكل على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر
    وقال آخر:
    أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه، ما يومه، ما المصرع ؟
    تتخلّف الآثار عن أصحابها ... حيناً ويدركها الفناء فتصرع


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:37 pm