الواقعون في مكر الله .. ودور العلماء

بداية نقول أنه ليس من حق أي إنسان أن يصادر حق شعب من الشعوب في مقاومة عدوا ن واحتلال من أي قوة عاشمة وهذا المبدأ تقره الشرائع السماوية والأرضية السوية وتقره مواثيق الأمم المتحدة في عصرنا الحاضر رغم كل التحريفات والحيل والاستضعاف الذي تمارسه قوى الهيمنة العظمى لتمرير أهوائها وأهواء من تحب بين الحين والحين كما فعلت في غزو العراق وكما تفعل دوما ومنذ ستين عاما في الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية .
أما ثانيا فإنه لا ينبغي أن تختلط الأمور على البعض في تعاملهم مع الحقائق .. أقول هذا بمناسبة مانعانيه في اليمن ويعانيه إخوة لنا من بلاد العرب والمسلمين تحت تأويلات فاسدة من قبل من مكر الله بهم وأضلوا السبيل .
****
فقد لفت نظري مقالة لأحدهم في شبكة الانترنت عنوانها " الله يلعنكم " وبعد القراءة علمت أن الكاتب يتكلم عن الممكور بهم من الخوارج المنتسبين للقاعدة في اليمن وقد عرضوا على مواقعهم أشرطة فيديو تصور هجمات لهم على مراكز شرطة متواضعة على الطرقات والمثير للغضب والغيرة فيها أنهم يقدمون للهجمة بالتكبير والتهيليل وأناشيد حماسية ودعوات "اللهم سدد رميتهم "والنتيجة أن موقعا من الخشب والصفيح كان يأوي بعض الحراس العاملين في الأمن والشرطة يحترق بقاذفاتهم النارية والدماء تسيل وهؤلاء الفسقة يتراقصون نشوة على ماتمزق من أشلاء و ماسال من دماء وعلى ما أحدثوا من دمار وكأنهم يرقصون على بقايا الصهاينة المحتلين لفلسطين .
****
طبعا هؤلاء الممكور بهم لهم تأويلاتهم الفاسدة لمواجهة هؤلاء الحراس الذين لا دور لهم إلا حماية الطرقات ووقاية الناس من شرور اللصوص وقطاع الطرق وصنوف المجرمين أمثالهم بغير حق حتى يأمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم .. وهؤلاء الخوارج المجرمون المتعطشون لدماء الأبرياء يرون أنهم يحققون البطولات في مواجهة الأعداء بتأويلاتهم تماما كما يفعل الصهاينة ضد أبناء الشعب الفلسطيني ليتحول المجرم إلى ضحية والضحية إلى إرهابي .
****
من حسن حظ الأمة من ناحية ومن خذلا ن الله لهذه الفئة المارقة من ناحية أخرى أنهم ينشرون مايفعلونه على الإعلام ليراه الناس وليراه أول مايراه شيوخهم الذين يظهرون علينا بين الحين والحين يهددون الصهاينة والمستكبرين ثم هم لا يجدون غير المستضعفين المؤمنين كي يمارسوا ضدهم هذه الدموية الإجرامية فتقوم عليهم وعلى شيوخهم الحجة عندالله .
****
أجل قد لا يجد هؤلاء قوة ردع كافية وقد تضعف الأمة في المواجهة لبعض الوقت بالنظر لتعدد الجبهات التي تواجهها ولكن النقمة الإلهية لن تبدأ إلا بهم لأنهم انصرفوا عن قيم الدين السوي عمدا وأضلهم الله على علم ونقضوا عهد الله وميثاقه على مرأى ومسمع من المؤمنين وخالفوا الشريعة ولجأوا إلى التأويلات والمغالطات وفتاوى جهلة ممكور بهم تماما كما يفعل أحبارهم الصهاينة في أرض فلسطين وكما يفعل آباؤهم الغزاة المحتلون في بلاد المسلمين .
فلكي يبرروا فعلتهم لا مانع لديهم من إلباس الضحية صفات المجرم وإلباس المجرم ثياب الضحية واللجوء إلى تبريرات تافهة وباردة وواهية موافقة لأهوائهم مع أن الناقد بصير وقد بينت لنا شريعة الله صفات هؤلاء الممكور بهم مثلما بينت لنا أحكام الجهاد والخروج في سبيل الله وحدوده وتركتنا على محجة بيضاء لا يزيع عنها إلا هالك واقع في مكر الله .
****
الملفت للنظر سكوت العلماء باستثناء أفراد منهم كالقاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني والشيخ العلامة محمد المهدي عن أي موقف شرعي يضاعف الحجة عليهم خصوصا مع من يخدعهم هؤلاء المفتونين القتلة الممكور بهم فأين جمعية العلماء ولجنة المرجعية وغيرهما من تجمعات العلماء من موقف مسئول ومواكب للأحداث؟ .فهؤلاء العلماء عليهم قبل الدولة إشراك الأمة في مواجهة هؤلاء القتلة وتشجيع التطوع أمام الشباب الغيور على دينه ووطنه وأرضه وعرضه في كل منطقة لمواجهة هؤلاء العابثين بالقيم المستهترين بالشعوب بكل أشكال المواجهة الفكرية والدعوية والعسكرية في ظل رعاية الدولة و نصح العلماء العاملين الباغين وجه الله في قولهم وفعلهم والله يقول وقوله الحق " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب