ازدحام أمام مراكز الاستفتاء على انفصال جنوب السودان.. مسئولو الحركة الشعبية يطالبون الجنوبيين بالتصويت لانفصالهم ويهتفون فى القاهرة "معا.. معا للانفصال"

ازدحام أمام مراكز الاستفتاء على انفصال
جنوب السودان.. مسئولو الحركة الشعبية يطالبون الجنوبيين بالتصويت
لانفصالهم ويهتفون فى القاهرة "معا.. معا للانفصال"



الأحد، 9 يناير 2011 - 14:50




ازدحام أمام مراكز الاستفتاء



كتب يوسف أيوب وأكرم سامى








فى مؤشر على قراراهم النهائى بالانفصال فى دولة مستقلة عن السودان
تدافع آلاف الجنوبيين على مراكز الاستفتاء المنتشرة فى ولايات الجنوب منذ
أن فتحت المراكز أبوابها فى الصباح اليوم، الأحد، وهو الحال نفسه الذى تكرر
فى مصر التى شهدت المراكز الثلاثة فى المعادى وعين شمس ومدينة نصر إقبالاً
كبيراً من الجنوبيين المقيمين فى مصر، ممن أعلنوها صراحة لـ"اليوم السابع"
أن تصويتهم لصالح الانفصال كما قال فارمينا ماركويت، ممثل حكومة جنوب
السودان فى القاهرة الذى وقف أمام مركز الاستفتاء فى المعادى ليعلن
للجنوبيين أنه صوت لصالح الانفصال، داعياً الجنوبيين للسير فى الاتجاه
نفسه، واستقبل مئات الجنوبيين فارمينا بالهتافات الجنوبية قائلين "معا..
معا للانفصال"، "ونعم.. نعم للانفصال"، كما رفعوا الأعلام الجنوب سودانية.

وفى القاهرة تدافع مئات الجنوبيين السودانيين منذ صباح اليوم على مركز
الاستفتاء الثلاثة، حيث ازدحمت مركز الاقتراع بالمعادى الجديدة بالناخبين
الذى وصل عددهم فى الساعات الأولى فقط لحوالى 800 ناخب، وعبر البعض من
جنوبى السودان عن استيائهم من سوء التنظيم وضيق المكان المخصص لعملية
الاقتراع فى المعادى، مما أدى إلى نشوب مشاحنات كبيرة بين الناخبين وموظفى
الاقتراع.

وصرح رئيس مركز الاقتراع بالمعادى، دان يومان، لـ"اليوم السابع"، قائلا:
"إن هذا التدافع الشديد لن يحدث غدا، وأن السبب الرئيسى لهذا التزاحم هو أن
اليوم يوم عطلة لمعظم الجنوبيين بالقاهرة والذين يفضلون الذهاب للتصويت فى
اليوم الأول لعملية الاستفتاء".

وفى السياق نفسه أكد يومان على أن عملية الاستفتاء تسير فى جو يسوده الحرية
والنزاهة، ودون أى ضغط من أى طرف، مضيفا بأن الجميع يعبرون عن آرائهم لما
يرونه فى صالحهم وهو إما الوحدة مع الشمال وإما الانفصال.

وقال، جاكوب يوكيد، أحد الناخبين لـ"اليوم السابع": "إن هذا اليوم هو يوم
تاريخى للجنوبيين، وكأننا نحيا من جديد، وأكد عدد كبير من الجنوبيين
لـ"اليوم السابع" أنهم سيصوتون حتما للانفصال نهائيا عن الشمال".

أما فى جوبا عاصمة جنوب السودان أعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء فى
السودان جورج ماكير عن أن كل مراكز الاقتراع فى جنوب السودان فتحت أبوابها
أمام المشاركين فى الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب، مؤكدا أن الإقبال على
الاقتراع كثيف جدا ولم نبلغ بأى شكوى.

أما نائب رئيس مفوضية الاستفتاء شان ريك فقال من جهته: "لا أستطيع أن أعبر
عما نشهده. أنها مشاركة لم نر بكثافتها أبدا فى السابق حتى خلال الانتخابات
الأخيرة التى جرت فى إبريل الماضى"، مشيرا إلى أن مكاتب الاقتراع شهدت
أيضا إقبالاً كثيفاً فى مدينة بنتيو الجنوبية النفطية فى ولاية الوحدة.

أمنيا قال المتحدث باسم الجيش الشعبى لتحرير السودان فيليب اغوير إنه "لم
تحصل أى اشتباكات اليوم فى ولاية الوحدة والوضع هادئ فى كامل جنوب
السودان"، مضيفا أنه لا يملك معلومات فى الوقت الحاضر عن الوضع فى منطقة
آبيى النفطية الواقعة بين الشمال والجنوب التى كان يفترض أن تشهد استفتاء
الأحد أيضا لتقرر ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أو إلى الجنوب، لكن هذا
الاستفتاء أرجئ إلى موعد لاحق لخلافات كبيرة حول من يحق له المشاركة فيه.

وقد بدأ المواطنون فى جنوب السودان بالتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء
بأصواتهم فى الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، إما بالوحدة أو الانفصال عن
الشمال. واستهل رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت التصويت بمركز فى جوبا
يقع بالقرب من مقبرة الراحل جون قرنق دمبيور، مشيدا بـ"اللحظة التاريخية
التى طالما انتظرها الجنوبيون". وقال كير وهو يرفع إصبعه وعلامة الحبر عليه
بعد أن شارك فى الاقتراع "أنها اللحظة التاريخية التى طالما انتظرها شعب
جنوب السودان".

وكان السناتور الأمريكى جون كيرى فى مركز الاقتراع لدى إدلاء كير بصوته،
ومعه أيضا الموفد الأمريكى سكوت جرايشن والممثل الأمريكى جورج كلونى.

وقال كير أيضا "اطلب من جميع الجنوبيين أن يكونوا صبورين فى حال لم يتمكن
أحدهم من المشاركة فى الاقتراع اليوم". من جانبه وصف السناتور الأمريكى جون
كيرى من جوبا الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان الذى بدأ الأحد بأنه
"فصل جديد فى تاريخ السودان".

وكان سلفاكير قد أعلن قبل يوم من الاقتراع تمسكه بالتعايش السلمى بين جنوب
السودان وشماله، وقال "لا بديل عن التعايش السلمى بين الشمال والجنوب ولا
عودة للحرب". مضيفاً أن الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة
جديدة.

وكانت المفوضية القومية للاستفتاء أعلنت أن عملية الاقتراع ستستمر من
الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء فى نحو 300 مركز بجميع ولايات السودان
وخارجه، وذلك طيلة أيام الاستفتاء من اليوم وإلى 15 يناير الجارى، وقال
رئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل فى مؤتمر صحفى أمس إن عدد المسجلين الذين
يحق لهم الإدلاء بأصواتهم بلغ 3.930.916 مواطنا ومواطنة بما فيهم المسجلون
فى مراكز الخارج الذين يبلغ عددهم 60241 مواطنا ومواطنة. وحددت المفوضية
قبول نتيجة الاستفتاء بتجاوز نسبة 60% من عدد المقترعين لأحد الخيارين"،
مشيرا إلى أن المفوضية مسئولة عن إجراءات ونزاهة وشفافية الاستفتاء. وسيتم
إعلان نتيجة الاستفتاء بعد شهر من نهاية التصويت.

من جانبه وصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم، الأحد، عملية
الاستفتاء على انفصال جنوب السودان بأنه حدث "ضخم فى حاضر العرب"، وقال
موسى فى خطاب إمام البرلمان العراقى: "نحن نجتمع صباح يوم التاسع من
(يناير) وهو اليوم الذى يجرى فيه استفتاء فى السودان قد يؤدى إلى انفصال
جنوب السودان عن شماله وهو حدث ضخم فى حاضر العرب".