شارع أمير الجيوش بحى باب الشعرية لن تجد صعوبة فى الوصول الى رقم 40 حيث يقع حمام
الملاطيلى أشهر الحمامات الشعبية فى مصر منذ زمن العثمانيين والذي لازال صامداً فى
وجه الـ Spa والجاكوزي و النوادى الصحية الراقية، اذا ذهبت فى الفترة الصباحية
ستقابلك عادة "أم رأفت" المسئولة عن إدارة الحمام النسائي.
ورغم أن هناك
من المصريين خصوصاً من الأجيال الجديدة ممن لا يعرفون الحمام الشعبي إلا عبر
الأفلام السينمائية القديمة إلا أن حمام الملاطيلى لا يكاد يخلو من زبائنه
!
فلا يزال يستقبل زواره من راغبي الاستحمام أو
العلاج من بعض الأمراض، وكذلك الراغبات في التخسيس والتجميل لتبدأ حركة العمل من
التاسعة صباحاً على مدار 24 ساعة تقريباً.
ومع اقتراب الأعياد والمناسبات التى
عادة ما تأتى معها حفلات الزفاف.. يصبح الحجز داخل حمام الملاطيلى "كامل العدد"!
وهو ما لمسناه عند زيارته بالإضافة لزبائنه من كافة المستويات والطبقات التى لم
تقتصر على فتيات المنطقة والأحياء المجاورة.
حمام العثمانيين
التاسعة والنصف صباحاً كان في استقبالنا "المعلم زينهم" صاحب الحمام والذى عادة لا
يتواجد فى ذلك التوقيت ولكنه وفقاً لكلام أم رأفت هو من يعلم تاريخ الحمام و موضع
كل طوبة به كونه ورث المهنة من أجداده على مدار قرنين من الزمن، وبدايةً سألته عن
تاريخ الحمام، قال: "يعود تاريخ الإنشاء إلى عام 1780م ويقال أنه أنشي في عهد
الوالي العثماني إسماعيل باشا، واشتهر باسم حمام الملاطيلي نسبة إلى جده سيد الملط
الذى اشترى الحمام من العثمانين، لكن تغير اسم الحمام حاليا إلى حمام مرجوش نسبة
إلى الشارع الذي يقع فيه في حي باب الشعرية، ويعمل الحمام فترتين، خصصت الصباحية
للنساء والمسائية للرجال".
وأشار عم زينهم إلى أن هذا الحمام يعتبر الوحيد الذي
لم يتغير معماره إلى الآن ولم تصل له خطط الترميم التى طالت شارع المعز والجمالية
وغيرها من المناطق الأثرية، ليصبح الملاطيلى أخر حمامات مصر القديمة الذي مازال
محتفظ بتقاليده وأهمها الفصل بين السيدات والرجال ونوعية الأدوات التقليدية
المستخدمة ثم البخار المتصاعد في سماء الحمام والذي يساهم في إشعار الزبون بمزيد من
الاسترخاء والراحة.
يستكمل المعلم زينهم أحمد الذي يعمل كفنى تبريد وتكيف
ولكنه يعتبر مهنته الأصلية هي "صاحب الحمام" الذى توارثها عن ولده ويعمل بها الآن
أيضاً ابنه مصطفى الذي يدرس بمجال السياحة، قائلاً :يرجع تاريخ الحمام إلى العصر
العثماني، وكان اسمه فيما قبل "السويدى" نسبة إلى الأمير سويد الذي أمر
بإنشائه..وكما يصف لنا عم زينهم الحمام فعند دخول الزبون يجد قاعة كبرى يقف فيها
(المعلم) أو صاحب المكان الذي يقوم بتحصيل الرسوم حيث يتم بعدها خلع الملابس لتوضع
في دواليب صغيرة يضع فيها الزبون كافة متعلقاته.
ثم تبدأ رحلة الاستمتاع بحمام ساخن بارتداء الزبون
ملابس خاصة والمرور على غرف عدة متدرجة في سخونتها ثم ينتهي إلى قاعة كبيرة توجد
بمنتصفها نافورة للماء الساخن وينبعث منها البخار ويمكن أن يستعين بشخص متخصص في
التدليك على طريقة النوادي الرياضية الحديثة طلباً لمزيد من الراحة
والاسترخاء.
وأشار زينهم إلى أن الحمام ما زال يستخدم الأدوات
التقليدية مثل قطع القماش الخشن والحجر الأحمر التي يتم حك جلد القدمين واليدين بها
لتعطي النعومة المطلوبة لهذا الجلد وذلك بعد مرحلة من غمر الزبون بنوع تقليدي من
الصابون وشطفه بماء غزير.
الفتيات أكثر إقبالاً
أما عن زبائن الحمام فيقول المعلم زينهم، زبائن
الحمام لم تختلف عن الماضي وان كانت الفتيات هن الأكثر إقبالا على المجيء قبل
زفافهن وفى المناسبات المختلفة، كما يأت إلينا زبائن من مختلف محافظات مصر، وقديماً
في الثمانينات كانت تأتى إلينا شخصيات عامة وشهيرة في الحكومة خاصة ليلة الخميس حيث
يأخذون الحمام طوال اليوم.
يستطرد، هناك تطورات كثيرة حدثت لحمام الملاطيلى،
فقديما كان يوجد عدد كبير من العاملين أما اليوم فلا يوجد سوي 4 أفراد يقومان بكافة
المهام، كذلك لم يعد هناك إقبالا علي الحمام من جانب الناس اللذين كانوا يقبلون علي
الحمام للاستحمام والعلاج من بعض الأمراض، مثل الروماتيزم والرطوبة والأملاح وآلام
العظام والفقرات، وهو ما جعل الحمام معروفا باسم ( العلاج الأبكم ) وهو اسم أطلقه
الأتراك علي الحمامات الشعبية لأنها تعالج الإنسان مثل الدكتور لكن دون أن تتكلم..
كما انه أخر الحمامات الشعبية التي عملت بنظام "المستوقد" أو الإشعال بالقمامة.
أسعار مناسبة
أما حمام السيدات فتديره السيدة "أم رأفت" التي ولدت
وعاشت عمرها بأكمله تعمل في حمام الملاطيلى وألحقت بناتها لمساعدتها أيضا فى مهام
الحمام، تقول -أم رأفت- : لم يختلف إقبال النساء علي الحمام إطلاقا، بل إن
البعض يفضلن المجئ إلينا بسبب كفاءة الخدمة و الأسعار المناسبة التي لا تجدها في
صالونات التجميل الكبرى، حيث يتم تجميل العروس وعمل ما تحتاجه من زينة..، وفي
الماضي كان العريس وعروسه يأتيان إلى الحمام يوم زفافهم، فكانت العروس تأتي منذ
الصباح ليتم إعدادها إعدادا كاملا، ويأتي العريس كذلك للاستحمام والحلاقة، وبعدها
تخرج الزفة من أمام باب الحمام وحتى منزل الزوجية وسط دقات الطبول وفرحة
الأهل.
ما يقرب من 16 منهم من تتعامل مع المستحمين ومنهم من تساهم في انتظام العمل
بالحمام... وقديماً كان يأتى إلينا زوجات رجال من الشخصيات الهامة وكانوا يحرصون
على إخفاء صفاتهم والاكتفاء فقط بالإشارة إلى أنهن من علية
القوم.
وأخيرا تقول أم رأفت: ننصح عادة العروس أن تأت قبل
زفافها بيومان على الأقل حتى يتم تجهيزها وبعد ذلك تخرج من الحمام على الراحة
التامة والنوم فقط، كما إنه يوجد أيضا فتاة لرسم الحناء إذ أرادت العروس، وتضيف
قائلة: أكثر التعليقات التي تأت من الحضور تكن في النظافة وكفاءة الخدمة مقارنة
بالأماكن باهظة التكاليف في الخارج! والتي تقدم نفس الخدمات ولكن بمنتجات صناعية لا
تعط النتائج المطلوبة.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ