أربعة أيام.. غيرت مجرى شريان الحياة في مصر.. أربعة أيام حولت خوف وهلع
سنين إلى بسمة على وجوه ملايين المصريين.. أربعة أيام تحول الحلم فيها إلى
حقيقة.. الشريان هو نهر النيل.. والخوف والهلع كان من فيضانه.. والحلم كان
ترويض هذا الثائر فى أيام فيضانه، ببناء السد العالي.
شهد شهر مايو 1964، أهم وأخطر أربعة أيام فى حياة المصريين، وهى الأيام
التى تم خلالها إعلان الانتهاء من بناء المرحلة الأولى للسد العالى، فى
عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذى تحل ذكرى ميلاده الـ 94 اليوم 15
يناير، ومازال نهر عطائه يفيض بالخير الذى بدء فى عهده حتى الآن.
ولأنه ما يقرب من نصف قرن على هذا الحدث العظيم، بحثنا فى كل مكان عن
شاهد عيان، يروى لنا ملامح هذه الفرحة والأيام الأربعة التى غيرت وجه مصر..
وخلال بحثنا توصلنا إلى المهندس سعد نصار، رئيس جمعية "بناة السد"، ليروى
لنا ذكرياته عن هذه الأيام التى لا يجب وصفها بأقل من "مجيدة" لما خلفته من
آثار عظيمة حتى الآن.
بدأ نصار حديثه، قائلاً، إن صلاح التهامى الأب الروحى للسينما
التسجيلية، كان يزور السد العالى، ويسجل التقدم الذى حدث فيه فى أفلام
وثائقية وتسجيلية لحظة بلحظة، ورصد أصعب مرحلة فى المشروع، وهى العمل فى
الأنفاق، حيث وقع بقطاع الأنفاق حوادث كثيرة أثناء عملية بناء السد، وعلى
الرغم من ذلك فإنه لم يكن يؤثر بأى شكل من الأشكال على معنويات العاملين فى
المشروع، وانتهى المشروع فى موعده المقرر له.
ونقل التهامى ما شاهده فى فيلم تسجيلى نادر، حمل عنوان "4 أيام مجيدة".
واستطرد رئيس جمعية "بناة السد" موضحا، أن النسبة الأكبر من تشييد السد
العالى تمت خلال المرحلة الأولى 9 يناير 1960، وتم حفر الأنفاق الـ 6،
الذين ينتهوا بـ 12 فرعًا، وعلى كل نفق يتم تركيب توربينة، أى 12 توربينة،
لتكون بذلك هذه هى أول محطة كهرباء للسد، بعد التحويل وغلق مجرى النهر
تماما، كانت هذه السنة الأولى 1964 فى التحويل بعد غلق مجرى النهر تماما،
التى ستقوم بتأمين مياه الشرب والزراعة.
وأشار نصار، إلى أن جسم السد العالى تم تجهيزه بشكل يسمح بشكل يكون
مهيئا لاستقبال الفيضان حسب الخطة التى كانت مقررة له، وتم حجز 9 مليار
مكعب فى هذا العام، أى بإضافة 4 مليارات عما كان يستطيع حجزه خزان أسوان،
الذى كان يجب أن يتخلص من المياه المحجوزة بداخله، استعدادًا لاستقبال
الفيضان القادم، لأنه كان يقوم بعملية تخزين سنوى بخلاف السد العالى الذى
كان يقوم بتخزين بعيد المدى.
وعن كيفية مشاركته فى مشروع السد منذ بدايته، قال نصار وكله شعور
بالشرف لكونه أحد أعضاء مشروع بحجم "السد"، قال إنه كان فى على أيامنا
نظام تكليف المهندسين بعد التخرج حسب الأولوية التى تراها الحكومة، ووفقا
لأمر تكليفى، قدمت للكلية الحربية لأكون ظابط مهندس، ولم أتردد لأتوجه الى
المشاركة فى بناء السد العالى بعد تكليفى بذلك، وكنت سعيدًا جدا بهذا
التكليف.
أضاف وجدنا حجم عمل كبير، لم يسبق بها عهد، وتم توزيعنا حسب حاجة العمل
داخل موقع السد العالى، سكنت فى عمارة العمدة أنا وزملائى كسكن للعاملين
فى بناء السد، فى ظل إمكانيات محدودة فى هذا الوقت، والآن العمالة المصرية
فقدت قيمتها ومكانتها وسط العالم، والإقبال على تشغيل المصريين قل بكثير عن
السابق. لذلك أطالب الحكومة الاهتمام بمراكز تدريب للعاملين المصريين يكون
مؤهلا وقادرا على المنافسة.
وطلبنا منه توجيه رسالة إلى الشباب، فما كان منه سوى أن قال "مصر
محتاجاكم وانتم عملتوا عمل كبير، قمنا بثورة عظيمة ولم يكن أحد يتوقع
نجاحها وكفاية مليونيات ومظاهرات، ونتجه جميعا للعمل والبناء والإنتاج من
أجل مصلحة مصر ويجب ان نتكاتف لتعويض الايام التى تعطل بها الأعمال".
أما رسالته لحكومة الإنقاذ الوطنى، قال رئيس جمعية "بناة السد": "أطالب
الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء، تدريب الشباب وتوعيته بمستقبل بلده
والتركيز على الصناعة والزراعة، وهناك مشاريع بحاجة الى تدبير الموارد
بالتوفير والإدخار من موارد أخرى، وأطالب الدول، التى قامت بزرع ألغام فى
السابق فى عدد من الأراضى المصرية التى أعاقتنا من الاستفادة من هذه
الأراضى، باقتداء ما فعلته هيئة السد العالى، عندما أنشأت مراكز تدريب
بالتنسيق مع الروسيين الذين ساهموا بشكل كبير فى تهيئة العمالة المصرية فى
تلك الفترة".
» كنوز الفراعنه
» الثقب الاسود
» طفل بطل
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
» البطل عبدالرؤوف عمران
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
» حافظ ابراهيم
» حافظ ابراهيم
» دجاجة القاضي
» اخلاق رسول الله
» يوم العبور في يوم اللا عبور
» من اروع ما قرات عن السجود
» قصه وعبره
» كيف تصنع شعب غبي