alquseyaمنتدى أبناء القوصيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقاقي-اجتماعي-يطمح الى الارتقاء بالقوصيه وتطويرها المنتدى منبر لكل ابناء القوصيه

منتدى ابناء القوصيه يدعو شرفاء اسيوط الى كشف اي تجاوزات تمت من اي من موظفي النظام الفاسد وتشرها في منبرنا الحر
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد خطفت منا مصر مره اخري

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المواضيع الأخيرة

» سيف الدين قطز
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالسبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ

» كنوز الفراعنه
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالسبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ

» الثقب الاسود
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالسبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ

» طفل بطل
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ

» دكتور زاكي الدين احمد حسين
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ

» البطل عبدالرؤوف عمران
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ

» نماذج مشرفه من الجيش المصري
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» دجاجة القاضي
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ

» اخلاق رسول الله
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ

» يوم العبور في يوم اللا عبور
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ

» من اروع ما قرات عن السجود
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ

» قصه وعبره
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ

» كيف تصنع شعب غبي
قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  I_icon_minitimeالخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ


    قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني

    طلعت شرموخ
    طلعت شرموخ
    المدير التنفيذي
    المدير التنفيذي


    عدد المساهمات : 4259
    تاريخ التسجيل : 09/10/2010

    قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  Empty قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني

    مُساهمة من طرف طلعت شرموخ الجمعة مارس 25, 2011 3:34 pm


    حتى لا يظلم هذا الموضوع الذى كتبه دكتور راغب وضعته منفصل عن موضوع تركستان

    برجاء الدعاء لاخواننا واهلنا المسلمين فى كل مكان بالنصر والعزة


    كثيرة هي الأزمات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية في وقتنا الحاضر، ولا
    نكاد نُغلِق ملفًا حتى نفتح آخر، بل لعلنا نفتح عشرات الملفات في آنٍ واحد،
    فالقضية ملتهبة في فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان
    والشيشان.. وهي كذلك ملتهبة في الصين وفي ألمانيا وفي فرنسا وفي الدنمارك..
    قضايانا كثيرة.. وأزماتنا شديدة.. وقد يدفع هذا بعض المسلمين إلى أن
    يقولوا: اتسع الخرق على الراقع. بمعنى أنه لم يعُدْ هناك أمل في الإصلاح،
    ولم تعد هناك فرصة للقيام.. وهذا الإحباط في حقيقة الأمر لا معنى له في
    الإسلام، بل نؤمن أن الله بيده مقاليد السموات والأرض، وأنه لو رأى منا
    صلاحًا واستقامة لأنزل علينا نصره المبين بالطريقة التي يريد، وفي الوقت
    الذي يراه. كما أن دراسة التاريخ أثبتتْ لنا أن مع الصبر نصرًا، وأن مع
    العسر يسرًا، وأن أنوار الفجر لا تأتي إلا بعد أحلك ساعات الليل.

    آثرت أن أبدأ بهذه المقدمة لكي لا يتسرب اليأس إلى قلوب المسلمين ونحن نفتح
    مأساة جديدة من المآسي العديدة التي تتعرض لها أمتنا الآن، وهي مأساة
    المسلمين في منطقة التركستان الشرقية، وتعرُّض الشعب الإسلامي هناك -وهو
    المعروف بشعب الإيجور- لاضطهاد عرقي كبير من السلطات الصينية، وليست هذه هي
    المرة الأولى التي نتحدث فيها عن أزمة المسلمين في الصين، فقد تناولنا
    مشكلة المسلمين في التبت -وهي إحدى المقاطعات الصينية- في مقال سابق تحت
    عنوان "قصة التبت"، ويبدو أننا لن نُغلِق هذه الملفات سريعًا؛ لأن المشكلة
    عميقة الجذور.

    جذور القصة


    تركستان الشرقية
    ولكي نفهم القصة بوضوح لا بد من العودة إلى أصولها، ولا بد من البحث في
    جذورها، ثم لا بد أيضًا من ربط ما يحدث في إقليم التركستان بما حدث في
    إقليم التبت، وبما يحدث في بقية أقاليم الصين؛ لذلك وجدت أنه من المفيد قبل
    أن نخوض في قصة الإيجور وعلاقتهم بالتركستان، لا بد من شرح قصة الإسلام في
    الصين بشكل عام. كما لا بد أن نأخذ فكرة -ولو يسيرة- عن أرض التركستان
    المجاورة للصين، وعن طبيعة شعبها وأرضها.

    التركستان كلمة مكوَّنة من مقطعين وهما "الترك" و"ستان"، وهذا يعني أنها
    أرض الترك، والأتراك من الشعوب الصفراء أبناء يافث بن نوح u، وهم من الشعوب
    الإسلامية الأصيلة التي دخلت في الإسلام مبكرًا، بل ظهر منهم من حمل
    الراية الإسلامية وقاد العالم الإسلامي كله في أكثر من مرحلة من مراحل
    التاريخ.

    الخلط بين العثمانيين والأتراك
    ويخلط كثير من الناس بين كلمة "الأتراك" وكلمة "العثمانيين"، فيعتقد أنهما
    مترادفتان، ولكن الحقيقة أن كل العثمانيين أتراك، ولكن العكس ليس صحيحًا؛
    فهناك الكثير من الأتراك ليسوا عثمانيين، وما العثمانيون إلا فرع محدود من
    قبائل الأتراك العظيمة، والتي ظهر منها رموز خالدة في تاريخنا، أمثال ألب
    أرسلان السلجوقي، وعماد الدين زنكي، ونور الدين محمود، وأحمد بن طولون،
    وغيرهم وغيرهم.

    فالأتراك هم الشعوب التي تعيش في منطقة وسط آسيا وجبال القوقاز وحول بحر
    قزوين، وقد هاجر بعضها إلى أماكن بعيدة، كالعثمانيين الذين هاجروا إلى آسيا
    الصغرى (تركيا الآن)، ولكن الجميع ما زال يحتفظ بجذوره التركية الأصيلة،
    ولعل هذا يوضِّح لنا تفاعل الشعب التركي -على وجه الخصوص- مع قضية المسلمين
    في الصين؛ وذلك لاتفاق الجذور العرقية معهم، فضلاً عن العاطفة الإسلامية
    المتزايدة في تركيا في ظل وجود الزعيم الإسلامي الموفَّق أردوجان.

    يُقسِّم المؤرخون أرض الترك إلى قسمين كبيرين هما التركستان الشرقية (وهي
    الواقعة داخل الأراضي الصينية الآن)، والتركستان الغربية وهي مساحات شاسعة
    جدًّا من الأرض تضم بين طياتها الآن عدة دول هي كازاخستان وأوزبكستان
    والتركمنستان وقيرغيزستان وطاجكستان، وأجزاء من أفغانستان، وكذلك أجزاء من
    إيران، إضافةً إلى الشيشان وداغستان الواقعتيْن تحت الاحتلال الروسي.

    دخول الإسلام تركستان
    وقد وصل الإسلام قديمًا جدًّا في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي
    الله عنهما إلى التركستان الغربية، ودخلت هذه الشعوب في دين الله أفواجًا،
    ومن التركستان الغربية انتقلت قوافل الدعاة والتجار إلى منطقة التركستان
    الشرقية، وكذلك إلى الصين، ودخل عدد من هؤلاء في الدين الإسلامي.

    وفي عهد الخلافة الأموية وصل عدد البَعثات الإسلامية المرسلة إلى الصين إلى
    16 بعثة تدعوهم إلى الله U، ثم حدث التطور النوعي والنقلة الهائلة عندما
    وصلت جيوش المسلمين الفاتحين بقيادة القائد المسلم الفذّ قتيبة بن مسلم
    الباهليّ إلى التركستان الشرقية، ليفتحها بإذن الله، ويدخل عاصمتها كاشغر،
    وليتعرف أهل البلاد -وهم من الإيجور الأتراك- على الإسلام من قرب، ثم
    يسارعوا في الدخول إلى دين الله؛ لتصبح منطقة التركستان الشرقية إقليمًا
    إسلاميًّا خالصًا، وكان هذا الفتح العظيم في سنة 96هـ/ 714م في أواخر أيام
    الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.

    ومن هذا الإقليم المسلم بدأت قوافل الدعاة تتحرك في المنطقة، فدخلت جنوبًا
    إلى إقليم التبت، وبدأ أهل التبت يتعرفون على الإسلام ويعتنقونه، بل أرسلوا
    إلى والي خراسان الجرَّاح بن عبد الله في زمن الخليفة الأمويّ العظيم عمر
    بن عبد العزيز يطلبون إرسال الفقهاء إلى التبت لتعليمهم الإسلام.

    ومن إقليم التركستان الشرقية كذلك انتقلت وفود الدعاة إلى الصين؛ مما زاد
    من عدد المسلمين في داخل الصين، إضافةً إلى 12 بعثة إسلامية أرسلتهم
    الخلافة العباسية؛ مما أدى إلى تعريف الناس بالإسلام بشكل أكبر.

    والجدير بالذكر أنه في هذه المراحل الأولى كان يتعايش المسلمون في المجتمع
    الصيني أو في التبت مع البوذيين والديانات الأخرى بشكل سلميّ دون مشاكل
    دينية أو سياسية، كما كان يُحسِن المسلمون في إقليم التركستان الشرقية إلى
    الأعداد الكبيرة من الوثنيين الذين كانوا يعيشون معهم في نفس الإقليم من
    منطلق القاعدة الإسلامية الأصيلة "لا إكراه في الدين".
    طلعت شرموخ
    طلعت شرموخ
    المدير التنفيذي
    المدير التنفيذي


    عدد المساهمات : 4259
    تاريخ التسجيل : 09/10/2010

    قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  Empty رد: قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني

    مُساهمة من طرف طلعت شرموخ الجمعة مارس 25, 2011 4:13 pm

    إسلام ستوق بغراخان وانتشار الإسلام

    وفي سنة 323هـ/ 943م حدثت طفرة هائلة في إقليم
    التركستان الشرقية عندما أسلم "ستوق بغراخان خاقان" زعيم القبيلة
    القراخانية الإيجورية التركية، وبإسلام هذا الرجل العظيم دخلت في الإسلام
    أكثر من مائتي ألف عائلة تركية، مما يعني أكثر من مليون إنسان في لحظة
    واحدة! وهو يُذكِّرنا بموقف الصحابي الجليل سعد بن معاذ t عندما أسلمت
    الأوس بإسلامه.
    قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  6347_image004دولة التركستان الشرقيةقويت
    بذلك دولة التركستان الشرقية جدًّا، وبدأت في الارتقاء الحضاري المتميز،
    وزاد الأمر قوة في عهد حفيد ستوق، وهو هارون بغراخان، الذي تلقب بشهاب
    الدولة، وكذلك بظهير الدعوة، وقد أوقف خُمس الأراضي الزراعية لإنشاء
    المدارس لتعليم الإسلام، وأكثر من ذلك فقد كتب اللغة التركستانية -وكذلك
    اللهجة الإيجورية- بالحروف العربية، وكان هذا تقدمًا عظيمًا في تمسك أهل
    التركستان بالإسلام، حيث أصبحت قراءة القرآن والأحاديث النبوية والمراجع
    الإسلامية متيسرة لهم بشكل أكبر.
    وفي سنة 435هـ/ 1043م استطاع الإيجوريون إقناع عشرة آلاف عائلة من عائلات
    القرغيز الأتراك بدخول الإسلام، وكانت إضافةً قوية جدًّا لدولة التركستان،
    وكانت دولة التركستان في ذلك الوقت تخطب للخليفة العباسي القادر بالله على
    منابر المساجد، وضربوا العملة باسمه، مع أنه لم يكن له سيطرة فعليَّة على
    البلاد، ولكنهم كانوا يفعلون ذلك من منطلق إسلامي، ورغبة في توحيد الصف
    المسلم.
    الاجتياح التتري

    قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  6347_image005الاجتياح التتري
    ظل الأمر كذلك حتى ابتُلِي العالم بمصيبة كبرى وهي الطاغية المغولي جنكيز
    خان سنة 603هـ/ 1206م، وقد توسع بسرعة رهيبة في البلاد المحيطة، وذلك
    انطلاقًا من منغوليا، وقد تلقت التركستان الشرقية الصدمة التترية الأولى،
    وحدثت فيها عدة مذابح، ودخلت بسرعة في سلطان التتار، خاصةً أن العالم
    الإسلامي بشكل عام كان يعاني من الضعف الشديد.
    وعندما مات جنكيز خان حدثت بعض الصراعات بين أتباعه، وانتهى الأمر إلى
    تقسيم مملكة التتار الواسعة إلى أجزاء عدة، وما يهمنا الآن من هذه الأجزاء
    جزآن؛ أما الجزء الأول فهو الذي يضم منغوليا والتركستان الشرقية،
    وكان على رأسه "أريق بوقا"، وهو من أسرة أوكيتاي المغولي، وهذا الجزء يضم
    دولة التركستان الشرقية بكاملها، وقد تحسنت علاقة التتر بالمسلمين مع مرور
    الوقت، بل وصل الأمر إلى أن اعتنق أحد زعمائهم وهو "طرما تشيبرين" الإسلام،
    وبالتالي دخلت أعداد كبيرة من المغول في دين الإسلام، وهو من العجائب في
    التاريخ حيث يدخل المحتلون القاهرون في دين المستضعفين المهزومين، وهذه
    عظمة الإسلام وقوة حجته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
    وكان هذا التحول إلى الإسلام في سنة 722هـ/ 1322م.
    وبالمناسبة فهذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها المغول إلى الإسلام، فقد دخل قبل ذلك أحد زعمائهم الكبار وهو بركة خان إلى الإسلام، وأسلمت معه قبيلته المعروفة بالقبيلة الذهبية، وكانوا يعيشون في منطقة القوقاز في وسط آسيا.
    مسلمو الصين وأسرتا قوبيلاي

    قصة الإسلام في الصين بقلم د. راغب السرجاني  Image006%282%29

    قوبيلاي
    ومنغ

    أما الجزء الثاني
    الذي له علاقة بقصتنا فهو منطقة الصين، حيث دخلت في حكم قوبيلاي بن تولوي
    المغولي، الذي جعل عاصمته في مدينة خان باليغ الصينية، والتي صارت بكين بعد
    ذلك. ومن العجيب أن هذه الدولة كانت تقدِّر المسلمين جدًّا وتحترمهم، مع
    أن جيوش التتار ذبحت قبل ذلك ملايين المسلمين في البلاد الإسلامية، لكن
    أسرة قوبيلاي في الصين كانت تتعامل مع المسلمين الصينيين أرقى معاملة لما
    تميزوا به من الكفاءة والأمانة وحسن الأخلاق والقدرة على الإدارة؛ مما دفع
    أسرة قوبيلاي إلى استخدام المسلمين في الولايات العامة وفي المناصب الكبرى،
    ولم يكن بالضرورة أن يستخدموا المسلمين من أبناء الصين، بل كانوا يستعملون
    أيضًا المسلمين القادمين من التركستان الشرقية أو الغربية، ووصل الأمر في
    بعض الأحيان إلى أن القادة المسلمين كانوا يحكمون 8 ولايات من أصل 12 ولاية
    تتكون منها الصين آنذاك! ومن أشهر المسلمين نفوذًا في هذه الحقبة "شمس
    الدين عمر" الذي ترقى من كونه ضابطًا بالجيش المغولي الحاكم للصين إلى حاكم
    عسكري لمدينة تاي يوان، ثم مدينة بنيانغ، ثم صار قاضيًا في مدينة بكين، ثم
    حاكمًا لمدينة بكين العاصمة! وقد اهتم هذا الحاكم المسلم بإنشاء عدد كبير
    من المدارس والمعاهد الدينية في الصين، ولعل أكثر المساجد الموجودة الآن في
    الصين قد أسِّست في "العهد المغولي"، وذلك في ظل المكانة المرموقة التي
    كان يتمتع بها المسلمون.
    ظلت أسرة قوبيلاي المغولية تحكم الصين حتى سنة 770هـ/ 1368م حين سقطت هذه
    الأسرة على يد أسرة صينية شهيرة هي "أسرة منغ"، والذي امتد نفوذها خارج
    الصين ليصل إلى تركستان الشرقية، التي كانت في حوزة المغول من أسرة
    أوكيتاي.
    وعلى الرغم من التغير الاستراتيجي الكبير الذي حدث بانتقال الحكم من المغول
    إلى الصينيين إلا أن وضع المسلمين في دولة الصين، وكذلك في دولة التركستان
    الشرقية ظل متميزًا؛ حيث سارت أسرة منغ على نفس طريق أسرة قوبيلاي
    المغولية، وقدَّموا المسلمين البارزين علميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا إلى
    المراكز المرموقة في الدولة، وظل هذا الوضع إلى سنة 1052هـ/ 1642م.
    اضطهاد المسلمين في عهد المانشوريين

    لكن في سنة 1052هـ/ 1642م سقطت دولة منغ لتقوم مكانها
    دولة صينية جديدة تحت قيادة عائلة مانشو Manchu، وهي المعروفة بالأسرة
    المانشورية، لتمارس أسلوبًا جديدًا في التعامل مع المسلمين، وهو أسلوب
    الصدام والصراع؛ فقد خشي المانشوريون من نفوذ المسلمين، فبدءوا في اضطهادهم
    وقمعهم، وزاد الأمر خطورة عند اكتشاف محاولة لإعادة أحد أمراء أسرة منغ
    إلى الحكم بمساعدة المسلمين، وذلك في سنة 1058هـ/ 1648م؛ مما أدى إلى تصعيد
    خطير من الأسرة المانشورية، وقامت بقتل خمسة آلاف مسلم، وامتد هذا التوتر
    وبشكل أكبر إلى ولاية كانسو، وهي إحدى الولايات القريبة من التركستان
    الشرقية، والتي تتميز بكثرة إسلامية.
    حاولت أسرة مانشو عدة مرات أن تحتل إقليم التركستان الشرقية، الذي عاد
    إسلاميًّا صِرفًا بعد إسلام المغول، ليضم بين جنباته المسلمين من المغول
    والإيجور الأتراك، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل في البداية، إلى أن نجحت
    الأسرة المانشورية في احتلال التركستان الشرقية سنة 1172هـ/ 1759م، وقد
    دام هذا الاحتلال عدة عشرات من السنين، ولكن تحرر لفترة قصيرة ليقيم
    الأتراك حكمًا إسلاميًّا هناك لمدة 13 سنة، ولكن سقط مجددًا تحت الاحتلال
    الصيني، وذلك بمساعدة الإنجليز، وهذا في سنة 1292هـ/ 1876م، وقد قامت
    الأسرة المانشورية فورًا بتغيير اسم التركستان الشرقية إلى إقليم "سنكيانج"
    أي المقاطعة الجديدة؛ في محاولةٍ لطمس الهوية الإسلامية، ومحو التاريخ
    العربي لهذا الإقليم.
    ولقد قامت الأسرة المانشورية بإجراءات قمعية كبيرة جدًّا في إقليم
    التركستان الشرقية، وعيَّنتْ حاكمًا مسلمًا عميلاً لها على الإقليم كان أشد
    ضراوةً على السكان من الصينيين أنفسهم، لكنها في نفس الوقت لم تمارس هذا
    الضغط بشكل عنيف في الصين نفسها، بل حاولت تهدئة الأمور مع المسلمين، ولكن
    دون أن تسمح لهم بحرية كبيرة في التعريف بدينهم، ولقد حاول السلطان عبد الحميد الثاني
    رحمه الله -الخليفة العثماني المشهور- أن يُجرِي علاقات مع المسلمين في
    الصين، وأرسل لهم عدة بَعثات دينية، ولكن هذه البعثات قوبلت بالمقاومة من
    الحكومة الصينية؛ مما قلَّص من أعمالها ونتائجها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:09 pm