جنون افتتاح المحلات..استفزاز لمشاعر البسطاء وكله على حساب "الزبون"محيط ـ عادل عبد الرحيم
ظاهرة مثيرة للدهشة يلاحظها كل من يتجول في شوارع المحروسة ليلا، تتمثل في وجود إضاءة مبهرة تخطف الأبصار وسماعات عملاق تصم الآذان إلى جانب عدد من البالونات الضخمة تصيب حركة المرور بالشلل التام.وحين تستفسر عن أسباب كل هذه المراسم الأسطورية ستكون الإجابة واحدة دائما، افتتاح محل شنط وأحذية جديد، أو متجر لبيع فساتين الزفاف، ليس هذا فحسب بل أن إخواننا الجزارين، القاسية قلوبهم على جيوب الغلابة، دخلوا حلبة اللعب، والأمر لا يخلو أيضا من افتتاح مقلة لب وسوداني.
فلا يكاد يخلو شارع كبيرا كان أو صغير من حفل افتتاح لأحد المحلات، وبطبيعة الأحوال تشتعل المنافسة إلى حد الاحتراق بين أصحاب المحال المتجاورة، فحين يستخدم المحل الأول 4 سماعات و5 بالونات و2000 لمبة على سبيل المثال، فإن المحل الذي يليه يريد أن يتفوق على سابقه ليكون هو حديث الكل، وهنا لا يمانع في إنفاق ضعف ما صرفه منافسه على حفل الافتتاح هذا.وبلغة الأرقام ومن واقع أسعار مظاهر الاحتفال هذه فإنه يتكلف ما لا يقل عن 10 ألف جنيه خلال الساعة الواحدة تتوزع ما بين قيمة استهلاك مولدات الكهرباء الهائلة ورسوم استئجار البالونات والعرائس الكبيرة والـ"دي جي" الصاخب، علما بأن بعض المتاجر تستمر احتفالاتها لأكثر من ليلتين، هذا طبعا بخلاف أجر مهندس الحفلة الذي يتقاضى حوالي 5 آلاف جنيه نظير إشرافه على التنظيم.
كما أن بعض "مهاويس" حفلات الافتتاح يقوم باستئجار أحد المشاهير سواء مطرب أو حتى راقصة ليقوم بمباركة المحل وقص شريط الافتتاح وهذا طبعا له تسعيرة مختلفة ترفع من قيمة تكاليف "المولد".وقد التقطت عدسة شبكة الإعلام العربية "محيط" عدة لقطات من حفلات الافتتاح هذه والتي توضح مدى السفه والتبذير في الإنفاق، وغني عن القول أن فاتورة هذه التكاليف ستضاف إلى أسعار السلع مما يفاقم كوارث اشتعال الأسعار ويزيد من معاناة محدودي الدخل الذين يعجزون حتى عن "الفرجة" على هذه السلع المعروضة في واجهات المحال.
وقد لوحظ الزيادة المطردة في حفلات الافتتاح هذه الأيام بالذات مع اقتراب الأعياد، وحتى المحال القديمة تلجأ لعمل تجديدات حتى لو طفيفة ليتثنى لها تذكير "الزبائن" بها أو لمجاراة المحلات الجديدة في مهرجانات الاحتفالات هذه، وقد ينطوي الأمر في معظم الأحوال على رفع أسعار السلع المباعة لتعويض هذه النفقات.وقديما كانت مراسم الاحتفال هذه محدودة وكان أصحاب المتاجر يستعيضون عن بذخ الإنفاق بمنح تنزيلات وخصومات على قيمة المشتريات كما كانت هناك هدايا عينية ومادية توزع على المارة والزبائن وكان لها أثر لا ينسى في نفوس المواطنين، أما الآن وفي ظل مفاهيم ابتلاع المواطنين وتنفيض جيوبهم، باتت "الفشخرة" أولى من الزبون نفسه، ويكفينا شرف الفرجة.
جنون الافتتاح |
جنون الافتتاح |
جنون الافتتاح |
جنون الافتتاح |
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ