زيت الكاهن
هناك مادة أخرى غريبة أخذت ضجة في أوساط الباحثين عن الثراء السريع بالإحتيال و النصب ولكن ضجتها تتلاشى أمام ضجة أمبولات الزئبق الفرعونى وهذه المادة يسمونها (زيت الكاهن)و يقولون أنها توجد في قارورة زجاجية أسفل رأس مومياء كاهن مدفون في مقبرة فرعونية ، و يقدلر حجمها بزجاجة الدواء السائل ، وبها زيت سحرى اخترعه كهنة مصر القديمة و يباع أيضاً بالجرامات ولكن ثمنه ليس كمثل ثمن الزئبق الفرعوني إلا أنه يبقى مرتفع الثمن ، و يقال أن المشايخ من الدجالين يستخدمونه في علاج حالات البرص والجذام و أمراض الروماتيزم و الروماتويد و آلام المفاصل عن طريق دهن جسد المريض كله أو الجزء المصاب فقط بقطرة صغيرة من هذا الزيت فيعود المريض سليماً معافى كما يستخدم فى علاج أمراض الثعلبة (وجود مناطق خالية من الشعر فى الرأس ) و حالات تساقط الشعر الأخرى فيعود شعر الرأس لنموه الطبيعي.
- تعقيب
من الطريف في هذا الموضوع أن كهنة مصر القديمة كانوا صلع الرؤوس تماماً وفقاً لقواعد عملهم في الكهانة على خلاف باقي كهنة الحضارات القديمة الذين كانوا يرسلون شعورهم لأكثر من متر ، كما أن معظم الرجال في مصر القديمة كانوا صلع الرؤوس أيضاً !، فإن كانت الغاية من هذه المادة علاج الأمراض الجلدية أو علاج تساقط الشعر عند السيدات فلماذا لا نقول أنها مادة طبيعية مركبة من مجموعة من الأعشاب والمواد الطبيعية كتلك التي أستخدمها المصريون القدماء في التحنيط ولكن بنسب معينة لم يعرفها غيرهم على غرار العطارين و بائعي الأعشاب فى كل عصر و زمان ؟! و لماذا يربطها هؤلاء المحتالين بالسحر و يقولون أنها مادة سحرية مسخر عليها جان و لا يستخدمها إلا ساحر أو دجال؟ ، الإجابة هنا تكمن في أنهم يرغبون في الإحتيال من وراء ذلك والنصب على السذج والجهلة من الناس وما أكثرهم.
قصة من الواقع
وقعت أحداث تلك القصة في مصر لرجل أعمال في غاية الثراء وله شهرة واسعة يدعى شاكر (50 سنة)حيث كان ضحية لنصب واحتيال دجالين أصغى إليهم وصدق كلامهم وسار على خطواتهم فطمعه فى زيادة أمواله أعماه عن أي حكم عقلي أو حتى ديني ،ففي أحد الأيام أتاه أحد الأشخاص وعرفه على نفسه قائلاً :"أنا فلان من إحدى محافظات الصعيد ، و لي خبرة كبيرة فى تنزيل أموال طائلة و سرقتها من بنوك سويسرا و أوروبا بواسطة الزئبق الأحمر وعن طريق إطعام الجن من ذلك الزئبق فيلبي الجن ما نريد ويحضر لنا ما نشاء من مليارات الدولارات ولكنني لا أملك ثمن أمبول زئبق أحمر كنت قد شاهدته مع أحد الناس بعد أن استخرجه من مقبرة فرعونية و يعرضه للبيع الآن وأريد أن تشتريه بمالك الخاص حتى نحقق منه مرادنا "، جاء هذا القول من الدجال بعد أن زادت معرفته بشاكر وعرف أنه يرغب كثيراً في البحث عن الكنوز و الزئبق الفرعوني بوجه خاص ، انطلت خدعة الدجال على (شاكر)وذهب الإثنان لشراء أمبول الزئبق الأحمر من صاحبه و بعد أن ماطل في بيعه كثيراً مع تأكيد الدجال لـ(شاكر )بأنها فرصة لن تتكرر فالزئبق نادر وجوده و ينبغى شراءه بأى ثمن وبالفعل تم شراء الأمبول بمبلغ 15 مليون دولار دفعها (شاكر)وهو في قمة السعادة ثم أخذ الدجال هذا الأمبول و ذهب مع (شاكر)إلى فيلته و طلب هناك أن يحضر له فتاة شابة ليضاجعها الجن ولممارسة باقي عملية تسخيره ثم إطعامه بالزئبق الأحمر وعندها ستنزل مليارات الدولارات وتصبح أمام عيني (شاكر)و في قبضة يده ، و بالفعل حقق (شاكر) للدجال كل ما يريد و أغدق عليه المأكولات الفاخرة و المشروبات الروحية ، واستمر هذا الأمر لمدة شهر كامل ، تنعم فيها الدجال بكل وسائل الرفاهية والمتعة مع الحسان من فتيات الليل داخل فيلا "شاكر بيه"، و بعد مرور الشهر المقرر والذي مارس خلالهالدجال شعوذته وأساليب خداعه ، قال الدجال لـ(شاكر)أنه تم بالفعل تنزيل مليارات الدولارات وهي الآن في مكان مهجور بإحدى الصحارى و عليهما أن يذهبا لرؤيتها و تحصينها من السرقة مرة أخرى بواسطة الجن !، و بالفعل ذهب الإثنان لذلك المكان ومعهم سيارات وعمال و الحرس الخاص بـ(شاكر)وقام العمال بحفر حفرة كبيرة بعد أن هام الدجال على وجهه في الصحراء ليعثر على مكان الحفر الأساسي ،ثم ظهرت كرتونات ورقية واحدة تلو الأخرى فى هذا المكان وعندما فتح الدجال إحداها وجدها مليئة بحزم من الدولارات وفرح (شاكر) كثيراً و لكن فرحته لم تتم لأن سيارات الشرطة أقتحمت عليهم المكان فهرب الجميع وتركوا كرتونات النقود !
- كشف الخدعة
طبعاً ما حدث من أول الحكاية هو سلسلة ألاعيب قام بها الدجال و أعوانه لخداع (شاكر )وأولها شراء أمبول الزئبق فلم يكن هذا زئبقاً فرعونياً كما أوهم الدجال (شاكر ) لأنه لا يوجد زئبق فرعوني أصلاً، و ثانياً :مما يشاع عن الزئبق الفرعوني أنه يتواجد في المقابر الملكية فقط ليقوم بدوره فى حفظ مومياء الملك و كنوزه من السرقة بواسطة حماية من الجن المرصود عليه مع العلم إنه لم يتم العثور على مثل ذلك الشيء فى أى مقبرة ملكية تم فتحها بواسطة هيئة الآثار مثل مقبرة (توت عنخ آمون ) أو غيرها أو حتى بواسطة لصوص الآثار و لم يذكر عن الزئبق أي شئ فى برديات و نصوص الفراعنة التي أحتوت على تعاويذهم وطقوسهم ، وحتى إن عثر عليه في مقبرة فرعونية ملكية فلماذا يحتفظ به اللص منفرداً عن باقي كنوز الملك ؟!فمعنى ذلك أن تاجر الآثار الذي أشترى كنوز ذلك الملك لم ينتبه لوجود زئبق في المقبرة ولم يسأل عنه حتى و المعروف أن كل تجار الآثار و الناس أصبحوا الآن مهووسين بالبحث عن الزئبق الفرعوني وكان من باب أولى أن يبيعه – الذي عثر عليه – مع باقى الكنوز التى باعها للتاجر بدلاً من البحث عن تاجر غيره و المخاطرة بهذا "الشيء الثمين"إذ ربما يُسرق منه أو تداهمه الشرطة فيخسره و يخسر كل ما لديه و ما نريد توضيحه هنا أنه لا يوجد أصلاً ما يسمى (زئبق فرعوني)أحمر أو أسود أو فستقي وإنما ما يتم العثور عليه هو زئبق طبي عادي كالذي يوجد في أجهزة الترمومتر و أجهزة قياس الضغط وكانت هذه أول خدعة الدجال لـ(شاكر) فنهب منه –هو و رفيقه– مبلغ 15 مليون دولار و لكن الدجال وجد (شاكر)محصن مع حرسه الخاص فلم يستطيع الهروب و الإفلات منه فقرر الإستمرار فى خداعه حتى تواتيه فرصة الهروب دون أن يناله أذى وبالفعل قام الدجال بتحقيق رغبته فبعد أن تمتع بكل وسائل الرفاهية والمتع الجنسية فى فيلا (شاكر)أخذه لمكان في الصحراء و جعله يرى كرتونات بها دولارات ولم تكن هذه الدولارات تتعدى بضعة دولارات حقيقية فى أعلى الكرتونات و باقى الدولارات عبارة عن أوراق بيضاء و قام معاونوا الدجال ممن يرتدون زى رجال الشرطة و يحملون الأسلحة بمداهمة الموقع قبل أن يتفحص (شاكر)محتويات هذه الكرتونات وهدد أفراد الشرطة المزيفين أعوان الدجال بتهديد (شاكر )و رفاقه من مسافة تسمح للجميع بالهرب حتى لا يشتكبوا مع حراس (شاكر)بالأسلحة.أو يقبضوا على الجميع ثم يتحيروا فى أي مكان ينزلونهم . و لكن ما سيستقر فى عقل (شاكر) الآن أن الشرطة هى التي حالت دون حصوله على كرتونات الدولارات وأن الهروب كان خير وسيلة للهروب من الموت أو السجن و لن يشك إطلاقاً فى أمر الدجال ، طبعاً بعد أن فر الجميع عاد الدجال الذي كان يختبئ فى أحد الأماكن القريبة ولم ينتبه (شاكر)له ثم أخذ الدجال و أعوانه الكرتونات و وضعوها فى السيارات لإخفاء أى أثر لها تحسباً لعودة (شاكر ) للبحث مرة أخرى فى المكان وإكتشافه للأوراق البيضاء .
- القبض على الدجال
بعد عام تم القبض على هذا الدجال في حادثة مماثلة ولكن من قبل رجال شرطة حقيقين هذه المرة وأودع في السجن وهكذ عرف (شاكر )أخيراً أن ذلك الدجال استمر في خدعه على نحو عام كامل بعد أن رأى صورته و اسمه منشوران في الصحف الرسمية ، صمت (شاكر )والغيظ يتملكه أكثر و أكثر مما حدث له فكيف يخدعه دجال مارق بكل هذه الوسائل وهو إنسان متعلم وتاجر كبير ؟!
حجر الفلاسفة- هدف مزاولة الخيمياء
هو مادة اسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفلزات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة. ان اصل هذا المصطلح هو في علم الخيمياء الذي بدأ في مصر القديمة ولكن فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى (كالذهب أو الفضة) تعود إلى كتابات الخيميائي العربي جابر بن حيان. قام ابن حيان بتحليل خواص العناصر الاربعة بحسب أرسطو قائلا بوجود اربعة خواص أساسية الحر والبرودة والجفاف والرطوبة. وقد اعتبر النار حارة وجافة أما التراب فبارد وجاف بينما الماء بارد ورطب والهواء حار و رطب. فذهب إلى القول ان المعادن هي خليط من هذه العناصر الاربعة اثنان منهما داخليا واثنان خارجيا. ومن فرضيته تلك تم الاستنتاج ان تحويل معدن إلى اخر ممكن من خلال اعادة ترتيب هذه الخواص الأساسية. ان هذا التحول، بحسب اعتقاد الخيميائيين، سيكون بواسطة مادة سموها الاكسير. وقد قال البعض ان الاكسير هو مسحوق احمر لحجر اسطوري - حجر الفلاسفة.
- يعتقد البعض ان ابن حيان قد استمد مفهومه لحجر الفلاسفة من معرفته بامكانية اخفاء المعادن كالذهب والفضة في أشابات واستخراجها منها لاحقا بمعالجة كيماوية. كما كان ابن حيان مخترع الماء الملكي (مزيج من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك)أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب (ولا يزال قيد الاستعمال لتنظيف الذهب).
- اعتقد الأقدمون ان الذهب فلز لا يصدأ ولا يفقد بريقه أو يفسد. وبما ان حجر الفلاسفة تحول معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد استنتجوا انه يستطيع منح الإنسان المخلوق الفاني الخلود. وقد ساد هذا الاعتقاد في القرون الوسطى بالذات، وبقي الايمان بحجر الفلاسفة سائداً إلى ان قام أنطوان لافوازييه باعادة تعريف العنصر الكيميائي.
وأخيراً ...لكل عصر أساطيره فمثلما كان حجر الفلاسفة أو إكسير الحياة أسطورة تبعها وابتلي بها الكثيرون في العصور المظلمة فى أوروبا التي طغت عليها ممارسة السحر و تصديق الخرافات كذلك هي أسطورة الزئبق الفرعوني في عصر الثورة المعلوماتية والتقدم الهائل في كافة مجالات التقنية.
نبذة عن الكتاب
تم إعداد هذا المقال من كتاب :"الدجالين والبحث عن كنوز الفراعين" الذي يفضح أساليب النصب الإحتيال التي يلجأ إليها السحرة والمشعوذون بهدف تهريب آثار مصر الفرعونية إلى الخارج أو سلب أموال الضحايا من الجهلاء ، كما يتطرق لتصنيف الدجالين وتعريف السحر، ويذكر أساليب ممارسات السحر عبر التاريخ ويسرد قصصاً واقعية عن أسطورة الزئبق الأحمر وتسخير الجن لجلب الكنوز ويتحدث عن المعجزات العمرانية للفراعنة وأساليب التنقيب عن الآثار. انتهى الإعداد من الكتاب في عام 2008.
نبذة عن المؤلف
هشام عبد الحميد من مواليد عام 1974 تخرج من كلية آداب قسم آثار فرعونية ثم عمل مرشداً سياحياً ويجيد 4 لغات اجنبية وهي الانجليزية والفرنسية والالمانية والايطالية (قراءة وكتابة وتحدثاً)بالاضافة الى اللغات غير الحية كالهيروغليفية (لغة الفراعنة) والهيراطيقية و الديموطيقية والقبطية.
المصدر
- كتاب "الدجالين والبحث عن كنوز الفراعين" .
ملاحظة: نشر هذا المقال بناء على إذن من مؤلف الكتاب، وساهم كمال غزال في إعادة صياغة محتوى المقال وتبويبه وإضافة بعض التوضيحات والإرتباطات والصور إليه لمزيد من الإفادة.
المصادر
- كتاب" الدجالين والبحث عن كنوز الفراعين" لـ هشام عبد الحميد - 2008
- ويكيبيديا
هناك مادة أخرى غريبة أخذت ضجة في أوساط الباحثين عن الثراء السريع بالإحتيال و النصب ولكن ضجتها تتلاشى أمام ضجة أمبولات الزئبق الفرعونى وهذه المادة يسمونها (زيت الكاهن)و يقولون أنها توجد في قارورة زجاجية أسفل رأس مومياء كاهن مدفون في مقبرة فرعونية ، و يقدلر حجمها بزجاجة الدواء السائل ، وبها زيت سحرى اخترعه كهنة مصر القديمة و يباع أيضاً بالجرامات ولكن ثمنه ليس كمثل ثمن الزئبق الفرعوني إلا أنه يبقى مرتفع الثمن ، و يقال أن المشايخ من الدجالين يستخدمونه في علاج حالات البرص والجذام و أمراض الروماتيزم و الروماتويد و آلام المفاصل عن طريق دهن جسد المريض كله أو الجزء المصاب فقط بقطرة صغيرة من هذا الزيت فيعود المريض سليماً معافى كما يستخدم فى علاج أمراض الثعلبة (وجود مناطق خالية من الشعر فى الرأس ) و حالات تساقط الشعر الأخرى فيعود شعر الرأس لنموه الطبيعي.
- تعقيب
من الطريف في هذا الموضوع أن كهنة مصر القديمة كانوا صلع الرؤوس تماماً وفقاً لقواعد عملهم في الكهانة على خلاف باقي كهنة الحضارات القديمة الذين كانوا يرسلون شعورهم لأكثر من متر ، كما أن معظم الرجال في مصر القديمة كانوا صلع الرؤوس أيضاً !، فإن كانت الغاية من هذه المادة علاج الأمراض الجلدية أو علاج تساقط الشعر عند السيدات فلماذا لا نقول أنها مادة طبيعية مركبة من مجموعة من الأعشاب والمواد الطبيعية كتلك التي أستخدمها المصريون القدماء في التحنيط ولكن بنسب معينة لم يعرفها غيرهم على غرار العطارين و بائعي الأعشاب فى كل عصر و زمان ؟! و لماذا يربطها هؤلاء المحتالين بالسحر و يقولون أنها مادة سحرية مسخر عليها جان و لا يستخدمها إلا ساحر أو دجال؟ ، الإجابة هنا تكمن في أنهم يرغبون في الإحتيال من وراء ذلك والنصب على السذج والجهلة من الناس وما أكثرهم.
قصة من الواقع
وقعت أحداث تلك القصة في مصر لرجل أعمال في غاية الثراء وله شهرة واسعة يدعى شاكر (50 سنة)حيث كان ضحية لنصب واحتيال دجالين أصغى إليهم وصدق كلامهم وسار على خطواتهم فطمعه فى زيادة أمواله أعماه عن أي حكم عقلي أو حتى ديني ،ففي أحد الأيام أتاه أحد الأشخاص وعرفه على نفسه قائلاً :"أنا فلان من إحدى محافظات الصعيد ، و لي خبرة كبيرة فى تنزيل أموال طائلة و سرقتها من بنوك سويسرا و أوروبا بواسطة الزئبق الأحمر وعن طريق إطعام الجن من ذلك الزئبق فيلبي الجن ما نريد ويحضر لنا ما نشاء من مليارات الدولارات ولكنني لا أملك ثمن أمبول زئبق أحمر كنت قد شاهدته مع أحد الناس بعد أن استخرجه من مقبرة فرعونية و يعرضه للبيع الآن وأريد أن تشتريه بمالك الخاص حتى نحقق منه مرادنا "، جاء هذا القول من الدجال بعد أن زادت معرفته بشاكر وعرف أنه يرغب كثيراً في البحث عن الكنوز و الزئبق الفرعوني بوجه خاص ، انطلت خدعة الدجال على (شاكر)وذهب الإثنان لشراء أمبول الزئبق الأحمر من صاحبه و بعد أن ماطل في بيعه كثيراً مع تأكيد الدجال لـ(شاكر )بأنها فرصة لن تتكرر فالزئبق نادر وجوده و ينبغى شراءه بأى ثمن وبالفعل تم شراء الأمبول بمبلغ 15 مليون دولار دفعها (شاكر)وهو في قمة السعادة ثم أخذ الدجال هذا الأمبول و ذهب مع (شاكر)إلى فيلته و طلب هناك أن يحضر له فتاة شابة ليضاجعها الجن ولممارسة باقي عملية تسخيره ثم إطعامه بالزئبق الأحمر وعندها ستنزل مليارات الدولارات وتصبح أمام عيني (شاكر)و في قبضة يده ، و بالفعل حقق (شاكر) للدجال كل ما يريد و أغدق عليه المأكولات الفاخرة و المشروبات الروحية ، واستمر هذا الأمر لمدة شهر كامل ، تنعم فيها الدجال بكل وسائل الرفاهية والمتعة مع الحسان من فتيات الليل داخل فيلا "شاكر بيه"، و بعد مرور الشهر المقرر والذي مارس خلالهالدجال شعوذته وأساليب خداعه ، قال الدجال لـ(شاكر)أنه تم بالفعل تنزيل مليارات الدولارات وهي الآن في مكان مهجور بإحدى الصحارى و عليهما أن يذهبا لرؤيتها و تحصينها من السرقة مرة أخرى بواسطة الجن !، و بالفعل ذهب الإثنان لذلك المكان ومعهم سيارات وعمال و الحرس الخاص بـ(شاكر)وقام العمال بحفر حفرة كبيرة بعد أن هام الدجال على وجهه في الصحراء ليعثر على مكان الحفر الأساسي ،ثم ظهرت كرتونات ورقية واحدة تلو الأخرى فى هذا المكان وعندما فتح الدجال إحداها وجدها مليئة بحزم من الدولارات وفرح (شاكر) كثيراً و لكن فرحته لم تتم لأن سيارات الشرطة أقتحمت عليهم المكان فهرب الجميع وتركوا كرتونات النقود !
- كشف الخدعة
طبعاً ما حدث من أول الحكاية هو سلسلة ألاعيب قام بها الدجال و أعوانه لخداع (شاكر )وأولها شراء أمبول الزئبق فلم يكن هذا زئبقاً فرعونياً كما أوهم الدجال (شاكر ) لأنه لا يوجد زئبق فرعوني أصلاً، و ثانياً :مما يشاع عن الزئبق الفرعوني أنه يتواجد في المقابر الملكية فقط ليقوم بدوره فى حفظ مومياء الملك و كنوزه من السرقة بواسطة حماية من الجن المرصود عليه مع العلم إنه لم يتم العثور على مثل ذلك الشيء فى أى مقبرة ملكية تم فتحها بواسطة هيئة الآثار مثل مقبرة (توت عنخ آمون ) أو غيرها أو حتى بواسطة لصوص الآثار و لم يذكر عن الزئبق أي شئ فى برديات و نصوص الفراعنة التي أحتوت على تعاويذهم وطقوسهم ، وحتى إن عثر عليه في مقبرة فرعونية ملكية فلماذا يحتفظ به اللص منفرداً عن باقي كنوز الملك ؟!فمعنى ذلك أن تاجر الآثار الذي أشترى كنوز ذلك الملك لم ينتبه لوجود زئبق في المقبرة ولم يسأل عنه حتى و المعروف أن كل تجار الآثار و الناس أصبحوا الآن مهووسين بالبحث عن الزئبق الفرعوني وكان من باب أولى أن يبيعه – الذي عثر عليه – مع باقى الكنوز التى باعها للتاجر بدلاً من البحث عن تاجر غيره و المخاطرة بهذا "الشيء الثمين"إذ ربما يُسرق منه أو تداهمه الشرطة فيخسره و يخسر كل ما لديه و ما نريد توضيحه هنا أنه لا يوجد أصلاً ما يسمى (زئبق فرعوني)أحمر أو أسود أو فستقي وإنما ما يتم العثور عليه هو زئبق طبي عادي كالذي يوجد في أجهزة الترمومتر و أجهزة قياس الضغط وكانت هذه أول خدعة الدجال لـ(شاكر) فنهب منه –هو و رفيقه– مبلغ 15 مليون دولار و لكن الدجال وجد (شاكر)محصن مع حرسه الخاص فلم يستطيع الهروب و الإفلات منه فقرر الإستمرار فى خداعه حتى تواتيه فرصة الهروب دون أن يناله أذى وبالفعل قام الدجال بتحقيق رغبته فبعد أن تمتع بكل وسائل الرفاهية والمتع الجنسية فى فيلا (شاكر)أخذه لمكان في الصحراء و جعله يرى كرتونات بها دولارات ولم تكن هذه الدولارات تتعدى بضعة دولارات حقيقية فى أعلى الكرتونات و باقى الدولارات عبارة عن أوراق بيضاء و قام معاونوا الدجال ممن يرتدون زى رجال الشرطة و يحملون الأسلحة بمداهمة الموقع قبل أن يتفحص (شاكر)محتويات هذه الكرتونات وهدد أفراد الشرطة المزيفين أعوان الدجال بتهديد (شاكر )و رفاقه من مسافة تسمح للجميع بالهرب حتى لا يشتكبوا مع حراس (شاكر)بالأسلحة.أو يقبضوا على الجميع ثم يتحيروا فى أي مكان ينزلونهم . و لكن ما سيستقر فى عقل (شاكر) الآن أن الشرطة هى التي حالت دون حصوله على كرتونات الدولارات وأن الهروب كان خير وسيلة للهروب من الموت أو السجن و لن يشك إطلاقاً فى أمر الدجال ، طبعاً بعد أن فر الجميع عاد الدجال الذي كان يختبئ فى أحد الأماكن القريبة ولم ينتبه (شاكر)له ثم أخذ الدجال و أعوانه الكرتونات و وضعوها فى السيارات لإخفاء أى أثر لها تحسباً لعودة (شاكر ) للبحث مرة أخرى فى المكان وإكتشافه للأوراق البيضاء .
- القبض على الدجال
بعد عام تم القبض على هذا الدجال في حادثة مماثلة ولكن من قبل رجال شرطة حقيقين هذه المرة وأودع في السجن وهكذ عرف (شاكر )أخيراً أن ذلك الدجال استمر في خدعه على نحو عام كامل بعد أن رأى صورته و اسمه منشوران في الصحف الرسمية ، صمت (شاكر )والغيظ يتملكه أكثر و أكثر مما حدث له فكيف يخدعه دجال مارق بكل هذه الوسائل وهو إنسان متعلم وتاجر كبير ؟!
حجر الفلاسفة- هدف مزاولة الخيمياء
هو مادة اسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفلزات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة. ان اصل هذا المصطلح هو في علم الخيمياء الذي بدأ في مصر القديمة ولكن فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى (كالذهب أو الفضة) تعود إلى كتابات الخيميائي العربي جابر بن حيان. قام ابن حيان بتحليل خواص العناصر الاربعة بحسب أرسطو قائلا بوجود اربعة خواص أساسية الحر والبرودة والجفاف والرطوبة. وقد اعتبر النار حارة وجافة أما التراب فبارد وجاف بينما الماء بارد ورطب والهواء حار و رطب. فذهب إلى القول ان المعادن هي خليط من هذه العناصر الاربعة اثنان منهما داخليا واثنان خارجيا. ومن فرضيته تلك تم الاستنتاج ان تحويل معدن إلى اخر ممكن من خلال اعادة ترتيب هذه الخواص الأساسية. ان هذا التحول، بحسب اعتقاد الخيميائيين، سيكون بواسطة مادة سموها الاكسير. وقد قال البعض ان الاكسير هو مسحوق احمر لحجر اسطوري - حجر الفلاسفة.
- يعتقد البعض ان ابن حيان قد استمد مفهومه لحجر الفلاسفة من معرفته بامكانية اخفاء المعادن كالذهب والفضة في أشابات واستخراجها منها لاحقا بمعالجة كيماوية. كما كان ابن حيان مخترع الماء الملكي (مزيج من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك)أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب (ولا يزال قيد الاستعمال لتنظيف الذهب).
- اعتقد الأقدمون ان الذهب فلز لا يصدأ ولا يفقد بريقه أو يفسد. وبما ان حجر الفلاسفة تحول معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد استنتجوا انه يستطيع منح الإنسان المخلوق الفاني الخلود. وقد ساد هذا الاعتقاد في القرون الوسطى بالذات، وبقي الايمان بحجر الفلاسفة سائداً إلى ان قام أنطوان لافوازييه باعادة تعريف العنصر الكيميائي.
وأخيراً ...لكل عصر أساطيره فمثلما كان حجر الفلاسفة أو إكسير الحياة أسطورة تبعها وابتلي بها الكثيرون في العصور المظلمة فى أوروبا التي طغت عليها ممارسة السحر و تصديق الخرافات كذلك هي أسطورة الزئبق الفرعوني في عصر الثورة المعلوماتية والتقدم الهائل في كافة مجالات التقنية.
نبذة عن الكتاب
تم إعداد هذا المقال من كتاب :"الدجالين والبحث عن كنوز الفراعين" الذي يفضح أساليب النصب الإحتيال التي يلجأ إليها السحرة والمشعوذون بهدف تهريب آثار مصر الفرعونية إلى الخارج أو سلب أموال الضحايا من الجهلاء ، كما يتطرق لتصنيف الدجالين وتعريف السحر، ويذكر أساليب ممارسات السحر عبر التاريخ ويسرد قصصاً واقعية عن أسطورة الزئبق الأحمر وتسخير الجن لجلب الكنوز ويتحدث عن المعجزات العمرانية للفراعنة وأساليب التنقيب عن الآثار. انتهى الإعداد من الكتاب في عام 2008.
نبذة عن المؤلف
هشام عبد الحميد من مواليد عام 1974 تخرج من كلية آداب قسم آثار فرعونية ثم عمل مرشداً سياحياً ويجيد 4 لغات اجنبية وهي الانجليزية والفرنسية والالمانية والايطالية (قراءة وكتابة وتحدثاً)بالاضافة الى اللغات غير الحية كالهيروغليفية (لغة الفراعنة) والهيراطيقية و الديموطيقية والقبطية.
المصدر
- كتاب "الدجالين والبحث عن كنوز الفراعين" .
ملاحظة: نشر هذا المقال بناء على إذن من مؤلف الكتاب، وساهم كمال غزال في إعادة صياغة محتوى المقال وتبويبه وإضافة بعض التوضيحات والإرتباطات والصور إليه لمزيد من الإفادة.
المصادر
- كتاب" الدجالين والبحث عن كنوز الفراعين" لـ هشام عبد الحميد - 2008
- ويكيبيديا
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ