شبكة النبأ: تعد حضارة الفرعونية من
أبرز حضارات دول العالم، من حيث تعدد الأماكن الأثرية السياحية، التي
دفعت الباحثين وخبراء الآثار الى البحث عن أسرارها. لمعرفة الثقافات
المصرية وتاريخها الموغل قبل آلاف السنين، فالعديد من الأمور المبهمة
التي تركتها حضارة الفراعنة كانت ولا تزل دافعا للبحث والاستقصاء.
حيث قامت تلك الاكتشافات بتغير الحياة البشرية بصورة تروي حقبة
الإنسان بين الماضي والمستقبل، فالتحولات التي طرأت على حياتنا، وعلى
مزايانا ومواصفاتنا نحن كأفراد وكمجتمعات، جعلتنا نبدو وكأننا نوع آخر،
لدرجة أدت إلى تغيير الإنسان نفسه، وذلك من حقيقة البحث والاكتشاف
الفاتح للخوض في مجال احتل قسماً كبيراً من تاريخ الإنسان... فالأساطير
القديمة والأديان تتحدث في جزء كبير منها عن نبوءات غيرت مسار التاريخ
في الماضي، وأخرى ينتظرها البعض لتغير مسار حياتنا الحاضرة والمستقبلية
كحضارة وادي النيل.
وقد تمثلت اكتشافات جديدة لهذه الحضارة بآثار معركة تحرير مصر من
الغزاة الهكسوس قبل نحو 3600 عام، 14 تمثالا لإلهة الانتقام في مصر
الفرعونية "سخمت" بالأقصر، كما تم الحصول على كشف أثري يعزز الاعتقاد
بـ"لعنة" حكام مصر.
غير أن وزارة الآثار تعاني حاليا من تداعيات الاضطرابات التي أضرت
كثيرا بالاقتصاد وقلصت من نشاط قطاع السياحة الذي يمول الوزارة، وتوقفت
أعمال التنقيب التي تقودها الوزارة بسبب نقص التمويل. وتسببت
الاضطرابات أيضا في توقف الكثير من عمليات التنقيب الممولة باستثمارات
أجنبية بسبب خوف علماء الآثار، في حين بدأت مجموعات السياح بالتوافد
على المواقع الأثرية السياحية في مصر في الاونة الاخيرة، ويبقى عامل
الأمن وسوء الادراة يشكلان أهم العوائق.
أمل العودة
في سياق متصل يرى وزير الدولة لشئون الآثار في مصر محمد إبراهيم
بارقة أمل لمستقبل بلاده في ماضيها الفرعوني، وشبه الوزير الاضطرابات
الحالية التي تعاني منها البلاد بعد حقبة الاستبداد بفترات التدهور
التي عانى منها بلد النيل بين سقوط وقيام الممالك الفرعونية الثلاث،
وقال إبراهيم "مررنا بفترات مثل هذه حتى في العصور القديمة... وفي كل
مرة تمر فيها مصر بهذه الفترة لا تلبث أن تتعافى بسرعة وقوة كبيرتين."
غير أن إبراهيم (59 عاما) خبير المصريات يشعر بالتفاؤل حيث بدأ
علماء الآثار الأجانب في العودة مجددا. وبينما كان من الممكن أن تستمر
فترات التدهور بين الممالك الفرعونية 200 عام يتوقع الوزير أن تتعافى
مصر بوتيرة أسرع بكثير هذه المرة، وقال إبراهيم في مقابلة مع أجريت في
مكتبه "ستصبح مصر شيئا جديدا."
ويتولى إبراهيم منصبه منذ أواخر عام 2011 خلفا لزاهي حواس الذي ظل
مسؤولا عن الآثار على مدى نحو عشر سنوات -من خلال رئاسة المجلس الأعلى
للآثار ثم تولي الوزارة - حتى غادره بعد عدة أشهر من الانتفاضة التي
أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حصل إبراهيم على درجة الدكتوراه في علم
المصريات من فرنسا وعمل مديرا لآثار منطقة سقارة جنوب القاهرة التي
تشتهر بالهرم المدرج الذي بني قبل أهرامات الجيزة الثلاثة.
وتعد مهمة إدارة الآثار المصرية القديمة في الوقت الراهن أكثر
تعقيدا منها في عهد مبارك. فصعود الإسلاميين الذين تعرضوا للقمع في عهد
الرئيس المخلوع صاحبته دعوات من جماعة متشددة - وإن كانت صغيرة -
بتدمير الآثار الفرعونية بدعوى أنها منافية للإسلام، وقال إبراهيم إن
وسائل الإعلام المصرية أعطت القضية أكبر من حجمها.
ورغم ذلك طلب إبراهيم من السلطات الدينية بما فيها مؤسسة الأزهر
بإعلان رأيها في هذه القضية، وأضاف "قالوا جميعا إن لدينا أكثر من فتوى
تقول إن الآثار الفرعونية ليست منافية للإسلام أو إن الإسلام لا يحرم
الآثار الفرعونية"، ويسعى إبراهيم أيضا إلى استعادة الآثار التي سرقت
في ذروة الانتفاضة في عام 2011. وتكبد المتحف المصري بميدان التحرير
أكبر الخسائر حيث اختفت فيه 40 قطعة أثرية. بحسب رويترز.
وقال الوزير "عثرنا على نحو 15 قطعة ولا تزال هناك 29 قطعة أخرى
مفقودة." وتفاخر الوزير بأن المتحف الذي يضم كنوز الملك توت عنخ آمون
ظل مفتوحا رغم موجات الاضطراب التي اندلعت منذ الانتفاضة "لإرسال رسالة
إيجابية"، وأشار إبراهيم خلال زيارته للمتحف المصري صباح الجمعة لتفقد
الحالة الأمنية هناك إلى أن حركة العمل بالمتحف تسير بشكل طبيعي دون أن
تؤثر الأحداث السياسية على استقبال الزوار مؤكدا أن المتحف وجميع
المواقع الأثرية مزودة بالحراسات الأمنية الكافية التي تضمن حمايتها،
وفي إطار جهود لاستقطاب السائحين من جديد أعاد إبراهيم فتح مقابر
ومعابد أثرية مغلقة منذ أعوام للترميم.
ومن بين هذه المواقع مقابر السرابيوم التي تدفن فيها مومياوات
الثيران المقدسة التي تعرف باسم آبيس. وكانت مقابر السرابيوم مغلقة منذ
أواخر تسعينات القرن الماضي، وقال الوزير إنه من المقرر استكمال المتحف
المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة بحلول أغسطس آب 2015.
وفي مبادرة أخرى لزيادة أعداد الزائرين قال إبراهيم إن وزارة
الطيران ستبدأ قريبا في تسيير رحلات من منتجعات البحر الأحمر إلى
الأقصر وأسوان. وأضاف "ربما يشجعهم هذا أيضا على السفر... لمدة يوم
واحد على الأقل"، واختتم تصريحاته بالقول "إن مصر لا تزال آمنة وترحب
بكل من يريد القدوم إليها... إذا أردتم مساعدتنا فكل ما نحتاجه منكم هو
العودة."
معركة تحرير مصر
فقد قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إن بعثة أثرية مصرية
اكتشفت في شمال شبه جزيرة سيناء آثار معركة تحرير مصر من الغزاة
الهكسوس قبل نحو 3600 عام وتضم مباني ضخمة محصنة وهياكل آدمية مطعونة
بحراب المعركة إضافة قطع من بركان سان توريني الذي تعتبره أول أمواج مد
عاتية (تسونامي) في العالم القديم قبل 3500 عام وأدى إلى غرق جزء من
سواحل مصر.
وتوحدت مصر جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد
على يد الملك مينا مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى. وفي عصر بطليموس
الثاني الذي حكم مصر تقريبا بين عامي 284 و246 قبل الميلاد قسم الكاهن
مانيتون أشهر المؤرخين المصريين تاريخ البلاد إلى 30 أسرة حاكمة منذ
توحيد مصر حتى الأسرة الثلاثين التي أنهى حكمها الإسكندر حين غزا مصر
عام 332 قبل الميلاد.
وتعرض التاريخ المصري لفترات ضعف منها ما يسميه المؤرخون عصر
الانتقال الثاني (1786-1567 قبل الميلاد) وهي فترة الغزاة الهكسوس
الذين طردوا من البلاد بعد معارك قادها أحمس الأول مؤسس الدولة الأسرة
الفرعونية الثامنة عشرة التي بدأ بها ما يطلق عليه أثريون ومؤرخون عصر
الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية المصرية (1567-1085 قبل الميلاد)،
وقال محمد عبد المقصود رئيس بعثة الحفائر في شمال سيناء في بيان اليوم
السبت إن المباني المكتشفة تتكون من طابقين وعدة صالات وحجرات مبنية من
الطوب اللبن وتقع في منطقة تل حبوة على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي قناة
السويس في منطقة القنطرة شرق شمالي مدينة الإسماعيلية.
وأضاف أنه عثر على هياكل حيوانية وأخرى آدمية مطعونة برؤوس سهام
وحراب تدل على عنف المعارك "بالموقع بين الجيش المصري بقيادة الملك
أحمس الأول والغزاة الهكسوس حتى تم طردهم" إضافة إلى مخازن الجيش
المصري وصوامع للغلال بعضها دائري يبلغ قطره أربعة أمتار وبعضها مستطيل
أبعاده 30 مترا في أربعة أمتار وترجع لعهد الملك تحتمس الثالث والملك
رمسيس الثاني، وتابع أن هذه الصوامع تسع كمية من الغلال تزيد على 280
طنا وتشير "إلى ضخامة أعداد الجيش المصري في عصر الدولة الحديثة" وأنه
نظرا لأهمية الاكتشاف في تاريخ مصر العسكري فسوف يتم تنفيذ مشروع
للحفاظ على هذه المباني التي تعد جزءا من "أقدم منظومة دفاعية في
العالم القديم" وإعداد الموقع كمتحف مفتوح للتاريخ العسكري على مساحة
ألف فدان. بحسب رويترز.
وقال إن البعثة اكتشفت أيضا بقايا حريق ضخم لمنشآت أحرقت أثناء
المعركة وهذا "يؤكد ما جاء في بردية رايند بالمتحف البريطاني بأن ملك
مصر أحمس الأول قام بالهجوم على قلعة ثارو بتل حبوة ودخل المدينة وحاصر
بعد ذلك عاصمة الهكسوس أفاريس بمحافظة الشرقية بتل الضبعة" على بعد 50
كيلومترا من تل حبوة، وتمثل قلعة ثارو منظومة دفاعية كاملة للجيش
المصري بشمال شبه جزيرة سيناء في عصر الدولة الحديثة وأنشئت لحماية
المدخل الشرقي لمصر وكانت القلعة مقرا ملكيا ومركز قيادة الجيش المصري
وبها خنادق حول القلاع وموانع مائية ومنحدرات حول الأسوار لمنع تسلقها
وتبلغ مساحة أكبر القلاع المكتشفة 600 متر في 300 متر، وقال عبد
المقصود إن البعثة اكتشفت أيضا بقايا مخلفات بركانية لقطع من بركان سان
توريني بالبحر المتوسط والذي أحدث "أول تسونامي في العالم القديم" منذ
نحو 3500 عام وتسبب في غرق جزء كبير من سواحل سيناء والدلتا والمدن
الأثرية الواقعة في مال البلاد.
إلهة الحرب والانتقام
في حين قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إن البعثة الألمانية
العاملة في الأقصر بجنوب مصر اكتشفت داخل المعبد الجنائزي للملك أمنحتب
الثالث والد اخناتون 14 تمثالا من الجرانيت الأسود تجسد إلهة الحرب
والانتقام في مصر القديمة "سخمت" وهي جالسة على العرش.
وقال منصور بريك المشرف على منطقة آثار الأقصر في بيان إن التماثيل
المكتشفة جميعها تجسد "سخمت" جالسة على العرش في جسد آدمي ورأس أنثى
الأسد ويبلغ ارتفاع التمثال الواحد منها مترين، واضاف أن التماثيل في
حالة جيدة من الحفظ "وتؤكد أن المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث كان
زاخرا بكم هائل من تماثيل الآلهة... الأمر الذي يدلل على حالة
الاستقرار والازدهار الفني التي سادت في عصر هذا الملك". بحسب رويترز.
وأمنحتب الثالث الذي حكم مصر بين عامي 1417 و1379 تقريبا قبل
الميلاد من أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة ويقع معبده بالبر الغربي
للأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة ويتميز بوفرة
تماثيله مع مختلف الآلهة المصرية القديمة واكتشف عدد منها في السنوات
القليلة الماضية، وقال البيان إن الكشف عن هذا العدد من تماثيل سخمت
دليل على حرص الملك على إقامة تماثيل تجسدها "بغرض الحماية باعتبارها
إلهة الحرب والدمار".
معبد الكرنك
كما اعلنت وزارة الدولة لشؤون الاثار ان المركز المصري الفرنسي
لدراسة معابد الكرنك في الاقصر نجح في ترميم مقصورة الملكة حتشبسوت
المعروفة باسم الاثر المقدس واعادة تركيبها بالمتحف المفتوح بمجمع
معابد الكرنك، وقال وزير الدولة لشؤون الاثار محمد ابراهيم ان "المقصورة
سيتم افتتاحها امام الحركة السياحية نهاية الشهر الجاري بعد الانتهاء
من اعادة تركيب المقصورة وترميم حجارتها".
وكان فريق مصري عثر على حجارة المقصورة بفناء خبيئة معبد الكرنك
التي كشف فيها عن عدد كبير من التماثيل الخاصة بكبار رجال الدولة
والملوك والالهة عام 1945، وظلت احجار المقصورة حبيسة ب
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ