بعد عزل محتسب القاهرة السابق علي بن أبي الجود، ، عين السلطان قنصوة الغوري الزيني بركات محتسباً للقاهرة عام 912 هجرية
في بادئ الأمر رفض الزيني بركات عرض السلطان أمام الأمراء ، ورفض الحسبة متعللا بأنه لا يطيق أمور الحكم والحكام أو يبيت مظلوم يدعو عليه لأنه لم ينصفه ممن ظلمه.
وقد استبشر الناس خيراً بهذا الموقف ، وظنوا أن الرجل هو الأولى والأجدر بتولي المنصب ، فدعاه الشيخ أبو السعود الجارحي إلى بيته ليوصيه بولاية الحسبة ، وهو شيخ جليل يحترمه جميع الناس , وهكذا بأمر السلطان ورغبة الشيخ أبي السعود وإلحاح الجماهير، قبل (الزيني بركات) منصب الحسبة. "ودي بشرة خير"
عاهد الزيني الناس على المنبر أن بيته مفتوح لكل مظلوم وذي حاجة، وأنه سيدور في الأسواق بنفسه ليقتص من الظالم، وأنه لن يخشى إلا الله في أداء مهمته. "أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا"
بعد توليه المنصب، قرر الزيني بركات إقامة جهاز بصاصين خاص به ، غير جهاز البصاصين الذي يعهد به زكريا بن راضي ؛ وذلك للاطلاع عن كثب على أحوال الرعية
بدأ الزيني بركات برنامجاً إصلاحياً تمثل في تعليق الفوانيس لإضاءة الشوارع ليلاً، وفتح داره لتسلم المظالم، وإلغاء الضريبة، وتسعير البضائع، ورفع الاحتكار الحاصل على بعض السلع، إلى جانب إجراءات اقتصادية رادعة أخرى "الفنكوش".
لكن زكريا بن راضي حاول مواجهة الزيني بالدسائس؛ فأوقع الفتن بين أميرين كي تضطرب الأمور وتسود الفوضى في الأسواق ويعجز الزيني عن مواجهتها، كما استطاع استثارة المشايخ للاعتراض على الفوانيس باعتبارها بدعة تفضح أسرار الناس وتمس حرمة النساء.
قام الزيني بركات بحبس علي بن أبي الجود، وعذبه بوحشية ليجبره على الاعتراف بما خبأه من أموال، وبعد فشله في استخلاص المعلومات حول المال المخبوء، لجأ إلى نائبه زكريا بن راضي بعد أن ظل شهوراً يتجاهل رسائله، ويطالبه أن يبوح له بمكان المال وإلا سيخبر السلطان عن وقائع اختفاء غلامه المقرب، والذي قتله ابن راضي.
ثم بدأ التحالف الشيطاني بين الزيني وزكريا للتعاون في البصّ على الناس وتحديد نظام دقيق لمعرفة هوياتهم وحصرهم في قوائم
ثم تبدأ الحقائق المفزعة في الانكشاف؛ فالزيني رفض منصب الحسبة أمام السلطان ليرتفع قدره بين الناس ويكتسب الشعبية التي توطد عرش منصبه وتمنع أي أمير من قتله خوفاً من ثورة الجماهير، ثم إنه يقصّ ريش صغار التجار والمحتكرين كي يرضى الناس عنه، بينما يسكت عن الغيلان الكبيرة مثل برهان الدين بن سيد الناس، الذي استطاع أن يحتكر الفول.
بدأ الزيني بجمع الإتاوات الخفية باسم السلطان وباسم الشيخ أبي السعود الذي لا يعلم من حقيقة الأمر شيئاً، وبفضل جبروت البصاصين تتكمم الألسنة، ثم يقبل الناس الظلم ويعتادونه؛ بل ويهللون لأي إشارة عدل طفيفة حتى لو أحسوا بزيفها، متجاهلين الواقع المظلم الكبير الذي يعيشون فيه
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ