يبدأ بقصة غرامية وينتهي بفتنة طائفية..حب بطعم الدم بين المسلمين والأقباطمحيط ـ عادل عبد الرحيم
وقعت اشتباكات مؤسفة بين مسلمين ومسيحيين بمحافظة قنا، 700 كم جنوب العاصمة المصرية القاهرة، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتفاوتت أسبابها ما بين معاكسة أحد الأقباط لفتاة مسلمة، بينما قال آخرون أن سببها نشوء علاقة غرام بين البنت والولد ما أدى إلى غليان فورة الدم على النحو الذي شهدته قرية "النواهض" بمركز "أبو تشت" من أحداث عنف أصيب خلالها العشرات وأحرقت المنازل.وقد شهدت الشهور الأخيرة عدة أحداث عنف مماثلة وإن تفاوتت حدتها ما بين العراك إلى القتل في كثير من هذه الحوادث، فقبل نحو 9 شهور شهد حي المرج، قليوبية، أحداث عنف مشابهة بسبب علاقة غرامية بين عامل مسيحي وزوجة مسلمة تركت على إثرها منزل الزوجية وهربت مع عشيقها.وقبل نحو 4 شهور شهدت ذات المحافظة جريمة قتل بشعة قامت خلالها أسرة مسيحية باستدراج زوج ابنتهم التي أشهرت أسلامها بمحض إرادتها إلى منطقة زراعية وأخذ الأب والأم وابن العم يعذبون في زوج ابنتهم حتى شوهوا جسده بطريقة انتقامية بشعة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.كما شهد حي عين شمس جريمة أخرى مشابهة حين قررت أسرة الفتاة المسيحية تصفية ابنتهم وزوجها وأبنائهم بدم بارد بعد مداهمة منزلهم وإطلاق النار من رشاش آلي في مشهد أقل ما يقال عنه أنه فظيع من هول بشاعته.وعلى هذا النحو المتكرر تتطور العلاقات بين المسلمين والمسيحيين والتي غالبا ما تبدأ بقصة غرامية ثم تنتهي بجريان الدم، والتساؤل الخطير في هذا المضمار هل هناك علاقة بين حالة الاحتقان الملحوظة بين قطبي الأمة وبين تصاعد وتيرة العنف على هذا النحو الدامي.أم أنها مجرد حوادث عادية يمكن تشبيهها بجرائم الشرف التي قد تندلع بين مسلمين ومسلمين أو مسيحيين ومسيحيين بسبب التمسك بالعادات المحافظة، ولا ترقى إلى درجة الفتنة الطائفية التي تتعمد جهات متربصة بأمن مصر على تضخيمها والمبالغة فيها بصورة تدعو للقلق وتثير مخاوف من اتساع دائرتها، في حين أنها لا تعدو كونها مجرد أحداث متوقعة في أي مجتمع بسبب العادات المحافظة سواء بين الجيران أو حتى بين أبناء العائلة الواحدة من ذات الديانة.لكن اللافت في هذه الأحداث هو اختلاف وجهات النظر حول أساليب التعاطي مع أسباب اندلاع تلك الأحداث، والتي ترى بعض الآراء أنها لا تعالج المشكلة من جذورها بل أنها تمهد وتشجع على تكرار تلك الأحداث لسبب أساسي وهو عدم البحث عن من يقف وراء تحريك تلك الأحداث.
وبشكل عام أثير تساؤل مهم هل هناك وجود صبغة الفتنة الطائفية ، أم أنها مجرد جرائم عادية منفصلة لعبت الصدفة فيها دورا كبيرا لأن كل الضحايا من الأقباط ، خاصة وأن المجتمع المصري يعاني حساسية واضحة فيما يتعلق بهذا الملف، وهو ما يدفع إلى ربط أي نزاع يكون أحد أطرافه قبطي بأنه فتنة طائفية.ويرى كثيرون أن أحداث العنف المتكررة كل فترة تعود في مجملها إلى حالة التوتر السياسي والاقتصادي التي تعيشها مصر، حيث يلجأ كل طرف سواء القبطي أو المسلم إلى تفريغ غضبه في الطرف الأخر فكلها أحداث وجرائم قد تبدو عادية، إلا أن ما أخرجها من دائرة العادي أنها دارت بين طرفين أحدهما مسلم والآخر قبطي ، لذا فالفتنة موجودة ولا يمكن إنكارها، فالمناخ الطائفي في مصر بات خصبا جدا لنمو مثل هذه الأحداث.ويشير المراقبون إلى أن الشعب المصري يواجه انسدادا في قنوات التعبير السياسية الشرعية خاصة بعد تمديد الطوارئ ، ويواجه أيضا أزمات اقتصادية طاحنة تهدد استقرار الشعب وتعبث بآماله وطموحه في حياة مريحة ، لذا فالأسباب السياسية والاقتصادية والمناخ الطائفي كلها عوامل ساهمت مجتمعة في انفجار الوضع.
لكن وبشكل عام تتميز العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر بأنها علاقة متينة وقوية وسوية حتى وصل الأمر إلى حد القول بأن المسيحيين في مصر - وخاصة الأرثوذكس منهم- ليسوا أقلية ، بل جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري والعربي والإسلامي ، وكان ذلك يرجع إلى مجموعة من العوامل منها :- التسامح الإسلامي المعروف ، وسماح الإسلام لغير المسلمين بالمشاركة في البناء الثقافي والحضاري ، وقد ساهم المسيحيون المصريون في ذلك البناء بقوة.- أن الإسلام حين دخل مصر حرر المسيحيين من الاضطهاد الروماني، وكان لذلك أثره بالإضافة إلى عوامل أخرى في قبول المصريين مسلمين ومسيحيين للغة العربية ، التي أصبحت الوعاء الثقافي للجميع، ولا شك أن هذا صنع نوعا من التصور والوعي والتفكير المشترك.- أن تراث الكنيسة المصرية ومن خلال صراع طويل سقط فيه العديد من المسيحيين ارتبط بفصل ما هو زمني عن ما هو روحي، ومن ثم أصبحت الكنيسة ممثلاً للمسيحيين في الجوانب الروحية فقط، وهكذا كان من الطبيعي أن يشارك المسيحيون مثل المسلمين في العمل العام سلباً وإيجاباً.
المشهد أقرب إلى حرب الشوارع بين المسلمين والمسيحيين |
الشرطة تحاصر محافظة قنا |
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ