بعد شرودر .. بوش يطلق أكذوبة جديدة ضد مبارك
بعد أن فضح موقع ويكيليكس جرائمه بالصوت والصورة في العراق ، سارع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لترويج افتراءات وأكاذيب في كل مكان وخاصة ضد الذين عارضوا بقوة جريمته التي لا تغتفر بحق بلاد الرافدين .ففي 21 نوفمبر ، نفى المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد نفيا قاطعا ما ذكره بوش في كتابه "نقاط القرار" عن أن الرئيس المصري حسني مبارك حذره من امتلاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة بيولوجية قبل غزو العراق في 2003 .وأكد سليمان في تصريحات للصحفيين أن مبارك على العكس حذر بوش والعديد ممن التقاهم من المسئولين الأمريكيين من الإقدام على غزو العراق لما يمثله ذلك من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية.وأضاف أن مبارك حذر أيضا من أن الغزو لن يكون مهمة سهلة لأنه سيواجه بمقاومة عنيدة يستخدم فيها العراق كل ما في حوزته من أسلحة وعتاد.وجاءت التصريحات السابقة بعد أن زعم بوش في كتابه الذي صدر خلال الأيام الماضية أن مبارك أطلع الجنرال الأمريكي السابق تومي فرانكس قبل الغزو على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية وأنه سيقوم باستخدامها ضد القوات الأمريكية .وواصل بوش ادعاءاته قائلا :" المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من رئيس في منطقة الشرق الأوسط يعرف صدام جيدا كان لها تأثير على تفكيري ، مبارك رفض التصريح بذلك الاتهام علنا خشية إثارة الشارع العربي".موقف شرودر
واللافت للانتباه أن مزاعم بوش السابقة لم تكن الأولى من نوعها ضد معارضي غزو العراق ، ففي 12 نوفمبر ، نفى المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر بشدة صحة ما ذكره بوش في كتابه حول تأييده غزو العراق قبل وقوعه عام 2003 والتحول بعد ذلك إلى معارضة هذا الغزو سعيا للفوز في الانتخابات الألمانية في خريف 2002.وأضاف شرودر في تصريحات نشرتها الصحف الألمانية " بوش كذب ولم يقل الحقيقة عندما زعم في مذكراته بدعمي لخططه للحرب على العراق خلال اجتماع عقد بالبيت الأبيض يوم 31 يناير/كانون الثاني 2002 ".وتابع أن الرئيس الأمريكي السابق ركز خلال الاجتماع على معرفة الموقف الألماني من الحرب على العراق إذا ثبت وجود علاقة بين نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.وأشار شرودر إلى أنه أوضح لبوش في ذاك اللقاء وفي لقاءات أخرى تلته أن ألمانيا ستقف إلى جانب الولايات المتحدة إذا ثبت لها تحول العراق إلى منطقة للحماية والدعم اللوجيستي لمقاتلي القاعدة وشدد على أنه لم يكن هناك مبررا لأي دعم للولايات المتحدة في غزوها للعراق لأن بلاده تأكدت عام 2002 أن مزاعم إدارة بوش حول علاقة مفترضة بين صدام حسين والقاعدة مختلقة ولم يوجد أي دليل يؤيدها.وكان بوش ذكر في كتابه أن شرودر قال له خلال اجتماعهما بواشنطن قبل عام من غزو العراق :"ما هو صحيح في أفغانستان يعد أيضا صحيحا في العراق والدول التي تدعم الإرهاب عليها توقع تبعات أعمالها وإذا اتخذت أنت قرارك بسرعة وحزم فأنا معك".وزعم الرئيس الأمريكي السابق في كتابه أيضا أن شرودر تحول من تأييد الحرب على العراق إلى معارضتها ، مستهدفا الحصول على مكسب سياسي في حملة الانتخابات العامة بألمانيا في خريف عام 2002.وأضاف بوش " شرودر لم يكتف بخداعي بل سمح لوزراء في حكومته بإهانتي وتشبيهي بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر".كما اتهم المستشار الألماني السابق أيضا بالسعي مع الرئيسين السابقين الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين عامي 2002 و2003 لتشكيل محور مناهض للسياسات الأمريكية في العالم.ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الأكاذيب التي سيطلقها بوش هنا وهناك ، فهو عرف عنه "الكذب" وخاصة عندما زعم أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل لتبرير الغزو وسرعان ما تأكد للعالم أجمع أن هذا الأمر لم يكن له أساس من الصحة وأن تدمير بلاد الرافدين كان فقط من أجل عيون إسرائيل والسيطرة على ثروات العراق النفطية.بل واللافت للانتباه أيضا أن صدور كتاب بوش جاء بعد أسابيع قليلة من قيام حليفه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بنشر مذكراته هو الآخر ، الأمر الذي يرجح أنهما يشعران بالخطر ، خاصة بعد أن أثبتت كافة الشهادات أمام لجنة التحقيق البريطانية في غزو العراق أن قرار بلير لم يكن له أي مبرر ، بالإضافة إلى الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا وكشفت على الملأ جرائم بوش وأعوانه في العراق . أدلة "ويكيليكس"
فالوثائق السرية المسربة من المؤسسة العسكرية الأمريكية والتي نشرها موقع "ويكيليكس" في 22 أكتوبر الماضي قد تكون البداية على طريق محاكمة بوش وبلير خاصة وأنها تقدم أدلة ملموسة على بشاعة المجازر التي ارتكبها الاحتلال في بلاد الرافدين .ويبدو أن ردود الأفعال تجاه الفظائع التي كشفت عنها الوثائق يدعم صحة ما سبق ، فقد سارعت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية لدعوة الإدارة الأمريكية للتحقيق في التقارير التي نشرها موقع "ويكيليكس" بشأن الحرب في العراق والتي شملت 400 ألف وثيقة سرية تشير إلى تجاهل القوات الأمريكية لتعرض معتقلين عراقيين للتعذيب ومقتل عدد كبير من المدنيين على حواجز الاحتلال الأمريكي .وقال المقرر الخاص حول التعذيب في الأمم المتحدة مانفريد موفاك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه إذا ثبتت صحة الوثائق المسربة فستعتبر انتهاكا واضحا لمعاهدة جنيف ضد التعذيب.وأضاف موفاك في هذا الصدد " المعاهدة تنص على اعتبار الدول مجبرة على تجريم أي نوع من التعذيب مباشرا كان أو غير مباشر وبالطبع التحقيق في أي قضية وجلب المرتكبين أمام العدالة وتوفير العلاج للضحايا" .ومن جهتها ، حثت منظمة العفو الدولية الإدارة الأمريكية على فتح تحقيق حول مدى معرفة المسئولين الأمريكيين بتعرض المعتقلين العراقيين للتعذيب ، وقال مدير المنظمة لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مالكوم سمارت في بيان له :" إن الوثائق المسربة تزيد قلقنا من أن السلطات الأمريكية ارتكبت انتهاكا خطيرا للقانون الدولي حين سلمت الآلاف من المعتقلين إلى قوات الأمن العراقية على الرغم من علمها بأنها تخضعهم للتعذيب".وشدد على أنه يتعين على الحكومة الأمريكية الحرص ليس فقط على ألا تخضع قواتها المعتقلين إلى التعذيب بل ألا تسلمهم إلى سلطات يرجح أن تقوم بتعذيبهم ، قائلا :" الحكومة الأمريكية فشلت في ضمان ذلك في العراق على الرغم من المعلومات بشأن ارتكاب القوات العراقية التعذيب بدون محاسبة".ورغم أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما يتذرع بأن الجرائم السابقة ارتكبت في عهد سلفه جورج بوش الإبن ، إلا أن الحقيقة أن الضغوط التي مارسها على "ويكيليكس" لمنع كشف المستور حول حربي العراق وأفغانستان بحجة الحفاظ على سلامة جنوده لا تعفيه من المسئولية في هذا الصدد بل إنه يعتبر أيضا شريكا في تلك الجرائم لأن التستر عليها لا يختلف عن الشخص الذي ارتكبها .والخلاصة أن ضرب بوش بالحذاء على يد الصحفي العراقي منتظر الزيدي في 2008 وقيام مجموعة من المناهضين للحرب في أيرلندا بإلقاء البيض والأحذية على بلير خلال زيارته لدبلن في 4 سبتمبر الماضي ما هو سوى البداية على طريق محاسبتهما على جريمتهما الشنيعة ضد العراق وشعبه ، ولذا لم يكن مستغربا أن يلجأ بوش للأكاذيب مجددا في محاولة يائسة لخداع العالم بأن غزو العراق كان يحظى بتأييد عدد كبير من الدول .
جيرهارد شرودر |
كتاب نقاط القرار |
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ