بسم الله الرحمن الرحيم
بالصور .. ابن مصور الملك فؤاد يفتح خزانة أبيه بعد اكتشافها صدفة!
سمير الغزولي
حرصت على الذهاب إليه حينما علمت أنه يمتلك كنزا من الصور القديمة تبلغ نحو مليون و350 ألف صورة ، والتي تحكي تاريخ مصر منذ عام 1825, أي بعد عامين فقط من اختراع التصوير الفوتوغرافي في فرنسا, جمعها والده طوال عمله بالتصوير الفوتوغرافي منذ 1917 وحتى وفاته 1963.. بعدها اختفت الصور في منزلهم القديم, لتقوده الصدفة لإعادة كشفها وإخراجها للنور في عام 1998.
اسمه سمير الغزولي, مصور بالأهرام الرياضي. في الدور السادس بمبني الأهرام كان اللقاء, الجدران حول مكتبه تتزين بصور نادرة, صورة أبو الهول عام 1900, وأخرى لكوبري أبو العلا, وفيضان النيل بجوار الأهرامات, وصورة لـ "محطة مصر" – في ميدان رمسيس حاليا - ويظهر فيها كوبري الليمون حيث كان يمر من هناك فرع النيل.
طوال جلستنا لا يكف عن مطالعة الصور في جهاز الكمبيوتر, ولندع الغزولي يقص علينا حكايته مع موسوعة مصر المصورة ..
والدي هو محمد محمود الغزولي؛ مواليد 1900؛ بدأ رحلته مع التصوير الفوتوغرافي منذ عام 1917, وشغف باقتناء الصور التي تحكي تاريخ مصر, حتى استطاع في النهاية تكوين موسوعة مصورة تبدأ بعام 1825 وتنتهي بتاريخ وفاته في 1963. وبلغ مجموع ما عثرت عليه أكثر من مليون و350 ألف صورة.
أسس والدي عدة مجلات, كان أشهرها مجلة "كل شئ والدينا", وكانت مكان سوق الخضار الموجود حاليا في باب اللوق بالقرب من ميدان التحرير, ثم عمل بعد ذلك مع "كوستا دايفير", مصور السلطان حسين كامل, ومن بعده انتقلا للعمل سويا عند فؤاد الأول, وحينما توفي "كوستا" عمل والدي مصورا خاصا للملك فؤاد, وصور فاروق حينما كان طفلا.
وفي عام 1924 انتقل للعمل بجريدة الأهرام, بجوار عمله مع الملك فؤاد وسعد باشا زغلول, لكنه لم يعد مصورهما الخاص لأن الصحافة شغلت جزءا من حياته المهنية.
وخلال عمله بـ"الأهرام" استمر يقتني مزيدا من الصور, لكن مع وفاته في 1963اختفت الصور التي جمعها, فقد كنا أطفالا, كان عمري وقتها 7 سنوات, ولم نكن نعي ما هي طبيعة عمله, كنا نعرف فقط أنه يعمل بالأهرام, خاصة أن والدتي أصيبت بما يشبه بالصدمة بعد وفاة أبي وأصبحت في حالة ذهول شبه دائمة – رحمها الله - ومنذ 1963 ظلت الصور طي الاختفاء حتى قادتني الصدفة لإعادة اكتشافها عام 1998.
ميدان محمد علي بالإسكندرية عام 1894
صور نادرة
قام والدي بحفظ الصور في منزلنا بمدينة شبين الكوم- محافظة المنوفية, وعندما دخلت مجال التصوير الفوتوغرافي تحدثت مع أخي عن الصور التي كنا نمزق منها ونحن صغار.. نعم كنا نمزق أي صورة تصل إلي أيدينا دون أن ندرك قيمتها ، فقال: طبعا أتذكر .. يمكنك أن تجد منها شئ في المخزن أسفل المنزل, وحينما دخلته وجدت مجموعات هائلة من الصور محفوظة في صناديق, وكل صندوق ممتلئ بالأظرف, كل ظرف يحوي صور والنجاتيف الخاص بها وعدد المجلة التي كانت تنشرها. أحصيت الصور, مليون و350 ألف صورة, ومع كل صورة تاريخها المفصل.
بدأت أعمل معارض للصور التي اكتشفتها, أول المعارض كان في الجامعة الأمريكية عام 2000, ثم أقمت معرضا بدار الأوبرا المصرية, ومعرض فوق سفح الهرم, وحضره رئيس الوزراء. وكان آخرها في مدينة الغردقة, وقد حقق رد فعل قوي خاصة من الأجانب وطبقات معينة من المصريين. وأقوم حاليا بعمل معرض تابع لبطولة العالم للأسكواش بالغردقة, كما أعد لمعرض في دار الأوبرا المصرية يقام في سبتمبر القادم.
يواصل الغزولي حديثه مع "محيط" : أما عن حياتي المهنية فقد عشقت التصوير , ربما حبا لمهنة والدي, وعملت في الأهرام خلال دراستي بمعهد السينما, لكني استقلت من الأهرام, واتجهت للعمل الخاص في مجال التصوير, وأنشأت وكالة إعلان خاصة بي, وبالصدفة شاهد الأستاذ إبراهيم نافع- رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق- الصور التي عثرت عليها, فقال: "لازم ترجع الأهرام والصور دي تنشر في كتاب". وافقت, وبدأنا نعد لمعرض فوق سطح الهرم يحضره رئيس الوزراء وقتها الدكتور عاطف عبيد, ضم المعرض 500 صورة. انبهر الدكتور عبيد بالصور, واقترح مصادرتها لصالح مصر, فقلت له: كيف؟ هذه الصور ورث من والدي رحمه الله.
فقال: لا تفهمني خطأ .. هذه الصور ملك شعب مصر, ولابد أن يشاهدها كل المصريين.
منطقة الأهرامات 1928
ولحل الموقف اقترح إبراهيم نافع أن يعاد تعييني بالأهرام, ونعد كتابا يضم مجموعة من الصور النادرة, ووافقت على ذلك, لكن للأسف لم يتم تنفيذ الكتاب. والكتاب الوحيد الذي أصدرته كان عن حياة الملكة ناريمان, صدر ككتاب مستقل مع مجلة الأهرام الرياضي, كان عدد النسخ 10 آلاف نسخة, بيعت كلها في 48 ساعة.
وحول تعاون الحكومة معه لإخراج تلك الوثائق التاريخية للنور, قال الغزولي: حاولت التعاون مع وزارة الثقافة لكنني اصطدمت بمشاكل روتينية, مثلا عرضت الوزارة أن أقوم بوضع صور في متحف قيادة الثورة, وحينما استفسرت عن العائد الذي سأحصل عليه قال المسئول:
- سيكون هناك رسم دخول للمتحف, والوزارة هي التي ستحصل عليه, والعائد بالنسبة لك هو تخليد ذكرى والداك !
وبالطبع لم اقتنع بهذا الكلام ورفضت التعاون مع الوزارة. لأن تجهيز الصور سيكلفني كثيرا ، وقد رفضوا تحمل أية تكاليف.
ومع خروجي للمعاش العام القادم, سأقوم بالتعاون مع إحدى دور النشر لإصدار عدة كتب عن: الملك فؤاد, والملك فاروق, وميادين مصر, وقناة السويس, وتاريخ السينما المصرية بداية من أول فيلم صامت لعلي الكسار عام 1920, وكان اسمه "الخالة الأمريكانية".
مسجد السلطان حسن وأمامه قره ميدان القلعة 1875
برامج تليفزيونية
يواصل الغزولي: حاولت الترويج للصور من خلال التليفزيون, واشتركت مع الراحل العظيم جمال بدوي في برنامج "ذاكرة الكاميرا", الذي يذاع على القناة الأولي بالتليفزيون المصري منذ خمسة سنوات, وبعد وفاة جمال بدوي, بدأت أقدم البرنامج بنفسي.
لكن للأسف البرنامج يذاع الساعة 2.30 صباحا, وحينما استفسرت عن سبب تأخر إذاعته قال المسئولون أن البرنامج يستهدف سكان أمريكا وكندا واستراليا. وللأسف لا يعاد إذاعة البرنامج في أوقات النهار ليستفيد منها مشاهدو التليفزيون في مصر.
وبجوار "ذاكرة الكاميرا" سجلت برنامج اسمه "صورة من زمان" في محطة أو تي في OTV, بلغ مجموع ما سجلته ست حلقات , مدة الحلقة خمس دقائق, أتناول فيها حادثة تاريخية معينة موثقة بالصور مثلا عملت حلقات عن احتلال الجيش الإنجليزي لمصر, بداية الطيران في مصر, إطلاق الرصاص على عبدالناصر في ميدان المنشية.
قادة جيوش ابراهيم باشا
وسائل حفظ الصور
كل الصور التي امتلكها حفظتها على أقراص مدمجة في خزائن بنكية, وهناك أعدادا رهيبة من نجاتيف الأفلام, لأن النجاتيف القديم كان من الزجاج وليس من البلاستيك كما هو موجود حاليا. وكل نيجاتيف محفوظ في ظرف. وقد عرضت على مزادات شهيرة أن أقوم ببيع النيجاتيفات التي امتلكها لكنني رفضت - رغم العائد المغري- لأني أحب مصر, وأعلم أن تلك الثروة التي معي ملك للشعب المصري.
ويعود سمير الغزولي بذكرياته للماضي قائلا : في الاستوديوهات القديمة, كان يتم تصوير المجموعات من الأفراد باستخدام الماغنسيوم, لتوفير الإضاءة الكافية, حيث يُحدث الماغنسيوم انفجار كبير يسبب إضاءة تمكن الكاميرا من التقاط صورة صالحة.
لكن الماغنسيوم كان من الصعب استخدامه لتصوير شخص واحد داخل الأستوديو, بسبب الانفجار الذي يحدثه, بجوار الدخان السام الناتج عنه, لذلك كان يتم تبطين سقف وجوانب الأستوديو بالزجاج, مع وضع ستائر علي الزجاج, للتحكم في كمية الإضاءة, فإذا أراد المصور كمية إضاءة معينة قام بفتح جزء من الستارة. أي أن الأستوديو كان أشبه بملعب الأشكواش, لذلك كان التصوير يبدأ من 10 صباحا وحتى الخامسة مساءا, وبعدها يغلق الأستوديو أبوابه.
مصطفى النحاس
مصطفي النحاس
في عام 1934, افتتح مصطفي النحاس باشا مستشفي في بني سويف, وفي القطار تم إبلاغه بقرار إقالته من الوزارة, وبالطبع تعرض لمضايقات باعتباره رئيس وزراء مقال, وقالوا له:عليك أن تنتظر القطار القادم من أسوان بعد أربع ساعات, وبالطبع من شدة تعبه نام النحاس على رصيف المحطة.
ويضحك الغزولي: وحينما كنت أروي هذه القصة لرئيس الوزراء عاطف عبيد في المعرض الذي حضره, قال: كيف ينام رئيس الوزراء على محطة القطار هكذا؟ قلت له: لكي تعرف حضرتك أنهم كانوا يقومون بجلب رؤساء الوزراء من على الأرصفة.
وكان غرضي أن القي نكته, لكن لم يضحك أحد, فعلمت أني "لخبطت في الكلام", وأصلح الموقف صفوت الشريف, بقوله: دا كان زمان طبعا.
فضحك الجميع, ومر الموقف على خير.
الآن.. بقي مطلب عزيز...
لماذا لا تقوم الحكومة المصرية بشراء تلك الصور, وإتاحتها في كتب معقولة الثمن لكي يتعرف أبناء تلك البلاد على حضاراتهم, وتكون مادة وثائقية للمؤرخين في عملهم؟
ألا تستحق تلك الصور أن يدفع فيها ملايين الجنيهات لتكون متاحة للجميع؟
ونشاهد صورا نادرة من مصر القديمة ..
مصر القديمة
مصر القديمة
السيارات قديما
كوبري قصر النيل
مصر القديمة
فيضان النيل في منطقة الأهرامات
فيضان النيل بمنطقة الأهرامات 1886
طواحين الغلال
صورة نادرة لفؤاد مع زوجته شويكار
صورة فوتوغرافية نادرة لجيش ابراهيم باشا عندما ذهب إلى الأراضي الحجازية 1836
المصور في مكتبه بالأهرام
الملك فاروق
المبنى الحديدي في بورسعيد كان فندق ودمر في العدوان الثلاثي 1956
أحد بيوت القاهرة وكان اسمه بيت العميان بين شارع المعز وباب الشعرية
بالصور .. ابن مصور الملك فؤاد يفتح خزانة أبيه بعد اكتشافها صدفة!
سمير الغزولي
حرصت على الذهاب إليه حينما علمت أنه يمتلك كنزا من الصور القديمة تبلغ نحو مليون و350 ألف صورة ، والتي تحكي تاريخ مصر منذ عام 1825, أي بعد عامين فقط من اختراع التصوير الفوتوغرافي في فرنسا, جمعها والده طوال عمله بالتصوير الفوتوغرافي منذ 1917 وحتى وفاته 1963.. بعدها اختفت الصور في منزلهم القديم, لتقوده الصدفة لإعادة كشفها وإخراجها للنور في عام 1998.
اسمه سمير الغزولي, مصور بالأهرام الرياضي. في الدور السادس بمبني الأهرام كان اللقاء, الجدران حول مكتبه تتزين بصور نادرة, صورة أبو الهول عام 1900, وأخرى لكوبري أبو العلا, وفيضان النيل بجوار الأهرامات, وصورة لـ "محطة مصر" – في ميدان رمسيس حاليا - ويظهر فيها كوبري الليمون حيث كان يمر من هناك فرع النيل.
طوال جلستنا لا يكف عن مطالعة الصور في جهاز الكمبيوتر, ولندع الغزولي يقص علينا حكايته مع موسوعة مصر المصورة ..
والدي هو محمد محمود الغزولي؛ مواليد 1900؛ بدأ رحلته مع التصوير الفوتوغرافي منذ عام 1917, وشغف باقتناء الصور التي تحكي تاريخ مصر, حتى استطاع في النهاية تكوين موسوعة مصورة تبدأ بعام 1825 وتنتهي بتاريخ وفاته في 1963. وبلغ مجموع ما عثرت عليه أكثر من مليون و350 ألف صورة.
أسس والدي عدة مجلات, كان أشهرها مجلة "كل شئ والدينا", وكانت مكان سوق الخضار الموجود حاليا في باب اللوق بالقرب من ميدان التحرير, ثم عمل بعد ذلك مع "كوستا دايفير", مصور السلطان حسين كامل, ومن بعده انتقلا للعمل سويا عند فؤاد الأول, وحينما توفي "كوستا" عمل والدي مصورا خاصا للملك فؤاد, وصور فاروق حينما كان طفلا.
وفي عام 1924 انتقل للعمل بجريدة الأهرام, بجوار عمله مع الملك فؤاد وسعد باشا زغلول, لكنه لم يعد مصورهما الخاص لأن الصحافة شغلت جزءا من حياته المهنية.
وخلال عمله بـ"الأهرام" استمر يقتني مزيدا من الصور, لكن مع وفاته في 1963اختفت الصور التي جمعها, فقد كنا أطفالا, كان عمري وقتها 7 سنوات, ولم نكن نعي ما هي طبيعة عمله, كنا نعرف فقط أنه يعمل بالأهرام, خاصة أن والدتي أصيبت بما يشبه بالصدمة بعد وفاة أبي وأصبحت في حالة ذهول شبه دائمة – رحمها الله - ومنذ 1963 ظلت الصور طي الاختفاء حتى قادتني الصدفة لإعادة اكتشافها عام 1998.
ميدان محمد علي بالإسكندرية عام 1894
صور نادرة
قام والدي بحفظ الصور في منزلنا بمدينة شبين الكوم- محافظة المنوفية, وعندما دخلت مجال التصوير الفوتوغرافي تحدثت مع أخي عن الصور التي كنا نمزق منها ونحن صغار.. نعم كنا نمزق أي صورة تصل إلي أيدينا دون أن ندرك قيمتها ، فقال: طبعا أتذكر .. يمكنك أن تجد منها شئ في المخزن أسفل المنزل, وحينما دخلته وجدت مجموعات هائلة من الصور محفوظة في صناديق, وكل صندوق ممتلئ بالأظرف, كل ظرف يحوي صور والنجاتيف الخاص بها وعدد المجلة التي كانت تنشرها. أحصيت الصور, مليون و350 ألف صورة, ومع كل صورة تاريخها المفصل.
بدأت أعمل معارض للصور التي اكتشفتها, أول المعارض كان في الجامعة الأمريكية عام 2000, ثم أقمت معرضا بدار الأوبرا المصرية, ومعرض فوق سفح الهرم, وحضره رئيس الوزراء. وكان آخرها في مدينة الغردقة, وقد حقق رد فعل قوي خاصة من الأجانب وطبقات معينة من المصريين. وأقوم حاليا بعمل معرض تابع لبطولة العالم للأسكواش بالغردقة, كما أعد لمعرض في دار الأوبرا المصرية يقام في سبتمبر القادم.
يواصل الغزولي حديثه مع "محيط" : أما عن حياتي المهنية فقد عشقت التصوير , ربما حبا لمهنة والدي, وعملت في الأهرام خلال دراستي بمعهد السينما, لكني استقلت من الأهرام, واتجهت للعمل الخاص في مجال التصوير, وأنشأت وكالة إعلان خاصة بي, وبالصدفة شاهد الأستاذ إبراهيم نافع- رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق- الصور التي عثرت عليها, فقال: "لازم ترجع الأهرام والصور دي تنشر في كتاب". وافقت, وبدأنا نعد لمعرض فوق سطح الهرم يحضره رئيس الوزراء وقتها الدكتور عاطف عبيد, ضم المعرض 500 صورة. انبهر الدكتور عبيد بالصور, واقترح مصادرتها لصالح مصر, فقلت له: كيف؟ هذه الصور ورث من والدي رحمه الله.
فقال: لا تفهمني خطأ .. هذه الصور ملك شعب مصر, ولابد أن يشاهدها كل المصريين.
منطقة الأهرامات 1928
ولحل الموقف اقترح إبراهيم نافع أن يعاد تعييني بالأهرام, ونعد كتابا يضم مجموعة من الصور النادرة, ووافقت على ذلك, لكن للأسف لم يتم تنفيذ الكتاب. والكتاب الوحيد الذي أصدرته كان عن حياة الملكة ناريمان, صدر ككتاب مستقل مع مجلة الأهرام الرياضي, كان عدد النسخ 10 آلاف نسخة, بيعت كلها في 48 ساعة.
وحول تعاون الحكومة معه لإخراج تلك الوثائق التاريخية للنور, قال الغزولي: حاولت التعاون مع وزارة الثقافة لكنني اصطدمت بمشاكل روتينية, مثلا عرضت الوزارة أن أقوم بوضع صور في متحف قيادة الثورة, وحينما استفسرت عن العائد الذي سأحصل عليه قال المسئول:
- سيكون هناك رسم دخول للمتحف, والوزارة هي التي ستحصل عليه, والعائد بالنسبة لك هو تخليد ذكرى والداك !
وبالطبع لم اقتنع بهذا الكلام ورفضت التعاون مع الوزارة. لأن تجهيز الصور سيكلفني كثيرا ، وقد رفضوا تحمل أية تكاليف.
ومع خروجي للمعاش العام القادم, سأقوم بالتعاون مع إحدى دور النشر لإصدار عدة كتب عن: الملك فؤاد, والملك فاروق, وميادين مصر, وقناة السويس, وتاريخ السينما المصرية بداية من أول فيلم صامت لعلي الكسار عام 1920, وكان اسمه "الخالة الأمريكانية".
مسجد السلطان حسن وأمامه قره ميدان القلعة 1875
برامج تليفزيونية
يواصل الغزولي: حاولت الترويج للصور من خلال التليفزيون, واشتركت مع الراحل العظيم جمال بدوي في برنامج "ذاكرة الكاميرا", الذي يذاع على القناة الأولي بالتليفزيون المصري منذ خمسة سنوات, وبعد وفاة جمال بدوي, بدأت أقدم البرنامج بنفسي.
لكن للأسف البرنامج يذاع الساعة 2.30 صباحا, وحينما استفسرت عن سبب تأخر إذاعته قال المسئولون أن البرنامج يستهدف سكان أمريكا وكندا واستراليا. وللأسف لا يعاد إذاعة البرنامج في أوقات النهار ليستفيد منها مشاهدو التليفزيون في مصر.
وبجوار "ذاكرة الكاميرا" سجلت برنامج اسمه "صورة من زمان" في محطة أو تي في OTV, بلغ مجموع ما سجلته ست حلقات , مدة الحلقة خمس دقائق, أتناول فيها حادثة تاريخية معينة موثقة بالصور مثلا عملت حلقات عن احتلال الجيش الإنجليزي لمصر, بداية الطيران في مصر, إطلاق الرصاص على عبدالناصر في ميدان المنشية.
قادة جيوش ابراهيم باشا
وسائل حفظ الصور
كل الصور التي امتلكها حفظتها على أقراص مدمجة في خزائن بنكية, وهناك أعدادا رهيبة من نجاتيف الأفلام, لأن النجاتيف القديم كان من الزجاج وليس من البلاستيك كما هو موجود حاليا. وكل نيجاتيف محفوظ في ظرف. وقد عرضت على مزادات شهيرة أن أقوم ببيع النيجاتيفات التي امتلكها لكنني رفضت - رغم العائد المغري- لأني أحب مصر, وأعلم أن تلك الثروة التي معي ملك للشعب المصري.
ويعود سمير الغزولي بذكرياته للماضي قائلا : في الاستوديوهات القديمة, كان يتم تصوير المجموعات من الأفراد باستخدام الماغنسيوم, لتوفير الإضاءة الكافية, حيث يُحدث الماغنسيوم انفجار كبير يسبب إضاءة تمكن الكاميرا من التقاط صورة صالحة.
لكن الماغنسيوم كان من الصعب استخدامه لتصوير شخص واحد داخل الأستوديو, بسبب الانفجار الذي يحدثه, بجوار الدخان السام الناتج عنه, لذلك كان يتم تبطين سقف وجوانب الأستوديو بالزجاج, مع وضع ستائر علي الزجاج, للتحكم في كمية الإضاءة, فإذا أراد المصور كمية إضاءة معينة قام بفتح جزء من الستارة. أي أن الأستوديو كان أشبه بملعب الأشكواش, لذلك كان التصوير يبدأ من 10 صباحا وحتى الخامسة مساءا, وبعدها يغلق الأستوديو أبوابه.
مصطفى النحاس
مصطفي النحاس
في عام 1934, افتتح مصطفي النحاس باشا مستشفي في بني سويف, وفي القطار تم إبلاغه بقرار إقالته من الوزارة, وبالطبع تعرض لمضايقات باعتباره رئيس وزراء مقال, وقالوا له:عليك أن تنتظر القطار القادم من أسوان بعد أربع ساعات, وبالطبع من شدة تعبه نام النحاس على رصيف المحطة.
ويضحك الغزولي: وحينما كنت أروي هذه القصة لرئيس الوزراء عاطف عبيد في المعرض الذي حضره, قال: كيف ينام رئيس الوزراء على محطة القطار هكذا؟ قلت له: لكي تعرف حضرتك أنهم كانوا يقومون بجلب رؤساء الوزراء من على الأرصفة.
وكان غرضي أن القي نكته, لكن لم يضحك أحد, فعلمت أني "لخبطت في الكلام", وأصلح الموقف صفوت الشريف, بقوله: دا كان زمان طبعا.
فضحك الجميع, ومر الموقف على خير.
الآن.. بقي مطلب عزيز...
لماذا لا تقوم الحكومة المصرية بشراء تلك الصور, وإتاحتها في كتب معقولة الثمن لكي يتعرف أبناء تلك البلاد على حضاراتهم, وتكون مادة وثائقية للمؤرخين في عملهم؟
ألا تستحق تلك الصور أن يدفع فيها ملايين الجنيهات لتكون متاحة للجميع؟
ونشاهد صورا نادرة من مصر القديمة ..
مصر القديمة
مصر القديمة
السيارات قديما
كوبري قصر النيل
مصر القديمة
فيضان النيل في منطقة الأهرامات
فيضان النيل بمنطقة الأهرامات 1886
طواحين الغلال
صورة نادرة لفؤاد مع زوجته شويكار
صورة فوتوغرافية نادرة لجيش ابراهيم باشا عندما ذهب إلى الأراضي الحجازية 1836
المصور في مكتبه بالأهرام
الملك فاروق
المبنى الحديدي في بورسعيد كان فندق ودمر في العدوان الثلاثي 1956
أحد بيوت القاهرة وكان اسمه بيت العميان بين شارع المعز وباب الشعرية
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ