بسم الله الرحمن الرحيم
القبس جالت في شبرتي الخضار والسمك والأسواق المركزية: الأسعار خيال.. والغش أشكال
شبرة الخضار في الشويخ
علاء عبدالفتاح
لم تفرق نار الأسعار بين المستهلكين من مواطنين ومقيمين عرب، الكل يكتوي بها. ولم تعد الطماطم وحدها زعيمة الغلاء، فمواد غذائية أخرى وقفت في الطابور مثل الربيان واللحم العربي والأجبان وغيرها. أما الغش التجاري فحدث ولا حرج، اللحم المستورد يباع على انه بلدي، وسلة الربيان السعودي تباع على انها كويتية، ويضعون نصفها ثلجا يذوب عندما تصل الى البيت. أما عبوات عروض الأجبان والمعكرونة فأقل من الحجم الطبيعي، وكأنهم يعطون بيد ويأخذون بالأخرى.
سمعة بعض الجمعيات التعاونية صارت على المحك، فالمواطنون يرون ان «حاميها حراميها»، وان من يتحكم في أماكن العروض وكميات المعروض هو شريك أساسي مع الشركة العارضة «ان فتّحت دماغها» معه وفي النهاية لا تصب أي زيادة الا على «دماغ» المستهلك.
أسواق الجملة اصبحت هي الملاذ الان، وان بدأت هي الاخرى تتحايل على بعض الاصناف مثل المعكرونة والحليب والاجبان والاواني المنزلية.
وزارة التجارة ترجع سبب غلاء الطاطم الى عدم تنظيم الانتاج الزراعي، ويطوف مفتشوها على البرادات الموجودة امام الشبرة لمخالفة اي تاجر يخزن بضاعته بهدف رفع الاسعار.
وبحسب وكيل الوزارة علي البغلي فان اي مخالف بهذا الشأن ستجعله الوزارة «عبرة لمن يعتبر».
المزارعون يتهمون هيئة الزراعة بأنها السبب بعد ان اخرت عنهم الدعم، فلم يزرعوا الارض في الوقت المحدد، وهيئة الزراعة ترد بان من يقول هذا الكلام ليس مزارعا ولا فكرة لديه عن الزراعة والمسألة مسألة مواسم، والشهر المقبل سينخفض سعر الطماطم بكل تأكيد.
جولة القبس في الشبرة والاسواق المركزية وسوق السمك ومحلات الجزارة، كشفت واقعا مأساويا يعيشه المستهلك. فالغلاء والغش يضربان بقوة، وملامح المشترين وهم يتحدثون معنا اضافة الى عصبيتهم تدلك على ما وصلوا اليه من يأس وعدم رضا وغضب.
ما ان تقترب من احدهم حتى يقول لك «الاسعار نار»، البضاعة تنتقل من تاجر الى تاجر الى تاجر الى بنغالي ونحن في ذيل القائمة الكل يربح منا ونحن الضحية.
وفي السوق المركزي يعرف الزبائن الألاعيب المحتملة، فيتجنبون شراء العبوات اثناء العروض الكاذبة لان حجمها ناقص، وفي سوق السمك صارت مسابقة اليوم وكل يوم هي الحصول على سلة ربيان في المزاد، فالشركات تكاد تستولي على نصف المعروض وزيادة الطلب تزيد السعر على المستهلك فيصبح الكيلوغرام بثلاثة دنانير بعد ان كان بدينار ونصف الدينار.
اما محاولتنا لشراء بضعة كيلوغرامات من اللحم الاسترالي المدعوم فانتهت بالفشل، لا احد يبيعك اقل من نصف خروف، واللحم المعلق في بعض المحلات مجهول الهوية، فالاختام غير واضحة. وبسؤال البائع عن 4 انواع من اللحوم يشير «عبر فترات متقطعة من التفاوض على السعر» الى الكتلة الوحيدة المعلقة امامه، فمرة هي طلي ومرة عجالي ومرة عربي اصيل ومرة مهجن.
في البداية يقول المواطن عبدالله الناصر: الأسعار نار، واتحاد موردي الخضار والفاكهة يتلاعب بنا، يعطي البضاعة لتاجر والتاجر يعطيها لآخر، ثم لتاجر بنغالي يتحكم بنا.. ويتساءل: لماذا لا يبيع المورّد مباشرة للشبرة؟ لماذا لا تجبره الحكومة على تقليص عدد تجار التجزئة الذين يشترون منه حتى يصلوا إلى المستهلك المغلوب على أمره؟ ويضيف: أنا عن نفسي ما آكل طماطم منذ أسبوع، استعمل المعجون لأني مع مقاطعتها قلبا وقالبا.
مزاجية المستورد
ويقول المواطن عبدالعزيز راشد قذيلة: الاسعار خيالية، طماطم وخيار وبقدونس وغيرها.. هناك خلل في الوصلة بين التاجر والمستهلك، وسمعت ان التجار ماسكين بالثلاجات، وينزلون البضاعة «شوي شوي» ليحافظوا على سعرها مرتفعا، مادام العرض قليلا، ويطالب وزارة التجارة بكشف كمية المستورد من الطماطم التي دخلت البلاد الشهر الحالي والشهر الماضي للمقارنة، وفضح أي تلاعب.
ويقول: في الوقت الذي تفيض فيه اصناف من الخضار، ومنها الطماطم، تنكب في حاويات القمامة او تباع بثمن بخس في اشهر الذروة، نسمع ونرى هذه المسألة، وكان يمكننا تجنب كل هذا اذا احسنا التنظيم بين الانتاج والتسويق والاستهلاك.
ويؤكد قذيلة انه مع دعم هيئة الزراعة للمزارعين كما يحدث في السعودية، حتى لا نقع تحت مزاجية المستورد واسعار السوق الخارجية.
سلّمها للشؤون
وبنبرة غضب واضحة يقول مهنا المطيري ابو مخلف، قبل ان يخرج من شبرة رقم 4: كل شيء غال ولا رقابة، هيئة الزراعة مسؤولة ووزارة التجارة مسؤولة واتحاد الموردين كذلك.
ونسأله عن دور «التعاونيات»، وهل يمكن أن تساهم في تخفيض الاسعار بشرائها مباشرة من المورد، فيقول: «سلم الجمعيات للشؤون، لأن اعضاء مجالس اداراتها يتلاعبون، خللي الدولة تتسلم العمل وهو ينضبط.
ويؤكد ابو مخلف: اذا كان كرتون الطماطم بـ 4 دنانير في الشبرة فهو في الجمعيات بـ 6 دنانير، ويقترح للتجارة: افتحوا الاستيراد للكل، لأن ــ بحسب رأيه ــ هناك عصبة تتسلم الخضار، ولن نقاومها الا بالمنافسة الحقيقية.
المنتج الكويتي قل
ويتهم المزارع مساعد العازمي هيئة الزراعة صراحة بأنها هي السبب وراء الأزمة، فيقول: لم نصرف تعويضات الصقيع المستحقة قبل عامين حتى الآن والدعم صرفوه لنا متأخرا، فلم نستطع شراء التقاوي والبذور والسماد ولم نزرع كما كنا نزرع من قبل، ويتساءل: أين هيئة الزراعة من إقاء كراتين الطماطم والخيار في حاويات القمامة بعد ان فاض انتاجنا منها الاعوام الماضية؟ أين مجلس الامة؟ واين الحكومة؟ انا شخصيا زرعت 50 الف شتلة طماطم تبقّى منها 20 الفا بسبب الرطوبة وعدم استطاعتي الصرف على المزرعة بعد ان اخروا عني الدعم،
كيف يستطيع المزارع تجهيز مزرعته ويوزع الطلبات على شركات المستلزمات الزراعية بدون دعم وبدون تسويق سليم؟
كما ادان العازمي وزارة الاشغال وتأخرها في انجاز محطة المياه في الوفرة، مما ادى الى تكبد المزارع معاناة اخرى لري محاصيله، وبالتالي قل انتاجه.
نظرية الحرّ
ويرجع احد التجار الكبار في شبرة الخضار سبب الغلاء الى موجة حر غير مسبوقة ضربت الانتاج في الدول التي نستورد منها، قائلا: هذا غلاء عالمي.. الكرتون في الاردن يباع بثلاثة دنانير و600 فلس، وفي السعودية بــ55 ريالا اي ما يعادل ثلاثة دنانير ونصف الدينار، وفي المقابل ليس هناك منتج محلي، وكل هذا بسبب موجة الحر التي اتت وجعلت الطماطم تنضج بسرعة وتنتهي بسرعة.
وعن رأيه في سلاح المقاطعة، قال: ما حد يقدر يقاطع الطماطم.. الم تر الزحام في الشبرة عليها؟.. ولو قاطعها الافراد فكيف تقاطعها المطاعم وشركات التجهيزات، وهناك عقود حكومية وغير حكومية ملزمة شهريا.
ويؤكد: بالعكس الطلب زاد وما في استغناء عن هذا الصنف.
الاستغناء ممكن
على عكس رأي تاجر الشبرة تقول نادية محمد عبدربه (ام احمد) وهي معلمة فيزياء كانت تشتري من سوق مركزي بالشويخ: الطماطم مجنونة الآن وقاطعتها حتى تعقل وتعود لطبيعتها.
وتقول سهام محمد وكانت مع زوجها تشتري من السوق المركزي: «السلع عرض وطلب والشخص مضطر للشراء والشركات تعرف ذلك، لكنها لا تحسب حسابا للبشر، والحكومة تعرف ذلك فترفع الرواتب من هنا وتزيد الاسعار من هنا»، اما زوجها فقد بدا حانقا غاضبا اذ قال: نحن «بدون» ولا نستفيد من بطاقة التموين ونضطر للشراء بأي سعر والشركات تعرف انها لا تتعامل مع مواطنين فقط بل مع فئات اخرى فتذبحها ذبحا.
كانت موسمية
الطماطم كانت موسمية لا يشتريها أجدادنا قبل 20 سنة الا في الصيف، وكانوا عايشين، ولم يتأثروا بشيء.. فلماذا لا نقاطعها مؤقتا؟
اتحاد الجمعيات: نحن مع مقاطعة الطماطم إذا كانت تحل المشكلة
قال رئيس اتحاد الجمعيات الدكتور حسين الدويهيس ان حل الازمة الطارئة لارتفاع سعر الطماطم يكمن في البحث عن موردين آخرين ارخص، والتفتيش عن مصادر اخرى لتوفير الخضار.
وناشد الاخوان في اتحاد المزارعين بمضاعفة الانتاج في المستقبل لعدم تكرار هذه الازمة.
كما ناشد رؤساء ادارات الجمعيات دعم المنتج المحلي لانه البديل الحقيقي للمستورد لتخفيض الاسعار، وناشد الحكومة ممثلة في وزارة التجارة سرعة التدخل لحل الازمة.
وعن الدعوة لمقاطعة الطماطم قال: اذا كانت المقاطعة تحل ازمة فنحن نبارك هذه الخطوة، ونتمنى ان يتوفر البديل سريعا.
وعن اتهام المستهلكين لبعض الجمعيات بأن «حاميها حراميها» والدعوة لتسليم الجمعيات لوزارة الشؤون قال: لا، نحن نثق بأعضاء ورؤساء مجالس ادارات الجمعيات، وفقط نناشدهم البحث عن موردين آخرين.
«الزراعة»: الأزمة طارئة وستنتهي خلال شهر
قال مدير ادارة العلاقات العامة ورئيس مركز البلاغات وتلقي الشكاوى بالهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية شاكر عوض تعليقاً على اتهام بعض المزارعين للهيئة بأنها السبب في الأزمة، لعدم صرفها الدعم المستحق للمزارعين في موعده وتأخرها حتى الآن في صرف تعويضات الصقيع: ان من يقل هذا الكلام من المزارعين لا يعرف شيئاً عن الزراعة، فالهيئة مع الاخوان أصحاب المزارع قلباً وقالباً، وتدعمهم مادياً ومعنوياً وارشادياً، لكن بعضهم لا طاقة له بالعمل المنظم لأن الزراعة مكلفة وتحتاج امكانيات خاصة قد تتوافر في الشركات ولا يجوز لمزارع أن يعتمد على الدعم فقط، بل على التسويق أيضاً وتحسين انتاجه ومضاعفة كميته.
وطمأن عوض المستهلكين بأن الأزمة طارئة، وخلال شهر أو شهرين ستنتهي تماماً، لأن موسم الطماطم ليس الآن، لكن في نوفمبر وديسمبر.
في سوق السمك: تحذير من ارتفاع سعر الربيان
حذر البائع أحمد الخواجة من ارتفاع سعر كيلو الربيان في سوق السمك قائلا: صيد الربيان بدأ مبكرا هذا العام (في أول أغسطس) والمعروض يقل شيئا فشيئا، ولذلك أتوقع زيادة سعر كيلو الربيان ليتجاوز 4 دنانير الشهر المقبل.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لاحظنا اقبال شركات الأسواق الموازية على شراء كميات كبيرة من الربيان في المزاد اليومي الذي يعقد في سوق شرق، وهو ما يسمى شبه احتكار، فمندوبوها يشترون بأعلى الأسعار ولا يبقى لتجار السمك بالسوق إلا القليل. لقد وصلت سلة الربيان (23 كيلو غراما) إلى 60 ديناراً أمس، وهو سعر غير مسبوق.
الغش خارج السوق
ويحذر الخواجة من غياب الرقابة عن بائعين يملأون سلال الربيان والسمك بالثلج ويبيعونها أرخص فيقبل عليهم المستهلكون، لكنهم ما إن يعودوا الى البيت حتى يكتشفوا أن ما اشتروه على انه 20 كيلو غراماً أصبح بعد أن ذاب الثلج 15 كيلو غراما فقط!
وعن أسعار الزبيدي، قال: بلغت 5.5 دنانير للزبيدي الكويتي والمستورد أصبح بأربعة دنانير وكيلو سمك الميد الكبير بدينار واحد، أما الصغير فبنصف دينار فقط.
الطماطم كالذهب!
قال المستهلك ناجي محمد ان الطماطم صارت كالذهب، لافتا الى ان الغلاء شمل الاجبان واللحم والبيض والحليب ولا يمكن محاربته الا بالاستغناء والبحث عن بدائل لاي سلعة غالية الثمن.
اجتماع شهري
يجتمع التجار اعضاء اتحاد موردي الخضار والفاكهة شهريا لبحث ازمة ارتفاع الاسعار، وقال الدلال محمد احمد: الازمة بسبب غياب المنتج المحلي وليست بسبب الموردين.
جدل حادّ
شهدت القبس نقاشا حادا بين مواطنَين داخل شبرة 4 بالشويخ، اذ اعتبر احدهما ان المسؤول عن ازمة الطماطم هو المستهلك الذي لا يقاطع كل ما هو مرتفع السعر، فيما قال الآخر: لو نقدر نقاطع ما راح ناكل، فكل شيء في يد التجارة وحماية المستهلك.
المعاش لا يكفي
قال المواطن فوزي حمد ان موجة الغلاء تبتلعنا، وأنا كمواطن أتقاضى معاشا 600 دينار شهريا لا أستطيع أن أعيش به أسبوعا مع التزاماتي الأسرية، فالطماطم كارثة من نصف دينار الى 4 دنانير في أسبوع، واللحم كارثتان، الخروف يباع على مائة دينار، بعد أن كان بــ 45 دينارا.
البغلي: أزمة الطماطم عالمية
أرجع وكيل وزارة التجارة علي البغلي ازمة الطماطم التي ارتفع سعرها فجأة الى سوء تنظيم الانتاج الزراعي في البلاد، وقال في تصريح خاص ل القبس: المشكلة ان المزارعين ليس لديهم خطة سنوية محددة للانتاج، فمرات يزيد الانتاج ومرات يقل، ويهيمن المستورد بلا منافسة حقيقية..
اعرف ان كرتون الطماطم كان - يا دوب - يساوي سعر الكرتون فارغا، ثم زاد فجأة لغياب الرؤية والتنسيق..
واضاف، الامر الآخر الذي يؤخذ في الحسبان ان غلاء الطماطم لا يقتصر على الكويت، بل في هذا الوقت من السنة، زاد في مصر وسوريا والأردن لاسباب مختلفة، منها الطقس الحار الشديد ومنها الآفات فإذا كانت الدول المنتجة تعاني فكيف بالدول المستوردة ونحن في الكويت نستورد بنسبة كبيرة جداً.
وعن دور وزارة التجارة والاتهامات الموجهة لها بغياب الرقابة عمن يخزن المواد الغذائية بهدف رفع اسعارها، ومن يغش المنتجات ويخفض وزنها، قال البغلي بحسم: انا شخصيا أتمنى ان تصلني معلومة واحدة عن اي تاجر يخزن بضاعته سواء في مخزن أو سيارة براد، وستجعله الوزارة «عبرة لمن يعتبر» وتحوله فوراً للنيابة التجارية بعد كتابة محضر دقيق نضمن به معاقبته بشدة، فهذه جريمة تسمى منع سلعة من التداول بهدف زيادة سعرها.
واضاف: مفتشو الرقابة التجارية يلفون على الاسواق ولو توصلوا لطرف خيط سترى ما نفعل، اما من يغشون في سلال الاسماك والربيان عن طريق اضافة ثلج أو غيره فهم في قبضتنا وحملاتنا مستمرة عليهم خارج سوق السمك وداخله.
وأكد البغلي انه سيطلب من الجمارك بيانا بكمية الخضار التي دخلت هذا الشهر والتي دخلت الشهر الماضي، وفقا لتوجه الوزارة حتى ندرس الكميات ونتأكد من عدم تلاعب الموردين بها.
القبس جالت في شبرتي الخضار والسمك والأسواق المركزية: الأسعار خيال.. والغش أشكال
شبرة الخضار في الشويخ
علاء عبدالفتاح
لم تفرق نار الأسعار بين المستهلكين من مواطنين ومقيمين عرب، الكل يكتوي بها. ولم تعد الطماطم وحدها زعيمة الغلاء، فمواد غذائية أخرى وقفت في الطابور مثل الربيان واللحم العربي والأجبان وغيرها. أما الغش التجاري فحدث ولا حرج، اللحم المستورد يباع على انه بلدي، وسلة الربيان السعودي تباع على انها كويتية، ويضعون نصفها ثلجا يذوب عندما تصل الى البيت. أما عبوات عروض الأجبان والمعكرونة فأقل من الحجم الطبيعي، وكأنهم يعطون بيد ويأخذون بالأخرى.
سمعة بعض الجمعيات التعاونية صارت على المحك، فالمواطنون يرون ان «حاميها حراميها»، وان من يتحكم في أماكن العروض وكميات المعروض هو شريك أساسي مع الشركة العارضة «ان فتّحت دماغها» معه وفي النهاية لا تصب أي زيادة الا على «دماغ» المستهلك.
أسواق الجملة اصبحت هي الملاذ الان، وان بدأت هي الاخرى تتحايل على بعض الاصناف مثل المعكرونة والحليب والاجبان والاواني المنزلية.
وزارة التجارة ترجع سبب غلاء الطاطم الى عدم تنظيم الانتاج الزراعي، ويطوف مفتشوها على البرادات الموجودة امام الشبرة لمخالفة اي تاجر يخزن بضاعته بهدف رفع الاسعار.
وبحسب وكيل الوزارة علي البغلي فان اي مخالف بهذا الشأن ستجعله الوزارة «عبرة لمن يعتبر».
المزارعون يتهمون هيئة الزراعة بأنها السبب بعد ان اخرت عنهم الدعم، فلم يزرعوا الارض في الوقت المحدد، وهيئة الزراعة ترد بان من يقول هذا الكلام ليس مزارعا ولا فكرة لديه عن الزراعة والمسألة مسألة مواسم، والشهر المقبل سينخفض سعر الطماطم بكل تأكيد.
جولة القبس في الشبرة والاسواق المركزية وسوق السمك ومحلات الجزارة، كشفت واقعا مأساويا يعيشه المستهلك. فالغلاء والغش يضربان بقوة، وملامح المشترين وهم يتحدثون معنا اضافة الى عصبيتهم تدلك على ما وصلوا اليه من يأس وعدم رضا وغضب.
ما ان تقترب من احدهم حتى يقول لك «الاسعار نار»، البضاعة تنتقل من تاجر الى تاجر الى تاجر الى بنغالي ونحن في ذيل القائمة الكل يربح منا ونحن الضحية.
وفي السوق المركزي يعرف الزبائن الألاعيب المحتملة، فيتجنبون شراء العبوات اثناء العروض الكاذبة لان حجمها ناقص، وفي سوق السمك صارت مسابقة اليوم وكل يوم هي الحصول على سلة ربيان في المزاد، فالشركات تكاد تستولي على نصف المعروض وزيادة الطلب تزيد السعر على المستهلك فيصبح الكيلوغرام بثلاثة دنانير بعد ان كان بدينار ونصف الدينار.
اما محاولتنا لشراء بضعة كيلوغرامات من اللحم الاسترالي المدعوم فانتهت بالفشل، لا احد يبيعك اقل من نصف خروف، واللحم المعلق في بعض المحلات مجهول الهوية، فالاختام غير واضحة. وبسؤال البائع عن 4 انواع من اللحوم يشير «عبر فترات متقطعة من التفاوض على السعر» الى الكتلة الوحيدة المعلقة امامه، فمرة هي طلي ومرة عجالي ومرة عربي اصيل ومرة مهجن.
في البداية يقول المواطن عبدالله الناصر: الأسعار نار، واتحاد موردي الخضار والفاكهة يتلاعب بنا، يعطي البضاعة لتاجر والتاجر يعطيها لآخر، ثم لتاجر بنغالي يتحكم بنا.. ويتساءل: لماذا لا يبيع المورّد مباشرة للشبرة؟ لماذا لا تجبره الحكومة على تقليص عدد تجار التجزئة الذين يشترون منه حتى يصلوا إلى المستهلك المغلوب على أمره؟ ويضيف: أنا عن نفسي ما آكل طماطم منذ أسبوع، استعمل المعجون لأني مع مقاطعتها قلبا وقالبا.
مزاجية المستورد
ويقول المواطن عبدالعزيز راشد قذيلة: الاسعار خيالية، طماطم وخيار وبقدونس وغيرها.. هناك خلل في الوصلة بين التاجر والمستهلك، وسمعت ان التجار ماسكين بالثلاجات، وينزلون البضاعة «شوي شوي» ليحافظوا على سعرها مرتفعا، مادام العرض قليلا، ويطالب وزارة التجارة بكشف كمية المستورد من الطماطم التي دخلت البلاد الشهر الحالي والشهر الماضي للمقارنة، وفضح أي تلاعب.
ويقول: في الوقت الذي تفيض فيه اصناف من الخضار، ومنها الطماطم، تنكب في حاويات القمامة او تباع بثمن بخس في اشهر الذروة، نسمع ونرى هذه المسألة، وكان يمكننا تجنب كل هذا اذا احسنا التنظيم بين الانتاج والتسويق والاستهلاك.
ويؤكد قذيلة انه مع دعم هيئة الزراعة للمزارعين كما يحدث في السعودية، حتى لا نقع تحت مزاجية المستورد واسعار السوق الخارجية.
سلّمها للشؤون
وبنبرة غضب واضحة يقول مهنا المطيري ابو مخلف، قبل ان يخرج من شبرة رقم 4: كل شيء غال ولا رقابة، هيئة الزراعة مسؤولة ووزارة التجارة مسؤولة واتحاد الموردين كذلك.
ونسأله عن دور «التعاونيات»، وهل يمكن أن تساهم في تخفيض الاسعار بشرائها مباشرة من المورد، فيقول: «سلم الجمعيات للشؤون، لأن اعضاء مجالس اداراتها يتلاعبون، خللي الدولة تتسلم العمل وهو ينضبط.
ويؤكد ابو مخلف: اذا كان كرتون الطماطم بـ 4 دنانير في الشبرة فهو في الجمعيات بـ 6 دنانير، ويقترح للتجارة: افتحوا الاستيراد للكل، لأن ــ بحسب رأيه ــ هناك عصبة تتسلم الخضار، ولن نقاومها الا بالمنافسة الحقيقية.
المنتج الكويتي قل
ويتهم المزارع مساعد العازمي هيئة الزراعة صراحة بأنها هي السبب وراء الأزمة، فيقول: لم نصرف تعويضات الصقيع المستحقة قبل عامين حتى الآن والدعم صرفوه لنا متأخرا، فلم نستطع شراء التقاوي والبذور والسماد ولم نزرع كما كنا نزرع من قبل، ويتساءل: أين هيئة الزراعة من إقاء كراتين الطماطم والخيار في حاويات القمامة بعد ان فاض انتاجنا منها الاعوام الماضية؟ أين مجلس الامة؟ واين الحكومة؟ انا شخصيا زرعت 50 الف شتلة طماطم تبقّى منها 20 الفا بسبب الرطوبة وعدم استطاعتي الصرف على المزرعة بعد ان اخروا عني الدعم،
كيف يستطيع المزارع تجهيز مزرعته ويوزع الطلبات على شركات المستلزمات الزراعية بدون دعم وبدون تسويق سليم؟
كما ادان العازمي وزارة الاشغال وتأخرها في انجاز محطة المياه في الوفرة، مما ادى الى تكبد المزارع معاناة اخرى لري محاصيله، وبالتالي قل انتاجه.
نظرية الحرّ
ويرجع احد التجار الكبار في شبرة الخضار سبب الغلاء الى موجة حر غير مسبوقة ضربت الانتاج في الدول التي نستورد منها، قائلا: هذا غلاء عالمي.. الكرتون في الاردن يباع بثلاثة دنانير و600 فلس، وفي السعودية بــ55 ريالا اي ما يعادل ثلاثة دنانير ونصف الدينار، وفي المقابل ليس هناك منتج محلي، وكل هذا بسبب موجة الحر التي اتت وجعلت الطماطم تنضج بسرعة وتنتهي بسرعة.
وعن رأيه في سلاح المقاطعة، قال: ما حد يقدر يقاطع الطماطم.. الم تر الزحام في الشبرة عليها؟.. ولو قاطعها الافراد فكيف تقاطعها المطاعم وشركات التجهيزات، وهناك عقود حكومية وغير حكومية ملزمة شهريا.
ويؤكد: بالعكس الطلب زاد وما في استغناء عن هذا الصنف.
الاستغناء ممكن
على عكس رأي تاجر الشبرة تقول نادية محمد عبدربه (ام احمد) وهي معلمة فيزياء كانت تشتري من سوق مركزي بالشويخ: الطماطم مجنونة الآن وقاطعتها حتى تعقل وتعود لطبيعتها.
وتقول سهام محمد وكانت مع زوجها تشتري من السوق المركزي: «السلع عرض وطلب والشخص مضطر للشراء والشركات تعرف ذلك، لكنها لا تحسب حسابا للبشر، والحكومة تعرف ذلك فترفع الرواتب من هنا وتزيد الاسعار من هنا»، اما زوجها فقد بدا حانقا غاضبا اذ قال: نحن «بدون» ولا نستفيد من بطاقة التموين ونضطر للشراء بأي سعر والشركات تعرف انها لا تتعامل مع مواطنين فقط بل مع فئات اخرى فتذبحها ذبحا.
كانت موسمية
الطماطم كانت موسمية لا يشتريها أجدادنا قبل 20 سنة الا في الصيف، وكانوا عايشين، ولم يتأثروا بشيء.. فلماذا لا نقاطعها مؤقتا؟
اتحاد الجمعيات: نحن مع مقاطعة الطماطم إذا كانت تحل المشكلة
قال رئيس اتحاد الجمعيات الدكتور حسين الدويهيس ان حل الازمة الطارئة لارتفاع سعر الطماطم يكمن في البحث عن موردين آخرين ارخص، والتفتيش عن مصادر اخرى لتوفير الخضار.
وناشد الاخوان في اتحاد المزارعين بمضاعفة الانتاج في المستقبل لعدم تكرار هذه الازمة.
كما ناشد رؤساء ادارات الجمعيات دعم المنتج المحلي لانه البديل الحقيقي للمستورد لتخفيض الاسعار، وناشد الحكومة ممثلة في وزارة التجارة سرعة التدخل لحل الازمة.
وعن الدعوة لمقاطعة الطماطم قال: اذا كانت المقاطعة تحل ازمة فنحن نبارك هذه الخطوة، ونتمنى ان يتوفر البديل سريعا.
وعن اتهام المستهلكين لبعض الجمعيات بأن «حاميها حراميها» والدعوة لتسليم الجمعيات لوزارة الشؤون قال: لا، نحن نثق بأعضاء ورؤساء مجالس ادارات الجمعيات، وفقط نناشدهم البحث عن موردين آخرين.
«الزراعة»: الأزمة طارئة وستنتهي خلال شهر
قال مدير ادارة العلاقات العامة ورئيس مركز البلاغات وتلقي الشكاوى بالهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية شاكر عوض تعليقاً على اتهام بعض المزارعين للهيئة بأنها السبب في الأزمة، لعدم صرفها الدعم المستحق للمزارعين في موعده وتأخرها حتى الآن في صرف تعويضات الصقيع: ان من يقل هذا الكلام من المزارعين لا يعرف شيئاً عن الزراعة، فالهيئة مع الاخوان أصحاب المزارع قلباً وقالباً، وتدعمهم مادياً ومعنوياً وارشادياً، لكن بعضهم لا طاقة له بالعمل المنظم لأن الزراعة مكلفة وتحتاج امكانيات خاصة قد تتوافر في الشركات ولا يجوز لمزارع أن يعتمد على الدعم فقط، بل على التسويق أيضاً وتحسين انتاجه ومضاعفة كميته.
وطمأن عوض المستهلكين بأن الأزمة طارئة، وخلال شهر أو شهرين ستنتهي تماماً، لأن موسم الطماطم ليس الآن، لكن في نوفمبر وديسمبر.
في سوق السمك: تحذير من ارتفاع سعر الربيان
حذر البائع أحمد الخواجة من ارتفاع سعر كيلو الربيان في سوق السمك قائلا: صيد الربيان بدأ مبكرا هذا العام (في أول أغسطس) والمعروض يقل شيئا فشيئا، ولذلك أتوقع زيادة سعر كيلو الربيان ليتجاوز 4 دنانير الشهر المقبل.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لاحظنا اقبال شركات الأسواق الموازية على شراء كميات كبيرة من الربيان في المزاد اليومي الذي يعقد في سوق شرق، وهو ما يسمى شبه احتكار، فمندوبوها يشترون بأعلى الأسعار ولا يبقى لتجار السمك بالسوق إلا القليل. لقد وصلت سلة الربيان (23 كيلو غراما) إلى 60 ديناراً أمس، وهو سعر غير مسبوق.
الغش خارج السوق
ويحذر الخواجة من غياب الرقابة عن بائعين يملأون سلال الربيان والسمك بالثلج ويبيعونها أرخص فيقبل عليهم المستهلكون، لكنهم ما إن يعودوا الى البيت حتى يكتشفوا أن ما اشتروه على انه 20 كيلو غراماً أصبح بعد أن ذاب الثلج 15 كيلو غراما فقط!
وعن أسعار الزبيدي، قال: بلغت 5.5 دنانير للزبيدي الكويتي والمستورد أصبح بأربعة دنانير وكيلو سمك الميد الكبير بدينار واحد، أما الصغير فبنصف دينار فقط.
الطماطم كالذهب!
قال المستهلك ناجي محمد ان الطماطم صارت كالذهب، لافتا الى ان الغلاء شمل الاجبان واللحم والبيض والحليب ولا يمكن محاربته الا بالاستغناء والبحث عن بدائل لاي سلعة غالية الثمن.
اجتماع شهري
يجتمع التجار اعضاء اتحاد موردي الخضار والفاكهة شهريا لبحث ازمة ارتفاع الاسعار، وقال الدلال محمد احمد: الازمة بسبب غياب المنتج المحلي وليست بسبب الموردين.
جدل حادّ
شهدت القبس نقاشا حادا بين مواطنَين داخل شبرة 4 بالشويخ، اذ اعتبر احدهما ان المسؤول عن ازمة الطماطم هو المستهلك الذي لا يقاطع كل ما هو مرتفع السعر، فيما قال الآخر: لو نقدر نقاطع ما راح ناكل، فكل شيء في يد التجارة وحماية المستهلك.
المعاش لا يكفي
قال المواطن فوزي حمد ان موجة الغلاء تبتلعنا، وأنا كمواطن أتقاضى معاشا 600 دينار شهريا لا أستطيع أن أعيش به أسبوعا مع التزاماتي الأسرية، فالطماطم كارثة من نصف دينار الى 4 دنانير في أسبوع، واللحم كارثتان، الخروف يباع على مائة دينار، بعد أن كان بــ 45 دينارا.
البغلي: أزمة الطماطم عالمية
أرجع وكيل وزارة التجارة علي البغلي ازمة الطماطم التي ارتفع سعرها فجأة الى سوء تنظيم الانتاج الزراعي في البلاد، وقال في تصريح خاص ل القبس: المشكلة ان المزارعين ليس لديهم خطة سنوية محددة للانتاج، فمرات يزيد الانتاج ومرات يقل، ويهيمن المستورد بلا منافسة حقيقية..
اعرف ان كرتون الطماطم كان - يا دوب - يساوي سعر الكرتون فارغا، ثم زاد فجأة لغياب الرؤية والتنسيق..
واضاف، الامر الآخر الذي يؤخذ في الحسبان ان غلاء الطماطم لا يقتصر على الكويت، بل في هذا الوقت من السنة، زاد في مصر وسوريا والأردن لاسباب مختلفة، منها الطقس الحار الشديد ومنها الآفات فإذا كانت الدول المنتجة تعاني فكيف بالدول المستوردة ونحن في الكويت نستورد بنسبة كبيرة جداً.
وعن دور وزارة التجارة والاتهامات الموجهة لها بغياب الرقابة عمن يخزن المواد الغذائية بهدف رفع اسعارها، ومن يغش المنتجات ويخفض وزنها، قال البغلي بحسم: انا شخصيا أتمنى ان تصلني معلومة واحدة عن اي تاجر يخزن بضاعته سواء في مخزن أو سيارة براد، وستجعله الوزارة «عبرة لمن يعتبر» وتحوله فوراً للنيابة التجارية بعد كتابة محضر دقيق نضمن به معاقبته بشدة، فهذه جريمة تسمى منع سلعة من التداول بهدف زيادة سعرها.
واضاف: مفتشو الرقابة التجارية يلفون على الاسواق ولو توصلوا لطرف خيط سترى ما نفعل، اما من يغشون في سلال الاسماك والربيان عن طريق اضافة ثلج أو غيره فهم في قبضتنا وحملاتنا مستمرة عليهم خارج سوق السمك وداخله.
وأكد البغلي انه سيطلب من الجمارك بيانا بكمية الخضار التي دخلت هذا الشهر والتي دخلت الشهر الماضي، وفقا لتوجه الوزارة حتى ندرس الكميات ونتأكد من عدم تلاعب الموردين بها.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ