حول الفرح إلى سرادق عزاء..
رصاص والد العريس "الطائش" يقتل ويصيب طفلتين
السبت، 4 ديسمبر 2010 - 19:34
كتب بهجت أبو ضيف
إيدك معايا يلا نرفع المطبخ على العربية، حاسب تكسر لوح الزجاج، الدولاب خلاص اتحمل، خلاص خلصنا كل حاجة اتحملت على العربية يلا نروح على بيت العريس الناس مستنية هناك، أعيرة نارية هنا وهناك والد العريس يطلقها من فرد خرطوش ابتهاجاً وفرحاً بنقل أثاث شقة نجله العريس، الذى اقترب حفل زفافه يوم الخميس، والذى كان قد وعد ولده يوم فرحه بإطلاقه، زغاريد والدة العريس وأقاربه وجيرانه تطغى على الأسماع، يمرون بالشارع ويتوجهون إلى شارع الشهيد أحمد بدوى، الأعيرة النارية ما زالت مستمرة سكان الشارع يخرجون للنوافذ والشرفات لمشاهدة أثاث العريس ومشاركته الفرحة الأطفال يسرعون خلف الزفة ومثلهم يقفون فى الشرف والنوافذ.
صرخات مفاجئة تصدم أسماع الجميع تنبعث من بلكونة شقة بالطابق الثالث فى العقار رقم 10 يصعد الأهل بسرعة لمكان الصراخ لاستكشاف الأمر، المفاجأة التى هزت الجميع، "أمل" الطفلة ذات السبع سنوات ونجلة عمها "رحمة" ذات الخمس سنوات ملقيتين بأرضية البلكونة تنبعث الدماء من رأسيهما لا تصدر منهما أى حركة، سكون يكتف الحضور، وينتهى بصرخات لطلب الإسعاف، الطفلتان أصيبتا بطلق نارى، يرد أحدهم لا لن ننتظر أحضروا سيارة بسرعة، تأتى السيارة هيا أحملوهما إلى المستشفى، لابد أن نذهب إلى أقرب مستشفى، يجيب آخر مستشفى إمبابة المركزى هو الأقرب، تم اختصار الطريق ووصلت السيارة، فى غرفة الاستقبال يتساءل أهل الضحيتين أين الأطباء؟ "ألحقونا" الدم ينزف، تموتان "دون أى اهتمام"، يخرج طبيبان تحت التمرين يفحصان المصابتين، لا توجد أجهزة، لا يوجد دواء، لا يوجد حتى لاصق طبى، يصرخ الأهل أين الرعاية؟ أين الاهتمام؟ دون أى رد من إدارة المستشفى، يقترح أحد الحضور ترك المستشفى، يتم تحويل الحالتين بسيارة إسعاف إلى مستشفى الدمرداش، يرفض المستشفى استقبالهما، فى الطريق بعد مرور 45 دقيقة تفارق "أمل" الحياة داخل الإسعاف، تصرخ والدتها تحاول تحريكها، تحثها على الكلام، انقطعت الأنفاس وماتت الطفلة بين أحضان والدتها، تستكمل سيارة الإسعاف طريقها إلى مستشفى عين شمس التخصصى، لتستقبل الطفلة الأخرى المصابة، يطلب موظف الاستقبال وضع مبلغ مالى تحت الحساب قبل دخول المصابة المستشفى، يصرخ الجميع "ألحقوها الأول البنت بتموت".
"محمد" والد المصابة يعرض على الموظف أى ضمانات، يجيبه الموظف "وقع على إيصال أمانة حتى تأذن الإدارة باستقبال الطفلة، "دى أوامر وأنا بنفذها"، يوقع الأب على إيصال أمانة بمبلغ 5 آلاف جنيه، يتم توقيع الكشف الطبى عليها، والنتيجة أنها مصابة بنزيف داخلى، والقرار حجزها بغرفة العناية المركزة.
فى تلك الأثناء كان أقارب المجنى عليهما قد قاموا بحجز أقارب العريس الذين كانوا بالاحتفال، وتم إبلاغ المقدم علاء فتحى رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة بالواقعة، فأخطر اللواء محسن حفظى مدير أمن الجيزة وأمر بسرعة الانتقال وبيان سبب الحادث، تحريات اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة توصلت إلى أن المتهم بإطلاق الأعيرة النارية هو والد العريس "سيد.م.ع" صاحب محل عطارة، وكان يطلق الأعيرة من فرد خرطوش محلى الصنع، وعلى الفور تم تحديد مكانه وتمكن العميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية من ضبطه وبحوزته السلاح وعدد من الطلقات، وتمت إحالته إلى النيابة للتحقيق.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل المجنى عليهما، الذى شهد الواقعة، تقابلنا مع والدة الطفلة "أمل" المتوفية التى جلست لتلقى العزاء وسط مجموعة كبيرة من الأهالى والأقارب، الذين توافدوا على المنزل، وذكرت بعض الكلمات التى اختلطت بالدموع، قائلة: إن طفلتها فارقت الحياة دون أى ذنب، فالله قد ابتلاها وعليها أن تصبر، على ما قدره الله، مضيفة أن الله رزقها بأربعة أبناء "أمل" المتوفاة، ومصطفى (7 سنوات) وآية (5 سنوات) وأسماء (9 سنوات)، وتقول إنها قبل الحادث بدقائق معدودة خرجت لقضاء بعض حاجاتها من السوق وعقب عودتها فوجئت بالخبر، فتوجهت إلى مستشفى إمبابة، وهناك شاهدتها غارقة فى دمائها، فركبت معها سيارة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى آخر، وفى السيارة تلطخت ملابسها بالدماء، وفى الطريق علمت أنها فارقت الحياة، صرخت ونادتها، إلا أنها لم تستجب لها، وانتهى الأمر فى ذلك الحين.
وأثناء إجراء اللقاء تصادف وصول والد المصابة إلى المنزل بتاكسى يحمل فيه طفلته "رحمة" بعدما نجح فى إخراجها من مستشفى عين شمس التخصصى، وكانت له هذه الكلمات، قائلاً: إنه سدد جزءاً من حساب المستشفى ووقع على إيصال أمانة بباقى المبلغ المستحق عليه، شاكياً من قسوة العاملين بالمستشفيات، واصفاً إياهم بأنهم لا توجد فى قلوبهم أى رحمة أو إحساس، يتعاملون مع المرضى مثل تعاملهم مع الحيوانات، ليسوا ملائكة كما يصفهم البعض، بل وحوش لا يخضعون إلا للمال، يتعاملون مع المريض الفقير بلا مبالاة، أما الذى يمتلك المال فيقدمون له كل الخدمات، مضيفاً أنه أخرج طفلته من المستشفى، بالرغم من سوء حالتها لعدم قدرته على سداد مستحقاتها وسيقوم بعلاجها داخل مستشفى حكومى، بالرغم من تأكده من سوء الرعاية التى بتا، إلا أن ضيق حالته المادية تجبره على ذلك، فهو عامل بسيط بسوق الخضار لا يملك من الدنيا الكثير.
جد المجنى عليهما، الحاج صلاح الدين ذكر، أن الأسلحة النارية أصبحت منتشرة مع الجميع تستخدم فى المشاجرات للقتل وفى الأفراح كمظهر للسعادة، إلا أنها بخطورتها تحول لحظات السعادة إلى لحظات موت.
رصاص والد العريس "الطائش" يقتل ويصيب طفلتين
السبت، 4 ديسمبر 2010 - 19:34
كتب بهجت أبو ضيف
إيدك معايا يلا نرفع المطبخ على العربية، حاسب تكسر لوح الزجاج، الدولاب خلاص اتحمل، خلاص خلصنا كل حاجة اتحملت على العربية يلا نروح على بيت العريس الناس مستنية هناك، أعيرة نارية هنا وهناك والد العريس يطلقها من فرد خرطوش ابتهاجاً وفرحاً بنقل أثاث شقة نجله العريس، الذى اقترب حفل زفافه يوم الخميس، والذى كان قد وعد ولده يوم فرحه بإطلاقه، زغاريد والدة العريس وأقاربه وجيرانه تطغى على الأسماع، يمرون بالشارع ويتوجهون إلى شارع الشهيد أحمد بدوى، الأعيرة النارية ما زالت مستمرة سكان الشارع يخرجون للنوافذ والشرفات لمشاهدة أثاث العريس ومشاركته الفرحة الأطفال يسرعون خلف الزفة ومثلهم يقفون فى الشرف والنوافذ.
صرخات مفاجئة تصدم أسماع الجميع تنبعث من بلكونة شقة بالطابق الثالث فى العقار رقم 10 يصعد الأهل بسرعة لمكان الصراخ لاستكشاف الأمر، المفاجأة التى هزت الجميع، "أمل" الطفلة ذات السبع سنوات ونجلة عمها "رحمة" ذات الخمس سنوات ملقيتين بأرضية البلكونة تنبعث الدماء من رأسيهما لا تصدر منهما أى حركة، سكون يكتف الحضور، وينتهى بصرخات لطلب الإسعاف، الطفلتان أصيبتا بطلق نارى، يرد أحدهم لا لن ننتظر أحضروا سيارة بسرعة، تأتى السيارة هيا أحملوهما إلى المستشفى، لابد أن نذهب إلى أقرب مستشفى، يجيب آخر مستشفى إمبابة المركزى هو الأقرب، تم اختصار الطريق ووصلت السيارة، فى غرفة الاستقبال يتساءل أهل الضحيتين أين الأطباء؟ "ألحقونا" الدم ينزف، تموتان "دون أى اهتمام"، يخرج طبيبان تحت التمرين يفحصان المصابتين، لا توجد أجهزة، لا يوجد دواء، لا يوجد حتى لاصق طبى، يصرخ الأهل أين الرعاية؟ أين الاهتمام؟ دون أى رد من إدارة المستشفى، يقترح أحد الحضور ترك المستشفى، يتم تحويل الحالتين بسيارة إسعاف إلى مستشفى الدمرداش، يرفض المستشفى استقبالهما، فى الطريق بعد مرور 45 دقيقة تفارق "أمل" الحياة داخل الإسعاف، تصرخ والدتها تحاول تحريكها، تحثها على الكلام، انقطعت الأنفاس وماتت الطفلة بين أحضان والدتها، تستكمل سيارة الإسعاف طريقها إلى مستشفى عين شمس التخصصى، لتستقبل الطفلة الأخرى المصابة، يطلب موظف الاستقبال وضع مبلغ مالى تحت الحساب قبل دخول المصابة المستشفى، يصرخ الجميع "ألحقوها الأول البنت بتموت".
"محمد" والد المصابة يعرض على الموظف أى ضمانات، يجيبه الموظف "وقع على إيصال أمانة حتى تأذن الإدارة باستقبال الطفلة، "دى أوامر وأنا بنفذها"، يوقع الأب على إيصال أمانة بمبلغ 5 آلاف جنيه، يتم توقيع الكشف الطبى عليها، والنتيجة أنها مصابة بنزيف داخلى، والقرار حجزها بغرفة العناية المركزة.
فى تلك الأثناء كان أقارب المجنى عليهما قد قاموا بحجز أقارب العريس الذين كانوا بالاحتفال، وتم إبلاغ المقدم علاء فتحى رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة بالواقعة، فأخطر اللواء محسن حفظى مدير أمن الجيزة وأمر بسرعة الانتقال وبيان سبب الحادث، تحريات اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة توصلت إلى أن المتهم بإطلاق الأعيرة النارية هو والد العريس "سيد.م.ع" صاحب محل عطارة، وكان يطلق الأعيرة من فرد خرطوش محلى الصنع، وعلى الفور تم تحديد مكانه وتمكن العميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية من ضبطه وبحوزته السلاح وعدد من الطلقات، وتمت إحالته إلى النيابة للتحقيق.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل المجنى عليهما، الذى شهد الواقعة، تقابلنا مع والدة الطفلة "أمل" المتوفية التى جلست لتلقى العزاء وسط مجموعة كبيرة من الأهالى والأقارب، الذين توافدوا على المنزل، وذكرت بعض الكلمات التى اختلطت بالدموع، قائلة: إن طفلتها فارقت الحياة دون أى ذنب، فالله قد ابتلاها وعليها أن تصبر، على ما قدره الله، مضيفة أن الله رزقها بأربعة أبناء "أمل" المتوفاة، ومصطفى (7 سنوات) وآية (5 سنوات) وأسماء (9 سنوات)، وتقول إنها قبل الحادث بدقائق معدودة خرجت لقضاء بعض حاجاتها من السوق وعقب عودتها فوجئت بالخبر، فتوجهت إلى مستشفى إمبابة، وهناك شاهدتها غارقة فى دمائها، فركبت معها سيارة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى آخر، وفى السيارة تلطخت ملابسها بالدماء، وفى الطريق علمت أنها فارقت الحياة، صرخت ونادتها، إلا أنها لم تستجب لها، وانتهى الأمر فى ذلك الحين.
وأثناء إجراء اللقاء تصادف وصول والد المصابة إلى المنزل بتاكسى يحمل فيه طفلته "رحمة" بعدما نجح فى إخراجها من مستشفى عين شمس التخصصى، وكانت له هذه الكلمات، قائلاً: إنه سدد جزءاً من حساب المستشفى ووقع على إيصال أمانة بباقى المبلغ المستحق عليه، شاكياً من قسوة العاملين بالمستشفيات، واصفاً إياهم بأنهم لا توجد فى قلوبهم أى رحمة أو إحساس، يتعاملون مع المرضى مثل تعاملهم مع الحيوانات، ليسوا ملائكة كما يصفهم البعض، بل وحوش لا يخضعون إلا للمال، يتعاملون مع المريض الفقير بلا مبالاة، أما الذى يمتلك المال فيقدمون له كل الخدمات، مضيفاً أنه أخرج طفلته من المستشفى، بالرغم من سوء حالتها لعدم قدرته على سداد مستحقاتها وسيقوم بعلاجها داخل مستشفى حكومى، بالرغم من تأكده من سوء الرعاية التى بتا، إلا أن ضيق حالته المادية تجبره على ذلك، فهو عامل بسيط بسوق الخضار لا يملك من الدنيا الكثير.
جد المجنى عليهما، الحاج صلاح الدين ذكر، أن الأسلحة النارية أصبحت منتشرة مع الجميع تستخدم فى المشاجرات للقتل وفى الأفراح كمظهر للسعادة، إلا أنها بخطورتها تحول لحظات السعادة إلى لحظات موت.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ