السحر الأسود..خرافة أم حقيقة أم مؤامرة صهيونية؟!
صدر عن دار "أوراق" للنشر كتاب "طقوس السـحــر.. قراءة في جذور الخرافة عند المصريين" وهو محاوله لرصد طقوس السحر التي يمارسها الشعب المصري وكذلك معتقدات المصريين التي خرجت من رحم الأساطير والخرافات وأصبحت جزءا من التدين الشعبي.كما يحاول الكتاب أن يرصد أغرب المعتقدات المرتبطة بالجن والعفاريت وأصول هذه المعتقدات ..ويعجب المرء من هذه الحالة المصرية الفريدة التي استطاعت فيها الأفكار المعتقدات السحرية الشعبية أن تصمد كل هذا التاريخ وتظل علي مصريتها ..رغم مرور آلاف السنين ..وتغير الأديان علي هذا البلد ..إلا أن هذه المعتقدات ذابت مع طقوس الدين لتصبح جزء لا يتجزأ من العقيدة المصرية سواء كانت إسلامية أو مسيحية.ويوضح الكتاب، الذي ألفه الصحفي محمد عبد الله، أن الحضارة المصرية كانت حضارة ساحره لها من القوة والنفوذ مايجعلها تسيطر علي عاداتنا وتقاليدنا كل هذه السنوات الطويلة ...وعندما نحاول أن نرصد كيف ظلت هذه التأثيرات لكل هذه السنوات ..فيكفي أن ننزل إلي صعيد مصر لنعرف السبب.
فمازلنا نؤمن بالحسد ونعلق الأطباق في المنازل ونلبس الخرز الأزرق اتقاء للحسد مثل أجدادنا تماما، ونعتقد مثلهم في أيام سعيدة وأيام نحس ونعلق البصل ونأكل الفسيخ في شم النسيم ونستعمل "طاسة الخضة" ونمارس حفلات الزار والعرس كما كان يمارسها الأجداد كذلك العلاج بالأعشاب والرقي.بل أن كثيرين ما زالوا يمارسون عادة "الندب" على الميت والاتشاح بالطين ونمارس طقوس السابع والأربعين وزيارة القبور والاعتقاد في أرواح الموتى وتمنى الرحمة والنور للموتى وممارسة عملية صرف روح الميت نمارسها مثلما كان يمارسها الأجداد.و يشير الكتاب الي اننا مازلنا نتسمى بأسماء فرعونية مثل بانوب بعنى أنوبيس وبهور إله حور وإيزيس وبشاى بمعنى عيد وانيس ومينا.
والأدوات التي نستعملها بنفس الأسماء الفرعونية فوطة وبرش وماجور وبشكور وشرش وجزر ولبشة قصب ومشنة وعيش وبلح وويبة ومشنة وطورية وشنيف ودبش ودقشوم ومونة.
بل إن الناس هنا مازالت تتكلم الفرعونية فيقولون عن الأكل مم وهى كلمة هيروغليفية بمعنى كل وإذا عطش تقول امبو بمعنى اشرب، وكلمة واوا التى يعبر بها الطفل عن الجرح والألم كلمة هيروغليفية تعنى الم ووجع وورم وكلمة بيبة بمعنى برغوث وكخ بمعنى قذارة وتاتا بمعنى امشي وبعبع بمعنى عفريت وتأوأ بمعنى تبكى بصوت عال باش بمعنى اصبح لينا وطرياً.وعندما يخلع الطفل سنة من أسنانه يلفيها إلى عين الشمس ويردد ياشمس ياشموسة خدى سنة العجوز وادينى سنه العروسة أو خدى سنة الحمار وادينى سنة العروسة بقايا من عبادة الشمس ومازلنا نزرع أشجار الجميز فى مقابرنا وكانت شجرة الجميز هذه شجرة مقدسة، ومازال العوام يحبون القطط ويربونها فى منازلهم وكانت القطة هى الإله باستت التى تعبد فى مصر القديمة ومازلنا نسميها بسة أى باستت ومازلن أيضا نعلق التماسيح على واجهات المنازل.ويري الكتاب أن عقيدة السحر قد سيطرت على المصريين القدماء كسيطرة العقائد الدينية نفسها فكانوا يستعينون به في شؤونهم الدينية والدنيوية معًا كما كانوا يستعينون في مختلف أحوال حياتهم وقد مارس المصريون جميع أنواع السحر بمختلف صوره كما عرفها العالم القديم أو المتداول منه حتى الآن ابتداء من التعاويذ والطلاسم والتعزيم وكتابة الأحجبة بأنواعها ومزاولة الطقوس السحرية والروحانية والرقى وسحر التمائم.
كما مارسوا تحضير الأرواح بجانب ما اشتهروا به من الربط بين الفلك والسحر والتنجيم وقراءة الطالع والبروج السماوية وألواح المصير وقراءة الكف وكشف الغيب عن طريق وعاء حورس المقدس وهو وعاء كان يملأ بالماء ويُغطى بطبقة من الزيت يتلو عليه الساحر تعاويذه الخاصة فيظهر الإله حورس على شكل ضوء على سطح الزيت ويعكس على سطحه صور ما يسأل عنه من خبايا وأسرار وهو ما يطلق عليه اليوم اسم "المندل".حجاب المحبة
وفي مجال الحب فإن المرأة كانت تلجأ إلي السحر إذا ما أحست أن صديقها غازل فتاة أخري فكانت تبدأ بمهاجمة ما كان يعد بالنسبة للمرأة المصرية مفعمًا بقوة جنسية مؤكدة وهو الشعر الجميل المنسق وقد تم العثور علي وصفات سحرية تهدف إلي إسقاط شعر رأس أي مخلوق تغمر له الكراهية أو أي غريمة تنافسها في محبوبها .. ومنها أن توضع ورقة لوتس محترقة في الزيت ويدلك بها الرأس من تغمرها الكراهية.والأغرب من ذلك هو التشابه الغريب بين ما يفعله المشعوذون الآن وما وجده العلماء في بردية ترجع إلي العصر "البطلمي" والتي يلجأ فيه شخص يدعي "سارابامون" إلي "الساحر" لاستخدام أرواح الأموات والجن والشياطين من أجل الاستحواذ علي قلب فتاة تدعي "بتوليميسي" وهو ما نسمع عنه اليوم من تسخير البعض للجن والعفاريت أو استخدام المقابر لجلب الأضرار فيما يعرف بالأعمال "السفلية".وهاهو النص المثير للعجب:
"إنني أضع هذا السحر بين أيديكم .. أنتم أيها الأرباب الشياطين وبين أيديكم يا مردة وأرباب جهنم .. والصبيان والبنات الذين ماتوا قبل الأوان .. إنني أبتهل إلي جميع المردة القائمين بهذا المكان أن يساعدوا هذا الجني "انتينوس" .. استيقظ من أجلي واتجه إلي كل مكان واربط "بتولميس" التي ولدتها آياس ابنة أيجين لكي لا تجامع بأي شكل من الأشكال .. وألا تشعر بأي لذة مع رجل آخر غيري .. أنا فقط سارابامون بن آريا.
باسم المرعب الرهيب الذي عندما تسمع الأرض اسمه تنفرج والشياطين عندما يسمعون اسمه يرتجفون رعبًا والأنهار والجبال عندما تسمع اسمه تنفجر متطايرة .. إنني استحلفك يا روح الميت "أنتونيوس" أن تمنعيها من الأكل ومن الشرب حتي تحضر إليَّ أنا سارابامون لا تتركيها تعرف أي رجل آخر سواي ... أن تخضع لي طوال حياتها وتحبني وترغب فيّ وتقول لي ما تفكر فيه".العفريت والشمامة
وكانت المعتقدات المصرية القديمة تري أن الإنسان الذي يموت مقتولاً يصبح "عفريتًا" وتسكن روحه المكان الذي قتل فيه .. وهي فكرة مازالت موجودة حتي الآن .. كما أن المصري القديم كان يعتقد بأن "الجبانات" تكون مسكونة في بعض أيام العام وكان من المحتمل أن يقابل الإنسان وهو في طريقه واحدًا من هؤلاء الأشباح وخاصة في الليل الذي يعتبر وقتًا شديد الخطورة لذلك كانت تتلي بعض الصيغ المقترنة ببعض الشعائر التي تمنع الموتي من التردد علي البيوت كما أن الأبواب والنوافذ كانت تطلي باللون الأحمر لإبعاد المخلوقات الضارة والشريرة.وكانت هذه الأرواح تتجلي أثناء الليل في صورة "رياح معاكسة" – مثلما هو الحال الآن – حيث يتجلي الأشخاص الذين ماتوا مقتولين أحيانًا في هيئة عاصفة هوائية أو ترابية بجوار مجري مائي أو بئر حتي يصاب الإنسان الحي الموجود في هذا المكان بالدوار فيقع في الماء ويموت غريقًا .. وبما أنه يستحيل الإمساك بهم فإنهم كانوا يخترقون كافة فتحات الجسم.ويوضح الكتاب ان المصريين كانوا يرون أن مثل تلك الوسائل لا غني عنها وبخاصة ضد الأمراض فإن الأمور العادية الخاصة بالحياة اليومية المنزلية والاقتصادية كانت توضع دائمًا تحت حماية السحر فكانت الأم لا تستطيع أن تهدئ من روع طفلها المتألم المريض وتجعله يضطجع طلبًا للراحة إلا بعد الاستنجاد بالقوي الخفية لتقوم بتخليص الطفل من المرض ومن الحسد ومن سلطان أشباح الشر السوداء التي كانت تكمن في جميع أركان البيت المظلمة أو التي تتسلل من الأبواب المفتحة عندما يسدل الظلام خيامه فوق البيوت وتدخل جسم الطفل الصغير فتنشر فيه الحمي أو الأمراض الجلدية.
وكان المعتاد أن يقوم هؤلاء المعالجون بكتابة التعاويذ علي قطعة من البردي بالحبر الأحمر المكون من الزعفران وماء الورد ثم يطلبون من المرضي وضع هذه الورقة في ماء ورد في منازلهم ثم عندما تذوب الكلمات في الماء يشربونها فتزول أمراضهم .. وكان البديل الآخر هو طرد الأرواح بواسطة المنقوعات ذات الرائحة الكريهة لكي يشربها المريض فيساعد ذلك علي طرد الروح الغازية .. ومن أمثال ذلك بلع المريض بعض منقوع الحشرات الحية أو المهروسة أو إفراز بعض الحيوانات.إذن نحن أمام خيط يمتد علي استقامته منذ سبعة آلاف سنة انطلقت فيها الأفكار الخرافية تبحث عن تفسير للظواهر التي لم يجد لها المصريون تفسيرًا سوي أنها أرواح شريرة أو عفاريت للقتلي أو آلهة أرادت الانتقام من البشر فأرسلت لهم الشياطين تسكن أجسادهم.العفاريت وحدة وطنية
يوضح الكتاب انه في مصر يختلط أسلوب العمل السحري بين المسلمين والأقباط فهو يجمع بين الآيات القرآنية و الإنجيلية وحيث يستعين المسلمون بقسيس في كتابة عمل السحر أو الأقباط بشيخ مسلم .. ونفهم من ذلك أن المعتقد الشعبي عام ومتميز ومخالف للدين الرسمي فحدوده ليست حدود الدين المتعارف عليه .. فهناك أغاني الرجاء التي يؤديها الزائرون إلي القديس "أبي سيفين" لقبطي وعادة ما يكونوا من المسلمين وكذلك الأمر مع زوار "العجايبي" الولي القبطي بمحافظة المنيا أو مع زائري مارجرجس بل أن نفس هذه العادات نجدها تتبع مع "أبونا عون" بإحدي قري المنيا وهو تمثال منحوت بالقرب من مغارات بني حسن الأثرية.ورغم مرور هذه الآلاف من السنين إلا أن هناك العديد من الأفكار والمعتقدات التي لايزال يحتفظ بها المصريون والتي انتقلت من عهد الفراعنة إلي المسيحية ثم إلي الإسلام رغم أنها تتعارض مع تعاليم الديانات السماوية إلا أن تأثيرها كان أقوي من تأثير هذه الديانات .. وهي مازالت موجودة حتي يومنا هذا .. وقد قام عالم المصريات الكبير الدكتور سليم حسن برصد هذه الظاهرة سواء كانت فيما يخص الدين أو الحياة الاجتماعية.
فعلي الرغم من أن الديانات السماوية حرمت عبادة الشمس إلا أن المصريين وحتي الآن مازالوا يقدسونها .. حيث كانت أعظم المعبودات المصرية القديمة منذ أقدم العصور التاريخية ظلت تعبد إلي أن قضي علي الديانة المصرية .. إلا أن عبادتها لاتزال باقية في مصر رغم دخول المسيحية والإسلام .. حتي يومنا هذا فنجد "الحلف الشمس" حيث كان الفراعنة يحلفون بها وقد بقيت عادة الحلف بالشمس في بعض القري المصرية إلي الآن.ففي بلدة سنبسط مركز زفتي نجد معظم العامة يقسمون القسم الآتي "وحياة الشمس الحرة" وكذلك في بلدة فرسيس يحلفون بالشمس قائلين "وحياة اللي تشوفني ولا أشوفهاش" إشارة إلي الشمس .. أما في الوجه القبلي فيقسمون بالشمس بقولهم "وحياة البهية عندما تطلع من جبلها" إشارة إلي الشمس عندما تشرق من جبل كان المصريون يعتقدون في وجوده في الجهة الشرقية "ياخو".كما أن المصريين يعتقدون في قدرة الشمس علي الشفاء وإجابة طلبات المرضي وبقايا ذلك نجدها في الأطفال عندما يسقط سن من أسنان أحدهم فانه يأخذ السن المخلوع ويطلب إلي الشمس أن تبدله بسن أحسن منه فالولد يقول "خدي سن حمار وهات سن غزال" أما البنت فتقول "خدي سن الجاموسة وهات سن العروسة".ويؤكد الكتاب ان أخطر ما في الغزو الثقافي هو ضلوع اليهود والحركة الصهيونية العالمية في نشر الخرافات في المجتمع المصري والعربي عموما ونحن هنا لسنا متأثرين بفوبيا "الصهيونية" أو فكرة المؤامرة ولكن العديد من الدراسات وغيرها من الدلائل توضح السعي الجاد من جانب "الصهيونية" لنشر الخرافات في المجتمعات العربية.
فمثلاً وجد الدكتور سيد عويس أثناء بحثه حول التمائم التي يعلقها الأطفال دفعًا للعين الحاسدة وجد "حجابًا" وبداخله ورقة داخل كيس القماش وملفوفة بورقة مرسوم عليها نجمة داود ثلاث مرات وعدد من المستطيلات المتداخلة مكتوب فيها آية الكرسي وأرقام كتبت بمنقوع الزعفران وبجوار الآية رسمت نجمة داود أيضًا مرتين.وارتباط "نجمة داود" بالسحر والخرافات ورد ذكره في إحدي الموسوعات اليهودية تحت اسم "Magen David" والتي تعني درع داود .. وهي تتحدث أيضًا عن "الخاتم السليماني" الذي يستعمل في السحر ويتميز بأنه ذو خواص كثيرة ومنافع عظيمة .. هذه الموسوعة تؤكد أن "درع داود" قد ظهر منذ العصر البرونزي كحلية أو زينة أو زخرف وربما كعلاقات سحرية.ويوضح الكتاب ان اليهود يستخدمون مزامير داود النبي عليه السلام في السحر منذ زمن بعيد والتاريخ يذكر أن علماء بني إسرائيل عندما رجعوا من أرض بابل السبي البابلي بعد مائة عام كما في القرآن الكريم أو بعد سبعين عاماً كما في تواريخ بني إسرائيل لم يكفوا عن استخدام المزامير في السحر وألفوا فيها كتباً منها كتاب "التلمود" لدرجة أن "العالم" منهم كان يدخل على المريض بأي مرض فيجزم على الجان ويبخر ويقرأ بعض الآيات وينظر في النجوم ويكتب بزعفران وماء ورد كتابة على قطعة جلد أو إناء ماء.ويأمر المريض بتعليق المكتوب عليى ثيابه أو يشرب الماء ويتفل فيه موهماً أنه حوى عليه ويصب ماء على تراب صانعاً طينا ويطلي به موضع الجرب أو الحكة ووجع العين والأذن وأي منطقة مصابة في الجسد فإن شفي المريض بإذن الله قال: لقد شفى ببركة عملي. وإن لم يشف: لأنه قليل الإيمان لم يؤثر عملي فيه...ومازالت هذه المزامير تستخدم في السحر الشعبي في مصر.
غلاف كتاب طقوس السحر |
الصحفي محمد عبد الله |
والأدوات التي نستعملها بنفس الأسماء الفرعونية فوطة وبرش وماجور وبشكور وشرش وجزر ولبشة قصب ومشنة وعيش وبلح وويبة ومشنة وطورية وشنيف ودبش ودقشوم ومونة.
تمائم تستخدم في السحر |
العلاج بالسحر يؤمن به البسطاء |
وفي مجال الحب فإن المرأة كانت تلجأ إلي السحر إذا ما أحست أن صديقها غازل فتاة أخري فكانت تبدأ بمهاجمة ما كان يعد بالنسبة للمرأة المصرية مفعمًا بقوة جنسية مؤكدة وهو الشعر الجميل المنسق وقد تم العثور علي وصفات سحرية تهدف إلي إسقاط شعر رأس أي مخلوق تغمر له الكراهية أو أي غريمة تنافسها في محبوبها .. ومنها أن توضع ورقة لوتس محترقة في الزيت ويدلك بها الرأس من تغمرها الكراهية.والأغرب من ذلك هو التشابه الغريب بين ما يفعله المشعوذون الآن وما وجده العلماء في بردية ترجع إلي العصر "البطلمي" والتي يلجأ فيه شخص يدعي "سارابامون" إلي "الساحر" لاستخدام أرواح الأموات والجن والشياطين من أجل الاستحواذ علي قلب فتاة تدعي "بتوليميسي" وهو ما نسمع عنه اليوم من تسخير البعض للجن والعفاريت أو استخدام المقابر لجلب الأضرار فيما يعرف بالأعمال "السفلية".وهاهو النص المثير للعجب:
"إنني أضع هذا السحر بين أيديكم .. أنتم أيها الأرباب الشياطين وبين أيديكم يا مردة وأرباب جهنم .. والصبيان والبنات الذين ماتوا قبل الأوان .. إنني أبتهل إلي جميع المردة القائمين بهذا المكان أن يساعدوا هذا الجني "انتينوس" .. استيقظ من أجلي واتجه إلي كل مكان واربط "بتولميس" التي ولدتها آياس ابنة أيجين لكي لا تجامع بأي شكل من الأشكال .. وألا تشعر بأي لذة مع رجل آخر غيري .. أنا فقط سارابامون بن آريا.
تمائم يعرفها كل من يعمل بالسحر |
وكانت المعتقدات المصرية القديمة تري أن الإنسان الذي يموت مقتولاً يصبح "عفريتًا" وتسكن روحه المكان الذي قتل فيه .. وهي فكرة مازالت موجودة حتي الآن .. كما أن المصري القديم كان يعتقد بأن "الجبانات" تكون مسكونة في بعض أيام العام وكان من المحتمل أن يقابل الإنسان وهو في طريقه واحدًا من هؤلاء الأشباح وخاصة في الليل الذي يعتبر وقتًا شديد الخطورة لذلك كانت تتلي بعض الصيغ المقترنة ببعض الشعائر التي تمنع الموتي من التردد علي البيوت كما أن الأبواب والنوافذ كانت تطلي باللون الأحمر لإبعاد المخلوقات الضارة والشريرة.وكانت هذه الأرواح تتجلي أثناء الليل في صورة "رياح معاكسة" – مثلما هو الحال الآن – حيث يتجلي الأشخاص الذين ماتوا مقتولين أحيانًا في هيئة عاصفة هوائية أو ترابية بجوار مجري مائي أو بئر حتي يصاب الإنسان الحي الموجود في هذا المكان بالدوار فيقع في الماء ويموت غريقًا .. وبما أنه يستحيل الإمساك بهم فإنهم كانوا يخترقون كافة فتحات الجسم.ويوضح الكتاب ان المصريين كانوا يرون أن مثل تلك الوسائل لا غني عنها وبخاصة ضد الأمراض فإن الأمور العادية الخاصة بالحياة اليومية المنزلية والاقتصادية كانت توضع دائمًا تحت حماية السحر فكانت الأم لا تستطيع أن تهدئ من روع طفلها المتألم المريض وتجعله يضطجع طلبًا للراحة إلا بعد الاستنجاد بالقوي الخفية لتقوم بتخليص الطفل من المرض ومن الحسد ومن سلطان أشباح الشر السوداء التي كانت تكمن في جميع أركان البيت المظلمة أو التي تتسلل من الأبواب المفتحة عندما يسدل الظلام خيامه فوق البيوت وتدخل جسم الطفل الصغير فتنشر فيه الحمي أو الأمراض الجلدية.
السحر والشعوذة منذ عهد الفراعنة |
يوضح الكتاب انه في مصر يختلط أسلوب العمل السحري بين المسلمين والأقباط فهو يجمع بين الآيات القرآنية و الإنجيلية وحيث يستعين المسلمون بقسيس في كتابة عمل السحر أو الأقباط بشيخ مسلم .. ونفهم من ذلك أن المعتقد الشعبي عام ومتميز ومخالف للدين الرسمي فحدوده ليست حدود الدين المتعارف عليه .. فهناك أغاني الرجاء التي يؤديها الزائرون إلي القديس "أبي سيفين" لقبطي وعادة ما يكونوا من المسلمين وكذلك الأمر مع زوار "العجايبي" الولي القبطي بمحافظة المنيا أو مع زائري مارجرجس بل أن نفس هذه العادات نجدها تتبع مع "أبونا عون" بإحدي قري المنيا وهو تمثال منحوت بالقرب من مغارات بني حسن الأثرية.ورغم مرور هذه الآلاف من السنين إلا أن هناك العديد من الأفكار والمعتقدات التي لايزال يحتفظ بها المصريون والتي انتقلت من عهد الفراعنة إلي المسيحية ثم إلي الإسلام رغم أنها تتعارض مع تعاليم الديانات السماوية إلا أن تأثيرها كان أقوي من تأثير هذه الديانات .. وهي مازالت موجودة حتي يومنا هذا .. وقد قام عالم المصريات الكبير الدكتور سليم حسن برصد هذه الظاهرة سواء كانت فيما يخص الدين أو الحياة الاجتماعية.
أدوات السحر تتعدد أشكالها |
فمثلاً وجد الدكتور سيد عويس أثناء بحثه حول التمائم التي يعلقها الأطفال دفعًا للعين الحاسدة وجد "حجابًا" وبداخله ورقة داخل كيس القماش وملفوفة بورقة مرسوم عليها نجمة داود ثلاث مرات وعدد من المستطيلات المتداخلة مكتوب فيها آية الكرسي وأرقام كتبت بمنقوع الزعفران وبجوار الآية رسمت نجمة داود أيضًا مرتين.وارتباط "نجمة داود" بالسحر والخرافات ورد ذكره في إحدي الموسوعات اليهودية تحت اسم "Magen David" والتي تعني درع داود .. وهي تتحدث أيضًا عن "الخاتم السليماني" الذي يستعمل في السحر ويتميز بأنه ذو خواص كثيرة ومنافع عظيمة .. هذه الموسوعة تؤكد أن "درع داود" قد ظهر منذ العصر البرونزي كحلية أو زينة أو زخرف وربما كعلاقات سحرية.ويوضح الكتاب ان اليهود يستخدمون مزامير داود النبي عليه السلام في السحر منذ زمن بعيد والتاريخ يذكر أن علماء بني إسرائيل عندما رجعوا من أرض بابل السبي البابلي بعد مائة عام كما في القرآن الكريم أو بعد سبعين عاماً كما في تواريخ بني إسرائيل لم يكفوا عن استخدام المزامير في السحر وألفوا فيها كتباً منها كتاب "التلمود" لدرجة أن "العالم" منهم كان يدخل على المريض بأي مرض فيجزم على الجان ويبخر ويقرأ بعض الآيات وينظر في النجوم ويكتب بزعفران وماء ورد كتابة على قطعة جلد أو إناء ماء.ويأمر المريض بتعليق المكتوب عليى ثيابه أو يشرب الماء ويتفل فيه موهماً أنه حوى عليه ويصب ماء على تراب صانعاً طينا ويطلي به موضع الجرب أو الحكة ووجع العين والأذن وأي منطقة مصابة في الجسد فإن شفي المريض بإذن الله قال: لقد شفى ببركة عملي. وإن لم يشف: لأنه قليل الإيمان لم يؤثر عملي فيه...ومازالت هذه المزامير تستخدم في السحر الشعبي في مصر.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ