فوارغ الطلقات.. "بيزنس" أطفال الصعيد ولعبتهم المفضلة
|
تركت الكبار يطلقون الرصاص احتفالا بفوز المرشحين بعضوية مجلس الشعب، وهي عادة في كل الاحتفالات بصعيد مصر، وركزت عيوني على الأطفال، وفاجأني أنهم يبتكرون ألعابا جديدة من فوارغ الطلقات، التي يتسابقون على جمعها، ..
الألعاب الجديدة التي يصنعها الأطفال من فوارغ الطلقات تختلف عن استخدام الفوارغ في لعبة "السيجة" كما كنا نفعل ونحن صغارا، ونقلها مشهد في فيلم "الجزيرة"، الذي قام الفنان أحمد السقا ببطولته، لكنها ألعاب أخرى لم تنقلها السينما بعد.
السلاح وإطلاق الرصاص كانا مجالا للتفاخر بين العائلات في الصعيد خلال الانتخابات، خصوصا في محافظة قنا، التي سقط بها قتلى وجرحى، وقدر بعض المتابعين ما تم إطلاقة من رصاص خلال الانتخابات بجولتيها واحتفالات الفائزين بعضوية مجلس الشعب، إلى أكثر من مليون طلقة، ما جعلها ظاهرة تستحق الدراسة اجتماعية واقتصاديا، فهي دراما غرائبية يحمل فيها الفقراء السلاح الآلي ويفرغون الطلقات في الهواء، ويشتكون بعد ذلك من غلاء السكر، ويقفون في طوابير الخبز المدعم، مع العلم أن سعر هذه الطلقات المهدرة كان يمكن أن يساهم في بناء مستشفى، أو إنشاء مصنع يوفر فرص عمل للشباب.
الطفل محمد مرسى (12 عاما) تصدر المشهد، وكان همزة الوصل بين الأطفال، فالأطفال الذين قسموا أنفسهم إلى مجموعات، كل مجموعة لها قائد ينتظر الباقون الإذن منه لاقتناص الرصاص الفارغ، والدخول في معركة مع المجموعات الأخرى. قال الطفل محمد: "كان على أن أقفز فى الهواء لألتقط فارغ الرصاصة فارغة وأضعه فى جلبابى بسرعة، لأنها حارقة".
ويضيف محمد: "فى أفراح النواب كان هناك رجل يقول لنا هاتوا أي فارغ وأنا أشتريه منكم بنصف جنيه" .. سألته ولماذا يشتريها في رأيك؟ .. فيرد بأن الرجل يقوم بتعبئتها بالبارود، ويبيعها بـ 5 جنيهات، ويؤكد محمد أن له أصدقاء كثيرون كسبوا مبالغ كبيرة في أيام أفراح النواب، فالشاطر والفالح هو الذي يجمع الرصاص ويدخل معركة مع الأطفال الآخرين لجمع أكبر عدد من الفوارغ وبيعها، وتحقيق مكسب حلال في ظل الظروف الصعبة للأهل.
وبعيدا عن الجانب الاقتصادي لفوارغ الطلقات، هناك أطفال آخرون لا يبيعونها، ويلعبون به ويبتكرون منه ألعابا جديدة، فالطفل محمود محمد (9 سنوات) قال لي: "احنا مش بنلعب سيجة بالفوارغ، احنا بنعمل منه لعب".. وشرح لي أنهم يضعون فوارغ الرصاصات ونقوم بالتنشين عليها من مكان بعيد، وأحيانا نقوم بملئه بالكبريت ونشعلها لتحدث فرقعة شديدة، وقد نضع فيها خيوطا ونصنع منها سلاسل، وألعاب أخرى كثيرة أساسها فوارغ الطلقات.
الغريب أن هؤلاء الأطفال الذين يجمعون نقودا ويلعبون في "أفراح النائب" حينما أسألهم عن معنى نائب يؤكدون أن أهاليهم يقولون إن النائب هو من يخرجهم من السجون ويذهب لهم في أقسام الشرطة، وعندما يراني مندهشا من إجابته يصمت لحظة ثم يقول: "النائب عندنا هو اللي بيضربوا ليه رصاص، علشان إحنا ناخد الفارغ ونبيعه أو نلعب بيه في التراب"
|
تركت الكبار يطلقون الرصاص احتفالا بفوز المرشحين بعضوية مجلس الشعب، وهي عادة في كل الاحتفالات بصعيد مصر، وركزت عيوني على الأطفال، وفاجأني أنهم يبتكرون ألعابا جديدة من فوارغ الطلقات، التي يتسابقون على جمعها، ..
الألعاب الجديدة التي يصنعها الأطفال من فوارغ الطلقات تختلف عن استخدام الفوارغ في لعبة "السيجة" كما كنا نفعل ونحن صغارا، ونقلها مشهد في فيلم "الجزيرة"، الذي قام الفنان أحمد السقا ببطولته، لكنها ألعاب أخرى لم تنقلها السينما بعد.
السلاح وإطلاق الرصاص كانا مجالا للتفاخر بين العائلات في الصعيد خلال الانتخابات، خصوصا في محافظة قنا، التي سقط بها قتلى وجرحى، وقدر بعض المتابعين ما تم إطلاقة من رصاص خلال الانتخابات بجولتيها واحتفالات الفائزين بعضوية مجلس الشعب، إلى أكثر من مليون طلقة، ما جعلها ظاهرة تستحق الدراسة اجتماعية واقتصاديا، فهي دراما غرائبية يحمل فيها الفقراء السلاح الآلي ويفرغون الطلقات في الهواء، ويشتكون بعد ذلك من غلاء السكر، ويقفون في طوابير الخبز المدعم، مع العلم أن سعر هذه الطلقات المهدرة كان يمكن أن يساهم في بناء مستشفى، أو إنشاء مصنع يوفر فرص عمل للشباب.
الطفل محمد مرسى (12 عاما) تصدر المشهد، وكان همزة الوصل بين الأطفال، فالأطفال الذين قسموا أنفسهم إلى مجموعات، كل مجموعة لها قائد ينتظر الباقون الإذن منه لاقتناص الرصاص الفارغ، والدخول في معركة مع المجموعات الأخرى. قال الطفل محمد: "كان على أن أقفز فى الهواء لألتقط فارغ الرصاصة فارغة وأضعه فى جلبابى بسرعة، لأنها حارقة".
ويضيف محمد: "فى أفراح النواب كان هناك رجل يقول لنا هاتوا أي فارغ وأنا أشتريه منكم بنصف جنيه" .. سألته ولماذا يشتريها في رأيك؟ .. فيرد بأن الرجل يقوم بتعبئتها بالبارود، ويبيعها بـ 5 جنيهات، ويؤكد محمد أن له أصدقاء كثيرون كسبوا مبالغ كبيرة في أيام أفراح النواب، فالشاطر والفالح هو الذي يجمع الرصاص ويدخل معركة مع الأطفال الآخرين لجمع أكبر عدد من الفوارغ وبيعها، وتحقيق مكسب حلال في ظل الظروف الصعبة للأهل.
وبعيدا عن الجانب الاقتصادي لفوارغ الطلقات، هناك أطفال آخرون لا يبيعونها، ويلعبون به ويبتكرون منه ألعابا جديدة، فالطفل محمود محمد (9 سنوات) قال لي: "احنا مش بنلعب سيجة بالفوارغ، احنا بنعمل منه لعب".. وشرح لي أنهم يضعون فوارغ الرصاصات ونقوم بالتنشين عليها من مكان بعيد، وأحيانا نقوم بملئه بالكبريت ونشعلها لتحدث فرقعة شديدة، وقد نضع فيها خيوطا ونصنع منها سلاسل، وألعاب أخرى كثيرة أساسها فوارغ الطلقات.
الغريب أن هؤلاء الأطفال الذين يجمعون نقودا ويلعبون في "أفراح النائب" حينما أسألهم عن معنى نائب يؤكدون أن أهاليهم يقولون إن النائب هو من يخرجهم من السجون ويذهب لهم في أقسام الشرطة، وعندما يراني مندهشا من إجابته يصمت لحظة ثم يقول: "النائب عندنا هو اللي بيضربوا ليه رصاص، علشان إحنا ناخد الفارغ ونبيعه أو نلعب بيه في التراب"
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ