alquseyaمنتدى أبناء القوصيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقاقي-اجتماعي-يطمح الى الارتقاء بالقوصيه وتطويرها المنتدى منبر لكل ابناء القوصيه

منتدى ابناء القوصيه يدعو شرفاء اسيوط الى كشف اي تجاوزات تمت من اي من موظفي النظام الفاسد وتشرها في منبرنا الحر
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد خطفت منا مصر مره اخري

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المواضيع الأخيرة

» سيف الدين قطز
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالسبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ

» كنوز الفراعنه
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالسبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ

» الثقب الاسود
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالسبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ

» طفل بطل
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ

» دكتور زاكي الدين احمد حسين
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ

» البطل عبدالرؤوف عمران
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ

» نماذج مشرفه من الجيش المصري
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» دجاجة القاضي
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ

» اخلاق رسول الله
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ

» يوم العبور في يوم اللا عبور
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ

» من اروع ما قرات عن السجود
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ

» قصه وعبره
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ

» كيف تصنع شعب غبي
عمرو بن العاص .. فاتح مصر I_icon_minitimeالخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ


    عمرو بن العاص .. فاتح مصر

    طلعت شرموخ
    طلعت شرموخ
    المدير التنفيذي
    المدير التنفيذي


    عدد المساهمات : 4259
    تاريخ التسجيل : 09/10/2010

    عمرو بن العاص .. فاتح مصر Empty عمرو بن العاص .. فاتح مصر

    مُساهمة من طرف طلعت شرموخ الخميس ديسمبر 09, 2010 11:30 pm

    هو الصحابي الجليلعمرو بن العاص بن وائل، القرشي السهمي، يكنى أبا عبد الله وأبا محمد. كان فيالجاهلية جزارًا، وكان يحترف التجارة أيضًا، فقد كان يسافر بتجارته إلى الشامواليمن ومصر والحبشة. كما كان من فرسان قريش وأبطالهم المعدودين، مذكورًا بذلك فيهم،وكان أيضًا شاعرًا حسن الشعر، حفظ عنه الكثير في مشاهد شتى. كما كان معدودًا أيضًامن دهاة العرب وشجعانهم وذوي آرائهم، ولذلك أرسلته قريش إلى النجاشي ملك الحبشةليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده. وبعدأن رجع من الحبشة، وفي سنة ثمانٍ من الهجرة، وقبل الفتح بنحو ستة أشهر قدم هووخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة المدينة مسلمين، فلما دخلوا على رسول الله rونظر إليهم قال: "قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها".وكان قد همّ بالإقبال إلى رسول الله r في حين انصرافه من الحبشة، ثملم يعزم له إلى ذلك الوقت. ولماأسلم كان النبي r يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وقد بعث إليه رسول الله rيومًا يقول له: "خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني". قال عمرو: فأتيته وهو يتوضأ فصعّد فيَّ النظر، ثم طأطأه فقال: "إني أريد أن أبعثك على جيشفيُسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة". قال: قلت: يا رسولالله، ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول اللهr. فقال: "يا عمرو، نعم المال الصالح للمرءالصالح". وقدكان من أهم ملامح شخصيته t ما يلي: 1-يفزع إلى الله ورسوله:فقدأخرج ابن حبان في صحيحه عنه t أنه قال: فزع الناس بالمدينة مع النبي r فتفرقوا، فرأيت سالمًا مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه وجلس فيالمسجد، فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل، فخرج رسول الله r فرآني وسالمًا، وأتى الناس فقال رسول الله r: "يا أيها الناس، ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله! ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟". 2-شهد له رسول الله r بالإيمان:وفيذلك أخرج الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة t أنه قال: قال رسول الله r: "ابنا العاص مؤمنان، هشام وعمرو". 3-أميرٌ عليم بالحرب:فقدذكر ابن حجر في الإصابة من طريق الليث قال: نظر عمر إلى عمرو يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلاأميرًا.وأخرجالحاكم أيضًا في المستدرك عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: بعثرسول الله r عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر رضي اللهعنهما، فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارًا، فغضب عمر وهمَّأن ينال منه، فنهاه أبو بكر t وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله r عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر t.كمايحكي هو عن نفسه فيما أخرجه الحاكم أيضًا فيقول: "ما عدل بي رسول الله rوبخالد بن الوليد أحدًا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا". 4-شديد التواضع:وهوفوق ذلك متواضع شديد التواضع، وقد أخرج ابن المبارك عن جرير بن حازم قال: سمعت عبدالله بن عبيد بن عمير يقول: مَرَّ عمرو بن العاص فطاف بالبيت فرأى حلقة من قريشجلوسًا، فلما رأوه قالوا: أهشام (أخو عمرو) كانأفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص؟ فلما فرغ من طوفه جاء فقام عليهم فقال: إني قدعلمت أنكم قد قلتم شيئًا حين رأيتموني، فماقلتم؟ قالوا: ذكرناك وهشامًا فقلنا: أيهما أفضل؟ فقال: سأخبركم عن ذلك, إنا شهدنااليرموك فبات وبِتُّ في سبيل الله وأسأله إياها، فلما أصبحنا رُزِقَهَاوحُرِمْتُهَا، ففي ذلك تبين لكم فضله عليَّ. وقدولاه رسول الله r غزاة ذات السلاسل، وأمده بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثماستعمله على عُمان فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام فيزمن عمر، وهو الذي افتتح قِنَّسْرِين وصالح أهل حلب ومَنْبج وأنطاكية وولاه عمرفلسطين، هذا غير جهاده العظيم في حروب الردة. جهاده في حرب الردة

    ماتالرسول r وعمرو بعُمان، فأقبل حتى انتهى إلى البحرين فوجد المنذر بن ساوىفي الموت، ثم خرج عنه إلى بلاد بني عامر فنزل بقُرَّة بن هبيرة وهو يقدم رِجلاًإلى الردة ويؤخر أخرى ومعه جيش من بني عامر، فأكرم قُرَّة مثواه، فلما أراد عمروالرحلة خلا به قرة وقال: يا هذا، إن العرب لا تطيب لكم نفسًا بالإتاوة، فإن أعفيتموها من أخذ أموالها فتسمع لكم وتطيع، وإنأبيتم فلا تجتمع عليكم. فقال عمرو: أكفرت ياقرة؟ أتخوفنا بالعرب؟! فوالله لأُوطِئَنَّ عليك الخيل في حفش أمك. (والحفش: بيتينفرد فيه النفساء). ومربمسيلمة الكذاب فأعطاه الأمان، فقال له عمرو:"اعرض لي ما تقول". فذكر مسيلمة بعضكلامه، فقال عمرو: "والله إنك لتعلم إنك من الكاذبين" فتوعده مسيلمة. ولماوصل عمرو المدينة وعقد أبو بكر أحد عشر لواء لحرب أهل الردة، عقد لعمرو وأرسله إلىقضاعة، وكان قد حاربهم في حياة النبي r في غزوة ذات السلاسل، وكانت قضاعة قد ارتدت بعد وفاة النبي r،فلما أنفذ إليهم أبو بكر جيشًا بقيادة عمرو، سار عمرو بجيشه في الطريق الذي سلكهمن قبل حتى وصل بلاد قضاعة، فأعمل السيف في رقابهم وغلبهم على أمرهم، فعادوا إلىالإسلام، وعاد هو إلى المدينة حاملاً لواء النصر. جهاده في أرض الشام

    ردأبو بكر عَمْرًا إلى عمله الذي كان رسول الله r ولاه إياه في (عُمان)، فلما أراد إرسال الجيوش لفتح أرض الشام كتبأبو بكر لعمرو: "إني كنت قد رددتك على العمل الذي ولاك رسول الله rووعدك به أخرى؛ إنجازًا لمواعيد رسول الله r وقد وليته، وقد أحببت أن أفرغك لما هو خير لك في الدنيا والآخرة،إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك". فكتبإليه عمرو: "إني سهم من سهام الإسلام، وأنت بعد الله الرامي والجامع لها،فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارمِ به شيئًا إن جاءك من ناحية من النواحي". فعقدأبو بكر لعمرو وأمره أن يسلك طريق (أيلة) عامدًا إلى فلسطين، وكان العقد لكل أميرمن أمراء الشام في بدء الأمر ثلاثة آلاف رجل، فلم يزل أبو بكر يتبعهم الإمداد حتىصار مع كل أمير سبعة آلاف وخمسمائة، وكان جيش عمرو مؤلفًا من أهل مكة والطائفوهوازن وبني كلاب، وقال أبو بكر لعمرو: "قد وليتك هذا الجيش، فانصرف إلى أرضفلسطين، وكاتب أبا عبيدة وانجده إذا أرادك ولاتقطع أمرًا إلا بمشورته". فأقبل عمرو علىعمر بن الخطاب وقال له: "يا أبا حفص، أنت تعلم شدتي على العدو وصبري علىالحرب، فلو كلمت الخليفة أن يجعلني أميرًا على أبي عبيدة، وقد رأيت منزلتي عندرسول الله r، وإني لأرجو أن يفتح الله على يدي البلاد ويهلك الأعداء". فقال عمر بن الخطاب: "ما كنت بالذي أكلمه فيذلك؛ فإنه ليس على أبي عبيدة أمير، ولَأَبو عبيدة أفضل منزلة منك وأقدم سابقة منك،والنبي r قال فيه: "أبو عبيدة أمينالأمة". فقال عمرو: "ما ينقص منمنزلته إذا كنت واليًا عليه؟!" فقال عمر: "ويلك يا عمرو! إنك ما تطلببقولك هذا إلا الرياسة والشرف، فاتقِ الله ولاتطلب إلا شرف الآخرة، ووجه الله تعالى". فقال عمرو: "إن الأمر كما ذكرت". وماكادت جيوش المسلمين تصل أرض الشام، حتى بعث هرقل قادته وجيوشه باتجاه قادة وجيوشالمسلمين، فكان "تذارق" شقيق هرقل أمام عمرو على رأس جيش عدده تسعونألفًا، ولكن قادة المسلمين فوتوا على الروم فرصة ضرب جيوش المسلمين على انفراد؛ إذكاتبوا عَمْرًا: ما الرأي؟ فأجابهم: "إن الرأي لمثلنا الاجتماع، فإن مثلناإذا اجتمعنا لا نغلب من قلة، وإذا نحن تفرقنا لا تقوم كل فرقة لمن استقبلها لكثرةعدونا". وكتبوا إلى أبي بكر فأجابهم مثلجواب عمرو، وقال: "إن مثلكم لا يؤتى من قلةوإنما يؤتى العشرة آلاف من الذنوب، فاحترسوا منها، واجتمعوا باليرموك". واجتمعالمسلمون باليرموك، واجتمع الروم بها أيضًا، فنزل الروم (الواقوصة)، وهي على ضفةاليرموك خندقًا لهم، وانتقل المسلمون عن معسكرهم فنزلوا على طريق الروم وليس للرومطريق إلا عليهم، قال عمرو: "أيها الناس أبشروا، حصرت - والله - الروم، وقلماجاء محصور بخير". وفيمعركة اليرموك الحاسمة كان عمرو على الميمنة، فكان له أثر كبير على انتصارالمسلمين في هذه المعركة، وفي معركة فتح دمشق نزل عمرو بجيشه من ناحية باب (توما)،وبعد فتحها سار المسلمون نحو (فحل) وعليهم شرحبيل ابن حسنة، وكان عمرو وأبو عبيدةبن الجراح على المجنبتين، فانتصر المسلمون على الروم أيضًا. كما شهد مع شرحبيل فتح(بيسان وطبرية)، وصالحا أهل الأردن. وعلمعمرو أن الروم حشدوا جيوشهم وعلى رأسها قائد فلسطين أرطبون في أجنادين، فسار عمروومعه شرحبيل ابن حسنة واستخلف على الأردن أبا الأعور السلمي، وكان الأرطبون أدهىالروم وأبعدها غورًا، وكان قد وضع بالرملة جندًا عظيمًا،و(بإيلياء) جندًا عظيمًا أيضًا، فلما بلغ عمر بن الخطاب الخبر قال: "رميناأرطبون الروم بأرطبون العرب (يقصد عَمْرًا)، فانظروا عما تنفرج". وكانمعاوية بن أبي سفيان قد شغل أهل قيسارية عن عمرو، كما جعل عمرو علقمة بن حكيمالفارسي ومسروق العكي وجعل أبا أيوب المالكي بالرملة، فشغل هؤلاء القادة القوات الرومانيةعن قوات عمرو الأصلية. وأقامعمرو على أجنادين لا يقدر على الأرطبون ولا تشفيه الرسل، فسار إليه بنفسه ودخلعليه كأنه رسول، ففطن به الأرطبون، وقال: لا شك أن هذا هو الأمير أو من يأخذالأمير برأيه. فأمر رجلاً أن يقعد على طريقهليقتله إذا مرَّ به، وفطن عمرو إلى غدر الأرطبون فقال له: "قد سمعت مني وسمعتمنك، وقد وقع قولك مني موقعًا، وأنا واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب مع هذاالوالي لنكاتفه ويشهدنا أموره، فأرجع فآتيك بهم الآن، فإن رأوا في الذي عرضت مثلالذي أرى فقد رآه أهل العسكر والأمير، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم، وكنت علىرأس أمرك". فقال الأرطبون: نعم، ورد الرجلالذي أمره بقتل عمرو. فخرج عمرو من عندالأرطبون، فعلم الرومي بأن عمرًا خدعه، فقال: "خدعني الرجل! هذا أدهىالخلق". وبلغت خديعته عمر بن الخطاب فقال:"لله دَرُّ عمرو!". وقدعرف عمرو من استطلاعه الشخصي هذا نقاط الضعف في مواضع الروم، فهاجمهم واقتتلواقتالاً شديدًا كقتال اليرموك حتى كثرت القتلى بينهم، ولكن أرطبون انهزم فأوى إلى(إيلياء) ونزل عمرو أجنادين، وانضم علقمة ومسروق وأبو أيوب إلى عمرو بأجنادين. ولمادخل أرطبون إيلياء فتح عمرو غزة وسَبَسْطِية ونابُلُس واللُّدّ ويُبْنَى وعَمَواسوبيت جِبْرين ويافا ورفح، وقدم عليه أبو عبيدة بن الجراح tوهو محاصر بإيلياء وهي بيت المقدس، فطلب أهل إيلياء من أبي عبيدة الصلح على مثل ماصولح عليه أهل مدن الشام على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب نفسه، فكتبأبو عبيدة إلى عمر بذلك، فقدم عمر وأنفذ صلح (إيلياء) وكتب لهم به عهدًا. وحاصرعمرو قيسارية بعد فتح بيت المقدس، ولكنه خرج إلى مصر فتولى فتحها معاوية بن أبيسفيان. لقد شهد عمرو أكثر معارك فتح أرض الشام، وكان فتح أكثر فلسطين على يديه. عمرو بن العاص.. شبهات وردود

    قلماتجد فاضلاً ليس له حساد ومفترون، وهذا الأمر لم يسلم منه عمرو بن العاص t؛فقد اختُلق في حقه قصة باطلة بصفين بين علي ومعاوية رضي الله عنهما. يقولنصر بن مزاحم الكوفي: وحمل أهل العراق وتلقاهم أهل الشام فاجتلدوا، وحمل عمرو بن العاصفاعترضه عليّ وهو يقول: قدعلمت ذاتُ القُرون الميل ... والخِصر والأنامل الطَّفول إلىأن يقول: ثم طعنه فصرعه، واتقاه عمرو برجله فبدت عورته، فصرف علي وجهه عنهوارتُثَّ، فقال القوم: أفلت الرجل يا أمير المؤمنين.قال: وهل تدرون من هو؟ قالوا: لا. قال: فإنهعمرو بن العاص، تلقاني بعورته فصرفت وجهي. وذكرالقصة أيضًا ابن الكلبي، كما ذكرها السهيلي في الروض الأنف، وقال عن قول علي (إنهاتقاني بعورته فأذكرني الرَّحِمَ): "ويُروى مثل ذلك عن عمرو بن العاص مع علي tيوم صفين، وفي ذلك يقول الحارث بن النضر الشهمي رواه ابن الكلبي وغيره: أفيكل يوم فارس غير منته ... وعورته وسط العجـاجة بادية يكفلها عنه عليٌّ سـنانه ... ويضحك منه في الخلاء معاوية والردعلى هذا الافتراء والإفك المبين كالآتي: فراويالرواية الأولى نصر بن مزاحم الكوفي صاحب وقعة صفين شيعي جَلْد، لا يستغرب عنهكذبه وافتراؤه على الصحابة، قال عنه الذهبي في الميزان: نصر بن مزاحم الكوفي رافضيجَلْد، متروك، قال عنه العقيلي: شيعي، في حديثه اضطراب وخطأ كثير. وقال أبو خيثمة: كان كذابًا.وقال عنه ابن حجر: قال العجلي: كان رافضيًّا غاليًا، ليس بثقة ولا مأمون. وأماالكلبي هشام بن محمد بن السائب الكلبي، فقد اتفقوا على غلوه في التشيع. قال الإمامأحمد: من يحدث عنه؟! ما ظننت أن أحدًا يحدث عنه.وقال الدارقطني: متروك. وعنطريق هذين الرافضين سارت هذه القصة في الآفاق، وتلقفها من جاء بعدهم من مؤرخيالشيعة وبعض أهل السنة ممن راجت عليهم أكاذيب الرافضة، وتُعدُّ هذه القصةأُنموذجًا لأكاذيب الشيعة الروافض وافتراءاتهم على صحابة رسول الله، فقد اختلقأعداء الصحابة من مؤرخي الرافضة مثالب لأصحاب رسول الله r وصاغوها على هيئة حكايات وأشعار لكي يسهل انتشارها بين المسلمين،هادفين إلى الغَضِّ من جناب الصحابة الأبرار y في غفلة من أهل السنة الذين وصلوا متأخرين إلى ساحة التحقيق فيروايات التاريخ الإسلامي، بعد أن طارت تلكم الأشعار والحكايات بين القصّاص، وأصبحكثير منها من المُسلَّمات، حتى عند مؤرخي أهل السنة للأسف! ولاية عمرو بن العاص على مصر

    وَلَّىمعاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص على مصر عام 41هـ، وهذا من باب وضع الرجلالمناسب في المكان المناسب، فعمرو فاتح مصر وواليها على عهد عمر وعثمان رضوان اللهعليهم، وهو أقرب الناس لتولي هذه الولايةالمهمة. وقدتكاثرت الروايات الموضوعة والضعيفة في العلاقة بين عمرو ومعاوية رضي الله عنهما،واشتمل على مغامز خفية ومعلنة على الرجلين، وتشير بعضها إلى أن معاوية قد أعطىولاية مصر لعمرو بن العاص مكافأة له نظير وقوفه إلى جانبه أثناء الفتنة التي أعقبتاستشهاد عثمان بن عفان t. وفي ذلك يقول الدكتور علي محمدالصلابي: "وهذا الأمر قد بينته في كتابي عن علي بن أبي طالب tبأن وقوف عمرو بن العاص مع معاوية في المطالبة بالتعجيل بتطبيق القصاص على قتلةعثمان لم يكن تضامنًا من عمرو مع شخص معاوية، بل كان نابعًا من اجتهاد عمرو الشخصيفي هذه المسألة، حيث رأى t الأخذ بالقوة من قتلة عثمان على الفور، فكان هذا الاجتهاد من عمروبن العاص متطابقًا مع اجتهاد معاوية بن أبي سفيان في القضية نفسها". وقدكانت ولاية عمرو بن العاص t على مصر ذات صلاحيات واسعة بسبب ما كان يتمتع به من مقدرة إداريةفائقة، وقابليات سياسية وعسكرية متميزة، فقد واصل فتوحات الشمال الأفريقي ونظم أمرالعطاء والإعمار والبناء والزراعة والري بمصر، وقد بقي في ولاية مصر حتى وفاته عام43هـ. إعطاء مصر طُعْمَة لعمرو بن العاص

    تتعددالروايات التي تنص على أن معاوية أعطى مصر طعمة لعمرو بن العاص لقاء تأييد الأخيرله في حربه ضد علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم. وجُلُّهذه الأخبار تحوي روحًا عدائية لعمرو ومعاوية، وتصور اتفاقهما على حرب عليّ، كمالو كانت مؤامرة دنيئة أو صفقة مريبة، خان فيها الرجلان ربهما، ودينهما، وتاريخهما،مقابل عَرَضٍ زائل أو نصر سريع، وكأنه من المستحيل أن يبذل ابن العاص tنصرة لقضية اجتمع حولها آلاف الرجال من الشام وغيرها، وهي الطلب بدم عثمان إلا إذانال ولاية مصر وخراجها لنفسه. وبعضهذه الروايات تحوي سُبابًا لهذين الصحابيين، كأن تزعم أن عَمرًا فضل ولاية مصر علىحُسنَى الآخرة وصرح بذلك؛ فقال: "إنما أردنا هذه الدنيا"، أو أنه قال لمعاوية: "لا أعطيك من ديني حتى آخذمن دنياك"، أو قوله: "إنما أُبايعك بها ديني" (أي بمصر)، أو قوله لمعاوية: "ولولا مصر وولاياتها لركبتالمنجاة منها؛ فإني أعلم أن علي بن أبي طالب على الحق وأنت على ضده". إلى غير ذلك من الروايات. وهيروايات باطلة وموضوعة عند المسعودي، وكتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبةوغيرها، تمسخ عمرو بن العاص إلى رجل مصالح، وصاحب مطامع وراغب دنيا. وقدتأثر بالروايات الضعيفة والموضوعة والسقيمة مجموعة من الكتاب والمؤرخين، فأهووابعمرو إلى الحضيض، كالذي كتبه محمود شيت خطاب، وعبد الخالق سيد أبو رابية، وعباسمحمود العقاد الذي يتعالى عن النظر في الإسناد، ويستخف بقارئه، ويظهر له صورةمعاوية وعمرو رضي الله عنهما بأنهما انتهازيان، صاحبا مصالح، ولو أجمع النقادالتاريخيون على بطلان الروايات التي استند إليها في تحليله، فهذا لا يعني للعقاد شيئًا. فقدقال بعد أن ذكر روايات ضعيفة واهية لا تقوم بها حجة: "وليقل الناقدونالتاريخيون ما بدا لهم أن يقولوا في صدق هذا الحوار، وصحة هذه الكلمات وما ثبتنقله ولم يثبت منه سنده ولا نصه، فالذي لا ريب فيه، ولو أجمعت التواريخ قاطبة علىنقضه أن الاتفاق بين الرجلين، كان اتفاق مساومة ومعاونة على الملك والولاية، وأنالمساومة بينهما كانت على النصيب الذي آل إلى كل منهما، ولولاه ما كان بينهمااتفاق". وهناكعدة دلائل ترد على الروايات الضعيفة، والموضوعة والسقيمة التي لاقت رواجًاواستقرارًا في تشويه عمرو بن العاص ومعاوية بالظلم والبهتان، منها ما عرف من صحةإسلام وتقوى معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، وتاريخهما المضيء في خدمة دينالله منذ أسلما. ففيمعاوية يكفي دعاء رسول الله r عندما قال: "اللهم اجعله هاديًا مهديًّا، واهدِ به". وقوله r: "اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقهِ العذاب". وأماعمرو بن العاص فقد شهد له رسول الله r بالإيمان حيث قال: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص". وفي حديث آخر - كما قدمنا - قال: "ابنا العاصمؤمنان: عمرو وهشام". وقول رسول الله r:"وصدق عمرو، إن لعمرو عند الله خيرًا كثيرًا". وعلىهذا فإن بيعة عمرو لمعاوية في عهد عليّ كانت على الطلب بدم عثمان t،فقد كان تأثُّر عمرو بمقتل عثمان عظيمًا، فعندما سمع خبر مقتل عثمان ارتحل راجلاًيبكي، ويقول: يا عثماناه، أنعي الحياء والدين. حتى قدم دمشق، فقد كان من أقرب أصحابه وخلانهومستشاريه، وكان يدخل في الشورى في عهد عثمان من غير ولاية، ومضى إلى معاوية yليتعاونا معًا على الاقتصاص من قتلة عثمان، والثأر للخليفة الشهيد، لقد كان مقتلعثمان كافيًا لأن يحرك كل غضبه على أولئك المجرمين السفاكين، وكان لا بد من اختيارمكان غير المدينة للثأر من هؤلاء الذين تجرءوا على حرم رسول الله rوقتلوا خليفته على أعين الناس. وأيغرابة أن يغضب عمرو لعثمان؟! وإن كان هناك من يشك في هذا الموضوع، فمداره علىالروايات المكذوبة التي تصور عَمرًا: كل همه السلطة والحكم. ومنالدلائل على بطلان فرية إعطاء مصر طُعْمة لعمرو بن العاص ما ذكره أبو مخنف - أحدرواة الفرية السابقة - أن دفع معاوية لجيشه إلى فتح مصر وأخذها من يد أنصار علي بنأبي طالب سنة 38هـ، وكان عمرو قائده في هذه الحملة، أنه كان يرجو أن يكون إذا ظهرعليها ظهر على حرب عليّ لعظم خراجها. فكيف يهب معاوية ذلك الخراج كله لعمرو بنالعاص وهو في مسيس الحاجة إليه؟! ومنالدلائل أيضًا: أن معاوية كتب بعد استخلافه إلى عامله على خراج مصر وردان أن زدعلى كل امرئ من القبط قيراطًا، فرد عليه: كيف وفي عهدهم أن لا يزاد عليهم؟! ولم يلِوردان خراج مصر لمعاوية إلا في ولاية عمرو بن العاص؛ لأن من ولوا مصر بعد موتعمرو، وهم: عتبة بن أبي سفيان، وعقبة بن عامر، ومسلمة بن مخلد، كانوا يتولونصلاتها وخراجها، وهذه الرواية صريحة قاطعة في الدلالة على اهتمام معاوية بزيادةحصيلة الخراج في مصر، وفي ولاية عمرو بن العاص عليها. وهذاالاهتمام لا معنى له إلا إذا كان فائض الخراج في مصر يحمل إلى معاوية في دمشقليواجه به وجوه الإنفاق المتنوعة، كما أن معاوية لم يكن يستحل أن يتنازل عن خراجمصر وهي من أغنى الأقاليم للدولة الإسلامية آنذاك لفرد واحد، وهو يعلم أنه حقالأمة كلها، وأنه لا يملك التنازل عنه. وقد روىابن تميمة عن عطية بن قيس قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطبنا يقول: إن في بيتملكم فضلاً بعد أعطياتكم، وإني قاسمه بينكم، فإنكان يأتينا فضل عام قابل قسمناه عليكم، وإلا فلا عتبة عليّ؛ فإنه ليس بمالي وإنماهو مال الله الذي أفاءَه عليكم. وإذاأضفنا إلى ذلك ما نعرفه من تنافس الأمصار الإسلامية مع بعضها، ووجود معارضةللأمويين في مصر كانت حديثة العهد منذ تبعية مصر لعلي بن أبي طالب tحتى دخلها عمرو بن العاص سنة 38هـ، لازددنا يقينًا أن أهلها لم يكونوا يقبلون مايزعمه الرواة حول إعطائها طعمة لعمرو بن العاص t. وعلىذات السبيل نذكر أن من رجال مصر من بذل في سبيل نصرة معاوية مثلما بذل عمرو بنالعاص، إن لم يَفُقْهُ، كمعاوية بن حَدِيج وأصحابه من العثمانية، وهؤلاء لا يقبلونبحال أن يمتاز عمرو عليهم كل هذا الامتياز، ونذكر أن معاوية بن حديج هذا قد أرجعابن أخت معاوية عبد الرحمن بن أم الحكم الذي ولاه معاوية مصر، من قبل أن يدخلها،ورفض أن يتولى إمارتهم، ورده إلى الشام على نحو غير كريم، فما استطاع معاوية أنيُغضِب ابن حديج

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 01, 2024 5:32 am