وقبل ان تقرءو القصة هناك شروط هي (قراتها بتركيز-وراحة-وبتأني-وان لا تقرأ منها شئ وتطنشها لانك مش هتقدر
قوي اتركم مع القصة * تحياتي *
_
_
_
_
_
_
_
_ العنوان- ((((ياسمين ام الجماجم)))
الحلقة الأولى
قاد فارس سيارته المرسيدس مساءً في شوارع مدينة الناصرة متوجهاً إلى احد المطاعم للقاء عدة أشخاص في انتظاره ..
توقف فارس على الإشارة الضوئية .. وفي اقل من ثانية فتح باب السيارة وصعدت امرأة .. جلست بجانبه وأغلقت الباب ورائها بهدوء وثقة ... وهو ينظر مذهولاً مستغرباً دون أن يفهم شيئا مما يحدث ... وكل ما يراه شبحاً اسود ... أو كتلة سوداء متحركة .. جال ببصره من القدم حتى الرأس لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس السوداء ... رجل هو أم امرأة ولكن عبثاً فلا عيون ولا وجه ولا أيدي ترى من خلف هذا السواد .. وأمام هذه الحال نطق الكائن الساكن خلف تلك الملابس ... بصوت أنثوى جميل وهادئ وواثق :
ابتسم فارس وقال :عفواً .. ربما أخطأت أنا لستُ سائق تاكسي ...!
فقالت بهدوء : اعلم ذلك هيا أوصلني إلى كفر كنا ...!
وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاه كفر كنا وتناسى انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوت الملائكي ؟
- وأدار بوجهه نحوها وقال :عفوا يا حجة ..!
- وعلى الفور أدارت وجهها نحوه وقالت له : أنا مش حجة ...
- قال : عفوا ...بقصد شيخه !
- قالت: ومش شيخه كمان ..
- قال: إذن متدينة لدرجة كبيرة ؟
- قالت: لا..أنا مش متدينة ...!
- قال: عفواً ..هل أنت مسلمة ؟
- قالت: يمكن...شو هيدي الاسئله .. مالك ..؟؟!!
- فقال مستفزا : طيب ليش لابسه هذا الخمار ؟
- فقالت : أنا لابساه لأني لابساه ...!!!
- فقال : طيب .. من أنت ؟
- فردت عليه : أنا قدرك يا فارس !!
ذهل فارس ..فكيف علمت بإسمه .. وبدأ يفكر بأشياء كثيرة وقال وهو يضحك :
- قدري أنا ... قولي لي يا قدري من سلطّك عليّ وحكالك عن اسمي ؟
- فقالت : آه .. أنا قدرك أنت .. وكيف عرفت اسمك فهذا شغلي أنا ... كنك ما بتأمن بالقدر ؟
- فقال : أنا ما بأمن باشي ...!
- فقالت : إذا هيك تعلم من اليوم انك تؤمن بأشياء كثيرة ..!
- فقال : لا بأس سأؤمن ... قولي لي ما هو اسمك أم سأناديك "انسه " قدرك أم "مدام" قدرك .
- فقالت : قدرك أنت ...
- قال: طيب يا قدري أنا اكشفي عن وجهك علشان أشوفك ؟
- فقالت : علشان ايش بدك تشوفني ؟
- فقال : مش قلت انك قدري ... بدي أشوف قدري أن كان حلو ولا يا ساتر ؟
- فقالت : ما تخاف .. قدرك حلو كثير ومش يا ساتر ... ومش راح تشوفني هلأ ، راح تشوفني في الوقت المناسب .
- وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدي أشوفك هلأ ما دمت بتقولي انك قدري
- فقالت : وقف السيارة ...إذا بدك تتأكد أني حلوة ... تفضل اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف ... بس أحسن لك ما تعملها هلأ !
صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين أن يمد يده ليرى ماذا يخفي هذا الخمار .. أيفعل ذلك أم لا .. ولكن يده لم تتحرك ...!! أما صاحبة الصوت الجميل ذات الخمار الأسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في شوارع كفر كنا ..لا احد يرى منها شيئا ... وعاد فارس إلى الناصرة مسرعا لعله يلحق بالأشخاص الذين ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان ...!!
ابتسم وقال لنفسه : يا لقدري السيئ ... لقد خسرت الصفقة .. خسرتها لإشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف هذا الخمار ..!!
واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذه المرأة وما تخفيه .. ونظر إلى حيث كانت تجلس فرأى على الكرسي جمجمة بحجم كف اليد وقد زرعت مكان تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب انعكاس الضوء عليهما ... امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها وحينما نظر إلى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب إلى الابتسامة ...!!
ضحك فارس وقال لنفسه : يا لقدري ... جمجمة وتبتسم ... احتار من حاجة هذه المرأة إلى هذه الجمجمة ؟ ولماذا تركتها معه ؟ أم أنها نسيتها دون قصد ؟ لا بد أن هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل أنها تحمل جمجمة ..!!
مر يوم وفارس ما يزال يفكر بأمر هذه المرأة .. شعورٌ غريب يشده إليها لا يدري سببه ، أهو الفضول أم شيء آخر لا يعرفه..؟!
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ، ذهب إلى كفر كنا حيث نزلت ، فربما يجدها هنا أو هناك ... ولكن دون جدوى وعندما عاد إلى الناصرة رأى نفس المرأة تجلس على
احد مواقف الباصات ... اقترب منها وأراد أن يحدثها لكنه كان خائفا من أن تكون هذه المحجبة التي يراها امرأة أخرى ... فكيف يميز أن كانت هي أم شبيهه بها ... وبحركة غير متوقعة اقتربت ذات الخمار الأسود من شباك السيارة ..
- وقالت : ليش اتاخرت يا فارس ... أنا بستناك من ساعة ونص ...!!
صعدت إلى السيارة وأغلقت الباب ... وهي ما زالت تعاتبه على تأخره وكأنها على موعد مسبق معه ... بقي فارس صامتاً وعلامات الاندهاش والتعجب تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لأنه لم يفهم شيئا مما يدور حوله .
- فقالت له : وصلني لحيفا .
- ضحك فارس وقال : بتأمري بوصلك لحيفا ولوين ما بدِّك .. بس قولي لي يا....
- قاطعته وقالت : ياسمين اسمي ياسمين ، ناديني ياسمين .
- فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتسنيني ولا بتمزحي ؟
- فقالت : آه أنا كنت بستناك ... أنت شو مفكرني كنت بسوي هون .. بستنى واحد تاني ... على العموم إذا ما بدك تشوفني بنزل هون ..!!
فتحت الباب وهمت بالنزول ، لولا انه اعتذر لها
- وقال : أنا بدي أشوفك .. بس مش شايف اشي منك غير هالسواد !
- فردت عليه غاضبة وقالت : مش مصدقني ...؟ قلت الّك أنا حلوة .. اقسم بالله أني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب .
- رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال : ياسمين قولي لي .. هل أنت إنسانة أنا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار ولا فيّ حدا مسلطك عليّ علشان تجنينيني ؟؟
- قالت: لا .. أنا ما بعرفك وما في حدا سلطّني عليك .. بس من اللحظة الأولى الّي شفتك فيها صرت قدرك .. وبعدها عرفت عنك كل اشي .
- وقال لها : شو قصدك ...؟!
- قاطعته وقالت له :لقد وصلت وعليّ أن اذهب .
غادرت " ياسمين " الغامضة وبدأت تسير بالشارع حتى اختفت بين الزحام .. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحك مستخفا مما يحدث وقد اتخذ قرارا أن لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط أن تثير فضوله في لعبة ذكية .. فلا بد أن يكون من ورائها أحد .. وعاد إلى عمله ليشغل نفسه ولكنه فشل في أن يطرد خيالها من مخيلته واخذ يسأل نفسه : ما الذي يشدني إلى هذه المقنعة السوداء ؟ هل هو الفضول أم أن أسلوبها المثير قد اثر بي ؟
شقت السيارة طريقها من جديد إلى الناصرة وما أن وصل فارس حتى بدأ يقوم باتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ... بدل التفكير بسخافة فى هذه المرأة ، وما أن مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة إلى البيت حتى فوجئ بالمرأة " صاحبة الخمار الأسود " تشير بيدها له ليتوقف ... دق قلب فارس بسرعة وأصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ... شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل ... وسعادة لرؤيتها .. توقف واقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوف بالسواد على الكرسي
- وقالت : فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟
لم يستطع فارس الإجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق المؤدية إلى بئر السبع دون أن يجادل أو يأبه إذ كان عليه العودة إلى البيت او اذا كان احدهم بانتظاره ... خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كأنها سنوات ... لم يتكلم احدهما .. نظر فارس إلى المرأة بعد أن استجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي أصابه
- وقال : ياسمين أنا في حياتي كلها ما عرفت شو هو الحب ... ومش مهم مين بتكوني أو مين انتِ ... أنا بصراحة حبيتك من أول مرة سمعت صوتك فيها .. ما شفتك وبعرفش مين بتكوني ... بس لأول مرة في حياتي بشعر أني مهزوم ، ايوه أنا مهزوم بحُبك ..!!
- وقالت له ساخرة : بعدك ما شفتني وحبيتني .. الله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك ...!!
- فقال فارس : راح احبك أكثر ..
- فقالت : بصراحة أنا كمان مفكرة أني أحبك ..وخاصة أني قدرك يا ...
- قاطعها فارس وقال : ياسمين عن جد أنت مصدقة شو بحكي ؟
- فقالت : آه يا فارس مصدقتك .. ما أنا قلت لك من اللحظة الأولى أني أنا قدرك .
- فقال : ياسمين مين أنت ؟
- فقالت : ما تسال راح تعرف لحالك مين بكون ...!!
وفي هذه الإثناء مرت السيارة من أمام حاجز للشرطة كان بجانب الشارع السريع بين تل أبيب وبئر السبع وأشار الشرطي إلى سيارة فارس بالتوقف لتجاوزه السرعة ... استجاب فارس للنداء وتوقف بجانب الطريق واقترب من النافذة شرطي وطلب من فارس أوراقه الخاصة " الرخصة والتامين ورخصة السيارة " وهّم فارس في إعطاء الأوراق إلى الشرطي .. وفي تلك الإثناء طلبت منه ياسمين أن لا يستجيب لطلب الشرطي وان يسير بسرعة ... سار فارس وهو لا يأبه بعواقب ما فعل مع الشرطة ... وأخذت ياسمين تضحك ولكن ما هي إلا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطة تطارد سيارة فارس وتنادي عليه بان يتوقف على يمين الطريق ...
وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة وتوقف رغم أن ياسمين طلبت منه أن لا يهتم بهم .. ونعتها بالجنون وقال لها : أنت مجنونة فعلا .. مجنونة وبدك تقتلينا .
أحاطت الشرطة بالسيارة بعد أن توقفت واقترب الضابط منها وعلى وجهه علامات الغضب ... وما أن اقترب حتى بادرته ياسمين قائلة : ماذا تريد ؟
بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال : لا شيء ...لا شيء ..!!
- فقالت له : إذن ابتعد من هنا !!
ابتعد الشرطي وصعد إلى السيارة العسكرية دون أن يكلم أحدا ... ويبدو أن احد إفراد الشرطة أصابه الفضول فاقترب من السيارة هو الآخر ... ولكن ما أن رأى ياسمين حتى ابتعد هو الآخر مسرعا وكأن كل منهما قد رأى "رئيس دولة" أو شيئا مهما أو شيئا غريباً ... وبسرعة أدار فارس رأسه باتجاه ياسمين ورآها تحمل بيدها " جمجمة " ورأى شعاعا احمر باهتا سرعان ما اختفى ، فحرك فارس عينيه من تأثير الشعاع واخذ يفحص بعينيه من أين مصدره ، وهو متأكد من انه رآه ينبعث من تحت النقاب الأسود ...أكمل فارس سيره مذهولا وهو يفكر بما حدث ، وهل أن منظر النقاب هو ما أخاف الشرطة ؟ أم أن الجمجمة ؟ أم أن هناك شيئا آخر ؟ لم يخفَ على المرأة ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك بادياً على وجهه وعلى حركات يديه وعلى إشعاله السيجارة تلو الأخرى بنهم .
- قالت له : شو فيّ يا فارس ..فّي اشي ؟
- فقال : اللي صار مع الشرطة غريب ..!!
- فقالت : وما هو الغريب في الأمر أن تسال الشرطي ماذا يريد ... فيقولون لك لا شيء .. هذا يحدث مئة مرة في اليوم ولكن أنت مرهق وانا السبب في ذلك ... آسفة ، آسفة يا حبيبي ما كان يجب أن أجعلك تقود هذه المسافة الطويلة .
وصلت السيارة مدينة بئر السبع وهناك طلبت منه السير في طريق جانبية ، سار بها فارس أكثر من ساعة ليدب الرعب في قلبه ويزداد الخوف أكثر وأكثر كلما أوغل في الطريق وكان هذا الطريق في عزلة عن العالم فلا شيء أمامه أو على جنبات السيارة سوى الصحراء المظلمة والكتلة السوداء التي تجلس بجانبه وأصوات عواء الذئاب يملأ المكان وتزيده رهبة ...تنهدت المرأة الغامضة
وقالت : أوقف السيارة .. ها قد وصلنا .
أوقف فارس السيارة وهو لا يرى شيئا يدل على عنوان .
- فقال فارس وعلامات الذهول بادية على وجهه : إلى أين أني لا أرى سوى الصحراء المظلمة ؟ إلى أين هل تمزحين ؟
- قالت : كلا أنا لا امزح سنسير على الإقدام وبعد دقائق سنصل ...
- قال : على الإقدام هل أنتِ مجنونة ؟
- قالت : هل أنت خائف ؟
- قال : نعم أنا خائف ، وهل يوجد عاقل يوافق على السير في هذه الأماكن ولو عدة أمتار ؟
- قالت : لا مكان للحب والخوف معا أما أن يقضي الحب على الخوف وإما العكس فان أردت أن أزيل الخمار لتراني فتعال معي ، واعدك بأنك ستسعد طوال حياتك .
- قال : وما أدراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار ؟
- قالت : تعال وستعرف بنفسك ...!!
وسارت تشق طريقها في الظلام وفي عتمة الصحراء ، وكلما سارت خطوة شعر فارس بان روحه تبتعد عن جسده ... واختفت ياسمين المرأة الغامضة ..!!
وفي وسط تردده وخوفه من أن يلحق بها أو لا يلحق ، بدأ يسمع عواء ذئاب آتٍ من بعيد ، تعالى صوت العواء أكثر وأكثر ، ازداد صوت العواء وتكاثر واخذ الصوت يقترب ... أدار فارس محرك السيارة ليهرب من المكان بسرعة لشعور بالخطر الذي يترقبه ... وصوت الذئاب يحيط به من كل جانب ... أبت السيارة أن تتحرك .. وحاول مرة أخرى ولكن دون جدوى فمحرك السيارة لا يعمل وكأن خللاً قد حل بها ، وبحركة لاشعورية وسريعة أغلق فارس نوافذ السيارة واحكم إغلاق الأبواب واخذ يترقب وصول الذئاب إليه وهو يتساءل : هل تستطيع الذئاب كسر الزجاج والدخول إلى السيارة ؟ وهل سأتحول إلى وجبة عشاء لذيذة للذئاب ؟!! وماذا سأفعل ؟؟ وكيف سأتصدى لها ؟؟ كم يبلغ عددها ؟؟ لا بد أنها عشرات الذئاب ..!!
فالصوت يدل على ذلك ...الصوت قريب جدا وعلى بعد مترين أو ثلاثة أمتار على الأكثر ...ولكن لماذا لم تقترب من السيارة...؟ لا بد أنها تعلم بأنه من الصعب اقتحام السيارة فهي ستنتظر خروجي من السيارة لأصبح لها هدفا سهلا ... يا لغباء الذئاب ... هل تتوقع أن اخرج من السيارة وأقدم نفسي لها بهذه السهولة ؟!!
واخذ فارس يلتفت تارة إلى الخلف وتارة إلى الأمام ... شمالا ويمينا ليرى أن كانت الذئاب قد هجمت ... وفي وسط هذا الخوف الرهيب من الموت الشنيع الذي يحيط به من كل جانب تذكر ( ياسمين الغامضة ) وتمتم وقال : لعنه الله على ......... " الله يسامحك يا ياسمين على ما فعلتِ " .
فرك فارس عينيه واخذ يحملق في الأفق لتعود الطمأنينة إلى قلبه بعد أن رأى خيوط النور تشق طريقها وسط الظلام معلنة عن بدء شروق الشمس وعن الفرج القريب لخلاص فارس من " الموت " ومع انتشار النور تلاشى صوت الذئاب التي لم يرها .. نظر فارس حوله ليرى نفسه وسط صحراء جرداء قاحلة ... وعلى مدى نظره لا يرى أي اثر يدل على وجود حياة أو بشر ... ازداد فضول فارس حول المكان الذي ذهبت إليه ياسمين .. فتح باب السيارة واخذ يسير في نفس الاتجاه الذي سارت فيه ياسمين ، وبدأ يحدث نفسه ويقول : لا بد أنها قريبة من هنا ، فهي قالت أن المكان الذي سنذهب إليه على بعد عدة دقائق فقط .. نظر فارس حوله بكل الاتجاهات وأيقن انه لو سار عدة ساعات فلن يصل إلى أي مكان ... فنظر إلى الأرض ورأى اثار خطواته على الرمال ، فاخذ يبحث عن أي اثر لخطوات ياسمين الغامضة ولكنه لم يرى أي اثر ، فقرر أن يعود إلى السيارة ليصلحها ويعود أدراجه إلى الناصرة بعد أن يأس من وجود أي أمل يدله على ياسمين ذات الخمار .
وفي طريقه إلى السيارة لمح عن بعد شيئا يثير الانتباه في وسط الرمال فسار نحوه لدقائق وما أن وصله واقترب حتى دبت القشعريرة في جسمه فقد رأى قبرا قديما يدل شكله على انه موجود منذ مئات السنوات وكان لون حجارته عبارة عن مزيج من الأسود والبني ولون الغبار المتراكم عليه ...
فتساءل فارس بينه وبين نفسه : يا ترى ما هي حكاية هذا القبر ؟؟ ولمن هو ؟ لماذا هو في هذا المكان بالذات ؟؟ لا بد أن من بناه احتاج إلى وقت طويل .. حتى يبنيه بهذه الطريقة البارعة ؛ ولكن لماذا ؟.. وبدأت عشرات الأسئلة تدور في ذهن فارس ولكن دون أجوبة ... وبالرغم من الخوف الذي كان يراوده إلا انه وضع يده على القبر ليتحسسه ، ورفع يده التي التصق الغبار بها ، وشعر فارس أن على القبر كتابة معينة فاخذ يزيل الغبار عن القبر لعله يستطيع قراءة الكلمات المكتوبة ، فدبت بجسمه قشعريرة الموت والخوف...حينما قرأ المكتوب !!
-انتظروا الحلقة التانية-
واريد ان اشوف ردودكم علي الحلقة الاولي
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ