إحراجات صدّامية تقلق العراقيين

رجلا دين عراقيان يطالعان نسخة القرآن الكريم المكتوبة بدم صدام والمحفوظة خلف جدار زجاجي في قبو أحد مساجد بغداد (غيتي إيميج)

تحت
عنوان «قرآن خط بدماء صدام حسين يثير معضلة لدى القادة العراقيين» كتب
مراسل صحيفة الغارديان في بغداد يقول: إنه فيما يدور جدل في العراق حول
تدمير كل ما يرتبط بصدام حسين، فإن المسؤولين في النظام الحالي يخضعون
لحساسية بشأن بعض الرموز التي خلفها صدام.
ومن بين هذه الرموز، التي
أثارت جدلا سابقا، العلم العراقي الذي يحمل كلمة «الله أكبر»، ونسخة من
القرآن خطت بدماء صدام. ففي حين لم يتمكن العراقيون من محو «الله أكبر» عن
العلم أو تغييره، فاكتفوا بتغيير الخط المستخدم في كتابة الكلمة، لكن الجدل
قائم حول الموضوع الثاني.
وكان صدام واظب على الجلوس إلى جانب ممرض
وخطاط، حيث سحب الأول منه- على فترة سنتين- ما مقداره 27 ليترا من الدماء،
استخدمها الخطاط عباس شاكر البغدادي في كتابة نسخة من القرآن الكريم (114
فصلا في 605 صفحات).
ومنذ سقوط نظام صدام ظلت هذه النسخة من القرآن
بعيدة عن الأنظار في قبو أحد المساجد (غرب بغداد)، كان صدام قد أطلق عليه
اسم «أم المؤمنين». ولا يمكن فتح هذا القبو إلا بواسطة ثلاثة مفاتيح، موزعة
على ثلاثة أشخاص مختلفين ويتواجدون في ثلاث مناطق مختلفة.
والعراقيون
منقسمون فيما بينهم بخصوص ماذا يفعلون بنسخة القرآن. ففي حين يرى رئيس
ديوان الوقف السني الشيخ أحمد السامرائي ضرورة الاحتفاظ بالنسخة «كوثيقة
تاريخية ثمينة»، ولو أنه مقتنع بأن صدام أخطأ بفعلته تلك «لأن كتابة كلام
الله بالدم حرام في الإسلام». ويوافقه الرأي الرئيس السابق لمجلس النواب
موفق الربيعي الذي يرى أن صدام حكم العراق لثلاثين سنة، أي أنه كان جزءا
أساسيا من تاريخ البلاد، وبالتالي لا بد من الحفاظ على هذه الذاكرة «بغض
النظر ما إذا كنا نحبها أم لا». ويقول مكتب نوري المالكي إنه «ليس بالضرورة
إزالة كل ما بني في عهد صدام»، في إشارة الى قوس النصر (وسط بغداد) على
سبيل المثال، ويضيف علي الموسوي، المتحدث باسم المالكي، إنه بالإمكان
الاحتفاظ بنسخة القرآن في متحف خاص «على غرار ما جرى مع مقتنيات هتلر
وستالين».
لكن هناك آخرين، منهم الزعيم أحمد الجلبي، يرون ضرورة التخلص
من كل رموز العهد السابق، من منطلق أنها تشكل «فال شر.. وتذكر بحقبة سوداء
من عمر العراقيين