alquseyaمنتدى أبناء القوصيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقاقي-اجتماعي-يطمح الى الارتقاء بالقوصيه وتطويرها المنتدى منبر لكل ابناء القوصيه

منتدى ابناء القوصيه يدعو شرفاء اسيوط الى كشف اي تجاوزات تمت من اي من موظفي النظام الفاسد وتشرها في منبرنا الحر
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد خطفت منا مصر مره اخري

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المواضيع الأخيرة

» سيف الدين قطز
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالسبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ

» كنوز الفراعنه
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالسبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ

» الثقب الاسود
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالسبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ

» طفل بطل
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ

» دكتور زاكي الدين احمد حسين
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ

» البطل عبدالرؤوف عمران
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ

» نماذج مشرفه من الجيش المصري
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» دجاجة القاضي
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ

» اخلاق رسول الله
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ

» يوم العبور في يوم اللا عبور
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ

» من اروع ما قرات عن السجود
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ

» قصه وعبره
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ

» كيف تصنع شعب غبي
قصة سيف بن ذي يزن  I_icon_minitimeالخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ


    قصة سيف بن ذي يزن

    ابو محمد
    ابو محمد
    مشرف الحضاره والتاريخ
    مشرف الحضاره والتاريخ


    عدد المساهمات : 1008
    تاريخ التسجيل : 15/11/2010
    العمر : 57

    قصة سيف بن ذي يزن  Empty قصة سيف بن ذي يزن

    مُساهمة من طرف ابو محمد الجمعة يناير 07, 2011 6:57 pm

    قصة سيف بن ذي يزن
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهدأن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله وبعد:


    و لما طال البلاء من الحبشة على أهل اليمن خرج سيف بن ذي يزن الحميري من
    الأذواء بقية ذلك السلف و عقب أولئك الملوك و ديال الدولة المفوض للخمود و
    قد كان أبرهة انتزع منه زوجته ريحانة بعد أن ولدت منه ابنه معد يكرب كما مر
    و نسبه فيما قال الكلبي سيف بن ذي يزن بن عافر بن أسلم بن زيد بن سعد بن
    عوف بن عدي بن مالك بن زيد الجمهور هكذا نسبه ابن الكلبي و مالك بن زيد هو
    أبو الأذواء فخرج سيف و قدم على قيصر ملك الروم و شكى إليه أمر الحبشة و
    طلب أن يخرجهم و يبعث على اليمن من شاء من الروم فلم يسعفه عن الحبشة و قال
    الحبشة على دين النصارى فرجع إلى كسرى و قدم الحيرة على النعمان بن المنذر
    عامل فارس على الحيرة و ما يليها من أرض العرب فشكى إليه و استمهله
    النعمان إلى حين و فادته على كسرى و أوفد معه و سأله النصر على الحبشة و أن
    يكون ملك اليمن له فقال : بعدت أرضك عن أرضنا أو هي قليلة الخير إنما هي
    شاء و بعير و لا حاجة لنا بذلك ثم كساه و أجازه فنثر دنانير الإجازة و
    نهبها الناس يوهم الغنى عنها بما في أرضه فأنكر عليه كسرى ذلك فقال : جبال
    أرضي ذهب و فضة و إنما جئت لتمنعني من الظلم فرغب كسرى في ذلك و أمهله
    للنظر في أمره و شاور أهل دولته فقالوا في سجونك رجال حبستهم للقتل ابعثهم
    معه فإن هلكوا كان الذي أردت بهم و إن ملكوا كان ملكا إزددته إلى ملكك و
    أحصوا ثمانمائة و قدم عليهم أفضلهم و أعظمهم بيتا و أكبرهم نسبا و كان وهزر
    الديلمي

    و عند المسعودي و هشام بن محمد و السهيلي أن كسرى وعده بالنصر و لم ينصره و
    شغل بحرب الروم و هلك سيف بن ذي يزن عنده و كبر ابنه ابن ريحانة و هو معد
    يكرب و عرفته أمه بأبيه فخرج و وفد على كسرى يستنجزه في النصرة التي وعد
    بها أباه و قال له : أنا ابن الشيخ اليمني الذي وعدته فوهبه الدنانير و
    نثرها إلى آخر القصة

    و قيل إن الذي وفد على كسرى و أباد الحبشة هو النعمان بن قيسبن عبيد بن
    سيف بن ذي يزن قالوا و لما كتبت الفرس مع وهزر و كانوا ثمانمائة و قال ابن
    قتيبة كانوا سبعة آلاف و خمسمائة و قال ابن حزم كان و هزر من عقب جاماس عم
    أنو شروان فأمره على أصحابه و ركبوا البحر ثمان سفائن فغرقت منها سفينتان و
    خلصت ست إلى ساحل عدن فلما نزلوا بأرض اليمن قال وهزر لسيف : ما عندك ؟
    قال : ماشئت من قوس عربي و رجلي مع رجلك حتى نظفر أو نموت قال أنصفت و جمع
    ابن ذي يزن من استطاع من قومه و سار إليه مسروق بن أبرهة في مائة ألف من
    الحبشة و أوباش اليمن فتواقفوا للحرب و أمر وهزر ابنه أن يناوشهم القتال
    فقتلوه و أوباش اليمن فتوافقوا للحرب و أمر وهزر ابنه أنه يناوشهم القتال
    فقتلوه و أحفظه ذلك و قال : أروني ملكهم فأروه إياه على الفيل عليه تاجر و
    بين عينيه ياقوتة حمراء ثم نزل عن الفيل إلى الفرس ثم إلى البغلة فقال وهزر
    ركب بنت الحمار ذل و ذل ملكه ثم رماه بسهم فصك الياقوتة بن عينيه و تغلغل
    في دماغه و تنكس عن دابته وداروا به فحمل القوم عليهم و انهزم الحبشة في كل
    وجه و أقبل وهزر إلى صنعاء و لما أتى بابها قال : لا تدخل رايتي منكوسة
    فهدم الباب و دخل ناصبا رايته فملك اليمن و نفى عنها الحبشة و كتب بذلك إلى
    كسرى و بعث إليه بالأموال فكتب إليه أن يملك سيف بن ذي يزن على اليمن على
    فريضة يؤديها كل عام ففعل و انصرف وهزر إلى كسرى

    و ملك سيف اليمن و كان أبوه من ملوكها و خلف وهزر نائبا على اليمن في
    جماعة من الفرس ضمهم إليه و جعله لنظر ابن ذي يزن بصنعاء و انفرد ابن ذي
    يزن بسلطانه و نزل قصر الملك و هو رأس غمدان يقال إنه الضحاك بناه على اسم
    الزهرة و هو أحد البيوت السبعة الموضوعة على أسماء الكواكب و روحانيتها خرب
    في خلافة عثمان قاله المسعودي

    و قال السهيلي : كانت صنعاء تسمى أوال و صنعاء اسم بانيها صنعاء بن أوال
    بن عمير بن عابر بن شالخ و لما استقل ابن ذي يزن بملك اليمن وفدت العرب
    عليه يهنوه بالملك و لما رجع من سلطان قومه و أباد من عدوهم و كان فيمن وفد
    عليه مشيخة قريش و عظماء العرب لعهدهم من أبناء إسمعيل و أهل بيتهم
    المنصوب لحجهم فوفدوا في عشرة من رؤوسائهم فيهم عبد المطلب فأعظمهم سيف و
    أجلهم و أوجب لهم حقهم و وفر من ذلك قسم عبد المطلب من نبيهم و سأله عن
    بنيه حتى ذكر له شان النبي صلى الله عليه و سلم و كفالته إياه بعد موت عبد
    الله أبيه عاشر ولد عبد المطلب فأوصاه به و حضه على الإبلاغ في القيام عليه
    و التحفظ به من اليهود و غيره و أسر إليه البشرى بنبوته و ظهور قريش قومهم
    على جميع العرب و أسنى جوائز هذا الوفد بما يدل على شرف الدولة و عظمها
    لبعد غايتاه في الهمة و علو نظرها في كرامة الوفد و بقاء آثار الترف في
    الصبابة شاهد الحال في الأول ذكر صاحب الأعلام و غيره أنه أجاز سائر الوفد
    بمائة من الإبل و عشرة أعبد و صائف و عشرة أرطال من الورق و الذهب و كرش
    مليء من العنبر و أضعاف ذلك بعشرة أمثاله لعبد المطلب

    قال ابن إسحق : و لما انصرف وهزر إلى كسرى غزا سيف على الحبشة و جعل يقتل و
    يبقر بطون النساء حتى إذا لم يبق إلا القليل جعلهم خولا و اتخذ منهم
    طوابير يسعون بين يديه بالحراب و عظم خوفهم منه فخرج يوما وهم يسعون بين
    يديه فلما توسطهم و قد انفردوا به عن الناس رموه بالحراب فقتلوه و وثب رجل
    منهم على الملك و قيل ركب خليفة وهزر فيمن معه من المسلحة و استحلم الحبشة و
    بلغ ذلك كسرى فبعث وهزر في أربعة آلاف من الفرس و أمره بقتل كل أسود أو
    متنسب إلى أسود و لو جعدا قططا ففعل و قتل الحبشة حيث كانوا و كتب بذلك إلى
    كسرى فأمره على اليمن فكان يجبيه له حتى هلك و استضافت حشابة ملك
    الحميريين بعد مهلك ابن ذي يزن و أهل بيته إلى الفرس و ورثوا ملك العرب و
    سلطان حمير باليمن بعد أن كانوا يزاحمونهم بالمناكب في عراقهم و يجوسونهم
    بالغزو خلال ديارهم و لم يبق للعرب في الملك رسم و لا طلل إلا أقيالا من
    حمير و قحطان رؤساء في أحيائهم بالبدو لا تعرف لهم طاعة و لا ينفذ لهم في
    غير ذاتهم أمر إلا ما كان لكهلان إخوتهم بأرض العرب من ملك آل المنذر من
    لخم على الحيرة و العراق بتولية فارس و ملك آل جفنة من غسان على الشام
    بتولية آل قيصر كما يأتي في أخبارهم

    و قال الطبري : لما كانت اليمن لكسرى بعث إلى سرنديب من الهند قائدا من
    قواده ركب إليها البحر في جند كثيف فقتل ملكها و استولى عليها و حمل إلى
    كسرى منها أموالا عظيمة و جواهر و كان وهزر يبعث العير إلى كسرى بالأموال و
    الطيوب فتمر على طريق البحرين تارة و على أرض الحجاز أخرى و عدا بنو تميم
    في بعض الأيام على عيره بطريق البحرين فكتب إلى عامله بالانتقام منهم فقتل
    منهم خلقا كما يأتي في أخبار كسرى و عدا بنو كنانة على عيره بطريق الحجاز
    حين مرت بهم و كان في جوار رجل من أشراف العرب من قيس فكانت حرب الفجار بين
    قيس و كنانة بسبب ذلك و شهدها النبي صلى الله عليه و سلم و كان ينبل فيها
    على أعمامه أي يجمع لهم النيل

    قال الطبري : و لما هلك و هزار أمر كسرى من بعده على اليمن ابنه المزربان
    ثم هلك فأمر حافده خرخسرو بن التيجان بن المرزبان ثم سخط عليه و حمل إليه
    مقيدا ثم أجاره ابن كسرى و خلى سبيله فعزله كسرى و ولى باذان فلم يزل إلى
    أن كانت البعثة و أسلم باذان و فشا الإسلام باليمن كما نذكره عند ذكر
    الهجرة و أخبار الإسلام باليمن

    هذا آخر الخبر عن ملوك التبابعة من اليمن و من ملك بعدهم من الفرس و كان
    عدد ملوكهم فيما قال المسعودي سبعة و ثلاثين ملكا في مدة ثلاثة آلاف و
    مائتي سنة إلا عشرا و قيل أقل من ذلك فكانوا ينزلون مدينة ظفار قال السهيلي
    زمار و ظفار اسمان لمدينة واحدة يقال بناها مالك بن أبرهة و هو الأملوك و
    يسمى مالك و هو ابن ذي المنار و كان على بابها مكتوب بالقلم الأول في حجر
    أسود :

    ( يوم شيدت ظفار فقيل لمن ... أنت فقالت لخير الأخيار )

    ( ثم سيلت من بعد ذلك قالت ... إن ملكي أحابش الأشرار )

    ( ثم سيلت من بعد ذلك قالت ... إن ملكي لفارس الأحرار )

    ( ثم سيلت من بعد ذلك قالت ... إن ملكي لقريش النجار )

    ( ثم سيلت من بعد ذلك قالت ... إن ملكي لخير سنجار )

    ( و قليلا ما يلبث القوم فيها ... غير تشييدها لحامي البوار )

    ( من أسود يلقيهم البحر فيها ... تشعل النار في أعالي الجدار )

    و لم تزل مدينة ظفار هذه منزلا للملوك و كذلك في الإسلام صدر الدولتين و
    كانت اليمن من أرفع الولايات عندهم بما كانت منازل العرب العاربة و دارا
    لملوك العظماء من التبابعة و الأقيال و العباهلة و لم انقضى الكلام في
    أخبار حمير و ملوكهم باليمن من العرب استدعى الكلام ذكر معاصريهم من العجم
    على شرط كتابنا لنستوعب أخبار الخليفة و نميز حال هذا الجيل العربي من جميع
    جهاته و الأمم المشاهير من العجم الذين كانت لهم الدول العظيمة لعهد
    الطبقة الأولى و الثانية من العرب و هم النبط و السريانيون أهل بابل ثم
    الجرامقة أهل الموصل ثم القبط ثم بنو إسرائيل و الفرس و يونان و الروم الآن
    بما كان لهم من الملك و الدولة و بعض أخبارهم على اختصار و الله ولي العون
    و التوفيق لا رب غيره و لا مأمول إلا خيره
    . وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبة وسلم اللهم لا تحرم كاتب ولا قارىء هذا الموضوع لذة النظر إلى وجهك الكريم اللهم آمين
    ابو محمد
    ابو محمد
    مشرف الحضاره والتاريخ
    مشرف الحضاره والتاريخ


    عدد المساهمات : 1008
    تاريخ التسجيل : 15/11/2010
    العمر : 57

    قصة سيف بن ذي يزن  Empty رد: قصة سيف بن ذي يزن

    مُساهمة من طرف ابو محمد الجمعة يناير 07, 2011 7:01 pm

    قصة سيف بن ذي يزن وبشارته بالنبي



    وقال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتابه (هواتف الجان):
    حدثنا علي بن حرب، حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا عمرو بن بكر - هو
    ابن بكار القعنبي - عن أحمد بن القاسم، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي
    صالح، عن عبد الله بن عباس قال:

    لما ظهر سيف بن ذي يزن قال ابن المنذر - واسمه النعمان بن قيس - على الحبشة
    وذلك بعد مولد رسول الله بسنتين، أتته وفود العرب وشعراؤها تهنئه وتمدحه
    وتذكر ما كان من حسن بلائه، وأتاه فيمن أتاه وفود قريش، فيهم عبد المطلب بن
    هاشم، وأمية بن عبد شمس أبي عبد الله، وعبد الله بن جدعان، وخويلد بن أسد،
    في أناس من وجوه قريش.

    فقدموا عليه صنعاء، فإذا هو في رأس غمدان الذي ذكره أمية أبي الصلت:

    واشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا * في رأس غمدان دارا منك محلالا

    فدخل عليه الآذن فأخبره بمكانهم، فأذن لهم، فدنا عبد المطلب فاستأذنه في
    الكلام، فقال له: إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك، فقد أذنا لك. فقال له
    عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا
    باذخا، وأنبتك منبتا طابت أرومته، وعذيت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في
    أكرم موطن وأطيب معدن.

    فأنت - أبيت اللعن - ملك العرب وربيعها الذي تخصب به البلاد، ورأس العرب
    الذي له تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد،
    وسلفك خير سلف، وأنت لنا منهم خير خلف، فلن يخمد من هم سلفه، ولن يهلك من
    أنت خلفه.

    ونحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجك من كشف الكرب الذي قد فدحنا، وفد التهنئة لا وفد المرزئة.

    قال له الملك: وأيهم أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم. قال:
    ابن أختنا؟ قال: نعم. قال: ادن، فأدناه، ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال:
    مرحبا وأهلا، وناقة ورحلا، ومستناخا سهلا، وملكا ربحلا، يعطي عطاء جزلا، قد
    سمع الملك مقالتكم، وعرف قرابتكم، وقبل وسيلتكم، فأنتم أهل الليل والنهار،
    ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم.

    ثم نهضوا إلى دار الكرامة والوفود، فأقاموا شهرا لا يصلون إليه، ولا يأذن
    لهم بالانصراف، ثم انتبه لهم انتباهة، فأرسل إلى عبد المطلب فأدنى مجلسه
    وأخلاه، ثم قال: يا عبد المطلب إني مفض إليك من سر علمي ما لو يكون غيرك لم
    أبح به، ولكني رأيتك معدنه، فاطلعتك طليعه، فليكن عندك مطويا حتى يأذن
    الله فيه، فإن الله بالغ أمره.

    إني أجد في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا،
    واجتجناه دون غيرنا، خبرا عظيما، وخطرا جسيما، فيه شرف الحياة، وفضيلة
    الوفاة للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة.

    فقال عبد المطلب: أيها الملك مثلك سر وبر، فما هو فداؤك أهل الوبر زمرا بعد
    زمر؟ قال: إذا ولد بتهامة غلام به علامة، بين كتفيه شامة، كانت له
    الإمامة، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة.

    قال عبد المطلب - أبيت اللعن -: لقد أبت بخير ما آب به وافد، ولولا هيبة
    الملك وإجلاله واعظامه، لسألته من بشارته إياي، ما ازداد به سرورا.

    قال ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه، أو قد ولد، واسمه محمد، يموت أبوه
    وأمه، ويكفله جده وعمه، ولدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا
    أنصارا، يعزبهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح
    بهم كرائم أهل الأرض، يكسر الأوثان، ويخمد النيران، يعبد الرحمن، ويدحر
    الشيطان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر
    ويبطله.

    فقال عبد المطلب: أيها الملك - عز جدك، وعلا كعبك، ودام ملكك، وطال عمرك -
    فهذا نجاري، فهل الملك سار لي بافصاح، فقد أوضح لي بعض الإيضاح.

    فقال ابن ذي يزن: والبيت ذي الحجب، والعلامات على النقب، إنك يا عبد المطلب
    لجده غير كذب، فخر عبد المطلب ساجدا فقال: ارفع رأسك، ثلج صدرك، وعلا
    أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟

    فقال: أيها الملك كان لي ابن، وكنت به معجبا، وعليه رفيقا، فزوجته كريمة من
    كرائم قومه آمنة بنت وهب، فجاءت بغلام سميته محمدا، فمات أبوه وأمه،
    وكفلته أنا وعمه.

    قال ابن ذي يزن: إن الذي قلت لك كما قلت، فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود،
    فإنهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء
    الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تدخل لهم النفاسة، من أن تكون لكم
    الرياسة، فيطلبون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، فهم فاعلون أو أبناؤهم،
    ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير
    بيثرب دار مملكته.

    فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن بيثرب استحكام أمره، وأهل
    نصرته، وموضع قبره، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات، لأعلنت على
    حداثة سنه أمره، ولأوطأت أسنان العرب عقبه، ولكني صارف ذلك إليك، عن غير
    تقصير بمن معك.

    قال: ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد، وعشرة إماء، وبمائة من الإبل، وحلتين
    من البرود، وبخمسة أرطال من الذهب، وعشرة أرطال فضة، وكرش مملوء عنبرا،
    وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك.

    وقال له: إذا حال الحول فأتني. فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول. فكان
    عبد المطلب كثيرا ما يقول يا معشر قريش: لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء
    الملك و إن كثر، فإنه إلى نفاد، ولكن ليبغبطني بما يبقى لي ولعقبي ومن
    بعدي، ذكره، وفخره، وشرفه، فإذا قيل له متى ذلك؟ قال: سيعلم ولو بعد.

    قال: وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس:

    جلبنا النصح تحقبه المطايا * على أكوار أجمال ونوق

    مقلفة مراتعها تعالى * إلى صنعاء من فج عميق

    تؤم بنا ابن ذي يزن وتغري * بذات بطونها ذم الطريق

    وترعى من مخائله بروقا * مواصلة الوميض إلى بروق

    فلما واصلت صنعاء حلت * بدار الملك والحسب العريق

    وهكذا رواه الحافظ أبو نعيم في (الدلائل) من طريق عمرو بن بكير بن بكار القعنبي.

    ثم قال أبو نعيم: أخبرت عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عبد ربه بن محمد بن
    عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي
    يزن، حدثني أبي أبو يزن إبراهيم، حدثنا عمي أحمد بن محمد أبو رجاء به،
    حدثنا عمي محمد بن عبد العزيز، حدثني عبد العزيز بن عفير، عن أبيه، عن زرعة
    بن سيف بن ذي يزن الحميري قال: لما ظهر جدي سيف بن ذي يزن على الحبشة.
    وذكره بطوله.

    وقال أبو بكر الخرائطي: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدثنا
    العلاء بن الفضل بن أبي سوية، أخبرني أبي، عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية،
    عن جده أبي سوية، عن أبيه خليفة قال: سألت محمد بن عثمان بن ربيعة بن سواة
    بن خثعم بن سعد فقلت: كيف سماك أبوك محمدا؟

    فقال: سألت أبي عما سألتني عنه فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا
    منهم، وسفيان بن مجاشع بن دارم، وأسامة بن مالك بن جندب بن العقيد، ويزيد
    بن ربيعة بن كنانة بن حربوص بن مازن، ونحن نريد ابن جفنة ملك غسان، فلما
    شارفنا الشام نزلنا على غدير عليه شجرات فتحدثنا، فسمع كلامنا راهب فأشرف
    علينا فقال: إن هذه لغة ما هي بلغة هذه البلاد!

    فقلنا: نعم نحن قوم من مضر. قال: من أي المضرين؟

    قلنا: من خندف. قال: أما إنه سيبعث وشيكا نبي خاتم النبيين فسارعوا إليه، وخذوا بحظكم منه ترشدوا.

    فقلنا له: ما اسمه؟ قال: اسمه محمد، قال: فرجعنا من عند ابن جفنة فولد لكل
    واحد منا ابن فسماه محمدا، يعني أن كل واحد منهم طمع في أن يكون هذا النبي
    المبشر به ولده.

    وقال الحافظ أبو بكر الخرائطي: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا حازم بن
    عقال بن الزهر بن حبيب بن المنذر بن أبي الحصين بن السموأل بن عاديا، حدثني
    جابر بن جدان بن جميع بن عثمان بن سماك بن الحصين بن السموأل بن عاديا
    قال: لما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر الوفاة اجتمع إليه
    قومه من غسان فقالوا: إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، وكنا نأمرك بالتزوج
    في شبابك فتأبى، وهذا أخوك الخزرج له خمسة بنين وليس لك ولد غير مالك.

    فقال: لن يهلك هالك ترك مثل مالك، إن الذي يخرج النار من الوثيمة قادر أن يجعل لمالك نسلا ورجالا بسلا وكل إلى الموت.

    ثم أقبل على مالك وقال: أي بني المنية ولا الدنية، العقاب ولا العتاب،
    التجلد ولا التلدد، القبر خير من الفقر، إنه من قل ذل، ومن كر فر، من كرم
    الكريم الدفع عن الحريم، ولدهر يومان فيوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا
    تبطر، وإذا كان عليك فاصطبر، وكلاهما سينحسر، ليس يثبت منهما الملك المتوج،
    ولا اللئيم المعلهج، سلم ليومك حياك ربك، ثم أنشأ يقول:

    شهدت السبايا يوم آل محرِّق * وأدرك أمري صيحة الله في الحجر

    فلم أر ذا ملك من الناس واحدا * ولا سواقة إلا إلى الموت والقبر

    فعل الذي أردى ثمودا وجرهما * سيعقب لي نسلا على آخر الدهر

    تقربهم من آل عمرو بن عامر * عيون لدى الداعي إلى طلب الوتر

    فإن لم تك الأيام أبلين جِدّتي * وشيّبن رأسي والمشيب مع العمر

    فإن لنا ربا علا فوق عرشه * عليما بما يأتي من الخير والشر

    ألم يأت قومي أن لله دعوة * يفوز بها أهل السعادة والبر

    إذا بعث المبعوث من آل غالب * بمكة فيما بين مكة والحجر

    هنالك فابغوا نصره ببلادكم * بني عامر إن السعادة في النصر

    قال: ثم قضى من ساعته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:28 am