الفلاح الفصيح

قصة القروي الفصيح او شكاوي الفلاح الفصيح ... سموها زي ماتسموها المهم المضمون
القصة طبعا مش واقعة حقيقية لكن الفها اديب عاش احداث العصر الاهناسي من
عصر الانتقال الاول... فالقصة بتعبر عن الواقع المؤلم في الوقت ده رغم ان
النسخة اللي هحكي منها هي تقريبا من الاسرة 12 او 11

تحكي القصة عن فلاح بسيط من وادي النطرون اسمه خوان انبو او خو ان انوب.... ومعناه المحمل من قبل انوبيس
الفلاح او القروي البسيط ده متزوج ويعول... وفي مرة اخد الحمير بتاعته
والقمح والعديد من منتجات وادي النطرون بعد ما ترك من القمح جزء لاولاده
وزوجته وتوجه الى اهناسيا العاصمة لكي يقايض بضاعته بمنتجات اخرى

وهو في طريقه كان لازم يمر من جنب ضيعة(ارض زراعية) صاحبها اسمه رنزي بن مرو ويشرف عليها واحد اسمه تحوت نخت
واوضح ان رنزي بن مرو ده كان راجل مسئول يعني زي كبير القضاة مثلا اما تحوت
نخت ده كان راجل طماع وجشع ومثال سئ لموظفي العصر ده حيث يستغل الفقراء
ويحقرهم

المهم الراجل ده اللي اسمه تحوت نخت شاف من بعيد القروي وهو جاي ببضاعته
فقال في نفسه يا سلام لو اقدر اخد البضاعة دي لنفسي وفكر وقال لخادمه ان
يذهب الى المنزل ويحضر له قطعة قماش وكان ما طلب ففرد القماش على الطريق
اللي هيعدي منه الفلاح والطريق كان من جنب نهر ومن الناحية التانية ارض
رنزي بن مرو والمشرف على الارض تحوت نخت فرد القماش ومابقاش الا حاجة بسيطة
اوي للفلاح يعدي من عليها لكن في الحقيقة هي ماتكفيش!


المهم الفلاح جاي معدي راح تحوت نخت حزروه لحسن يدوس على القماش فالفلاح
الطيب قاله ماتخفش انا هعدي من على الجسر(الجزء الفاضي) واثناء حديثهم احد
الحمير اخد قضمة من القمح
فراح تحوت نخت انتهز الفرصة و قاله انت مش عارف دي ارض مين ... دي ارض رنزي
بن مرو... وانا هاخد حمارك ده عشان هو اخد قضمة من القمح اللي هو مش
بتاعه... الفلاح اعترض ووسط جدال ودفاع من الفلاح عن نفسه قام الراجل تحوت
نخت الشرير اخد البضاعة وضرب الفلاح والفلاح اخذ في البكاء.

بعد فترة راح الفلاح لرنزي بن مرو صاحب الضيعة عشان يشتكيله فلقاه بيركب
القارب بتاع القضاة تقريبا ورايح البيت فقاله بأدب وبفصاحة انه عنده شكوى
وعاوز بعد اذنه يبعتله غلام من عنده عشان يسمع شكواه وينقلها له .... وكان
ما طلب
وبعد ان استلم الشكوى رنزي عرضها على المجلس ليجمع الاراء لكن للأسف كان
اعضاء المجلس من اصحاب تحوت نخت ... واخدين رشوة ممكن ... افهموها زي
ماتفهموها فقعدوا يصغروا من شأن الفلاح وشكواه ... فسكت رنزي ولكنه لا يزال
غير مقتنعا!


المهم صاحبنا الفلاح يا عيني لما لقى شوية تطنيش بدا بكتابة اولى شكاواه
وهي واحدة من اصل تسعة ... وكانت شكاواه كلها تحث على العدل والمساواة
والايمان بالله والحساب في الاخرة... وكانت شكاواة تفيض بفصاحة ...وكما كان
يمدح رنزي حينا فقد كان ينقضه ويعنفه حينا.. فقد جاءت الشكاوي برأيي مؤثرة
جدا جدا لأنها شكاوي يا جماعة ... يعني ناتجة عن الم شديد جدا ...تخيلوا
حزن هذا الفلاح البسيط على شوية منتجات بسيطة .. وحمير!.. لكن هذة البضاعة
والتجارة البسيطة هي عماد حياته وهو رجل عنده مبدأ ولا يتوانى في طلب حقه
مهما كان ... فقد ظل يشكو يشكو حتى اخذ حقه .. ولم يبهره مااغدق عليه به
الملك في النهاية ... فاهم شئ عنده كان حميره وبضاعته... هذا ما نفهمه...
ما ضاع حق مطالب!
المهم الفلاح بعد
ما اشتكى الشكوى الاولى وصاغها بفصاحة شديد ووصلت الشكوى لرنزي.. اعجب بها
جدا من فصاحتها فذهب للملك الذي يبدو لنا محبا للأدب والفصاحة فما ان يسمع
عذوبة وفصاحة الشكوى.. اذا به يأمر بأن يظل رنزي يهمل الفلاح ولا يرد له
حقه حتى يقول شكاوى اكثر بفصاحة وعذوبة ... ولكن يقدم له الطعام ويرسل
لأولاده ايضا الطعام دون ابلاغه ان هذا من عند رنزي او الملك حتى يفيض
فصاحة.

وحقا كلما زاد الشعور بالم والظلم كلما زادت الفصاحة والنقض... وبعد ان
وصلت الشكاوي تسعا هدد الفلاح بأنه سيذهب ليشتكي لأنوبيس في الشكوى التاسعة
(اي يدعو عليه ربما) فامر الملك بأن يحضر الفلاح ... فعندما رأى الفلاح
الحراس جاءوا ليأخذوه دب في قلبه الرعب خوفا فقد تطاول واظهر سيئات الملك
ورنزي بن مرو ... فربما سيلقى مصيرا صعبا لتطاوله... ولكنهم هدأوه

وعندما وصل للملك الذي كان قد امر بتسجيل كل شكاوى الفلاح اول باول حتى
يقرأها... اثنى على فصاحته وعرف القروي الحقيقة وامر رنزي بتفويض من الملك
ان يؤتى باولاده وزوجته ليسكنوا في العاصمة وان ترد له بضاعته وان يأخذ
جميع املاك تحوت نخت ويسجن تحوت نخت لجشعه.