موقعة مجدو
تول تحوتمس
الثالث عرش البلاد والشعوب الخاضعة لمصر قد بدات تخرج على الحكم المصري
وتظهر معارضتها له جهرا ،حتي لنراه يبدا مذكراته المتعلقة بحروبه وفتوحاته
بقوله:"ابتداء من يرزا(شمال اليهودية قرب شاطىء فلسطين) وحتى مستنقعات
الارض(الفرات) خرجوا عن سلطاني وشقوا عصا الطاعة على" والظاهر ان القطاع
الجنوبي من فلسطين بما فيه غزة وشاروهين ظل مواليا للحكم المصري ،كما يظهر
ان الساحل الفينيقي لم يشترك ضد الحكم المصري.
فتعد موقعة "مجدو" التي قابل فيها "تحتمس الثالث" جيوش الحلف السوري بامرة حاكم"قادشط اول معركة حربية في تاريخ العالم القديم قد بقي عنها تفصيلات تذكر
وهذه الموقعة مكونة من اكثر من 7 حملات .
ما قد تم تسجيل عليه هذه الموقعة"مجدو" :-
نحن نعرف تفاصيل الحملة الاولى مما
جاء على جدران معبد الكرنك لان "تحتمس الثالث" كان يصطحب معه في حملاته
كتابا مؤرخا يؤرخ كل ما يحدث ،ونرى في ذلك اول اتجاه او بعبارة اخرى اول
تقليد لعمل تقارير حربية منفصلة تستطيع ان تقاربها بتقارير المعارك الحربية
الحديثة وكان الاصل مكتوبا على ملفات البردي ونقلوا بعض مقتطفات منها على
جدران معبد الكرنك
وقد كانت تحفظ نسخ من هذه اليوميات
التي ام "تحتمس الثالث" بان تنقش مقتطفات عن اول انتصار له في بلاد اسيا
،وهو ذلك الفوز العظيم الذي احرزه في موقعة "مجدو" وما وصلنا من تفصيل هذه
الموقعة يعتبر اوسع تفصيل عرفناه من غوزاته في هذه الاصقاع .وبهذه
المعلومات اصبح في مقدورنا ان نتتبع بوضوح سير الحملة بصورة جلية اكثر مما
كان ينتظر في مجدو.
طريق جيس تحتمس الى "مجدو":-
قد قام "تحتمس الثالث" بتنفيذ خطته
التي رسمها لنفسه من بادىء الامر ،فقد سار بجيشه من قلعة"سيله" (وهي
القنطرةالحالية) في اليوم الخامس والعشرين من الشهر الرابع من فصل الشتاء
في السنة الثانية والعشرين من حكمه.وهذا التاريخ على حسب قول الدكتور "نلسن" يوافق 19 ابريل سنة 1479 ق.م.
في غزة:-
وقد اخترق الصحراء التي تقع علىالحدود
الشرقية والحدود الجنوبية لفلطسين فوصل "غزة" بعد مسيرة عشرة ايام قطع
فيها نحو مائة وخمسة وعشرين ميلا وكان قد حط رحاله فيها في اليوم الرابع من
الشهر الاول من فصل الصيف في السنة الثانية والعشرين من حكمه ،مما يدل على
ان الجيش كان يقطع في سيره يوميا نحو اثني عشر ميلا ونصف ميل وهى سرعة
حسنة في بقاع معظن طريقها صحراوية قاحلة لا زرع فيها ولا ضرع ،وبخاصة اذا
عرفنا ان عددا عظيما من جيشه كانوا مشاة ،ولم يمكث "تحتمس " في بلدة "غزة"
الا سواد ليله (3)وكانت غزة تعرف من قبل السوريون باسم"مح-ان-با-حقا" .
الجيش يعسكر في بلدة "يحم":-
في السنة الثالثة من سنوات الحكم
،الشهر الاول من فصل"شمو" اليوم السادس عشر وصلوا الى ميدنة"يحم" والظاهر
ان الجيش قد ضرب خيامه فيها بضعة ايام استطاع في خلالها "تحتمس" ان يطلق
عيونه ليقفوا على مواقع العدو ومكامنه.وفي اليوم السادس عشر من ان يطلق
عيونه لقفوا على مواقع العدو ومكامنه.
مجلس الحرب:-
وفي اليوم السادس عشر من نفس الشهر
عقد الفرعون مجلسه الحربي ليتشاور مع ضباطه في أحسن الطرق التي يجب ان
يقتحمها الجيش الى "مجدو"(وقد عقد القائد الشاب "تحتمس " مجلس حربي وجمع
اعضاء مجلس الحرب ليستشير في في افضل الطرق واكثرها امنا للوصول الى "مجدو"
في اقصر وقت دون ان يتكبد خسائر كبيرة او يتعرض لمفاجئة ..وقال لهم:" ان
العدو الخسيس في قادش قد دخل الى مجدو،وهو هناك في هذه اللحظة وقد استطاع
ان يضم اليه امراء الاراضي الموالين لمصر حتى نهارين/ من سوريين بخيلهم
وجندهم،وانهم يحاربون في "مجدو" فماذا ترون؟
وقد خير "تحتمس "اعضاء مجلس الحرب بين
طريقين ،الاول: يعبر الحافة الى المدينة والثاني يدور حول الشمال الغربي
عبر احدى المدن هناك وينتهي في السهل عند شمال مجدو،او يتجه جنوبا الى
ناحية الشرق نحو مدينة اخرى ثم يعود فينحرف الى الشمال الغربي حيث يمر
الطريق بالحافة فيدخل من الجنوب الشرقي.
وراي المتسشارون ان في الطريق الاول
"الممر الجبلي "محفوف بالمخاطر حيث يمكن القضاء بسهولة على مقدمة الجيش
ومؤخرته،وفضلوا اجتياز الطريق الثاني الاسهل والاكثر امنا ،غير ان "تحتمس
الثالث" بثاقب نظره وبرؤيته العسكرية المتميزة راى ان يسلك الطريق الاول
الاصعب على اعتبار ان العدو لن يتوقع اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق بل
يستبعد حدوثه تمام لانه كان يعني افناء الجيش المصري باكمله،وكان "تحتمس
الثالث" محقا فيما راى اذ كانت قوات اعلدو قد تمركزت بالفعل عند الطريق
الثاني معتقده ان الجيش المصري سوف يسلك هذه الطريق. الجيش في "عرونا" :-
في العام الثالث والعشرين من سنوات
الحكم في الشهر اولال من فصل "شمو" اليوم التاسع عشر وبعد اجتماع امتد طوال
الليل في خيمة من "له الحياة-والصحة-والقوة" تم الوصول الى مدينة "عارونه"
سينطلق جلالتى صوب الشمال في (حماية) "امون-رع" ب عرشي القطرين ،الذي
سيفتح امامي الدروب بينما سيثبت "رع-حور-اختي" قلب جيشه الظافر ويقوي
والده"امون" ساعدي" .
عندئذ خرج جلالته على راس جيشه الذي
يضم العديد من الفرق فلم يلق عدوا واحدا في هذه اللحظة كان جناح جيشه
الجنوبي عند بلدة "تاعا-نا-كا" في حين كان جناحه الشمالي عند الجانب
الجنوبي من وادى "كينا" وحشد جلالته جيشه على طريق.."ارفعوا اليه التفريظ
والتهليل ،كرموا مجد جلالته ،لان ساعده اكثر باسا من ساعد أي اله "
بيد انه في حين كانت مؤخرة جيش جلالته
لا تزال في "عارونة" كانت طليعته قد وصلت الى وادي"كينا" بل وكان الجنود
قد شغلوا غور الوادي وقالوا انذاك في حضرة جلالته "انظروا لقد خرج جلالته
هذه المره ،وليت سيدنا يحمي من اجلنا مؤخرتنا برجاله،حتى تتمكن من اللحاق
بنا ،قادمة من الخلف ،بينما سنخوض المعركة ضد هؤلاء الاجانب ،وهكذا سوف لن
ننشغل بؤخرات جيشنا."
عنئذ توقف جلالته في الخارج ..لتامين
الحماية لمؤخرة المظفر ،وعندما وصل جلالته الى الجنوب من"مجدو" على ضفاف
ترعة"كينا" كانت الساعة السابعة تميل في النهار.
ليلة عشية المعركة:-
عندئذ نصبت هناك خيام معسكر جلالته وصدرت للجيش باسره اوامر تقول:
"استعدوا !اشحذوا سلاحكمّ! لاننا سوف
نتقدم لمحاربة هذا العدو الخسيس ،عند الفجر وفي خيمة من"له الحياة والصحة
والقوة" يستريح الملك وتم تدبير احتياجات الرساء،وقدمت الحصص الغذائية الى
التابعين ،وانتشر حراس الليل وهم يقولون:"فليكن قلب(كم) ثابتا،فليكن
قلب(كم) ثلبتا ،تيقظوا ـتيقظوا!ّ"
ومع ذلك ،ظل القوم ساهرين في خيمة من "له الحياة والصحة والقوة" وحضر من قال لجلالته"الصحراء هادئة ،وايضا مشاة الجنوب والشمال" .
الجيش يهاجم الاعداء ويهزمهم:-
في السنة الثالثة والعشرين من سنوات
الحكم،في الشهر اولال من فصل "شمو" في اليوم الحادي والعشرين ،ويصادف
بالتحديد عيد غزة الهلال،نهض الملك مع بزوغ الفجر.
صدرت الاوامر ان يتنشر الجش باسره
..ويتقدم جلالته فوق مركبتيه (المصنوعة )من الالكتروم وقد ازدان بعدة
الحرب،مثل "حورس" ذي السعد الشديد القدرة مثل "مونتو" الطيبى في حين كان
والده امون يقوي ساعديه لقد وصل الجناح الجنوبي للجيش الى الت (الواقع) الى
جنوب ترعة "كينا" في حين يوجد الجناح الشمالي الغربي من "مجو" وجلالته في
الوسط ،حيث يؤمن "امون "الحماية السحرية لجسده،وفي وسط المعركة تسري
قوة"ست" في جسده.
عندئذ ،اخضع جلالته الاعداء وهو على
راس جيشه ،عندما راى هؤلاء ان جلالته قد اخذ يشدد قبضته عليهم ،فولوا
الادبار شطر"مجدو" مترنحين وهم يسقطون على ام راسهم ووجهوههم قد علاها
الفزع ،لقد تركوا احيانا ملابسهم تسقط ليرفعهم القوم(على نحو اسرع) الى
اعلى سوار المدينة.واها!لو ان جيش جلالته لم يتكالب على اعمال النهب لتم له
الاستيلاء على "مجدو" في الحال! وهكذا رفع بسرعة العدو الخسيس في قادش
والعدو الخسيس في هذه المدينة لادخالهم المدينة،لان الرهبة التى يثريها
جلالته قد نفذت الى اجسادهم وباتت سواعدهم بلا قوة فلقد استولى الصل عليهم.
ثم نهب (جنود جلالته) المركبات
الذهبية والفضية بعد ان اصبحت مغنمهم ،وقتلوا من كانوا يغطون الارض مثل
الاسماك المحصورة في مكان مغلق،واحصى جيش جلالته المظفر ممتلكات الاعداء
،كما نهبت ايضا الخيمة المحلاة بالفضة لهذا العدو الخسيس ..والجيش باسره
كان يطلق صيحات الفرح واكثروا من التسبيح والتهليل لامون،بسبب النصر الذي
وهبه لابنه،في ذلك اليوم ،وقدم الجنود التحية لجلالته مع الاشادة بشدة
باسه،وقدموا له الغنائم التي عادوا بها :الايدى واسرى احياء وجياد ومركبات
من ذهب وفضة واشياء من نوعية جديدة.
حصار الحصن واستسلامه:-
اصدر جلالته الاوامر الى جيشه قائلا:
"استولوا على المدينة ببراعة !استولوا على المدينة ببراعة !ايا جنودي
المظفرين ،انظروا لقد تجمعت جميع البلدان الاجنبية في هذه المدينة ،حسبما
امر به"رع" في هذا اليوم ،بحيث ان جميع زعماء بلاد الشمال محتجزون داخل هذا
الموقع فالاستيلاء على "مجدو" يعنى اذن الاستيلاء على الف مدينة،استولوا
على المدينة ببسالة استولوا على المدينة ببسالة ..الى رؤساء
الفرق..فليصدروا اوامرهم الى رجالهم وليتيحوا لكل فرد ان يتعرف على موقعه .
وقاموا بقياس ابعاد المدينة التى طوقت
بخندق واحيطت باشجار غضة من مختلف انواع العطور الطيبة وكان صاحب الجلالة
شخصيا يقيم في موقع محصن شرقي المدينة ،يراقبها ليل ونهار (موقع) يحيط به
سور شيده نفسه والذي يسمى "من-خبر-رع-هو الذي حاصر الاسيويين" ووضع رجال
لحراسة خيمة جلالته وقيل لهم:"فليكن قلبكم ثابتا ،تيقظوا ! ولم يسمح لاى
منهم بالخروج الى الخارج ،خلف هذا السور الا للحصاد عند بااب موقعهم المحصن
.
ان كل ما فعله جلالته ضد هذه المدينة
،ضد هذا العدو الخسيس وجيشة الخسيس قد جرى تخليده ،حسب اليوم وحسب اسم
العمل واسم المحله واسم رؤساء الفرق ..ان امورا عديدة جديرة بان تخلد على
سطح هذه اللوحة الحجرية عن طريق الكتابة كما انها دونت على لفافة من الجلد
ووضعت في معد "امون"ذلك اليوم ،عنئذ حضر زعماء ارض"رتنو" على بطونهم
،لينحنوا بسبب مجد جلالته ،ملتمسين النسمة لانوفهم ،بسبب عظمة قوته،ولان
هيبة امون كانت قد علت على شتى البلدان الاجنبية .
وجميع الزعماء الذين قد شدهم مجد
جلالته كانوا محملين بكل انواع الجزية من فضة وذهب ولازورد وفيروز،ويحملون
ايضا الحبوب والنبيذ والثيران وماشية الصحراء لجيش جلالته ،وفريق واحد منهم
كان يحمل جزية الجنوب.
حينئذ نصب جلالته من جديد الزعماء لكل مدينة..
الغنائم:-
الواقع ان قائمة الغنائم التى غنمها"
تحتمس الثالث" فيهذه الموقعة كما جاء ذكرها في نقوش الكرنك التى تكشف لنا
عن ثورة هذه البلاد المفتوحة وما كان يتمتع به امراء سوريا من نعين العيش
والابهة .هذا فضلا على انها تعطينا فكرة عن مقدرا ما كانت عليه تلك
الولايات من التقدم في الصناعات والحرف وفنون الحياة مما لم يكن في الحسبان
.
استولى على 340 اسير حيا،83 يدا،
24010 فرسا، 191 مهرا ،6 جياد ..مركبة واحدة مغشاة بالذهب كان يملكها امير
"مجدو" ، 892 مركبة كانت ملك جيشه.
اما عن اسلاب الحيوانات :-
استولى على 385 و 1929 من الحيوانات الكبيرة والفين من الحيوانات الصغيرة وعشرين الف وخمسائة ن حيوانات بيضاء صغيرة .
ثم استولى فيما بعد من امير قادش على عنائم اخري:-
قد استولى على نساء عذا العدو الخسيس
والامراء الذين كانوا ف صحبته:87 فردا و5 تابعين لهم و1796 خادمة وخادما
الى اجانب ابنائهم و 103 من غير المحاربين ،كانوا قد هجروا هذا العدو بسبب
الجوع .
وقد استولى ايضا اوانى وقصاع واطباق واوعية للشرب وجرار وسكاكين وتمثايل ومحفات مقاعد وموائد والكثير من الملابس .
نتائج الحملة :-
هكذا نجحت الحملة في ان تكون ذات اثر
من ناحية استرجاع شمال فلسطين وتدعين النفوذ المصري في اسيا الغربية ،وعاد
تحتمس بعد ان اقام العديد من الحصون بها ما استولى عليه من مدائن وحتى
يستطيع ان يضمن سلامة الطريق الذي شقه في لبنان .
وقد انشا روابط اجتماعية وثقافية هى
افضل من السلاح وادعى لاخضاع النفوس ،وطلب الى رؤساء القبائل والامراء ان
يبعثوا بابنائهم الى مصر لينشاوا نشاة مصرية ويمارسوا الحياة المصرية في القصور الملكية في مكان اسماه "قلعة في طيبة"حتى يشبوا على حب مصر والولاء لها والتفاني في خدمتها .
وهكذا استن تحتمس سنة جديدة كان من
اثرها تنشئة جيل يشب على طاعة مصر ويكبر على الولاء لها ،سنر منه في عهد
العمارنه امثال "ربعدي في بيبلوس" وع"بد خيبا في القدس " .وعاد "تحتمس" من
حملته الاولى اقيمت الاحتفالات في طيبة وقدمت الغنائم الى الاله "امون" .
وقد سجلت اخبار هذه الانتصارات
في"مجدو" على جدران معابد الكرنك لتصبح بمثابة سجل واف ،يحكي تفاصيل اخبار
هذه المعركة التي اصبحت علامة بارزة في تاريخ العسكرية في مصر القديمة
،وظلت حملات "تحتمس الثالث" تتجه الى اسيا والنوبة وحدود مصر الغربية
لتاديب كل من يفكر في الخروج على الحكم المصري .
تول تحوتمس
الثالث عرش البلاد والشعوب الخاضعة لمصر قد بدات تخرج على الحكم المصري
وتظهر معارضتها له جهرا ،حتي لنراه يبدا مذكراته المتعلقة بحروبه وفتوحاته
بقوله:"ابتداء من يرزا(شمال اليهودية قرب شاطىء فلسطين) وحتى مستنقعات
الارض(الفرات) خرجوا عن سلطاني وشقوا عصا الطاعة على" والظاهر ان القطاع
الجنوبي من فلسطين بما فيه غزة وشاروهين ظل مواليا للحكم المصري ،كما يظهر
ان الساحل الفينيقي لم يشترك ضد الحكم المصري.
فتعد موقعة "مجدو" التي قابل فيها "تحتمس الثالث" جيوش الحلف السوري بامرة حاكم"قادشط اول معركة حربية في تاريخ العالم القديم قد بقي عنها تفصيلات تذكر
وهذه الموقعة مكونة من اكثر من 7 حملات .
ما قد تم تسجيل عليه هذه الموقعة"مجدو" :-
نحن نعرف تفاصيل الحملة الاولى مما
جاء على جدران معبد الكرنك لان "تحتمس الثالث" كان يصطحب معه في حملاته
كتابا مؤرخا يؤرخ كل ما يحدث ،ونرى في ذلك اول اتجاه او بعبارة اخرى اول
تقليد لعمل تقارير حربية منفصلة تستطيع ان تقاربها بتقارير المعارك الحربية
الحديثة وكان الاصل مكتوبا على ملفات البردي ونقلوا بعض مقتطفات منها على
جدران معبد الكرنك
وقد كانت تحفظ نسخ من هذه اليوميات
التي ام "تحتمس الثالث" بان تنقش مقتطفات عن اول انتصار له في بلاد اسيا
،وهو ذلك الفوز العظيم الذي احرزه في موقعة "مجدو" وما وصلنا من تفصيل هذه
الموقعة يعتبر اوسع تفصيل عرفناه من غوزاته في هذه الاصقاع .وبهذه
المعلومات اصبح في مقدورنا ان نتتبع بوضوح سير الحملة بصورة جلية اكثر مما
كان ينتظر في مجدو.
طريق جيس تحتمس الى "مجدو":-
قد قام "تحتمس الثالث" بتنفيذ خطته
التي رسمها لنفسه من بادىء الامر ،فقد سار بجيشه من قلعة"سيله" (وهي
القنطرةالحالية) في اليوم الخامس والعشرين من الشهر الرابع من فصل الشتاء
في السنة الثانية والعشرين من حكمه.وهذا التاريخ على حسب قول الدكتور "نلسن" يوافق 19 ابريل سنة 1479 ق.م.
في غزة:-
وقد اخترق الصحراء التي تقع علىالحدود
الشرقية والحدود الجنوبية لفلطسين فوصل "غزة" بعد مسيرة عشرة ايام قطع
فيها نحو مائة وخمسة وعشرين ميلا وكان قد حط رحاله فيها في اليوم الرابع من
الشهر الاول من فصل الصيف في السنة الثانية والعشرين من حكمه ،مما يدل على
ان الجيش كان يقطع في سيره يوميا نحو اثني عشر ميلا ونصف ميل وهى سرعة
حسنة في بقاع معظن طريقها صحراوية قاحلة لا زرع فيها ولا ضرع ،وبخاصة اذا
عرفنا ان عددا عظيما من جيشه كانوا مشاة ،ولم يمكث "تحتمس " في بلدة "غزة"
الا سواد ليله (3)وكانت غزة تعرف من قبل السوريون باسم"مح-ان-با-حقا" .
الجيش يعسكر في بلدة "يحم":-
في السنة الثالثة من سنوات الحكم
،الشهر الاول من فصل"شمو" اليوم السادس عشر وصلوا الى ميدنة"يحم" والظاهر
ان الجيش قد ضرب خيامه فيها بضعة ايام استطاع في خلالها "تحتمس" ان يطلق
عيونه ليقفوا على مواقع العدو ومكامنه.وفي اليوم السادس عشر من ان يطلق
عيونه لقفوا على مواقع العدو ومكامنه.
مجلس الحرب:-
وفي اليوم السادس عشر من نفس الشهر
عقد الفرعون مجلسه الحربي ليتشاور مع ضباطه في أحسن الطرق التي يجب ان
يقتحمها الجيش الى "مجدو"(وقد عقد القائد الشاب "تحتمس " مجلس حربي وجمع
اعضاء مجلس الحرب ليستشير في في افضل الطرق واكثرها امنا للوصول الى "مجدو"
في اقصر وقت دون ان يتكبد خسائر كبيرة او يتعرض لمفاجئة ..وقال لهم:" ان
العدو الخسيس في قادش قد دخل الى مجدو،وهو هناك في هذه اللحظة وقد استطاع
ان يضم اليه امراء الاراضي الموالين لمصر حتى نهارين/ من سوريين بخيلهم
وجندهم،وانهم يحاربون في "مجدو" فماذا ترون؟
وقد خير "تحتمس "اعضاء مجلس الحرب بين
طريقين ،الاول: يعبر الحافة الى المدينة والثاني يدور حول الشمال الغربي
عبر احدى المدن هناك وينتهي في السهل عند شمال مجدو،او يتجه جنوبا الى
ناحية الشرق نحو مدينة اخرى ثم يعود فينحرف الى الشمال الغربي حيث يمر
الطريق بالحافة فيدخل من الجنوب الشرقي.
وراي المتسشارون ان في الطريق الاول
"الممر الجبلي "محفوف بالمخاطر حيث يمكن القضاء بسهولة على مقدمة الجيش
ومؤخرته،وفضلوا اجتياز الطريق الثاني الاسهل والاكثر امنا ،غير ان "تحتمس
الثالث" بثاقب نظره وبرؤيته العسكرية المتميزة راى ان يسلك الطريق الاول
الاصعب على اعتبار ان العدو لن يتوقع اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق بل
يستبعد حدوثه تمام لانه كان يعني افناء الجيش المصري باكمله،وكان "تحتمس
الثالث" محقا فيما راى اذ كانت قوات اعلدو قد تمركزت بالفعل عند الطريق
الثاني معتقده ان الجيش المصري سوف يسلك هذه الطريق. الجيش في "عرونا" :-
في العام الثالث والعشرين من سنوات
الحكم في الشهر اولال من فصل "شمو" اليوم التاسع عشر وبعد اجتماع امتد طوال
الليل في خيمة من "له الحياة-والصحة-والقوة" تم الوصول الى مدينة "عارونه"
سينطلق جلالتى صوب الشمال في (حماية) "امون-رع" ب عرشي القطرين ،الذي
سيفتح امامي الدروب بينما سيثبت "رع-حور-اختي" قلب جيشه الظافر ويقوي
والده"امون" ساعدي" .
عندئذ خرج جلالته على راس جيشه الذي
يضم العديد من الفرق فلم يلق عدوا واحدا في هذه اللحظة كان جناح جيشه
الجنوبي عند بلدة "تاعا-نا-كا" في حين كان جناحه الشمالي عند الجانب
الجنوبي من وادى "كينا" وحشد جلالته جيشه على طريق.."ارفعوا اليه التفريظ
والتهليل ،كرموا مجد جلالته ،لان ساعده اكثر باسا من ساعد أي اله "
بيد انه في حين كانت مؤخرة جيش جلالته
لا تزال في "عارونة" كانت طليعته قد وصلت الى وادي"كينا" بل وكان الجنود
قد شغلوا غور الوادي وقالوا انذاك في حضرة جلالته "انظروا لقد خرج جلالته
هذه المره ،وليت سيدنا يحمي من اجلنا مؤخرتنا برجاله،حتى تتمكن من اللحاق
بنا ،قادمة من الخلف ،بينما سنخوض المعركة ضد هؤلاء الاجانب ،وهكذا سوف لن
ننشغل بؤخرات جيشنا."
عنئذ توقف جلالته في الخارج ..لتامين
الحماية لمؤخرة المظفر ،وعندما وصل جلالته الى الجنوب من"مجدو" على ضفاف
ترعة"كينا" كانت الساعة السابعة تميل في النهار.
ليلة عشية المعركة:-
عندئذ نصبت هناك خيام معسكر جلالته وصدرت للجيش باسره اوامر تقول:
"استعدوا !اشحذوا سلاحكمّ! لاننا سوف
نتقدم لمحاربة هذا العدو الخسيس ،عند الفجر وفي خيمة من"له الحياة والصحة
والقوة" يستريح الملك وتم تدبير احتياجات الرساء،وقدمت الحصص الغذائية الى
التابعين ،وانتشر حراس الليل وهم يقولون:"فليكن قلب(كم) ثابتا،فليكن
قلب(كم) ثلبتا ،تيقظوا ـتيقظوا!ّ"
ومع ذلك ،ظل القوم ساهرين في خيمة من "له الحياة والصحة والقوة" وحضر من قال لجلالته"الصحراء هادئة ،وايضا مشاة الجنوب والشمال" .
الجيش يهاجم الاعداء ويهزمهم:-
في السنة الثالثة والعشرين من سنوات
الحكم،في الشهر اولال من فصل "شمو" في اليوم الحادي والعشرين ،ويصادف
بالتحديد عيد غزة الهلال،نهض الملك مع بزوغ الفجر.
صدرت الاوامر ان يتنشر الجش باسره
..ويتقدم جلالته فوق مركبتيه (المصنوعة )من الالكتروم وقد ازدان بعدة
الحرب،مثل "حورس" ذي السعد الشديد القدرة مثل "مونتو" الطيبى في حين كان
والده امون يقوي ساعديه لقد وصل الجناح الجنوبي للجيش الى الت (الواقع) الى
جنوب ترعة "كينا" في حين يوجد الجناح الشمالي الغربي من "مجو" وجلالته في
الوسط ،حيث يؤمن "امون "الحماية السحرية لجسده،وفي وسط المعركة تسري
قوة"ست" في جسده.
عندئذ ،اخضع جلالته الاعداء وهو على
راس جيشه ،عندما راى هؤلاء ان جلالته قد اخذ يشدد قبضته عليهم ،فولوا
الادبار شطر"مجدو" مترنحين وهم يسقطون على ام راسهم ووجهوههم قد علاها
الفزع ،لقد تركوا احيانا ملابسهم تسقط ليرفعهم القوم(على نحو اسرع) الى
اعلى سوار المدينة.واها!لو ان جيش جلالته لم يتكالب على اعمال النهب لتم له
الاستيلاء على "مجدو" في الحال! وهكذا رفع بسرعة العدو الخسيس في قادش
والعدو الخسيس في هذه المدينة لادخالهم المدينة،لان الرهبة التى يثريها
جلالته قد نفذت الى اجسادهم وباتت سواعدهم بلا قوة فلقد استولى الصل عليهم.
ثم نهب (جنود جلالته) المركبات
الذهبية والفضية بعد ان اصبحت مغنمهم ،وقتلوا من كانوا يغطون الارض مثل
الاسماك المحصورة في مكان مغلق،واحصى جيش جلالته المظفر ممتلكات الاعداء
،كما نهبت ايضا الخيمة المحلاة بالفضة لهذا العدو الخسيس ..والجيش باسره
كان يطلق صيحات الفرح واكثروا من التسبيح والتهليل لامون،بسبب النصر الذي
وهبه لابنه،في ذلك اليوم ،وقدم الجنود التحية لجلالته مع الاشادة بشدة
باسه،وقدموا له الغنائم التي عادوا بها :الايدى واسرى احياء وجياد ومركبات
من ذهب وفضة واشياء من نوعية جديدة.
حصار الحصن واستسلامه:-
اصدر جلالته الاوامر الى جيشه قائلا:
"استولوا على المدينة ببراعة !استولوا على المدينة ببراعة !ايا جنودي
المظفرين ،انظروا لقد تجمعت جميع البلدان الاجنبية في هذه المدينة ،حسبما
امر به"رع" في هذا اليوم ،بحيث ان جميع زعماء بلاد الشمال محتجزون داخل هذا
الموقع فالاستيلاء على "مجدو" يعنى اذن الاستيلاء على الف مدينة،استولوا
على المدينة ببسالة استولوا على المدينة ببسالة ..الى رؤساء
الفرق..فليصدروا اوامرهم الى رجالهم وليتيحوا لكل فرد ان يتعرف على موقعه .
وقاموا بقياس ابعاد المدينة التى طوقت
بخندق واحيطت باشجار غضة من مختلف انواع العطور الطيبة وكان صاحب الجلالة
شخصيا يقيم في موقع محصن شرقي المدينة ،يراقبها ليل ونهار (موقع) يحيط به
سور شيده نفسه والذي يسمى "من-خبر-رع-هو الذي حاصر الاسيويين" ووضع رجال
لحراسة خيمة جلالته وقيل لهم:"فليكن قلبكم ثابتا ،تيقظوا ! ولم يسمح لاى
منهم بالخروج الى الخارج ،خلف هذا السور الا للحصاد عند بااب موقعهم المحصن
.
ان كل ما فعله جلالته ضد هذه المدينة
،ضد هذا العدو الخسيس وجيشة الخسيس قد جرى تخليده ،حسب اليوم وحسب اسم
العمل واسم المحله واسم رؤساء الفرق ..ان امورا عديدة جديرة بان تخلد على
سطح هذه اللوحة الحجرية عن طريق الكتابة كما انها دونت على لفافة من الجلد
ووضعت في معد "امون"ذلك اليوم ،عنئذ حضر زعماء ارض"رتنو" على بطونهم
،لينحنوا بسبب مجد جلالته ،ملتمسين النسمة لانوفهم ،بسبب عظمة قوته،ولان
هيبة امون كانت قد علت على شتى البلدان الاجنبية .
وجميع الزعماء الذين قد شدهم مجد
جلالته كانوا محملين بكل انواع الجزية من فضة وذهب ولازورد وفيروز،ويحملون
ايضا الحبوب والنبيذ والثيران وماشية الصحراء لجيش جلالته ،وفريق واحد منهم
كان يحمل جزية الجنوب.
حينئذ نصب جلالته من جديد الزعماء لكل مدينة..
الغنائم:-
الواقع ان قائمة الغنائم التى غنمها"
تحتمس الثالث" فيهذه الموقعة كما جاء ذكرها في نقوش الكرنك التى تكشف لنا
عن ثورة هذه البلاد المفتوحة وما كان يتمتع به امراء سوريا من نعين العيش
والابهة .هذا فضلا على انها تعطينا فكرة عن مقدرا ما كانت عليه تلك
الولايات من التقدم في الصناعات والحرف وفنون الحياة مما لم يكن في الحسبان
.
استولى على 340 اسير حيا،83 يدا،
24010 فرسا، 191 مهرا ،6 جياد ..مركبة واحدة مغشاة بالذهب كان يملكها امير
"مجدو" ، 892 مركبة كانت ملك جيشه.
اما عن اسلاب الحيوانات :-
استولى على 385 و 1929 من الحيوانات الكبيرة والفين من الحيوانات الصغيرة وعشرين الف وخمسائة ن حيوانات بيضاء صغيرة .
ثم استولى فيما بعد من امير قادش على عنائم اخري:-
قد استولى على نساء عذا العدو الخسيس
والامراء الذين كانوا ف صحبته:87 فردا و5 تابعين لهم و1796 خادمة وخادما
الى اجانب ابنائهم و 103 من غير المحاربين ،كانوا قد هجروا هذا العدو بسبب
الجوع .
وقد استولى ايضا اوانى وقصاع واطباق واوعية للشرب وجرار وسكاكين وتمثايل ومحفات مقاعد وموائد والكثير من الملابس .
نتائج الحملة :-
هكذا نجحت الحملة في ان تكون ذات اثر
من ناحية استرجاع شمال فلسطين وتدعين النفوذ المصري في اسيا الغربية ،وعاد
تحتمس بعد ان اقام العديد من الحصون بها ما استولى عليه من مدائن وحتى
يستطيع ان يضمن سلامة الطريق الذي شقه في لبنان .
وقد انشا روابط اجتماعية وثقافية هى
افضل من السلاح وادعى لاخضاع النفوس ،وطلب الى رؤساء القبائل والامراء ان
يبعثوا بابنائهم الى مصر لينشاوا نشاة مصرية ويمارسوا الحياة المصرية في القصور الملكية في مكان اسماه "قلعة في طيبة"حتى يشبوا على حب مصر والولاء لها والتفاني في خدمتها .
وهكذا استن تحتمس سنة جديدة كان من
اثرها تنشئة جيل يشب على طاعة مصر ويكبر على الولاء لها ،سنر منه في عهد
العمارنه امثال "ربعدي في بيبلوس" وع"بد خيبا في القدس " .وعاد "تحتمس" من
حملته الاولى اقيمت الاحتفالات في طيبة وقدمت الغنائم الى الاله "امون" .
وقد سجلت اخبار هذه الانتصارات
في"مجدو" على جدران معابد الكرنك لتصبح بمثابة سجل واف ،يحكي تفاصيل اخبار
هذه المعركة التي اصبحت علامة بارزة في تاريخ العسكرية في مصر القديمة
،وظلت حملات "تحتمس الثالث" تتجه الى اسيا والنوبة وحدود مصر الغربية
لتاديب كل من يفكر في الخروج على الحكم المصري .
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ