تعديل السنة القمرية وجعلها سنة شمسية :
ولكن
سرعان ما أضطر المصريون إلى اختيار السنة الشمسية وذلك حين وجدوا أنه من
الصعب وضع سنة قمرية ثابتة توافق ما للسنة الزراعية من ثبات ، وهو ارتباطها
بالنيل ونظام فيضانه ، ومن ثمة كانت السنة الزراعية مرتبطة بالشمس
ارتباطاً وثيقاً وقد قضوا وقتاً طويلاً يحاولون فيه أن يحددوا مدة السنة
الشمسية ، ولم يصلوا إلى هذا التحديد إلا تدريجياً وبفضل بحوث نُسبت إلى
الإله المصري توت الذي لاحظ أن التقسيم إلى أسبوع يعوزه بعض الدقة وأن
الاثني عشر شهراً هلالية ، وإن تكن لابد أن تشمل فيضاناً فإنها تنقص أحد
عشر يوماً فلم يسعه إلا البحث عن ضابط ثابت يجعل تواقيتهم الزراعية لا
تختلف من سنة إلى أخرى ، وقد رأي أن أحد نجوم الشعري اليمانية وأسطعها ،
وقد أطلق عليه اسم البراق ، هو من الكواكب الثابتة يظهر مع الشمس عند
شروقها وغروبها فى ابتداء زمن فيضان النيل ، فلم ير بدأ من جعل ذلك الزمن
بدء السنة المصرية
الشمسية ، وجعل لكل شهر من شهور السنة الأولي الشمسية الإثنى عشر ثلاثين
يوماً ، وأضاف إليها خمسة أيام تكميلية لتتم عدة السنة خمسة وستين
وثلاثمائة يوم ، وهي العدة التي لاحظها فى دورة السنة الشمسية ، وأطلق علي
هذه الإضافة اسم أيام النسئ وكذلك تحدد مبدأ السنة الشمسية الأولي باليوم
الأول للفيضان والذي يظهر فيه النجم البراق عند خط عرض 30ْ الذي يقطع الوجه
البحري ، وقد حفظ المصريون للإله توت هذه اليد التي أسداها إليهم فأطلقوا
اسمه على الشهر الأول من السنة ، كما أنهم دعوا النجم البراق نجم الآلهة
إيزيس.
وأصبحت
السنة الشمسية بعد ذلك مقسمة إلى ثلاثة فصول : أولها الفصل الزراعي ويشمل
شهور توت وبابة وهاتور وكيهك , وثانيها فصل الحصاد ويتألف من طوبة وأمشير
وبرمهات وبرمودة , وثالثها فصل الفيضان ويتكون من بشنس وبؤنة وأبيب ومسري
وأيام النسئ ، ولذلك سُميت هذه السنة بالسنة الزراعية ، واعتمد عليها
الفلاح فى زراعة أرضه وتحرير عقود إنجازاته.
تعديل السنة الشمسية :
كانت
السنة الشمسية المكونة من خمسة وستين وثلاثمائة يواًم لا تمثل السنة
الفلكية تمام التمثيل , فبعد أربع سنوات من وضعها أشرق البراق أو نجم إيزيس
متأخراً يوماً واحداً ومنذ هذا الوقت استمر يتأخر يوماً كل أربع سنوات.
وهذا
التأخير وإن لم يكن ذا شأن فى حياة الفرد أو فى حياة المجتمع فإنه انتهى مع
تطاول الزمن إلى وجود تعارض بين فصول التقويم وفصول الزمن ، وأصبح التقسيم
إلى فصول وشهور تقسيماً لا قاعدة له .
ولكن
تأخير نجم إيزيس عن ميعاد ظهوره أثناء الـ 365 يوماً التي هي عدة السنة أخذ
يقل وأخذ ميعاده الأصلي الذي كان يوافق بدء السنة الشمسية . وقد لوحظ أن
كل 1461 سنة عدد أيامها 365 يوماً تعادل 1460 سنة إيزيسية عدد أيامها 365
وربع يوم .
وعلى ذلك
صحح المصريون سنتهم الشمسية وجعلوها سنة ايزيسية , وأضافوا مجموع الأرباع
اليومية فى آخر السنة الرابعة بحيث صارت أيام النسئ ستة أيام كل أربع سنوات
وأُطلق عليها اسم السنة الكبيسة وهي المألوفة فى مصر إلى يومنا هذا .
ويلاحظ فى الآثار
المصرية أنه فى عهد الأسرة الرابعة التي استوت على عرش مصر منذ نحو 2480
سنة ق . م كانت السنة الإيزيسية قائمة , ونري فى المقابر وفى القرابين التي
تُقدم للآلهة عيداً مزدوجاً لرأس السنة : عيد رأس السنة غير المحددة وعيد
رأس السنة الإيزيسية.
وتذكر
النصوص الموجودة فى الأهرام هذه السنة الأخيرة ونستنتج من ذلك أن وضع السنة
الإيزيسية يرجع إلى ما بعد أيام العصر الذهبي للإمبراطورية القديمةحدد
مبدأ السنة الفلكية الصحيحة وهي المعروفة بالسنة الإيزيسية فى إحدي السنين
التي اتفق أول يوم منها مع اليوم الأول من السنة غير المحددة , وهذا المبدأ
يوافق اليوم الأول من دورة فيضان النيل أي يوم 19 يولية من السنة
اليوليانية أو 15 يونية من الغريغورية . وحدث هذا التوافق على مر الزمن فى
عدة سنوات , وعلى أساس كثير من المصادر يكون أول افتتاح للسنة الإيزيسية أو
الفلكية المصححة قد حدث فى مصر سنة4241 ق . م . ومع ذلك لم تكن السنة
الإيزيسية سنة التقويم الشعبي كما لم تكن متّبعة ولا مذكورة إلا عند الكهنة
والعلماء .
ورغم كل
المحاولات التي بذلها أمراء مصر ومجهودات بطليموس الثالث افيرجيت وأغسطس
قيصر لم يقبل شعب مصر السنة التي تشمل 365 يوماً وربع إلا فى عصر المسيحية
إذ تمسك شعبها لذلك الحين بالسنة التي عدتها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما فقط
، وقد صدر قانون فى المملكة .. كما قال بعض المؤلفين .. يحدد عدد أيام
السنة , وقد جرت العادة علي أن يتعهد الأمراء للملك فى يوم تتويجه باحترام
هذا القانون لأن النظام الاقتصادي فى جميع المملكة كان معلقاً به.
ونلاحظ
أن المصريين قد بذلوا أعنف الجهد ليحتفظوا بمقياس هذه الدورة وأخذوا
يدونون بدقة متصلة مدي هذا المقياس ليصوبوا كل نقص يتضح وجوده فى علومهم
الفلكية .
إن روما
نفسها لم تستح من أن ترسل إلى مصر من ينقل علوم المصريين ، فقد نقل يوليوس
قيصر عن مصر إصلاح التقويم الذي يحمل اسمه ، وكان الفلكي سوسيجين الذي كلفه
يوليوس أن يقوم بهذا العمل من أهالي مدينة الإسكندرية , واستمد اصلاح
التقويم من الحسابات التي قام بها الرياضي أودوكس الذي تحقق منذ الجيل
الرابع قبل الميلاد بأن عدد أيام السنة تزيد عن 365 يوماً وليست لدينا
معلومات عن تاريخ الدراسات الفلكية فى هذا العهد .
وأخيراً فإن هذه الدراسات التي كان يحتفظ بها كهنة ممفيس لم تضع بانهيار الامبراطورية ، فقد تلقاها علماء
الإسكندرية وحافظوا عليها وقد كان لدراسات بطليموس من علماء الإسكندرية فى
القرن الثاني للميلاد شأن كبير بحيث أن العلوم الفلكية كانت تستند إليها
حتى القرن السادس عشر.
ولكن
سرعان ما أضطر المصريون إلى اختيار السنة الشمسية وذلك حين وجدوا أنه من
الصعب وضع سنة قمرية ثابتة توافق ما للسنة الزراعية من ثبات ، وهو ارتباطها
بالنيل ونظام فيضانه ، ومن ثمة كانت السنة الزراعية مرتبطة بالشمس
ارتباطاً وثيقاً وقد قضوا وقتاً طويلاً يحاولون فيه أن يحددوا مدة السنة
الشمسية ، ولم يصلوا إلى هذا التحديد إلا تدريجياً وبفضل بحوث نُسبت إلى
الإله المصري توت الذي لاحظ أن التقسيم إلى أسبوع يعوزه بعض الدقة وأن
الاثني عشر شهراً هلالية ، وإن تكن لابد أن تشمل فيضاناً فإنها تنقص أحد
عشر يوماً فلم يسعه إلا البحث عن ضابط ثابت يجعل تواقيتهم الزراعية لا
تختلف من سنة إلى أخرى ، وقد رأي أن أحد نجوم الشعري اليمانية وأسطعها ،
وقد أطلق عليه اسم البراق ، هو من الكواكب الثابتة يظهر مع الشمس عند
شروقها وغروبها فى ابتداء زمن فيضان النيل ، فلم ير بدأ من جعل ذلك الزمن
بدء السنة المصرية
الشمسية ، وجعل لكل شهر من شهور السنة الأولي الشمسية الإثنى عشر ثلاثين
يوماً ، وأضاف إليها خمسة أيام تكميلية لتتم عدة السنة خمسة وستين
وثلاثمائة يوم ، وهي العدة التي لاحظها فى دورة السنة الشمسية ، وأطلق علي
هذه الإضافة اسم أيام النسئ وكذلك تحدد مبدأ السنة الشمسية الأولي باليوم
الأول للفيضان والذي يظهر فيه النجم البراق عند خط عرض 30ْ الذي يقطع الوجه
البحري ، وقد حفظ المصريون للإله توت هذه اليد التي أسداها إليهم فأطلقوا
اسمه على الشهر الأول من السنة ، كما أنهم دعوا النجم البراق نجم الآلهة
إيزيس.
وأصبحت
السنة الشمسية بعد ذلك مقسمة إلى ثلاثة فصول : أولها الفصل الزراعي ويشمل
شهور توت وبابة وهاتور وكيهك , وثانيها فصل الحصاد ويتألف من طوبة وأمشير
وبرمهات وبرمودة , وثالثها فصل الفيضان ويتكون من بشنس وبؤنة وأبيب ومسري
وأيام النسئ ، ولذلك سُميت هذه السنة بالسنة الزراعية ، واعتمد عليها
الفلاح فى زراعة أرضه وتحرير عقود إنجازاته.
تعديل السنة الشمسية :
كانت
السنة الشمسية المكونة من خمسة وستين وثلاثمائة يواًم لا تمثل السنة
الفلكية تمام التمثيل , فبعد أربع سنوات من وضعها أشرق البراق أو نجم إيزيس
متأخراً يوماً واحداً ومنذ هذا الوقت استمر يتأخر يوماً كل أربع سنوات.
وهذا
التأخير وإن لم يكن ذا شأن فى حياة الفرد أو فى حياة المجتمع فإنه انتهى مع
تطاول الزمن إلى وجود تعارض بين فصول التقويم وفصول الزمن ، وأصبح التقسيم
إلى فصول وشهور تقسيماً لا قاعدة له .
ولكن
تأخير نجم إيزيس عن ميعاد ظهوره أثناء الـ 365 يوماً التي هي عدة السنة أخذ
يقل وأخذ ميعاده الأصلي الذي كان يوافق بدء السنة الشمسية . وقد لوحظ أن
كل 1461 سنة عدد أيامها 365 يوماً تعادل 1460 سنة إيزيسية عدد أيامها 365
وربع يوم .
وعلى ذلك
صحح المصريون سنتهم الشمسية وجعلوها سنة ايزيسية , وأضافوا مجموع الأرباع
اليومية فى آخر السنة الرابعة بحيث صارت أيام النسئ ستة أيام كل أربع سنوات
وأُطلق عليها اسم السنة الكبيسة وهي المألوفة فى مصر إلى يومنا هذا .
ويلاحظ فى الآثار
المصرية أنه فى عهد الأسرة الرابعة التي استوت على عرش مصر منذ نحو 2480
سنة ق . م كانت السنة الإيزيسية قائمة , ونري فى المقابر وفى القرابين التي
تُقدم للآلهة عيداً مزدوجاً لرأس السنة : عيد رأس السنة غير المحددة وعيد
رأس السنة الإيزيسية.
وتذكر
النصوص الموجودة فى الأهرام هذه السنة الأخيرة ونستنتج من ذلك أن وضع السنة
الإيزيسية يرجع إلى ما بعد أيام العصر الذهبي للإمبراطورية القديمةحدد
مبدأ السنة الفلكية الصحيحة وهي المعروفة بالسنة الإيزيسية فى إحدي السنين
التي اتفق أول يوم منها مع اليوم الأول من السنة غير المحددة , وهذا المبدأ
يوافق اليوم الأول من دورة فيضان النيل أي يوم 19 يولية من السنة
اليوليانية أو 15 يونية من الغريغورية . وحدث هذا التوافق على مر الزمن فى
عدة سنوات , وعلى أساس كثير من المصادر يكون أول افتتاح للسنة الإيزيسية أو
الفلكية المصححة قد حدث فى مصر سنة4241 ق . م . ومع ذلك لم تكن السنة
الإيزيسية سنة التقويم الشعبي كما لم تكن متّبعة ولا مذكورة إلا عند الكهنة
والعلماء .
ورغم كل
المحاولات التي بذلها أمراء مصر ومجهودات بطليموس الثالث افيرجيت وأغسطس
قيصر لم يقبل شعب مصر السنة التي تشمل 365 يوماً وربع إلا فى عصر المسيحية
إذ تمسك شعبها لذلك الحين بالسنة التي عدتها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما فقط
، وقد صدر قانون فى المملكة .. كما قال بعض المؤلفين .. يحدد عدد أيام
السنة , وقد جرت العادة علي أن يتعهد الأمراء للملك فى يوم تتويجه باحترام
هذا القانون لأن النظام الاقتصادي فى جميع المملكة كان معلقاً به.
ونلاحظ
أن المصريين قد بذلوا أعنف الجهد ليحتفظوا بمقياس هذه الدورة وأخذوا
يدونون بدقة متصلة مدي هذا المقياس ليصوبوا كل نقص يتضح وجوده فى علومهم
الفلكية .
إن روما
نفسها لم تستح من أن ترسل إلى مصر من ينقل علوم المصريين ، فقد نقل يوليوس
قيصر عن مصر إصلاح التقويم الذي يحمل اسمه ، وكان الفلكي سوسيجين الذي كلفه
يوليوس أن يقوم بهذا العمل من أهالي مدينة الإسكندرية , واستمد اصلاح
التقويم من الحسابات التي قام بها الرياضي أودوكس الذي تحقق منذ الجيل
الرابع قبل الميلاد بأن عدد أيام السنة تزيد عن 365 يوماً وليست لدينا
معلومات عن تاريخ الدراسات الفلكية فى هذا العهد .
وأخيراً فإن هذه الدراسات التي كان يحتفظ بها كهنة ممفيس لم تضع بانهيار الامبراطورية ، فقد تلقاها علماء
الإسكندرية وحافظوا عليها وقد كان لدراسات بطليموس من علماء الإسكندرية فى
القرن الثاني للميلاد شأن كبير بحيث أن العلوم الفلكية كانت تستند إليها
حتى القرن السادس عشر.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ