نشرت الصحف الصادرة أمس الأول (الاثنين) أن انتخابات اتحادات الطلاب حُسمت بالتزكية فى معظم كليات جامعة القاهرة. وحسم الانتخابات بالتزكية يعنى أنها لم تتم أصلا فى ظل انعدام المنافسة وعدم تجاوز أعداد المرشحين لعدد المقاعد المطلوب شغلها بالانتخاب. وحين تحدث ظاهرة كهذه فلابد من الوقوف عندها بالتأمل لبحث أسبابها وجذورها العميقة.فالفوز بالتزكية فى انتخابات الاتحادات الطلابية, خصوصا حين يتكرر ليصبح ظاهرة, لا يمكن تفسيره إلا بأحد احتمالين, الأول: سلبية الطلاب وعزوفهم عن المشاركة فى عمل عام يستهدف، فى المقام الأول، تمكينهم من ممارسة حقوقهم والقيام بواجباتهم خلال سنوات الدراسة بالجامعة.ولأن هذه الفترة تعد الأهم فى حياة الشريحة الأكثر حظا من السكان, والتى تتاح لها فرصة التعلم والترقى لاحقا فى السلم الاجتماعى, وفيها تصل طاقة الإنسان وقدرته على العطاء وحرصه على إثبات وجوده واكتشاف واختبار مواهبه وملكاته إلى الذروة, فمن الطبيعى أن يصبح الركون إلى السلبية والعزوف عن ممارسة النشاط العام ظواهر سلبية خطيرة يمكن أن تصيب المجتمع كله فى مقتل, ومن ثم يتعين التعرف على جذورها ومسبباتها كى يمكن علاجها بالطرق السليمة والناجعة.أما الاحتمال الثانى فهو: تدخل جهة أو جهات ما لها مصلحة فى منع الطلاب، الذين ينتمون إلى أحزاب أو قوى سياسية معينة, أو يتبنون أفكارا وتيارات أيديولوجية غير مرغوب فيها, من الترشح فى انتخابات مجالس الاتحاد. ولأن التدخل فى الشأن الجامعى بهذه الطريقة الفجة, إن ثبتت صحته, يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية عديدة تتجاوز نطاق الحرم الجامعى لتشمل الحالة السياسية العامة فى البلاد, فمن الضرورى أن نتوقف عنده أيضا للتعرف على أسبابه ودلالاته إذا أردنا أن نعالج عوارضه.والواقع أننى أستطيع, من خلال تجربتى الطويلة فى الجامعة واحتكاكى المباشر بقطاع الطلاب, تأكيد وجود وتلازم الظاهرتين معا: فهناك تدخل مباشر فى انتخابات الاتحادات الطلابية من جانب أجهزة الأمن أدى, بسبب الإصرار عليه وتكراره عاما بعد عام, إلى عزوف أغلبية الطلاب عن المشاركة لاقتناعهم التام بعدم جدواها. ويعرف كل المحتكين بالوسط الجامعى أن تدخل أجهزة الأمن فى الجامعة يأخذ صورا عديدة, بدءا بملاحقة الطلاب الناشطين سياسيا وتحريض إدارة الجامعة ورعاية الشباب عليهم،وقد تصل إلى حد الاعتداء عليهم داخل الحرم الجامعى نفسه بل وحرمانهم من التعليم, مثلما حدث، منذ أيام، فى جامعة عين شمس وغيرها وأشرت إليه فى حينه فى هذا المكان, وانتهاء بحذف أسمائهم من قوائم المرشحين فى الانتخابات. صحيح أن هذا التدخل المتكرر لم يردع الطلاب تماما,حيث ظل إصرار بعضهم على المشاركة قائما وسيظل دائما, إلا أنه أصاب «الأغلبية الصامتة» منهم بإحباط شديد دفعهم فى أحيان كثيرة، للعزوف عن المشاركة فى الانتخابات أصلا واعتبارها يوم إجازة دراسية يمكنهم القيام فيه بأنشطة أكثر فائدة.كيف للحزب الحاكم أن يدعى أن لديه ثلاثة ملايين من الناشطين والمناضلين السياسيين الذين ينتشرون فى مدن مصر وقراها ونجوعها وجميع مؤسساتها, ثم يعجز فى النهاية عن تنظيم انتخابات حرة للاتحادات الطلابية فى الجامعات؟وهل يمكن لمن يبدو عجزه فاضحا إلى درجة تضطره إلى استئصال المرشحين المنافسين بتدخل مباشر من أجهزة الأمن, يلغى فكرة الانتخابات من الأساس, وإعلان فوز من يريد بالتزكية, أن يقنع أحدا بأن الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة ستكون نزيهة؟ على من يضحك حزب التزكية والتدليس: على الشعب أم على نفسه؟
حزب التزكية والتدليس
شاه جهان- نائب المدير
- عدد المساهمات : 1907
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
العمر : 58
الموقع : https://alquseya.ahladalil.com/
- مساهمة رقم 1
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ