مقال : سليمان جوده إذا صلى واحد منا فى جماعة، فإن الذى يؤم الناس فى الصلاة، يظل يؤكد للذين سوف يؤدون الفريضة وراءه على أشياء كثيرة، بينها شىء محدد، هو أن يصلى كل واحد فيهم «صلاة مودِّع» بما يعنى أن عليهم جميعاً أن يؤدوا الصلاة، وكأنها آخر صلاة سوف يؤدونها فى حياتهم، وبما يعنى أيضاً، بالتالى، أن يكونوا بالإجمال، مخلصين فى عبادتهم، وأن يراعوا ضمائرهم إذا وقفوا بين يدى الله، وأن تكون الصلاة لوجه الله تعالى، دون سواه. والعبارة المأثورة التى تقول إن عليك أن تعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، ثم لآخرتك كأنك تموت غداً، ليست بعيدة عن المعنى ذاته، الذى يحرص كل واحد من أئمة الصلاة، فى أى جماعة، على أن يكون، أى هذا المعنى، حاضراً فى ذهن كل عابد، وألا يبرحه على الإطلاق، لأن النتيجة الطبيعية لذلك، هى أن تأتى الصلاة كعبادة فى النهاية، مكتملة الإخلاص فيها. شىء من هذا، نقصده بالضبط، حين نتكلم دائماً عن ضرورة أن يعمل الحاكم فى مكانه، وكأنه راحل عن هذا المكان غداً، ليتركه لغيره، وهو ما يؤدى - لو حدث - إلى أن يخلص الحاكم لشعبه، ولبلده، ويحكم بالتالى «حكم مودِّع» لأنه، والحال هكذا، يعرف أن يوماً سوف يأتى عليه، يغادر فيه منصبه، بما يؤدى بطبيعته إلى أن يتمسك هذا الحاكم، أياً كان هو، بأن يترك من ورائه أثراً إيجابياً، يذكره به البلد والناس! ما الذى يجعل حاكماً، مثل كلينتون فى الولايات المتحدة الأمريكية، يحكم بلاده فى الفترة من ١٩٩٢ إلى عام ٢٠٠٠، فيغادر البيت الأبيض، بعد ٨ سنوات، بينما اقتصاد بلده فى السماء، وبينما مواطنوه يعيشون حالة من الانتعاش الاقتصادى لا مثيل له عندهم، منذ الحرب العالمية الثانية؟! لقد حكم كلينتون طوال سنواته الثمانى «حكم مودِّع»، وبالتالى أنجز، ونهض بأوضاع شعبه، وبنى، وشيّد، و... و... إلى آخره.. ولنا أن نتصور حال الحاكم نفسه، على الكرسى، لو كان يعلم أن دستور بلاده يمد له الأجل، على كرسيه، مدى حياته؟!.. هل كان فى حالة كهذه، سوف ينجز ما أنجزه؟!.. قطعاً لا، لا لشىء، إلا لأنه سوف يكون على يقين، وقتها، بأنه جالس فى مكانه، مدى حياته، وبالتالى فلا اعتبار عنده عندئذ، لمسألة المحاسبة أو المساءلة، التى هى بطبيعتها قرينة البقاء فى المنصب، لأمد معلوم! المادة ٧٧ فى دستورنا، لابد أن تعود، لهذا السبب، إلى أصلها الذى كانت عليه قبل مايو ١٩٨٠، حين جرى تعديلها فى ذلك التاريخ، لتفتح مُدد بقاء الرئيس فى القصر، بلا نهاية.. وقبلها، كانت تنص على فترتين فقط، كل واحدة ست سنوات! الحاكم حين يعرف أنه مغادر، فى موعد معلوم مسبقاً، سوف يضيف، وسوف يأتى من بعده آخر يضيف، وهكذا.. وهكذا، ليتم بناء البلد، فى النهاية، من مجموعة إضافات، أما إذا بقى مدى حياته، فما هو - إذن - مبرر الإضافة، أو حافز الإنجاز.. فمتى يتصرف الحكام فى العواصم العربية على أنهم يحكمون «حكم مودِّع»؟! |
3 مشترك
صلاة مودِّع
احمد يحيى خليفه المحامى- مشرف الشئون القانونيه لمنتدى ابناء القوصيه
- عدد المساهمات : 595
تاريخ التسجيل : 04/01/2011
العمر : 44
- مساهمة رقم 1
صلاة مودِّع
اميره المنتدى- مشرفة اميرات المنتدى
- عدد المساهمات : 881
تاريخ التسجيل : 09/10/2010
العمر : 34
- مساهمة رقم 2
رد: صلاة مودِّع
تسلم ايدك استاذ احمد
معظم البلاد العربيه لا تحكم حكم المودع بل تحكم حكم التوريث
كل رئيس ليس همه سوى كيف يصل ابنى الى كرسى الحكم بعدى
فبالتالى لايوجد نهوض للدوله بل فقر و ظلم
معظم البلاد العربيه لا تحكم حكم المودع بل تحكم حكم التوريث
كل رئيس ليس همه سوى كيف يصل ابنى الى كرسى الحكم بعدى
فبالتالى لايوجد نهوض للدوله بل فقر و ظلم
شاه جهان- نائب المدير
- عدد المساهمات : 1907
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
العمر : 58
الموقع : https://alquseya.ahladalil.com/
- مساهمة رقم 3
رد: صلاة مودِّع
كيف التغيير وهنام عصابة تتحكم في مقدرات الشعوب
فما دام الفكر السائد والعقيده التي يحكم بها الحزب الحاكم واحدة فاذا تغير رئيس وجاء رئيس اخر على نفس المنهج في الحكم فليس هناك اي تغيير يرجى
لابد من تغيير المنظومة كلها واستبدالها باخري لها عقيدة وتوجه اخر حتى تتم النتيجه المرجوه
شكرا لك
فما دام الفكر السائد والعقيده التي يحكم بها الحزب الحاكم واحدة فاذا تغير رئيس وجاء رئيس اخر على نفس المنهج في الحكم فليس هناك اي تغيير يرجى
لابد من تغيير المنظومة كلها واستبدالها باخري لها عقيدة وتوجه اخر حتى تتم النتيجه المرجوه
شكرا لك
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ