ومع ذلك فقد حاولت محاولة تلمبذ مبتدىء فى دراسة قصة كفاح شعبنا فانى
سوف اقول مثلا ان ثورة 23 يوليو هى تحقيق للامل الذى راود شعب مصر منذ بدا
فى العصر الحديث يفكر فى ان يكون حكمة بيد ابنائة وان تكون لة نفسة الكلمة
العليا فى مصيرة لقد قام بمحاولة لم تحقق لة الامل الذى تمناة يوم تزعم السيد عمر مكرم حركة تنصيب محمد على واليا على مصر باسم شعبها وقام بمحاولة لم تحقق لة الامل الذى تمناة يوم حاول عرابى ان يطالب بالدستوروقام بمحاولات متعددة لم تحقق لة الامل الذى تمناة فى فترة الغليان الفكرى التى عاشها بين الثورة العرابية وثورة 1919وكانت هذة الثورة الاخيرة تورة 1919بزعامة سعد زغلول محاولة اخرى لم تحقق لة الامل الذى تمناةوليس
صحيحا ان ثورة 23 يوليو قامت بسبب النتائج التى اسفرت عنها حرب فلسطين
وليس صحيحا كذلك انها قامت بسبب الاسلحة الفاسدة التى راح ضحيتها جنود
وضباط وابعد من ذلك عن الصحة ما يقال ان السبب كان ازمة انتخابات نادى ضباط
الجيش انما الامر فى رايى كان ابعد من هذا واعمق ولو كان
ضباط الجيش حاولو ان يثورو لانفسهم لانهم قد غرر بهم فى فلسطين او لان
الاسلحة الفاسدة ارهقت اعصابهم او لان اعتداء وقع على كرامتهم فى انتخابات
نادى ضباط الجيش لما كان الامر يستحق ان يكون ثورة ولكان اقرب الاشياء الى
وصفة انة مجرد تمرد حتى وان كانت الاسباب التى ادت اية منصفة عادلة بحد
ذاتها لقد كانت هذة كلها اسبابا عارضةوانا اشهد انة مرت على
بعد 23 يوليو نوبات اتهمت فيها نفسى وزملائى وباقى الجيش بالحماقة والجنون
الذى صنعناة فى 23 يوليو لقد كنت اتصور قبل 23 يوليو ان الامة متحفزة
متاهبة وانها لا تنتظر الا طليعة تقتحم امامها السور فتندفع الامة وراءها
صفوفا متراصة تزحف زحفا مقدسا الى الهدف الكبير وكنت اتصور دورنا
على انة دور طليعة الفدائيين وكنت اظن ان دورنا لا يستغرق اكثر من بضع
ساعات وياتى بعدها الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة الى الهدف الكبير
ثم فاجانى الواقع فى 23 يوليوقامت الطليعة بمهمتها واقتحمت سور الطغيان وخلعت الطاغية ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس وطال انتظارهالقد
جاءتها جموع ليس لها اخر ولكن ما ابعد الحقيقة عن الخيال ! كانت الجموع
التى جاءت اشياعا متفرقة وفلولا متناثرة وتعطل الزحف المقدس وبدت الصورة
يومها قاتمة مخيفة تنذر بالخطروساعتها احسست وقلبى يملؤة الحزن وتفطر منة المرارة ان مهمة الطليعة لم تنتة فى هذة الساعة وانما من هذة الساعة بدات كنا فى حاجة الى النظام فلم نجد وراءنا الا الفوضىوكنا فى حاجة الى الاتحاد فلم نجد وراءنا الا الخلافوكنا فى حاجة الى العمل فلم نجد وراعنا الا الخنوع والتكاسل ومن هنا وليس من اى شىء اخر اخذت الثورة شعارهاولم نكن على استعداد وذهبنا نلتمس الراى من ذوى الراى والخبرة من اصحابها ومن سوء حظنا لم نحصل على شىء كثيركل رجل قابلناة لم يكن يهدف الا الى قتل رجل اخر!وكل فكرة سمعناها لم تكن تهدف الا الى هدم فكرة اخرى!ولو
اطعنا وسمعنا لقتلنا كل الرجال وهدمنا جميع الافكار ولما كان لنا بعدها ما
نعملة الا ان نجلس بين الاشلاء والانقاض نندب الحظ البائس ونلوم القدر
التعس!ولو ان احدا سالنى فى تلك الايام ماهو اعز امانيك ؟لقلت لة على الفور ان اسمع مصريا يقول كلمة انصاف فى حق مصرى اخران احس ان مصريا قد فتح قلبة للصفح والغفران والحب لاخوانة المصريينان ارى مصريا لا يكرس وقتة لتسفية اراء مصرى اخروكانت
هناك انانية مستحكمة وكلمة انا على كل لسان كانت هة الحل لكل مشكلة وكانت
الدواء لكل داء وكثيرا ما كنت اقابل كبراء او هطذا تسميهم الصحف من كل
الاتجاهات والالوان وكنت اسال الواحد منهم فى مشكلة التمس عندة حلا فلم اكن
اسمع الا كلمة انا مشاكل الاقتصاد هو وحدة يفهمها اما الباقون
جميعا فهم فى العلم بها اطفال يحبون ومشاكل السياسة هو وحدة الخبير بها اما
الباقون جميعا فما زالو فى الف باء لم يتقدمو بعدها حرفا واحدا اذكر
مرة كنت ازور فيها احدى الجامعات ودعوت اساتذتها وجلست معهم احاول ان اسمع
منهم خبرة العلماء وتكلم امامى منهم كثيرون وتكلمو طويلا ومن سوء الحظ ان
احدا منهم لم يقدم لى افكارا وانما كل واحد منهم لم يزد على ان قدم لى نفسة
زكفاياتة الخليقة وحدها لعمل المعجزات ورمقنى كل واحد منهم بنظرة الذى
يؤثرنى على نفسة بكنوز الارض وذخائر الخلود!واذكر انى لم اتمالك
نفسى فقمت بعدها اقول لهم (ان كل فرد منا يستطيع فى مكانة ان يصنع معجزة ان
واجبة الاول ان يعطى كل جهدة لعملة ولو انكم كاساتذة جامعات فكرتم فى
طلبتكم وجعلتموهم كما يجب عملكم الاساسى لاستطعتم ان تعطونا قوة هائلة
لبناء الوطن ان كل واحد يجب ان يبقى فى مكانة ويبذل ففية كل جهدة لا
تنظرو الينا لقد اضطردتنا الظروف ان نخرج من اماكننا لنقوم بواجب مقدس
ولقد كنا نتمنى لو لم تكن للوطن حاجة بنا الا فى صفوف الجيش كجنود محترفين
واذن لبقينا فية)ولم اشا ان اقول لهم ان معظم اعضاء مجلس قيادة الثورة كانو
اساتذة فى كلية اركان الحرب لانى لا اريد ان افاخر الناس باعضاء مجلس
قيادة الثورة وهم اخوتى وزملائىهل كان يجب ان نقوم نحن الجيش بالذى قمنا بة فى 23 يوليو؟الجواب نعم ولم يكن هناك مهرب ولا مفر!وانا الان استطيع ان اقول اننا نعيش فى ثورتين وليس فى ثورة واحدة ولكل شعب من شعوب العالم ثورتانثورة سياسية يسترد بها حقة فى حكم نفسة بنفسة من يد طاغية فرض علية او من جيش معتد اقام فى ارضة دون رضاة وثورة اجتماعية تتصارع فيها طبقاتة ثم يستقر الامر فيها على ما يحقق العدالة لابناء الوطن الواحد لقد
سبقنا عن طريق التقدم البشرى شعوب مرت بالثورتين ولكنهما لم تعشهما معا
وانما فصل بين الواحدة والاخرى مئات السنين اما نحن فان التجربة الهائلة
التى امتحن فيها شعبنا هى ان نعيش الثورتان فى وقت واحد ان الثورة السياسية تتطلب لنجاحها وحدة جميع عناصر الامة وترابطها وتساندها ونكرانها لذاتها فى سبيل الوطن كلة والثورة
الاجتماعية من اول مظاهرها تزلزل القيم وتخلخل العقائد وتصارع المواطنين
مع انفسهم افرادا وطبقات وتحكم الفساد والشك والكراهية والانانية وبين
شقى الرحى هذين قدر لنا ان نعيش اليوم فى ثورتين ثورة تحتم علينا ان انتحد
ونتحاب ونتفانى فى الهدف وثورة تفرض علينا برغم ارادتنا ان نتفرق وتسودنا
البغضاء ولا يفكر كلا منا الا فى نفسةوبين شقى الرحى هذين مثلا ضاعت
ثورة 1919 ولم تستطع ان تحقق النتائج التى كان يجب ان تحققها الفوف التى
تراصت 1919 تواجة الطغيان لم تلبث الا قليلا حتى شغلها الصراع فى ما بينها
افرادا وطبقات وكانت النتيجة فشلا كبيرا فقد زاد الطغيان بعدها
تحكما فينا سواء بواسطة قوات الاحتلال السافرة او بصنائع الاحتلال المقنعة
ولم يحصد الشعب الا الشكوك فى نفسة والكراهية والاحقاد والبغضاء فيما بين
افرادة زطبقاتةوكان لابد ان نسير فى طريق الثورتين معا فيوم سرنا فى
طريق الثورة السياسة فخلعنا فاروق عن عرشة سرنا خطوة مماثلة فى طريق
الثورة الاجتماعية فقررنا تحديد الملكية ومازلت حتى اليوم اعتقد انة
ينبغى ان تظل ثورة يوليو محتفظة بقدراتها على الحركة السريعة لكى نستطيع
تحقيق معجزة السير فى ثورتين فى وقت واحد مهما بدا فى بعض الاحيان من
التناقض فى تصرفاتنا وما من شك فى اننا جميعا نحلم بمصر المتحررة
القوية ذلك امر ليس فية خلاف بين مصرى ومصرى اما الطريق الى التحرر والقوة
فتلك عقدة العقد فى حياتنا كان الامراء يتصارعون ويتطاحن فرسانهم فى الشوارع ويهرع الناس الى بيوتهم يغلقونها عليهم بعيدين عن هذا الصراع الذى لا دخل لهم فيةلقد كنت اصيح ياربنا يا عزيز داهية تاخد الانجليزولقد اكتشفت فيما بعد اننا ورثنا هذة العبارة من اجدادناعلى عهد المماليك فقد كان اجدادنا يقولون يارب يا متجلى اهلك العثمانلى!كان
المجتمع الاوروبى قد سار فى طريقة بانتظام واجتاز الجسر بين عصر النهضة فى
اعقاب القرون الوسطى الى القرن التاسع خطوة خطوة وتلاحقت مراحل التطور
واحدة اثر اخرى اما نحن فقد كان كل شىء مفاجئا لنا كنا نعيش داخل
ستار من الفولاذ فانهار فجاة وكانت عقولنا تحاول ان تلحق بقافلة البشرية
المتقدمة التى تخلفنا عنها خمسة عقود وما من شك فى ان هذا الحال هو المسؤول
عن عدم وجود راى عام قوى متحد فى بلادنا فان الفارق بين الفرد والفرد كبير
والفارق بين الجيل والجيل شاسعاننا نعيش فى مجتمع لم يتبلور بعد
ومازال يفور ويتحرك ولم يهدا حتى الان او يتخذ وضعة المستقرويواصل تطورة
التدريجى مع باقى الشعوب التى سبقتنا على الطريقوانا اعتقد دون ان
اكون متملقا لعواطف الناس ان شعبنا صنع معجزة ولقد كان يمكن ان يضيع اى
مجتمع تعرض لهذة الظروف التى تعرض لها مجتمعنا وكان يمكن ان تجرفة هذة
التيارات التى تدفقت علينا ولكننا صمدنا للزلزال العنيفاما الطريق فهو الحرية السياسية والاقتصاديةواما دورنا فدور الحراس فقط لا يزيد ولا ينقص الحراس لمدة معينة بالذات موقوتة باجل وما
اشبة شعبنا الان بقافلة كان يجب ان تلزم طريقا معينا وطال عليها الطريق
وقابلتها المصاعب وانبرى لها اللصوص وقطاع الطرق وضللها السراب فتبعثرت
القافلة كل جماعة منها شردت فى ناحية وكل فرد مضى فى اتجاة وما اشبة مهمتنا
فى هذا الوضع بدور الذى يمضى فيجمع الشاردين والتائهين ليضعهم على الطريق
الصحيح ثم يتركهم يواصلون السيرهذا هو دورنا ولا اتصور لنا دورا سواةمن
اجل ضمان الحياة السياسية فى المستقبل ذهبنا الى عدد من قادة الراى فى
مختلف الطبقات والعقائد وقلنا لهم ضعو للبلد دستورا يصون مقدساتةوكانت لجنة وضع الدستورومن
اجل ضمان الحياة الاقتصادية فى المستقبل ذهبنا الى اكبر الاساتذة فى مختلف
نواحى الخبرة وقلنا لهم ضعو للبلد رخاءة واضمنو لقمة العيش لكل فرد فيةوكان مجلس الانتاجتلك
حدودنا لم نتعداها ازالة العقبات من الطريق مهما كان الثمن والعمل
للمستقبل من كل نواحية مفتوح لكل زوى الراى والخبرة فرض لازم عليهم وليس
لنا ان نستاثر بة دونهم بل ان مهمتنا تقتضى ان نسعى لجمعهم من اجل مستقبل
مصر مصر القوية المتحررة!ايمكن ان نتجاهل ان هناك دائرة عربية تحيط
بنا وان هذة الدائرة منا ونحن منها وامتزج تاريخنا بتاريخها وارتبطت
مصالحنا بمصالحها حقيقة وفعلا وليس مجرد كلام ؟ايمكن ان نتجاهل ان
هناك قارة افريقية شاء لنا القدر ان نكون فيها وشاء ايضا ان يكون فيها صراع
مروع حول مستقبلها وهو صراع سوف تكون اثارة لنا او علينا سواء اردنا او لم
نرد ؟ايمكن ان نتجاهل ان هناك عالما اسلاميا تجمعنا واياة روابط لا تقربها العقيدة الدينية فحسب وانما تشهدها حقائق التاريخوكما قلت مرة ان القدر لا يهزل فليس عبثا ان بلدنا فى جنوب غرب اسيا يلاصق الدول العربية وتشتبك حياتة بحياتهاوليس
عبثا ان بلدنا يقع فى شمال شرق افريقيا ويطل من على القارة السوداء التى
يدور فيها اليوم اعنف صراع بين مستعمريها البيض واهلها السود من اجل
مواردها التى لا تحدوليس عبثا ان الحضارة الاسلامية والتراث
الاسلامى الذى اغار علية المغول الذين اكتسحو عواصم الاسلام القديمة تراجع
الى مصر وااوى اليها فحمتة مصر وانقذتة عندماوردت المغول على اعقابة فى عين
جالوتكل هذة حقائق اصيلة ذات جذور عميقة فى حياتنا لانستطيع مهما حاولنا ان ننساها او نفر منها مادامت
المنطقة واحدة واحوالها واحدة ومشاكلها واحدة ومستقبلها واحدا والعدو واحد
مهما حاول ان يضع على وجهة من اقنعة مختلفة فلماذا تتشتت جهودنا؟ولست
اشك دقيقة ان كفاحنا الواحد يمكن ان يعود علينا وعلى شعوبنا بكل الذى
نريدة ونتمناة ولسوف اظل دائما اقول اننا اقوياء ولكن الكارثة الكبرى اننا
لا ندرك مدى قوتنا!اننا نخطىء فى تعريف القوة فليست القوة ان تصرخ بصوت عال انمات القوة ان تتصرف ايجابيا بكل ما تملك من مقوماتها وحين احاول ان احلل عناصر قوتنا لا اجد مفرا من اضع ثلاثة مصادر بارزة من مصادرها يجب ان تكون اول ما يدخل فى الحساب اول
هذة المصادر اننا مجموعة من الشعوب المتجاورة المترابطة بكل رباط مادى
ومعنوى ومقومات حضارة انبثقت فى جوها الاديان ولا يمكن قط اغفالها فى بناء
عالم مستقر يسودة السلاماما المصدر الثانى فهو ارضنا نفسها ومكانها
على خريطة العالم ذلك الموقع الاستراتيجى الهام الذى يعتبر بحق ملتقى طرق
العالم ومعبر تجارتة وممر جيوشةيبقى المصدر الثالث وهو البترول الذى
يعتبر عصب الحضارة المادية مثلا ان العمل لاستخراج بترول البلاد العربية
لا يتكلف كثيرا من المال ان راس المال المطلوب لاستخراج برميل من الزيت فى
امريكا هو 78 سنتا وان راس المال المطلوب لا ستخراج برميل من الزيت فى امريكا الجنوبية 43 سنتا وان راس المال المطلوب لا ستخراج برميل من الزيت فى البلاد العربية هو 10 سنتات وثبت ايضا ان متوسط انتاج البئر الواحدة من الزيت هو 11 برميلا فى الولايات المتحدة230 برميلا فى فنزويلا4000 برميلا فى المنطقة العربية هل اوضحت مدى واهمية هذا العنصر من عناصر القوة؟ارجو ان اكون قد وفقت اذن
فنحن اقوياء اقوياء ليس فى علو صوتنا حين نولول ولا حين نصرخ ولا حتى حين
نستغيث انما اقوياء حين نهدا او حين نحسب بالارقام مدى قدرتنا على العمل
وفهمنا الحقيقى لقوة الرابطة بيننا اما عن الدائرة الافريقية لا
نستطيع لسبب هام وبديهى وهو اننا فى افريقيا ولسوف تظل شعوب القارة تتطلع
الينا نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة والذين نعتبر صلتها بالعالم
الخارجى كلة ولن نستطيع باى حال من الاحوال ان نتخلى عن مسؤوليتنا فى
المعاونة بكل ما نستطيع على نشر النور والحضارة حتى اعماق القارة العذراءويبقى بعد ذلك سبب هام هو ان النيل شريان الحياة لوطننا يستمد ماءة من قلب القارة ويبقى ايضا السودان الشقيق الحبيب تمتد حدودة الى اعماق افريقيا ويرتبط بصلات الجوار مع المناطق الحساسة فى وسطها ثم
تبقى الدائرة الثالثة التى تمتد عبر قارات ومحيطات والتى قلت انها دائرة
اخوان العقيدة الذين يتجهون معنا اينما كان مكانهم الى قبلة واحدة وتهمس
شفاههم الخاشعة بنفس الصلوات ولقد وقفت امام الكعبة واحسست بكل خواطرى تطوف
بكل ناحية فى العالم وصل اليها الاسلام وجدتنى اقول لنفسى يجب ان
تتغير نظريتنا للحج لا يجب ان يصبح الذهاب الى الكعبة تذكرة الى دخول الجنة
بعد عمر مدبد فحسب بل يجب ان يكون للحج قوة سياسية ضخمة ويجب ان تهرع
صحافة العالم الى متابعة انبائة بوصفة مؤتمرا سياسيا دوريا يجتمع فية كل
قادة الدول الاسلامية ورجال الراى فيها وعلمائها فى كافة انحاء المعرفة
وكتابها وملوك الصناعة فيها وتجارها وشبابها ليضعو فى هذا البرلمان
الاسلامى العالمى خطوطا عريضة لسياسة بلادهم وتعاونها معا حتى يحين موعد
اجتماعهم من جديد بعد عام يجتمعون خاشعين لكن اقوياء متجردين من
المطامع لكن عاملين مستضعفين لله ولكن اشداء على مشاكلهم واعدائهم حالمين
بحياة اخرى ولكن مؤمنين ان لهم مكانا تحت الشمس يتعين عليهم احتلالة فى هذة
الحياةثم اعود الى الدور التائة الذى يبحث عن بطل يقوم بة ذلك هو الدور وتلك هى ملامحة وهذا هو مسرحة ونحن وحدنا بحكم المكان نستطيع القيام بةجمال عبد الناصر
سوف اقول مثلا ان ثورة 23 يوليو هى تحقيق للامل الذى راود شعب مصر منذ بدا
فى العصر الحديث يفكر فى ان يكون حكمة بيد ابنائة وان تكون لة نفسة الكلمة
العليا فى مصيرة لقد قام بمحاولة لم تحقق لة الامل الذى تمناة يوم تزعم السيد عمر مكرم حركة تنصيب محمد على واليا على مصر باسم شعبها وقام بمحاولة لم تحقق لة الامل الذى تمناة يوم حاول عرابى ان يطالب بالدستوروقام بمحاولات متعددة لم تحقق لة الامل الذى تمناة فى فترة الغليان الفكرى التى عاشها بين الثورة العرابية وثورة 1919وكانت هذة الثورة الاخيرة تورة 1919بزعامة سعد زغلول محاولة اخرى لم تحقق لة الامل الذى تمناةوليس
صحيحا ان ثورة 23 يوليو قامت بسبب النتائج التى اسفرت عنها حرب فلسطين
وليس صحيحا كذلك انها قامت بسبب الاسلحة الفاسدة التى راح ضحيتها جنود
وضباط وابعد من ذلك عن الصحة ما يقال ان السبب كان ازمة انتخابات نادى ضباط
الجيش انما الامر فى رايى كان ابعد من هذا واعمق ولو كان
ضباط الجيش حاولو ان يثورو لانفسهم لانهم قد غرر بهم فى فلسطين او لان
الاسلحة الفاسدة ارهقت اعصابهم او لان اعتداء وقع على كرامتهم فى انتخابات
نادى ضباط الجيش لما كان الامر يستحق ان يكون ثورة ولكان اقرب الاشياء الى
وصفة انة مجرد تمرد حتى وان كانت الاسباب التى ادت اية منصفة عادلة بحد
ذاتها لقد كانت هذة كلها اسبابا عارضةوانا اشهد انة مرت على
بعد 23 يوليو نوبات اتهمت فيها نفسى وزملائى وباقى الجيش بالحماقة والجنون
الذى صنعناة فى 23 يوليو لقد كنت اتصور قبل 23 يوليو ان الامة متحفزة
متاهبة وانها لا تنتظر الا طليعة تقتحم امامها السور فتندفع الامة وراءها
صفوفا متراصة تزحف زحفا مقدسا الى الهدف الكبير وكنت اتصور دورنا
على انة دور طليعة الفدائيين وكنت اظن ان دورنا لا يستغرق اكثر من بضع
ساعات وياتى بعدها الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة الى الهدف الكبير
ثم فاجانى الواقع فى 23 يوليوقامت الطليعة بمهمتها واقتحمت سور الطغيان وخلعت الطاغية ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس وطال انتظارهالقد
جاءتها جموع ليس لها اخر ولكن ما ابعد الحقيقة عن الخيال ! كانت الجموع
التى جاءت اشياعا متفرقة وفلولا متناثرة وتعطل الزحف المقدس وبدت الصورة
يومها قاتمة مخيفة تنذر بالخطروساعتها احسست وقلبى يملؤة الحزن وتفطر منة المرارة ان مهمة الطليعة لم تنتة فى هذة الساعة وانما من هذة الساعة بدات كنا فى حاجة الى النظام فلم نجد وراءنا الا الفوضىوكنا فى حاجة الى الاتحاد فلم نجد وراءنا الا الخلافوكنا فى حاجة الى العمل فلم نجد وراعنا الا الخنوع والتكاسل ومن هنا وليس من اى شىء اخر اخذت الثورة شعارهاولم نكن على استعداد وذهبنا نلتمس الراى من ذوى الراى والخبرة من اصحابها ومن سوء حظنا لم نحصل على شىء كثيركل رجل قابلناة لم يكن يهدف الا الى قتل رجل اخر!وكل فكرة سمعناها لم تكن تهدف الا الى هدم فكرة اخرى!ولو
اطعنا وسمعنا لقتلنا كل الرجال وهدمنا جميع الافكار ولما كان لنا بعدها ما
نعملة الا ان نجلس بين الاشلاء والانقاض نندب الحظ البائس ونلوم القدر
التعس!ولو ان احدا سالنى فى تلك الايام ماهو اعز امانيك ؟لقلت لة على الفور ان اسمع مصريا يقول كلمة انصاف فى حق مصرى اخران احس ان مصريا قد فتح قلبة للصفح والغفران والحب لاخوانة المصريينان ارى مصريا لا يكرس وقتة لتسفية اراء مصرى اخروكانت
هناك انانية مستحكمة وكلمة انا على كل لسان كانت هة الحل لكل مشكلة وكانت
الدواء لكل داء وكثيرا ما كنت اقابل كبراء او هطذا تسميهم الصحف من كل
الاتجاهات والالوان وكنت اسال الواحد منهم فى مشكلة التمس عندة حلا فلم اكن
اسمع الا كلمة انا مشاكل الاقتصاد هو وحدة يفهمها اما الباقون
جميعا فهم فى العلم بها اطفال يحبون ومشاكل السياسة هو وحدة الخبير بها اما
الباقون جميعا فما زالو فى الف باء لم يتقدمو بعدها حرفا واحدا اذكر
مرة كنت ازور فيها احدى الجامعات ودعوت اساتذتها وجلست معهم احاول ان اسمع
منهم خبرة العلماء وتكلم امامى منهم كثيرون وتكلمو طويلا ومن سوء الحظ ان
احدا منهم لم يقدم لى افكارا وانما كل واحد منهم لم يزد على ان قدم لى نفسة
زكفاياتة الخليقة وحدها لعمل المعجزات ورمقنى كل واحد منهم بنظرة الذى
يؤثرنى على نفسة بكنوز الارض وذخائر الخلود!واذكر انى لم اتمالك
نفسى فقمت بعدها اقول لهم (ان كل فرد منا يستطيع فى مكانة ان يصنع معجزة ان
واجبة الاول ان يعطى كل جهدة لعملة ولو انكم كاساتذة جامعات فكرتم فى
طلبتكم وجعلتموهم كما يجب عملكم الاساسى لاستطعتم ان تعطونا قوة هائلة
لبناء الوطن ان كل واحد يجب ان يبقى فى مكانة ويبذل ففية كل جهدة لا
تنظرو الينا لقد اضطردتنا الظروف ان نخرج من اماكننا لنقوم بواجب مقدس
ولقد كنا نتمنى لو لم تكن للوطن حاجة بنا الا فى صفوف الجيش كجنود محترفين
واذن لبقينا فية)ولم اشا ان اقول لهم ان معظم اعضاء مجلس قيادة الثورة كانو
اساتذة فى كلية اركان الحرب لانى لا اريد ان افاخر الناس باعضاء مجلس
قيادة الثورة وهم اخوتى وزملائىهل كان يجب ان نقوم نحن الجيش بالذى قمنا بة فى 23 يوليو؟الجواب نعم ولم يكن هناك مهرب ولا مفر!وانا الان استطيع ان اقول اننا نعيش فى ثورتين وليس فى ثورة واحدة ولكل شعب من شعوب العالم ثورتانثورة سياسية يسترد بها حقة فى حكم نفسة بنفسة من يد طاغية فرض علية او من جيش معتد اقام فى ارضة دون رضاة وثورة اجتماعية تتصارع فيها طبقاتة ثم يستقر الامر فيها على ما يحقق العدالة لابناء الوطن الواحد لقد
سبقنا عن طريق التقدم البشرى شعوب مرت بالثورتين ولكنهما لم تعشهما معا
وانما فصل بين الواحدة والاخرى مئات السنين اما نحن فان التجربة الهائلة
التى امتحن فيها شعبنا هى ان نعيش الثورتان فى وقت واحد ان الثورة السياسية تتطلب لنجاحها وحدة جميع عناصر الامة وترابطها وتساندها ونكرانها لذاتها فى سبيل الوطن كلة والثورة
الاجتماعية من اول مظاهرها تزلزل القيم وتخلخل العقائد وتصارع المواطنين
مع انفسهم افرادا وطبقات وتحكم الفساد والشك والكراهية والانانية وبين
شقى الرحى هذين قدر لنا ان نعيش اليوم فى ثورتين ثورة تحتم علينا ان انتحد
ونتحاب ونتفانى فى الهدف وثورة تفرض علينا برغم ارادتنا ان نتفرق وتسودنا
البغضاء ولا يفكر كلا منا الا فى نفسةوبين شقى الرحى هذين مثلا ضاعت
ثورة 1919 ولم تستطع ان تحقق النتائج التى كان يجب ان تحققها الفوف التى
تراصت 1919 تواجة الطغيان لم تلبث الا قليلا حتى شغلها الصراع فى ما بينها
افرادا وطبقات وكانت النتيجة فشلا كبيرا فقد زاد الطغيان بعدها
تحكما فينا سواء بواسطة قوات الاحتلال السافرة او بصنائع الاحتلال المقنعة
ولم يحصد الشعب الا الشكوك فى نفسة والكراهية والاحقاد والبغضاء فيما بين
افرادة زطبقاتةوكان لابد ان نسير فى طريق الثورتين معا فيوم سرنا فى
طريق الثورة السياسة فخلعنا فاروق عن عرشة سرنا خطوة مماثلة فى طريق
الثورة الاجتماعية فقررنا تحديد الملكية ومازلت حتى اليوم اعتقد انة
ينبغى ان تظل ثورة يوليو محتفظة بقدراتها على الحركة السريعة لكى نستطيع
تحقيق معجزة السير فى ثورتين فى وقت واحد مهما بدا فى بعض الاحيان من
التناقض فى تصرفاتنا وما من شك فى اننا جميعا نحلم بمصر المتحررة
القوية ذلك امر ليس فية خلاف بين مصرى ومصرى اما الطريق الى التحرر والقوة
فتلك عقدة العقد فى حياتنا كان الامراء يتصارعون ويتطاحن فرسانهم فى الشوارع ويهرع الناس الى بيوتهم يغلقونها عليهم بعيدين عن هذا الصراع الذى لا دخل لهم فيةلقد كنت اصيح ياربنا يا عزيز داهية تاخد الانجليزولقد اكتشفت فيما بعد اننا ورثنا هذة العبارة من اجدادناعلى عهد المماليك فقد كان اجدادنا يقولون يارب يا متجلى اهلك العثمانلى!كان
المجتمع الاوروبى قد سار فى طريقة بانتظام واجتاز الجسر بين عصر النهضة فى
اعقاب القرون الوسطى الى القرن التاسع خطوة خطوة وتلاحقت مراحل التطور
واحدة اثر اخرى اما نحن فقد كان كل شىء مفاجئا لنا كنا نعيش داخل
ستار من الفولاذ فانهار فجاة وكانت عقولنا تحاول ان تلحق بقافلة البشرية
المتقدمة التى تخلفنا عنها خمسة عقود وما من شك فى ان هذا الحال هو المسؤول
عن عدم وجود راى عام قوى متحد فى بلادنا فان الفارق بين الفرد والفرد كبير
والفارق بين الجيل والجيل شاسعاننا نعيش فى مجتمع لم يتبلور بعد
ومازال يفور ويتحرك ولم يهدا حتى الان او يتخذ وضعة المستقرويواصل تطورة
التدريجى مع باقى الشعوب التى سبقتنا على الطريقوانا اعتقد دون ان
اكون متملقا لعواطف الناس ان شعبنا صنع معجزة ولقد كان يمكن ان يضيع اى
مجتمع تعرض لهذة الظروف التى تعرض لها مجتمعنا وكان يمكن ان تجرفة هذة
التيارات التى تدفقت علينا ولكننا صمدنا للزلزال العنيفاما الطريق فهو الحرية السياسية والاقتصاديةواما دورنا فدور الحراس فقط لا يزيد ولا ينقص الحراس لمدة معينة بالذات موقوتة باجل وما
اشبة شعبنا الان بقافلة كان يجب ان تلزم طريقا معينا وطال عليها الطريق
وقابلتها المصاعب وانبرى لها اللصوص وقطاع الطرق وضللها السراب فتبعثرت
القافلة كل جماعة منها شردت فى ناحية وكل فرد مضى فى اتجاة وما اشبة مهمتنا
فى هذا الوضع بدور الذى يمضى فيجمع الشاردين والتائهين ليضعهم على الطريق
الصحيح ثم يتركهم يواصلون السيرهذا هو دورنا ولا اتصور لنا دورا سواةمن
اجل ضمان الحياة السياسية فى المستقبل ذهبنا الى عدد من قادة الراى فى
مختلف الطبقات والعقائد وقلنا لهم ضعو للبلد دستورا يصون مقدساتةوكانت لجنة وضع الدستورومن
اجل ضمان الحياة الاقتصادية فى المستقبل ذهبنا الى اكبر الاساتذة فى مختلف
نواحى الخبرة وقلنا لهم ضعو للبلد رخاءة واضمنو لقمة العيش لكل فرد فيةوكان مجلس الانتاجتلك
حدودنا لم نتعداها ازالة العقبات من الطريق مهما كان الثمن والعمل
للمستقبل من كل نواحية مفتوح لكل زوى الراى والخبرة فرض لازم عليهم وليس
لنا ان نستاثر بة دونهم بل ان مهمتنا تقتضى ان نسعى لجمعهم من اجل مستقبل
مصر مصر القوية المتحررة!ايمكن ان نتجاهل ان هناك دائرة عربية تحيط
بنا وان هذة الدائرة منا ونحن منها وامتزج تاريخنا بتاريخها وارتبطت
مصالحنا بمصالحها حقيقة وفعلا وليس مجرد كلام ؟ايمكن ان نتجاهل ان
هناك قارة افريقية شاء لنا القدر ان نكون فيها وشاء ايضا ان يكون فيها صراع
مروع حول مستقبلها وهو صراع سوف تكون اثارة لنا او علينا سواء اردنا او لم
نرد ؟ايمكن ان نتجاهل ان هناك عالما اسلاميا تجمعنا واياة روابط لا تقربها العقيدة الدينية فحسب وانما تشهدها حقائق التاريخوكما قلت مرة ان القدر لا يهزل فليس عبثا ان بلدنا فى جنوب غرب اسيا يلاصق الدول العربية وتشتبك حياتة بحياتهاوليس
عبثا ان بلدنا يقع فى شمال شرق افريقيا ويطل من على القارة السوداء التى
يدور فيها اليوم اعنف صراع بين مستعمريها البيض واهلها السود من اجل
مواردها التى لا تحدوليس عبثا ان الحضارة الاسلامية والتراث
الاسلامى الذى اغار علية المغول الذين اكتسحو عواصم الاسلام القديمة تراجع
الى مصر وااوى اليها فحمتة مصر وانقذتة عندماوردت المغول على اعقابة فى عين
جالوتكل هذة حقائق اصيلة ذات جذور عميقة فى حياتنا لانستطيع مهما حاولنا ان ننساها او نفر منها مادامت
المنطقة واحدة واحوالها واحدة ومشاكلها واحدة ومستقبلها واحدا والعدو واحد
مهما حاول ان يضع على وجهة من اقنعة مختلفة فلماذا تتشتت جهودنا؟ولست
اشك دقيقة ان كفاحنا الواحد يمكن ان يعود علينا وعلى شعوبنا بكل الذى
نريدة ونتمناة ولسوف اظل دائما اقول اننا اقوياء ولكن الكارثة الكبرى اننا
لا ندرك مدى قوتنا!اننا نخطىء فى تعريف القوة فليست القوة ان تصرخ بصوت عال انمات القوة ان تتصرف ايجابيا بكل ما تملك من مقوماتها وحين احاول ان احلل عناصر قوتنا لا اجد مفرا من اضع ثلاثة مصادر بارزة من مصادرها يجب ان تكون اول ما يدخل فى الحساب اول
هذة المصادر اننا مجموعة من الشعوب المتجاورة المترابطة بكل رباط مادى
ومعنوى ومقومات حضارة انبثقت فى جوها الاديان ولا يمكن قط اغفالها فى بناء
عالم مستقر يسودة السلاماما المصدر الثانى فهو ارضنا نفسها ومكانها
على خريطة العالم ذلك الموقع الاستراتيجى الهام الذى يعتبر بحق ملتقى طرق
العالم ومعبر تجارتة وممر جيوشةيبقى المصدر الثالث وهو البترول الذى
يعتبر عصب الحضارة المادية مثلا ان العمل لاستخراج بترول البلاد العربية
لا يتكلف كثيرا من المال ان راس المال المطلوب لاستخراج برميل من الزيت فى
امريكا هو 78 سنتا وان راس المال المطلوب لا ستخراج برميل من الزيت فى امريكا الجنوبية 43 سنتا وان راس المال المطلوب لا ستخراج برميل من الزيت فى البلاد العربية هو 10 سنتات وثبت ايضا ان متوسط انتاج البئر الواحدة من الزيت هو 11 برميلا فى الولايات المتحدة230 برميلا فى فنزويلا4000 برميلا فى المنطقة العربية هل اوضحت مدى واهمية هذا العنصر من عناصر القوة؟ارجو ان اكون قد وفقت اذن
فنحن اقوياء اقوياء ليس فى علو صوتنا حين نولول ولا حين نصرخ ولا حتى حين
نستغيث انما اقوياء حين نهدا او حين نحسب بالارقام مدى قدرتنا على العمل
وفهمنا الحقيقى لقوة الرابطة بيننا اما عن الدائرة الافريقية لا
نستطيع لسبب هام وبديهى وهو اننا فى افريقيا ولسوف تظل شعوب القارة تتطلع
الينا نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة والذين نعتبر صلتها بالعالم
الخارجى كلة ولن نستطيع باى حال من الاحوال ان نتخلى عن مسؤوليتنا فى
المعاونة بكل ما نستطيع على نشر النور والحضارة حتى اعماق القارة العذراءويبقى بعد ذلك سبب هام هو ان النيل شريان الحياة لوطننا يستمد ماءة من قلب القارة ويبقى ايضا السودان الشقيق الحبيب تمتد حدودة الى اعماق افريقيا ويرتبط بصلات الجوار مع المناطق الحساسة فى وسطها ثم
تبقى الدائرة الثالثة التى تمتد عبر قارات ومحيطات والتى قلت انها دائرة
اخوان العقيدة الذين يتجهون معنا اينما كان مكانهم الى قبلة واحدة وتهمس
شفاههم الخاشعة بنفس الصلوات ولقد وقفت امام الكعبة واحسست بكل خواطرى تطوف
بكل ناحية فى العالم وصل اليها الاسلام وجدتنى اقول لنفسى يجب ان
تتغير نظريتنا للحج لا يجب ان يصبح الذهاب الى الكعبة تذكرة الى دخول الجنة
بعد عمر مدبد فحسب بل يجب ان يكون للحج قوة سياسية ضخمة ويجب ان تهرع
صحافة العالم الى متابعة انبائة بوصفة مؤتمرا سياسيا دوريا يجتمع فية كل
قادة الدول الاسلامية ورجال الراى فيها وعلمائها فى كافة انحاء المعرفة
وكتابها وملوك الصناعة فيها وتجارها وشبابها ليضعو فى هذا البرلمان
الاسلامى العالمى خطوطا عريضة لسياسة بلادهم وتعاونها معا حتى يحين موعد
اجتماعهم من جديد بعد عام يجتمعون خاشعين لكن اقوياء متجردين من
المطامع لكن عاملين مستضعفين لله ولكن اشداء على مشاكلهم واعدائهم حالمين
بحياة اخرى ولكن مؤمنين ان لهم مكانا تحت الشمس يتعين عليهم احتلالة فى هذة
الحياةثم اعود الى الدور التائة الذى يبحث عن بطل يقوم بة ذلك هو الدور وتلك هى ملامحة وهذا هو مسرحة ونحن وحدنا بحكم المكان نستطيع القيام بةجمال عبد الناصر
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ