رغم أن القمة العربية الاقتصادية الثانية التي عقدت بمدينة شرم الشيخ
المصرية في 19 يناير كانت مقررة منذ عامين إلا أن توقيتها يبدو أنه جاء بمثابة حبل
النجاة لإنقاذ بعض الزعماء العرب وقبل فوات الأوان من "لعنة" التونسي محمد
البوعزيزي .
فمعروف أنه قبل أيام من انعقاد القمة تصاعدت التحذيرات
من أن عدوى "بوعزيزي" الذي أشعل انتفاضة شعبية في تونس أطاحت بالرئيس زين العابدين
بن علي ستنتقل لأغلب الدول العربية ولذا لم يكن مستغربا أن تهيمن قضية البطالة في
أوساط الشباب العربي الذين يشكلون أكثر من 25% من السكان على أعمال القمة العربية
الاقتصادية الثانية .
بل وأكد الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته الافتتاحية
أمام القمة أن توفير الوظائف للشباب يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الدول
العربية ، مشددا على ضرورة الاعتماد على القطاع الخاص العربي لإقامة مشاريع البنية
الأساسية وبذل جهد أكبر لتطوير التعليم والبحث العلمي في المنطقة العربية بما يخدم
التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومع أن القمة العربية الاقتصادية الأولى التي عقدت في
19 يناير/كانون الثاني 2009 بالكويت كانت اعتمدت مبادرة أمير الكويت لإنشاء صندوق
لتمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص برأس مال قدره ملياري دولار ، إلا
أنه هذه المرة لم يقتصر الأمر على دعم هذا الصندوق عبر التصريحات وإنما سارعت بعض
الدول للإعلان عن نسبة مساهمتها فيه ، بالإضافة إلى تأكيد القادة العرب مجددا
التزامهم الكامل بالاستراتيجيات التنموية والفكر الاقتصادي المتطور الذي تم إقراره
في قمة الكويت .
كما أكد القادة العرب فى إعلان قمة شرم الشيخ
الاقتصادية الذي تلاه عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في الجلسة
الختامية للقمة اصرار الدول العربية علي المضي قدما في تنمية مجتمعاتها بشريا
وتكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا وتطوير هياكل عملها العربي المشترك في إطار جامعة
الدول العربية علي نحو يضمن المستقبل الأفضل لشعوبها وأجيالها
القادمة.
وأضاف القادة العرب في البيان الختامي أيضا أن التفكير
في عقد مؤتمرات القمة العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية كان الهدف منه مواجهة
التحديات التنموية التي لاتقل في أهميتها عن مواجهة التحديات السياسية القائمة
وكلها تؤثر في حاضر ومستقبل الأمة العربية وأمنها ، مشددين في هذا الصدد على أن
الأمن الغذائي والحد من البطالة والفقر يمثل أولوية قصوي للدول العربية
.
بل واللافت للانتباه أيضا أن بعض الزعماء العرب أدركوا
أخيرا أن الشعوب لا تعيش بالخبز فقط ولذا شددت القمة في بيانها الختامي على
الالتزام بإتاحة الفرص أمام الشبان العرب لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في النواحي
السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
قلق وحقائق
ورغم
أن البعض كان أكد عشية القمة أن ما حدث في تونس له ظروف خاصة وليس من السهل تكراره
في أي مكان آخر ، إلا أن البيان الختامي السابق والتصريحات التي صاحبت القمة ترجح
عكس ذلك .
فقد أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن
القمة الاقتصادية العربية بشرم الشيخ ركزت على تنفيذ ما توصل إليه القادة العرب في
القمة الاقتصادية عام 2009 التي حددت الأولويات العاجلة المتعلقة بمشاريع الربط
الكهربائي والسكك الحديدية إضافة إلى مشاريع تحقيق الأمن الغذائي والمائي والحد من
البطالة والفقر.
بل واستبق موسى عقد القمة أيضا بدعوة البلدان العربية
الغنية إلى تقديم يد العون إلى بقية الدول العربية المحتاجة ، هذا فيما أكد وزير
الخارجية الكويتي محمد الصباح السالم الصباح أن العالم العربي يشهد حراكا سياسيا
غير مسبوق في إشارة إلى الانفصال المتوقع لجنوب السودان والانتفاضة الشعبية التي
أسقطت حكم زين العابدين بن علي في تونس.
وبجانب ما سبق ، فإن هناك أمرا آخر يرجح أيضا أن هناك
قلقا عربيا من احتمال تكرار الانتفاضة الشعبية في تونس ، حيث سارعت الجزائر والمغرب
والأردن قبل انطلاق القمة الاقتصادية العربية الثانية للإعلان عن خطط لتخفيض أسعار
السلع الأساسية .
وبصفة عامة ، فإنه رغم أن بعض الدول العربية مازالت
تعتمد على قبضة أمنية مشددة وتسيطر بقوة على وسائل الإعلام وتسحق المعارضة ، إلا أن
مسارعتها للإعلان عن احترامها إرادة الشعب التونسي وضعها في مأزق حرج للغاية
باعتبار أنها يجب أن تحترم أيضا إرادة شعوبها وخاصة فيما يتعلق بالحياة الكريمة
وتوفير فرص العمل والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية .
أيضا ، فإن ما حدث في تونس أكد للجميع أن حرية الإعلام
قد تنقذ الرئيس أو الحاكم قبل فوات الأوان وتمنع تضليله من قبل الحاشية المستفيدة
من الأوضاع القائمة ، بل إنه حتى في ظل التقييد على وسائل الإعلام ، فإنه يمكن
للفضائيات الإخبارية والمواقع الاجتماعية على الإنترنت إجهاض مثل تلك "التكتيكات
الاستبدادية" وتحويل احتجاج شبان محبطين في مناطق معزولة إلى حركة واسعة
النطاق.
بل إن العبارة الشهيرة التي رددها الشاعر التونسي
الراحل أبو القاسم الشابي " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر "
تحققت بعد عقود من إطلاقها وأعادت كتابة التاريخ العربي من جديد بل ودحضت المزاعم
تماما حول أن الشعوب العربية باتت مغلوبة على أمرها ومستسلمة للأمر الواقع المفروض
عليها .
والخلاصة أن هناك واقعا جديدا فرض نفسه على الجميع بعد
الانتفاضة الشعبية في تونس وهو الأمر الذي دفع بعض الزعماء العرب لاستغلال قمة شرم
الشيخ الاقتصادية للتأكيد أنهم يدركون التغيير الذي يحدث ويسارعون الخطى لمواكبته
لتجنب مصير "بن علي" .
صور القمة الاقتصادية العربية
الثانية
المصرية في 19 يناير كانت مقررة منذ عامين إلا أن توقيتها يبدو أنه جاء بمثابة حبل
النجاة لإنقاذ بعض الزعماء العرب وقبل فوات الأوان من "لعنة" التونسي محمد
البوعزيزي .
فمعروف أنه قبل أيام من انعقاد القمة تصاعدت التحذيرات
من أن عدوى "بوعزيزي" الذي أشعل انتفاضة شعبية في تونس أطاحت بالرئيس زين العابدين
بن علي ستنتقل لأغلب الدول العربية ولذا لم يكن مستغربا أن تهيمن قضية البطالة في
أوساط الشباب العربي الذين يشكلون أكثر من 25% من السكان على أعمال القمة العربية
الاقتصادية الثانية .
بل وأكد الرئيس المصري حسني مبارك في كلمته الافتتاحية
أمام القمة أن توفير الوظائف للشباب يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الدول
العربية ، مشددا على ضرورة الاعتماد على القطاع الخاص العربي لإقامة مشاريع البنية
الأساسية وبذل جهد أكبر لتطوير التعليم والبحث العلمي في المنطقة العربية بما يخدم
التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومع أن القمة العربية الاقتصادية الأولى التي عقدت في
19 يناير/كانون الثاني 2009 بالكويت كانت اعتمدت مبادرة أمير الكويت لإنشاء صندوق
لتمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص برأس مال قدره ملياري دولار ، إلا
أنه هذه المرة لم يقتصر الأمر على دعم هذا الصندوق عبر التصريحات وإنما سارعت بعض
الدول للإعلان عن نسبة مساهمتها فيه ، بالإضافة إلى تأكيد القادة العرب مجددا
التزامهم الكامل بالاستراتيجيات التنموية والفكر الاقتصادي المتطور الذي تم إقراره
في قمة الكويت .
كما أكد القادة العرب فى إعلان قمة شرم الشيخ
الاقتصادية الذي تلاه عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في الجلسة
الختامية للقمة اصرار الدول العربية علي المضي قدما في تنمية مجتمعاتها بشريا
وتكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا وتطوير هياكل عملها العربي المشترك في إطار جامعة
الدول العربية علي نحو يضمن المستقبل الأفضل لشعوبها وأجيالها
القادمة.
وأضاف القادة العرب في البيان الختامي أيضا أن التفكير
في عقد مؤتمرات القمة العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية كان الهدف منه مواجهة
التحديات التنموية التي لاتقل في أهميتها عن مواجهة التحديات السياسية القائمة
وكلها تؤثر في حاضر ومستقبل الأمة العربية وأمنها ، مشددين في هذا الصدد على أن
الأمن الغذائي والحد من البطالة والفقر يمثل أولوية قصوي للدول العربية
.
بل واللافت للانتباه أيضا أن بعض الزعماء العرب أدركوا
أخيرا أن الشعوب لا تعيش بالخبز فقط ولذا شددت القمة في بيانها الختامي على
الالتزام بإتاحة الفرص أمام الشبان العرب لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في النواحي
السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
قلق وحقائق
محمد بوعزيزي |
أن البعض كان أكد عشية القمة أن ما حدث في تونس له ظروف خاصة وليس من السهل تكراره
في أي مكان آخر ، إلا أن البيان الختامي السابق والتصريحات التي صاحبت القمة ترجح
عكس ذلك .
فقد أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن
القمة الاقتصادية العربية بشرم الشيخ ركزت على تنفيذ ما توصل إليه القادة العرب في
القمة الاقتصادية عام 2009 التي حددت الأولويات العاجلة المتعلقة بمشاريع الربط
الكهربائي والسكك الحديدية إضافة إلى مشاريع تحقيق الأمن الغذائي والمائي والحد من
البطالة والفقر.
بل واستبق موسى عقد القمة أيضا بدعوة البلدان العربية
الغنية إلى تقديم يد العون إلى بقية الدول العربية المحتاجة ، هذا فيما أكد وزير
الخارجية الكويتي محمد الصباح السالم الصباح أن العالم العربي يشهد حراكا سياسيا
غير مسبوق في إشارة إلى الانفصال المتوقع لجنوب السودان والانتفاضة الشعبية التي
أسقطت حكم زين العابدين بن علي في تونس.
وبجانب ما سبق ، فإن هناك أمرا آخر يرجح أيضا أن هناك
قلقا عربيا من احتمال تكرار الانتفاضة الشعبية في تونس ، حيث سارعت الجزائر والمغرب
والأردن قبل انطلاق القمة الاقتصادية العربية الثانية للإعلان عن خطط لتخفيض أسعار
السلع الأساسية .
وبصفة عامة ، فإنه رغم أن بعض الدول العربية مازالت
تعتمد على قبضة أمنية مشددة وتسيطر بقوة على وسائل الإعلام وتسحق المعارضة ، إلا أن
مسارعتها للإعلان عن احترامها إرادة الشعب التونسي وضعها في مأزق حرج للغاية
باعتبار أنها يجب أن تحترم أيضا إرادة شعوبها وخاصة فيما يتعلق بالحياة الكريمة
وتوفير فرص العمل والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية .
أيضا ، فإن ما حدث في تونس أكد للجميع أن حرية الإعلام
قد تنقذ الرئيس أو الحاكم قبل فوات الأوان وتمنع تضليله من قبل الحاشية المستفيدة
من الأوضاع القائمة ، بل إنه حتى في ظل التقييد على وسائل الإعلام ، فإنه يمكن
للفضائيات الإخبارية والمواقع الاجتماعية على الإنترنت إجهاض مثل تلك "التكتيكات
الاستبدادية" وتحويل احتجاج شبان محبطين في مناطق معزولة إلى حركة واسعة
النطاق.
بل إن العبارة الشهيرة التي رددها الشاعر التونسي
الراحل أبو القاسم الشابي " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر "
تحققت بعد عقود من إطلاقها وأعادت كتابة التاريخ العربي من جديد بل ودحضت المزاعم
تماما حول أن الشعوب العربية باتت مغلوبة على أمرها ومستسلمة للأمر الواقع المفروض
عليها .
والخلاصة أن هناك واقعا جديدا فرض نفسه على الجميع بعد
الانتفاضة الشعبية في تونس وهو الأمر الذي دفع بعض الزعماء العرب لاستغلال قمة شرم
الشيخ الاقتصادية للتأكيد أنهم يدركون التغيير الذي يحدث ويسارعون الخطى لمواكبته
لتجنب مصير "بن علي" .
صور القمة الاقتصادية العربية
الثانية
القمة الاقتصادية العربية الثانية |
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ