قصة حب أثارت جدلاً بين علماء الأزهر
فجَّرت
قصة حب وزواج بين شاب مصاب بالإيدز وفتاة سليمة في تونس جدلاً فقهياً بين
علماء الأزهر، فرأى بعضهم أن هذا الزواج سليم شرعاً ولا يجوز منعه، في حين
رأى آخرون أنه محظور شرعاً لكونه أقرب الى الانتحار الذي يجب على ولي الأمر
والحاكم منعه بل وتجريمه بقوة القانون، ولكل من الفريقين أدلته الشرعية،
فماذا قالوا؟
بدافع الشفقة
بدأت
القضية عندما أبلغت فتاة تونسية، تبلغ من العمر 33 سنة، أهلها بأنها ترغب
في الزواج من الشاب شمس الدين، الذي يحمل فيروس فقدان المناعة المكتسبة،
المعروف اختصاراً بـ«الإيدز»، وأنه كان صريحاً معها منذ البداية. عارضها
أهلها ووصفوا خطوتها بأنها مخاطرة بالحياة عندما ينتقل المرض إليها أثناء
العلاقة الزوجية، إلا أنها أصرت على الارتباط به، مؤكدة أنها ستتخذ كل
الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال الفيروس إليها من خلال المتابعة مع الأطباء
المتخصصين. ولم تكتف الفتاة بذلك بل أكدت أنها مستعدة للتضحية بحياتها
وشبابها من أجل حبها.
أمام تصميم الابنة لم يملك الأهل إلا التسليم برغبتها، وتم بالفعل عقد القران.
وقال الشاب شمس الدين: «ظننت في البداية أن القرار الذي اتخذته هذه الفتاة
كان بدافع الشفقة حين ظهرتُ عبر شاشة أحد البرامج التلفزيونية للتعبير عن
مأساتي وقصتي مع الإيدز وحالتي المادية والنفسية الحرجة، ففوجئت بها تتصل
بي وتوطد علاقتها معي، وبدأنا قصة حب حقيقية، وليس شفقة كما كنت أظن، بدليل
أن قصة الحب انتهت بالزواج، رغم محاولاتي الكثيرة لإقناعها بالعدول عن
قرار الزواج. وحذرتها من مغبة تعرضها للإصابة بالفيروس، لكنها كانت مصممة
ومقتنعة بقرار الزواج. ومسألة الإنجاب لم نفكر فيها، لإمكان إصابة الجنين
بالمرض. وقررنا بدء التجربة ونسأل الله التوفيق لأن الزواج مشاعر إنسانية
راقية وليس مجرد علاقة جنسية وإنجاب».
والدة الشاب أكدت أن حب
الفتاة لابنها وشغفها به، بعد أن شاهدته يروي قصته عبر إحدى الفضائيات،
تغلبا على عائق "الإيدز"، وأكدت سعادتها بأن ابنها عقد قرانه وأن العروس
اشترت بنفسها الخاتم كتعبير منها عن مدى رغبتها في الزواج.
صحيح شرعاً ولكن
ابنها
وشغفها به، بعد أن شاهدته يروي قصته عبر إحدى الفضائيات، تغلبا على عائق
"الإيدز"، وأكدت سعادتها بأن ابنها عقد قرانه وأن العروس اشترت بنفسها
الخاتم كتعبير منها عن مدى رغبتها في الزواج.
صحيح شرعاً ولكن
عن حكم الشرع في هذا الزواج قال الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور صبري عبد الرؤوف:
«الشاب ليس آثماً شرعاً، لأنه لم يكذب أو يخدع الطرف الآخر، وإنما أوضح
قبل أن يتزوج أنه مصاب بمرض الإيدز، ووافقت الفتاة رغم أنها سليمة، وعلم
أهلها ذلك ووافقوا، ولو مضطرين.
فهو من الناحية الشرعية صحيح،
ولكن ما يخشاه الجميع أن ينتقل المرض من الزوج إلى زوجته وأنجالهما إذا
قررا الإنجاب، وشخصياً لا أحبذ هذا الزواج لما فيه من أخطار، والأفضل أن
يتزوج مريض الإيدز بمريضة إيدز مثله، لأنه لا يجوز شرعاً للمصاب بالإيدز،
وغيره من الأمراض المعدية، نقل مرضه إلى غيره، وللحاكم معاقبة من يخالف هذا
الحكم الشرعي، بل يمكن أن نقول تجريم ذلك لأن الحرية لها حدود، وإلا كان
الانتحار حلالاً».
قتل عمد
ويتفق الشيخ جمال قطب،
الرئيس السابق للجنة الفتوى في الأزهر، مع ما أفتت به العديد من مؤسسات
الإفتاء في الدول الإسلامية من تحريم تزويج مريض «الإيدز» من فتاة سليمة،
لأنه من شروط صحة الزواج أن يكون كل منهما خالياً من
الموانع الشرعية بالنسبة الى
الزوج الآخر، ومنها الموانع المرضية. ولا قيمة لقبول الطرف الآخر بعد
إطلاعه على تقرير الطبيب بالحالة كلها، وذلك لكون المرض ينتقل إلى الزوجة
ونسلها. وبالتالي تكون المصالح المترتبة على الزواج أقل من أضراره،
والقاعدة الشرعية تقول أنه «لا ضرر ولا ضرار».
وأوضح قطب أنه يجب
على المصاب بمرض الإيدز أن يمتنع عن الزواج بالنساء السليمات صحياً، لأن
المعاشرة الجنسية هي أكثر وسيلة لانتشار هذا المرض. بل إنه حتى إذا أقدم
شخص، سواء كان رجلاً أو امرأة، على الزواج من مصاب بالإيدز بعلمه ورضاه
واختياره فلا مشكلة من الناحية الشرعية لكنه خطأ كبير. ...
أو
امرأة، على الزواج من مصاب بالإيدز بعلمه ورضاه واختياره فلا مشكلة من
الناحية الشرعية لكنه خطأ كبير. بل إنه إذا تزوج رجل بامرأة ثم اكتشف أحد
الزوجين أن صاحبه مصاب بمرض الإيدز، فيرى جمهور العلماء أن لكل واحد من
الزوجين أن يفسخ عقد الزواج، لأن الإيدز مرض منفر وضار، ولهذا فهو موجب
لفسخ العقد لقوله، صلى الله عليه وسلم، «فر من المجذوم فرارك من الأسد».
بل إنه يجوز للزوج غير المصاب الامتناع عن المعاشرة الجنسية، وليس في هذا
معصية، محافظة على النفس لأنه يَحرُم إلقاء النفس في التهلكة. وقد أمرنا
الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالوقاية من الأمراض العادية، فقال: "لا يورد
مُمرض على مُصح"، فما بالنا بالإيدز القاتل الذي لم يتم التوصل إلى علاج
نهائي له حتى الآن.
ويؤكد قطب أن «تعمد نقل العدوى إلى الآخرين
حرام شرعاً، وإذا أدى نقل فيروس الإيدز إلى موت آخر، ولو بعد مدة، وثبت أن
الناقل كان متعمداً في ذلك، جاز القصاص منه من قبل ولي الميت، وإن كان
الناقل غافلاً أو جاهلاً يجب دفع الدية كاملة، لأنه لا فرق في القصاص بين
أن يكون القتل ظاهرياً أو خفيا».
فجَّرت
قصة حب وزواج بين شاب مصاب بالإيدز وفتاة سليمة في تونس جدلاً فقهياً بين
علماء الأزهر، فرأى بعضهم أن هذا الزواج سليم شرعاً ولا يجوز منعه، في حين
رأى آخرون أنه محظور شرعاً لكونه أقرب الى الانتحار الذي يجب على ولي الأمر
والحاكم منعه بل وتجريمه بقوة القانون، ولكل من الفريقين أدلته الشرعية،
فماذا قالوا؟
بدافع الشفقة
بدأت
القضية عندما أبلغت فتاة تونسية، تبلغ من العمر 33 سنة، أهلها بأنها ترغب
في الزواج من الشاب شمس الدين، الذي يحمل فيروس فقدان المناعة المكتسبة،
المعروف اختصاراً بـ«الإيدز»، وأنه كان صريحاً معها منذ البداية. عارضها
أهلها ووصفوا خطوتها بأنها مخاطرة بالحياة عندما ينتقل المرض إليها أثناء
العلاقة الزوجية، إلا أنها أصرت على الارتباط به، مؤكدة أنها ستتخذ كل
الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال الفيروس إليها من خلال المتابعة مع الأطباء
المتخصصين. ولم تكتف الفتاة بذلك بل أكدت أنها مستعدة للتضحية بحياتها
وشبابها من أجل حبها.
أمام تصميم الابنة لم يملك الأهل إلا التسليم برغبتها، وتم بالفعل عقد القران.
وقال الشاب شمس الدين: «ظننت في البداية أن القرار الذي اتخذته هذه الفتاة
كان بدافع الشفقة حين ظهرتُ عبر شاشة أحد البرامج التلفزيونية للتعبير عن
مأساتي وقصتي مع الإيدز وحالتي المادية والنفسية الحرجة، ففوجئت بها تتصل
بي وتوطد علاقتها معي، وبدأنا قصة حب حقيقية، وليس شفقة كما كنت أظن، بدليل
أن قصة الحب انتهت بالزواج، رغم محاولاتي الكثيرة لإقناعها بالعدول عن
قرار الزواج. وحذرتها من مغبة تعرضها للإصابة بالفيروس، لكنها كانت مصممة
ومقتنعة بقرار الزواج. ومسألة الإنجاب لم نفكر فيها، لإمكان إصابة الجنين
بالمرض. وقررنا بدء التجربة ونسأل الله التوفيق لأن الزواج مشاعر إنسانية
راقية وليس مجرد علاقة جنسية وإنجاب».
والدة الشاب أكدت أن حب
الفتاة لابنها وشغفها به، بعد أن شاهدته يروي قصته عبر إحدى الفضائيات،
تغلبا على عائق "الإيدز"، وأكدت سعادتها بأن ابنها عقد قرانه وأن العروس
اشترت بنفسها الخاتم كتعبير منها عن مدى رغبتها في الزواج.
صحيح شرعاً ولكن
ابنها
وشغفها به، بعد أن شاهدته يروي قصته عبر إحدى الفضائيات، تغلبا على عائق
"الإيدز"، وأكدت سعادتها بأن ابنها عقد قرانه وأن العروس اشترت بنفسها
الخاتم كتعبير منها عن مدى رغبتها في الزواج.
صحيح شرعاً ولكن
عن حكم الشرع في هذا الزواج قال الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور صبري عبد الرؤوف:
«الشاب ليس آثماً شرعاً، لأنه لم يكذب أو يخدع الطرف الآخر، وإنما أوضح
قبل أن يتزوج أنه مصاب بمرض الإيدز، ووافقت الفتاة رغم أنها سليمة، وعلم
أهلها ذلك ووافقوا، ولو مضطرين.
فهو من الناحية الشرعية صحيح،
ولكن ما يخشاه الجميع أن ينتقل المرض من الزوج إلى زوجته وأنجالهما إذا
قررا الإنجاب، وشخصياً لا أحبذ هذا الزواج لما فيه من أخطار، والأفضل أن
يتزوج مريض الإيدز بمريضة إيدز مثله، لأنه لا يجوز شرعاً للمصاب بالإيدز،
وغيره من الأمراض المعدية، نقل مرضه إلى غيره، وللحاكم معاقبة من يخالف هذا
الحكم الشرعي، بل يمكن أن نقول تجريم ذلك لأن الحرية لها حدود، وإلا كان
الانتحار حلالاً».
قتل عمد
ويتفق الشيخ جمال قطب،
الرئيس السابق للجنة الفتوى في الأزهر، مع ما أفتت به العديد من مؤسسات
الإفتاء في الدول الإسلامية من تحريم تزويج مريض «الإيدز» من فتاة سليمة،
لأنه من شروط صحة الزواج أن يكون كل منهما خالياً من
الموانع الشرعية بالنسبة الى
الزوج الآخر، ومنها الموانع المرضية. ولا قيمة لقبول الطرف الآخر بعد
إطلاعه على تقرير الطبيب بالحالة كلها، وذلك لكون المرض ينتقل إلى الزوجة
ونسلها. وبالتالي تكون المصالح المترتبة على الزواج أقل من أضراره،
والقاعدة الشرعية تقول أنه «لا ضرر ولا ضرار».
وأوضح قطب أنه يجب
على المصاب بمرض الإيدز أن يمتنع عن الزواج بالنساء السليمات صحياً، لأن
المعاشرة الجنسية هي أكثر وسيلة لانتشار هذا المرض. بل إنه حتى إذا أقدم
شخص، سواء كان رجلاً أو امرأة، على الزواج من مصاب بالإيدز بعلمه ورضاه
واختياره فلا مشكلة من الناحية الشرعية لكنه خطأ كبير. ...
أو
امرأة، على الزواج من مصاب بالإيدز بعلمه ورضاه واختياره فلا مشكلة من
الناحية الشرعية لكنه خطأ كبير. بل إنه إذا تزوج رجل بامرأة ثم اكتشف أحد
الزوجين أن صاحبه مصاب بمرض الإيدز، فيرى جمهور العلماء أن لكل واحد من
الزوجين أن يفسخ عقد الزواج، لأن الإيدز مرض منفر وضار، ولهذا فهو موجب
لفسخ العقد لقوله، صلى الله عليه وسلم، «فر من المجذوم فرارك من الأسد».
بل إنه يجوز للزوج غير المصاب الامتناع عن المعاشرة الجنسية، وليس في هذا
معصية، محافظة على النفس لأنه يَحرُم إلقاء النفس في التهلكة. وقد أمرنا
الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالوقاية من الأمراض العادية، فقال: "لا يورد
مُمرض على مُصح"، فما بالنا بالإيدز القاتل الذي لم يتم التوصل إلى علاج
نهائي له حتى الآن.
ويؤكد قطب أن «تعمد نقل العدوى إلى الآخرين
حرام شرعاً، وإذا أدى نقل فيروس الإيدز إلى موت آخر، ولو بعد مدة، وثبت أن
الناقل كان متعمداً في ذلك، جاز القصاص منه من قبل ولي الميت، وإن كان
الناقل غافلاً أو جاهلاً يجب دفع الدية كاملة، لأنه لا فرق في القصاص بين
أن يكون القتل ظاهرياً أو خفيا».
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ