حوار: سامية أبو النصر
نشأت في أعماق الصعيد في قرية الشيخ داود, مركز القوصيه بمحافظة أسيوط,
والتحقت بمدرسة المحافظة, تبعد مئات الأمتار عن قريتها التي خلت من
المدارس آنذاك.
تحدت التقاليد وتدرجت في مراحل التعليم حتي حصلت علي الدكتوراة من إنجلترا.
في الأربعينيات, في الوقت الذي كانت تناضل فيه المرأة للخروج من
بيتها, إنها الدكتورة حكمت أبو زيد, أول وزيرة للشئون الاجتماعية في
مصر. تخطت عامها التسعين, لكن مازالت ذاكرتها مستقرة وذهنها حاضر,
يحوي العديد من الأسرار والمعلومات. من داخل غرفتها في المستشفي الذي
ترقد فيه منذ شهور كان لنا معها هذا الحوار الذي كشف عن مدي متابعتها
للأحداث في مصر:
> ما رأيك في أحداث ثورة25 يناير؟
تساءلت بدورها, ألم يكن مبارك يعلم بكل هذا الفساد, وهل هو آخر من
يعلم برغم وجود السلطات التنفيذية والعسكرية والتشريعية, ويستطيع بجرة
قلم, أن يلغي قوانين ويضع دستورا جديدا, فالمبالغة في السلطة تفسد
الإنسان.
أنا لست في موقف أدين فيه مبارك, فالكل يدينه. أنا أسأل لماذا
تركوه30 عاما بدون أن يتفوه أحد بكلمة واحدة. لذا أتساءل: هل هي
شجاعة من الشباب أم بسبب الضغوط الشديدة التي عاشوها خلال الفترة
الأخيرة, نحن كشعب نلام, تركنا الحابل ليختلط بالنابل, وتركناه يفعل
ما يريد بنا ولذلك أقول إن الشباب كانوا أشجع من الشعب كله ووضعوا رقابهم
علي أيديهم وقالوا نحن ومن بعدنا الطوفان. وأنا ممتنة لهذه الثورة لأنها
أعادت لي شبابي وجعلتني أشعر بالعزة والكرامة.
> بماذا تنصحين شباب الثورة؟
ـ أقول لشباب الثورة أنتم تبشرون بعهد جديد, وهذا يلزمه دعامات. فلابد
من وجود حكماء يكونون في خدمة الشباب ليعطوهم الخبرة لبناء المرحلة
القادمة, وذلك حتي يبرهن الشباب أنهم قادرون علي البناء لا الهدم, كأي
ثورة عريقة في التاريخ.
> كأستاذة جامعية ما رأيك فيما يحدث في الجامعات الآن؟
ـ أنا فقط أتساءل: هل يمكن أن يطالب الشباب العمداء ورؤساء الجامعات
بالرحيل علي الرغم من أنهم أتوا من خلال قواعد وقوانين. لقد سقط النظام
ولكن يجب ألا نشارك في اسقاط الدولة. فالشباب أصبحوا يتدخلون في كل
شيء, ولابد أن يدعمهم ذوي الخبرة بالنصيحة ويجب التحلي بالموضوعية, ولا
نظل طول الوقت نصفق لمن هم ليسوا ثوارا, لأنه لابد من البناء,
فالتاريخ أثبت أن هناك ثورات أخطأت وأخري أصابت, فنحن قمنا بثورة أشاد
العالم كله بها, فيجب أن نحافظ عليها. وينبغي أن لا يطالب بأمور لا
يمكن الاستجابة لها, لأنها ستؤدي إلي تدمير المؤسسات والجامعات.. وليس
معقولا أبدا أن يتدخل الطلبة في فرض طريقة محددة لتعيين العمداء,
وليتركوا هذه الأمور لمن هم أكثر خبرة.
> هل أنت مع التعديلات الدستورية أم مع وضع دستور جديد؟
ـ المفروض أن يكون هناك دستور جديد, وإذا كانت المرحلة الانتقالية تتطلب
بعض التعديلات حتي تنتهي هذه الفترة, فلا مانع ثم يتم وضع دستور جديد.
> من ترينه أكثر قدرة علي حكم مصر في هذه المرحلة؟ عمرو موسي, محمد البرادعي, د. زويل أم أيمن نور؟
ـ أري أن الأقرب هو عمرو موسي لأنه كان وزير خارجية لامعا وله كاريزما
وقادر علي جذب الجماهير كما أنه مارس العمل مع الدول العربية كأمينا عام
للجامعة العربية أي أن لديه خبرات كثيرة, أما بقية الأسماء, فلا أعرفهم
جيدا.
> شارك في مظاهرات ضد الملك والإنجليز, وعاصرت ثورة52 وثورة25 يناير, فكيف ترين الفرق بينهما؟
ثورة52 كان يقودها ضباط أحرار وكان هناك ما يسمي بفلسفة الثورة وكانت
مقدمة لهدم الإقطاع والرأسمالية المتوحشة, وقد قضت الثورة علي الإقطاع
وأعطت لكل فلاح5 أفدنة وتركت مائة فدان لكل اقطاعي, أما ثورة25
يناير, فكانت قيادتها من الشباب أنفسهم. ولكن الثورتين تتفقان علي
اتحاد الجماهير معهما وعلي أن أهم أسباب اندلاعهما الفجوة الكبيرة بين
الفقراء والأغنياء.
> عاصرت فترة حكم عبدالناصر والسادات ومبارك, فما تقييمك لكل مرحلة؟
ـ عبد الناصر وضع الأسس لقيام الجمهورية وجذور التغيير للمجتمع المصري ووضع جذور الثورة الإجتماعية والثقافية.
أما السادات, فلم أعش فترته كلها ولكن فيما يخص حرب أكتوبر, فإنه إن
لم يسبقها النكسة وبناء الجيش من نقطة الصفر لما استطاع أن يقيم حائط
الصواريخ أو بناء الطيران, أما زمن مبارك فهو الأصعب بسبب تراكم المشاكل
وزيادة احتياجات الناس, لكن هل نحاكم الشخص وحده فلابد أن هناك آخرين
مسئولون معه.
> كنت أول وزيرة في عام62 ونحن في عام2011 لا يوجد سوي وزيرة واحدة, فما رأيك؟
ـ لا يقاس الموضوع بالعدد ولكن ما يهم هو الكفاءة والجدية, والمرأة
قادرة علي اثبات نفسها. المهم هو وضعها في المكان المناسب. فلا تعيين
للمرأة إلا إذا وصلت للنضوج والكفاءة والتخصص المطلوب.
> كنت مشرفة علي تنظيم النشاط النسائي داخل الاتحاد الاشتراكي, فما رأيك في النشاط النسائي حاليا؟
ـ لم أكن معينة في الاتحاد الاشتراكي ولكن جئت من خلال الانتخاب. وكنا
أنا وعائشة عبد الرحمن وسهير القلماوي ونخبة من السيدات في مجلس محافظة
القاهرة وكان هناك تنوع. أما الآن فأنا اعتقد أن كوتة المرأة كانت كلاما
فارغا.
* ما هي رؤيتك للإصلاح في مصر في الفترة الراهنة؟
ـ لابد من تحقيق العدالة الاجتماعية, وأري أن هؤلاء الشباب, ممن
أشعلوا فتيل الثورة في مصر, هم القادرون علي ذلك. هم من يستطيعون بناء
مصر الجديدة القائمة علي التعليم والبحث العلمي. هم الأقدر علي حماية
ثورتهم وعلينا مساعدتهم.
نشأت في أعماق الصعيد في قرية الشيخ داود, مركز القوصيه بمحافظة أسيوط,
والتحقت بمدرسة المحافظة, تبعد مئات الأمتار عن قريتها التي خلت من
المدارس آنذاك.
تحدت التقاليد وتدرجت في مراحل التعليم حتي حصلت علي الدكتوراة من إنجلترا.
في الأربعينيات, في الوقت الذي كانت تناضل فيه المرأة للخروج من
بيتها, إنها الدكتورة حكمت أبو زيد, أول وزيرة للشئون الاجتماعية في
مصر. تخطت عامها التسعين, لكن مازالت ذاكرتها مستقرة وذهنها حاضر,
يحوي العديد من الأسرار والمعلومات. من داخل غرفتها في المستشفي الذي
ترقد فيه منذ شهور كان لنا معها هذا الحوار الذي كشف عن مدي متابعتها
للأحداث في مصر:
> ما رأيك في أحداث ثورة25 يناير؟
تساءلت بدورها, ألم يكن مبارك يعلم بكل هذا الفساد, وهل هو آخر من
يعلم برغم وجود السلطات التنفيذية والعسكرية والتشريعية, ويستطيع بجرة
قلم, أن يلغي قوانين ويضع دستورا جديدا, فالمبالغة في السلطة تفسد
الإنسان.
أنا لست في موقف أدين فيه مبارك, فالكل يدينه. أنا أسأل لماذا
تركوه30 عاما بدون أن يتفوه أحد بكلمة واحدة. لذا أتساءل: هل هي
شجاعة من الشباب أم بسبب الضغوط الشديدة التي عاشوها خلال الفترة
الأخيرة, نحن كشعب نلام, تركنا الحابل ليختلط بالنابل, وتركناه يفعل
ما يريد بنا ولذلك أقول إن الشباب كانوا أشجع من الشعب كله ووضعوا رقابهم
علي أيديهم وقالوا نحن ومن بعدنا الطوفان. وأنا ممتنة لهذه الثورة لأنها
أعادت لي شبابي وجعلتني أشعر بالعزة والكرامة.
> بماذا تنصحين شباب الثورة؟
ـ أقول لشباب الثورة أنتم تبشرون بعهد جديد, وهذا يلزمه دعامات. فلابد
من وجود حكماء يكونون في خدمة الشباب ليعطوهم الخبرة لبناء المرحلة
القادمة, وذلك حتي يبرهن الشباب أنهم قادرون علي البناء لا الهدم, كأي
ثورة عريقة في التاريخ.
> كأستاذة جامعية ما رأيك فيما يحدث في الجامعات الآن؟
ـ أنا فقط أتساءل: هل يمكن أن يطالب الشباب العمداء ورؤساء الجامعات
بالرحيل علي الرغم من أنهم أتوا من خلال قواعد وقوانين. لقد سقط النظام
ولكن يجب ألا نشارك في اسقاط الدولة. فالشباب أصبحوا يتدخلون في كل
شيء, ولابد أن يدعمهم ذوي الخبرة بالنصيحة ويجب التحلي بالموضوعية, ولا
نظل طول الوقت نصفق لمن هم ليسوا ثوارا, لأنه لابد من البناء,
فالتاريخ أثبت أن هناك ثورات أخطأت وأخري أصابت, فنحن قمنا بثورة أشاد
العالم كله بها, فيجب أن نحافظ عليها. وينبغي أن لا يطالب بأمور لا
يمكن الاستجابة لها, لأنها ستؤدي إلي تدمير المؤسسات والجامعات.. وليس
معقولا أبدا أن يتدخل الطلبة في فرض طريقة محددة لتعيين العمداء,
وليتركوا هذه الأمور لمن هم أكثر خبرة.
> هل أنت مع التعديلات الدستورية أم مع وضع دستور جديد؟
ـ المفروض أن يكون هناك دستور جديد, وإذا كانت المرحلة الانتقالية تتطلب
بعض التعديلات حتي تنتهي هذه الفترة, فلا مانع ثم يتم وضع دستور جديد.
> من ترينه أكثر قدرة علي حكم مصر في هذه المرحلة؟ عمرو موسي, محمد البرادعي, د. زويل أم أيمن نور؟
ـ أري أن الأقرب هو عمرو موسي لأنه كان وزير خارجية لامعا وله كاريزما
وقادر علي جذب الجماهير كما أنه مارس العمل مع الدول العربية كأمينا عام
للجامعة العربية أي أن لديه خبرات كثيرة, أما بقية الأسماء, فلا أعرفهم
جيدا.
> شارك في مظاهرات ضد الملك والإنجليز, وعاصرت ثورة52 وثورة25 يناير, فكيف ترين الفرق بينهما؟
ثورة52 كان يقودها ضباط أحرار وكان هناك ما يسمي بفلسفة الثورة وكانت
مقدمة لهدم الإقطاع والرأسمالية المتوحشة, وقد قضت الثورة علي الإقطاع
وأعطت لكل فلاح5 أفدنة وتركت مائة فدان لكل اقطاعي, أما ثورة25
يناير, فكانت قيادتها من الشباب أنفسهم. ولكن الثورتين تتفقان علي
اتحاد الجماهير معهما وعلي أن أهم أسباب اندلاعهما الفجوة الكبيرة بين
الفقراء والأغنياء.
> عاصرت فترة حكم عبدالناصر والسادات ومبارك, فما تقييمك لكل مرحلة؟
ـ عبد الناصر وضع الأسس لقيام الجمهورية وجذور التغيير للمجتمع المصري ووضع جذور الثورة الإجتماعية والثقافية.
أما السادات, فلم أعش فترته كلها ولكن فيما يخص حرب أكتوبر, فإنه إن
لم يسبقها النكسة وبناء الجيش من نقطة الصفر لما استطاع أن يقيم حائط
الصواريخ أو بناء الطيران, أما زمن مبارك فهو الأصعب بسبب تراكم المشاكل
وزيادة احتياجات الناس, لكن هل نحاكم الشخص وحده فلابد أن هناك آخرين
مسئولون معه.
> كنت أول وزيرة في عام62 ونحن في عام2011 لا يوجد سوي وزيرة واحدة, فما رأيك؟
ـ لا يقاس الموضوع بالعدد ولكن ما يهم هو الكفاءة والجدية, والمرأة
قادرة علي اثبات نفسها. المهم هو وضعها في المكان المناسب. فلا تعيين
للمرأة إلا إذا وصلت للنضوج والكفاءة والتخصص المطلوب.
> كنت مشرفة علي تنظيم النشاط النسائي داخل الاتحاد الاشتراكي, فما رأيك في النشاط النسائي حاليا؟
ـ لم أكن معينة في الاتحاد الاشتراكي ولكن جئت من خلال الانتخاب. وكنا
أنا وعائشة عبد الرحمن وسهير القلماوي ونخبة من السيدات في مجلس محافظة
القاهرة وكان هناك تنوع. أما الآن فأنا اعتقد أن كوتة المرأة كانت كلاما
فارغا.
* ما هي رؤيتك للإصلاح في مصر في الفترة الراهنة؟
ـ لابد من تحقيق العدالة الاجتماعية, وأري أن هؤلاء الشباب, ممن
أشعلوا فتيل الثورة في مصر, هم القادرون علي ذلك. هم من يستطيعون بناء
مصر الجديدة القائمة علي التعليم والبحث العلمي. هم الأقدر علي حماية
ثورتهم وعلينا مساعدتهم.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ