الحياة الثقافية
الفلسفة. نشأت الفلسفة في بلاد الإغريق القديمة
خلال القرن السادس قبل الميلاد. وكلمة فلسفة تعريب للكلمة (فيلوسوفي)
الإنجليزية التي تنحدر إلى كلمتين إغريقيتين تعنيان حب الحكمة. أثار
الفلاسفة العديد من الأسئلة التي يمكن اعتبارها اليوم موضوعات للبحث
والدراسة. فَكَّر الفلاسفة في جوهر الكون وكيفية عمله، ثم ناقشوا فيما بعد
طبيعة المعرفة، والحقيقة، وبحثوا كثيرًا، بغية تحديد الخير والشر.
اعْتُبر
كلّ من سُقْراط وأفلاطون وأرسطوطاليس أكثر الفلاسفة أهمية. ودروس سقراط،
كانت تنصبُّ على مساءلة مستمعيه بدقة؛ لإظهار ضعف آرائهم وحججهم، بينما
تناول أفلاطون موضوعات مثل الجمال، والعدالة، وحسن الحُكم. لخص أرسطوطاليس
إنجازات الفلسفة والعلم.
كان القسم الأكبر من أبناء الشعب الإغريقي
يكتنفهم الشك حيال الفلاسفة ونظرياتهم، وبالرغم من هذا، فإن الخرافات
والأساطير باتت تحظى باعتقادهم. وفي عام 399 ق.م، قضت هيئة من المُحلفين
الأثينيين على سقراط بالموت؛ لأنه أبدى استخفافه بآلهتهم المزعومة.
العلم.
اعتقد العلماء الإغريق، شأنهم في ذلك شأن الفلاسفة، بوجود عالم يخضع
لنظام، ويعمل وفقًا لقوانين يمكن اكتشافها. وقد بُني العديد من النظريات
العلمية على المنطق والرياضيات. واستنتجوا الكثير من الملاحظات الدقيقة
للطبيعة، وحققوا بعض الاكتشافات محدودة التأثير في التقنية والحياة
اليومية.
قال ديموقريطس في القرن الخامس قبل الميلاد: إنَّ كُلَّ
الأشياء تتكون من ذرات، وهي أصغر جزء في المادة لا يمكن أن ينقسم. وكان
أريستاركوس، من ساموس، في القرن الثالث قبل الميلاد أول من قرر أن الأرض
تدور حول الشمس. إلا أن معظم المفكرين الإغريق ظلوا على اعتقادهم بأن الشمس
والنجوم والكواكب السيارة تدور حول الأرض.
الفنون. قَدّم
المعماريون والنحاتون والمصورون مساهمات مهمة للفنون. وناضلوا لإيجاد تَصور
للجمال يستند على التناسب المتناسق. وكانت المعابد أكثر الأعمال المعمارية
أثرًا؛ لأن المعبد يتكون من أعمدة متسقة محيطة بقاعة طويلة داخلية.
طوّر
الإغريق ثلاثة نماذج للأعمدة؛ النموذج الدوري البسيط، والأيوني الجميل،
والكورنثي المزخرف. وكان أفضل المعابد التي تم بناؤها في الأكروبولس بأثينا
في القرن الخامس قبل الميلاد. صوَّر النحاتون أشكال آلهتهم وإلاهاتهم
والكائنات البشرية، ثم تزايدت أعمالهم عبر القرون، ومن أشهرهم فيدياس،
وبراكسيتيليس، وليسبوس، وميرون.
بقي عدد قليل من اللوحات الفنية،
وقد زودتنا الرسوم على الفخار، وكذلك الكتابات الإغريقية، والنسخ التي
صنعها الرومانيون بمعلومات رئيسية عن الرسم الإغريقي. وتصور الرسوم
الفخارية والنسخ الرومانية أشكالاً من الأساطير والحياة اليومية.
رافقت
الموسيقى ـ في الغالب ـ المسرحيات والقصص الشعرية في بلاد الإغريق. وكان
الموسيقيون يعزفون المعزوفات الموسيقية في الاحتفالات والاجتماعات الخاصة.
واعتمدت تلك الموسيقى، وبشكل رئيسي، على اللحن والإيقاع.
قدم الكُتاب الإغريق العديد من الأشكال الأدبية، بما فيها القصيدة، وشعر الملاحم، والمسرحيات المأساوية والهزلية، والتاريخ
نظام الحكم
الدولة
ـ المدينة. ظهرت معالمها في بلاد الإغريق في القرن الثامن قبل الميلاد.
يدَّعي معظم المواطنين في الدولة المدينة أنهم ينحدرون من أعراق مشتركة،
ويتكلمون اللهجة المحلية نفسها، ويتبعون العادات والتقاليد والممارسات
الدينية نفسها. تمنح الدولة ـ المدينة سكانها إحساسًا بالتبعية، لأنهم
يعيشون كأبناء أسرة كبيرة.
حكمت مجموعة قليلة من ذوي الثروة، معظم
الدول- المدن في بلاد الإغريق، وعُرف هذا النوع من الحكم بحُكم الأقلية
(الأوليغاركية). وفي القرن السادس قبل الميلاد، مالت بعض الدول ـ المدن نحو
الديمقراطية، ومُنح المواطنون حق الاقتراع على سياسة الحكومة، وتولي
المناصب السياسية والخدمة في القضاء، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية
وأعباء الحياة حالت دون إمكانية مساهمة الطبقات الفقيرة في أمور الحكم
والسياسة، وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن للمرأة والعبيد أية حقوق سياسية حتى
في الديمقراطيات.
أثينا. أصبحت أكثر الدول الديمقراطية نجاحًا
في القرن الخامس قبل الميلاد، وأضحى بمقدور كل مواطن من الذكور أن يَخْدم
في الجمعية التشريعية التي تُقر وتخطط سياسة الحكومة. وكذلك اختيار زُعماء
أثينا. كان قَوام المجلس خمسمائة عضو يجري اختيارهم سنويًا.
أسبرطة.
كانت أكثر الدول الأوليغاركية في الإغريق قوة. وقد شكل المواطنون فيها نحو
10% من مجموع السكان، بينما تشكلت الغالبية العظمى من الأتباع الزراعيين
الذين انحصرت مهمتهم في زراعة الأراضي. وكان نظام الحكم يتركز في الإيفور،
وهو مجموعة مكونة من خمسة ضباط، والجروسيا؛ وهو مكون من ثمانية وعشرين
عضوًا، بالإضافة إلى الملك. كانت فترة الإيفورز تمتد لمدة عام واحد، في حين
أن أعضاء الجروسيا كانوا ينتخبون مدى الحياة. وكان لأسبرطة جمعية وطنية،
لكن لم يكن بمقدور المواطنين طلب مناقشة أية قضية فيها.
القوات
المسلحة. كانت أسبرطة الوحيدة التي تملك جيشًا عاملاً، من بين جميع الدول ـ
المدن الإغريقية. كان الشباب في جميع الدول ـ المدن يتدربون على فن
ومتطلبات الحرب، ويُسْتدعى جميع الرجال القادرين على حمل السلاح زمن الحرب.
وكان لدى أثينا أكبر قوة بحرية تضُم المئات من السفن الحربية الكبيرة،
كانت تزود كل واحدة منها بما لا يقل عن مائتي مُجدِّف.
نظمت قوات
الإغريق تشكيلاً قتاليًا عُرِف باسم الفيلق. وبقي التشكيل الرئيسي قرابة
ثلاثة قرون، فيما بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد. ولتشكيل الفيلق،
يصطف الجنود المشاة كتفًا لكتف في صفوف متتالية، تفصل بين كل نسق وآخر عدة
خطوات، وتتقدم الصفوف بهذه الهيئة نفسها لخوض الأعمال القتالية، حيث كانت
تُسْتخدم السيوف والرماح وغيرها. وكان يتوقف تحقيق النصر في المعارك على
مدى النجاح في اختراق قلب القوات المعادية أو محاصرتها.
نبذة تاريخية
الثقافة
المينوية كانت الحضارة الرئيسية الأولى في بلاد الإغريق وقد أنتج
المينويون أعمالاً تدل على المهارة الفنية كما يشاهد في هذه الصورة
الجدارية.
هومر ـ الجالس ـ مؤلف ملحمتي الإلياذة والأوديسة الإغريقيتين، ويحتمل أن تكون الأشعار قد كتبت خلال القرن الثامن قبل الميلاد.
البداية.
ظهرت أول حضارة رئيسية في بلاد الإغريق في كريت، تلك الجزيرة الواقعة في
بحر إيجة، وكان ذلك نحو عام 3,000 ق.م. وقد عُرفت بالحضارة المينوية نسبة
إلى الملك مينوس، الحاكم الأسطوري لكريت. ودامت سيطرتهم على بحر إيجة حتى
منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما تمكن المسينيون من تكوين
إمبراطورية مسينية كبرى، تمكنت من القضاء على كريت، إلا أنها اتخذت بعضًا
من المعالم الحضارية المينوية، مثل نمط الكتابة. ويعتْقد المؤرخون أن
المسينيين كسبوا الحرب ضد طروادة، في آسيا الصغرى (تركيا الآن) في منتصف
القرن الثالث عشر قبل الميلاد. تلك الحرب التي ألهمت العديد من الأعمال
الأدبية القديمة الكلاسيكية
لم تُعمَّر الحضارة المسينية طويلاً،
فسرعان ما تهاوت بعد القرن الثالث عشر قبل الميلاد بقليل؛ عندما داهمهم
الدوريون وهم غُزاة جدد من الشمال، وفرَّ الكثير من سكانها إلى آسيا
الصغرى. وتُعرف هذه الفترة من تاريخ بلاد الإغريق بالعصر المظلم الذي استمر
حتى عام 800 ق.م. ونسي الإغريق الكتابة، وبعد القرن الثامن ق.م، عاود
الإغريق الكتابة بأبجدية مأخوذة من الكتابة الفينيقية. ولقد روى بعضًا من
أشعارهم بإفاضة الشاعر الضرير هوميروس في ملحمتيه الإلياذة والأوديسة.
تطور
الدول ـ المدن الإغريقية. بدأ تطور الدول ـ المدن الإغريقية خلال العصر
المظلم. فأحيانًا كانت بعض الدول المتجاورة تسعى للاتحاد فيما بينها بغية
تكوين دولة كبرى، مع محاولة معظم الدول الحفاظ على استقلالها. وفي البداية،
كان الملوك يعملون في تلك الدول بمشورة النبلاء الأغنياء. لكنْ سرعان ما
طَرد النبلاءُ الملوكَ نحو عام 750ق.م، وتسلموا زمام الأمور.
واجهت
بلاد الإغريق في تلك الأثناء المشكلة المتمثلة في زيادة أعداد السكان، وقلة
الأراضي الزراعية؛ ولذا اندلع القتال بين الدول المتجاورة، حيث كان القتال
من أجل الحدود أحد أسبابها. وقد نما بعض تلك الدول على حساب الدول الأخرى؛
فأسبرطة أصبحت قوية من خلال قهرها الشعوب المجاورة وتغلُّبها عليها. وبذلك
غدا الكثير من أهالي تلك الدول يعملون في الأراضي لصالح سادتهم من
الأسبرطيين.
دفع نقص الأراضي العديد من الإغريق إلى مغادرة دولهم.
وبذلك قُيض لهم تأسيس دول جديدة على طول شواطئ البحرين الأبيض المتوسط
والأسود خلال المدة الواقعة فيما بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد.
وكان أكثر المستوطنات تطوّرًا في جنوبي إيطاليا وصقلية وقد أصبحت تُعْرف باسم بلاد الإغريـق الكبرى.
تحول
الكثير من المزارعين الإغريق إلى عبيد نتيجة صغر مساحات الأرض التي يعملون
بها وكثرة الديون عليهم وتعذر سدادها، الأمر الذي أدى إلى خسارتهم الأرض
والحرية.
أشكال جديدة من الحكم. أدى تزايد عدم الاستقرار إلى وصول
الطُّغاة للسلطة في العديد من الدول، ونتيجة للثورات أيضًا، أطلق لقب طاغية
للدلالة على القائد الذي يستولى على الحكم المطلق عن طريق القوة.
أنجز
العديد من الطغاة بعضًا من أهداف أتباعهم، فعلى سبيل المثال، قاموا بتوزيع
الأراضي الزراعية، وسخَّروا الشعب للعمل في مشاريع عمرانية كبيرة، وأخيرًا
زاد الطغاة من اهتماماتهم بتنمية قوتهم أكثر من خدمتهم للشعب.
تم
التخلص من الكثير من الطغاة عن طريق الأوليغاركية؛ حيث تولى الحكم عدد من
الأثرياء والنبلاء، وأخذ العديد من الدول في التحرك نحو الديمقراطية. وفي
عام 594 ق.م. تسلم الأثينيون مقاليد الحكم ومثَّلهم رجل دولة يدعى سولون،
بغية إصلاح القوانين. فأنهى عبودية المدنيين، وقسم المواطنين إلى طبقات
تبعًا للثروة، وحدد الحقوق والواجبات لكل طبقة. ووضع أيضًا، مسودة قانون.
وبعد أن ترك سولون منصبه بأمد قليل، اندلعت حرب أهلية في عام 560 ق.م.،
واستولى على الحكم طاغية عُرف باسم بيزيستراتوس.
واقترح كليسثينيز
عام 508 ق.م دستورًا يجعل من أثينا دولة ديمقراطية، معتمدًا حق الاقتراع في
الجمعية لكافة الرجال الأحرار البالغين، وأنشأ مجلسًا يضم خمسمائة عضو،
وكانت أبواب العضوية فيه مفتوحة أمام كل مواطن، ولذا فإن إصلاحاته أتاحت
الفرصة لكافة المواطنين للخدمة في الحكومة.
الحروب الفارسية. توسعت
الإمبراطورية الفارسية بسرعة، وتمكنت من هزيمة العديد من الدول الإغريقية
في آسيا الصغرى خلال القرن السادس قبل الميلاد. وفي الفترة الواقعة بين
عامي 499 و 494 ق.م، تمردت تلك الدول على الحكم الفارسي، فما كان من الملك
داريوس الأول إلا أن شن حملة عسكرية كبيرة، تمكنت من سحق الثورة، ومن ثم
تابعت قواته التقدم باتجاه أثينا، لتأديبها، بسبب دعمها للثائرين الإغريق.
في
آسيا الصغرى، مُنيت القوات الفارسية بهزيمة كبيرة في معركة ماراثون عام
490 ق.م، التي أوقفت المد الفارسي. جددّ خليفة دارا أحشورش الأول، حملاته
العسكرية ضد الإغريق. وإزاء الخطر الداهم، توحدت بعض الدول الإغريقية تحت
قيادة أسبرطة للقتال ضد الغزاة. هَزمت القوات الفارسية قوة إغريقية صغيرة
في ممر الثرموبايلي الضيق، وتابعت تقدمها نحو أثينا، عندئذ، ووفقًا لخطة
ثميستوكليس، جرى سحب الأسطول الأثيني إلى خليج سلاميز؛ حيث تمكن من تحقيق
النصر على الأسطول الفارسي، وأغرق ما يقرب من نصف الأسطول. ورجع الملك
الفارسي إلى بلاده مع بقايا قواته. وبعد ذلك، نجح الإغريق في تصفية القوات
الفارسية المتبقية عام 479ق.م.
************
الفلسفة. نشأت الفلسفة في بلاد الإغريق القديمة
خلال القرن السادس قبل الميلاد. وكلمة فلسفة تعريب للكلمة (فيلوسوفي)
الإنجليزية التي تنحدر إلى كلمتين إغريقيتين تعنيان حب الحكمة. أثار
الفلاسفة العديد من الأسئلة التي يمكن اعتبارها اليوم موضوعات للبحث
والدراسة. فَكَّر الفلاسفة في جوهر الكون وكيفية عمله، ثم ناقشوا فيما بعد
طبيعة المعرفة، والحقيقة، وبحثوا كثيرًا، بغية تحديد الخير والشر.
اعْتُبر
كلّ من سُقْراط وأفلاطون وأرسطوطاليس أكثر الفلاسفة أهمية. ودروس سقراط،
كانت تنصبُّ على مساءلة مستمعيه بدقة؛ لإظهار ضعف آرائهم وحججهم، بينما
تناول أفلاطون موضوعات مثل الجمال، والعدالة، وحسن الحُكم. لخص أرسطوطاليس
إنجازات الفلسفة والعلم.
كان القسم الأكبر من أبناء الشعب الإغريقي
يكتنفهم الشك حيال الفلاسفة ونظرياتهم، وبالرغم من هذا، فإن الخرافات
والأساطير باتت تحظى باعتقادهم. وفي عام 399 ق.م، قضت هيئة من المُحلفين
الأثينيين على سقراط بالموت؛ لأنه أبدى استخفافه بآلهتهم المزعومة.
العلم.
اعتقد العلماء الإغريق، شأنهم في ذلك شأن الفلاسفة، بوجود عالم يخضع
لنظام، ويعمل وفقًا لقوانين يمكن اكتشافها. وقد بُني العديد من النظريات
العلمية على المنطق والرياضيات. واستنتجوا الكثير من الملاحظات الدقيقة
للطبيعة، وحققوا بعض الاكتشافات محدودة التأثير في التقنية والحياة
اليومية.
قال ديموقريطس في القرن الخامس قبل الميلاد: إنَّ كُلَّ
الأشياء تتكون من ذرات، وهي أصغر جزء في المادة لا يمكن أن ينقسم. وكان
أريستاركوس، من ساموس، في القرن الثالث قبل الميلاد أول من قرر أن الأرض
تدور حول الشمس. إلا أن معظم المفكرين الإغريق ظلوا على اعتقادهم بأن الشمس
والنجوم والكواكب السيارة تدور حول الأرض.
الفنون. قَدّم
المعماريون والنحاتون والمصورون مساهمات مهمة للفنون. وناضلوا لإيجاد تَصور
للجمال يستند على التناسب المتناسق. وكانت المعابد أكثر الأعمال المعمارية
أثرًا؛ لأن المعبد يتكون من أعمدة متسقة محيطة بقاعة طويلة داخلية.
طوّر
الإغريق ثلاثة نماذج للأعمدة؛ النموذج الدوري البسيط، والأيوني الجميل،
والكورنثي المزخرف. وكان أفضل المعابد التي تم بناؤها في الأكروبولس بأثينا
في القرن الخامس قبل الميلاد. صوَّر النحاتون أشكال آلهتهم وإلاهاتهم
والكائنات البشرية، ثم تزايدت أعمالهم عبر القرون، ومن أشهرهم فيدياس،
وبراكسيتيليس، وليسبوس، وميرون.
بقي عدد قليل من اللوحات الفنية،
وقد زودتنا الرسوم على الفخار، وكذلك الكتابات الإغريقية، والنسخ التي
صنعها الرومانيون بمعلومات رئيسية عن الرسم الإغريقي. وتصور الرسوم
الفخارية والنسخ الرومانية أشكالاً من الأساطير والحياة اليومية.
رافقت
الموسيقى ـ في الغالب ـ المسرحيات والقصص الشعرية في بلاد الإغريق. وكان
الموسيقيون يعزفون المعزوفات الموسيقية في الاحتفالات والاجتماعات الخاصة.
واعتمدت تلك الموسيقى، وبشكل رئيسي، على اللحن والإيقاع.
قدم الكُتاب الإغريق العديد من الأشكال الأدبية، بما فيها القصيدة، وشعر الملاحم، والمسرحيات المأساوية والهزلية، والتاريخ
نظام الحكم
الدولة
ـ المدينة. ظهرت معالمها في بلاد الإغريق في القرن الثامن قبل الميلاد.
يدَّعي معظم المواطنين في الدولة المدينة أنهم ينحدرون من أعراق مشتركة،
ويتكلمون اللهجة المحلية نفسها، ويتبعون العادات والتقاليد والممارسات
الدينية نفسها. تمنح الدولة ـ المدينة سكانها إحساسًا بالتبعية، لأنهم
يعيشون كأبناء أسرة كبيرة.
حكمت مجموعة قليلة من ذوي الثروة، معظم
الدول- المدن في بلاد الإغريق، وعُرف هذا النوع من الحكم بحُكم الأقلية
(الأوليغاركية). وفي القرن السادس قبل الميلاد، مالت بعض الدول ـ المدن نحو
الديمقراطية، ومُنح المواطنون حق الاقتراع على سياسة الحكومة، وتولي
المناصب السياسية والخدمة في القضاء، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية
وأعباء الحياة حالت دون إمكانية مساهمة الطبقات الفقيرة في أمور الحكم
والسياسة، وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن للمرأة والعبيد أية حقوق سياسية حتى
في الديمقراطيات.
أثينا. أصبحت أكثر الدول الديمقراطية نجاحًا
في القرن الخامس قبل الميلاد، وأضحى بمقدور كل مواطن من الذكور أن يَخْدم
في الجمعية التشريعية التي تُقر وتخطط سياسة الحكومة. وكذلك اختيار زُعماء
أثينا. كان قَوام المجلس خمسمائة عضو يجري اختيارهم سنويًا.
أسبرطة.
كانت أكثر الدول الأوليغاركية في الإغريق قوة. وقد شكل المواطنون فيها نحو
10% من مجموع السكان، بينما تشكلت الغالبية العظمى من الأتباع الزراعيين
الذين انحصرت مهمتهم في زراعة الأراضي. وكان نظام الحكم يتركز في الإيفور،
وهو مجموعة مكونة من خمسة ضباط، والجروسيا؛ وهو مكون من ثمانية وعشرين
عضوًا، بالإضافة إلى الملك. كانت فترة الإيفورز تمتد لمدة عام واحد، في حين
أن أعضاء الجروسيا كانوا ينتخبون مدى الحياة. وكان لأسبرطة جمعية وطنية،
لكن لم يكن بمقدور المواطنين طلب مناقشة أية قضية فيها.
القوات
المسلحة. كانت أسبرطة الوحيدة التي تملك جيشًا عاملاً، من بين جميع الدول ـ
المدن الإغريقية. كان الشباب في جميع الدول ـ المدن يتدربون على فن
ومتطلبات الحرب، ويُسْتدعى جميع الرجال القادرين على حمل السلاح زمن الحرب.
وكان لدى أثينا أكبر قوة بحرية تضُم المئات من السفن الحربية الكبيرة،
كانت تزود كل واحدة منها بما لا يقل عن مائتي مُجدِّف.
نظمت قوات
الإغريق تشكيلاً قتاليًا عُرِف باسم الفيلق. وبقي التشكيل الرئيسي قرابة
ثلاثة قرون، فيما بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد. ولتشكيل الفيلق،
يصطف الجنود المشاة كتفًا لكتف في صفوف متتالية، تفصل بين كل نسق وآخر عدة
خطوات، وتتقدم الصفوف بهذه الهيئة نفسها لخوض الأعمال القتالية، حيث كانت
تُسْتخدم السيوف والرماح وغيرها. وكان يتوقف تحقيق النصر في المعارك على
مدى النجاح في اختراق قلب القوات المعادية أو محاصرتها.
نبذة تاريخية
الثقافة
المينوية كانت الحضارة الرئيسية الأولى في بلاد الإغريق وقد أنتج
المينويون أعمالاً تدل على المهارة الفنية كما يشاهد في هذه الصورة
الجدارية.
هومر ـ الجالس ـ مؤلف ملحمتي الإلياذة والأوديسة الإغريقيتين، ويحتمل أن تكون الأشعار قد كتبت خلال القرن الثامن قبل الميلاد.
البداية.
ظهرت أول حضارة رئيسية في بلاد الإغريق في كريت، تلك الجزيرة الواقعة في
بحر إيجة، وكان ذلك نحو عام 3,000 ق.م. وقد عُرفت بالحضارة المينوية نسبة
إلى الملك مينوس، الحاكم الأسطوري لكريت. ودامت سيطرتهم على بحر إيجة حتى
منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما تمكن المسينيون من تكوين
إمبراطورية مسينية كبرى، تمكنت من القضاء على كريت، إلا أنها اتخذت بعضًا
من المعالم الحضارية المينوية، مثل نمط الكتابة. ويعتْقد المؤرخون أن
المسينيين كسبوا الحرب ضد طروادة، في آسيا الصغرى (تركيا الآن) في منتصف
القرن الثالث عشر قبل الميلاد. تلك الحرب التي ألهمت العديد من الأعمال
الأدبية القديمة الكلاسيكية
لم تُعمَّر الحضارة المسينية طويلاً،
فسرعان ما تهاوت بعد القرن الثالث عشر قبل الميلاد بقليل؛ عندما داهمهم
الدوريون وهم غُزاة جدد من الشمال، وفرَّ الكثير من سكانها إلى آسيا
الصغرى. وتُعرف هذه الفترة من تاريخ بلاد الإغريق بالعصر المظلم الذي استمر
حتى عام 800 ق.م. ونسي الإغريق الكتابة، وبعد القرن الثامن ق.م، عاود
الإغريق الكتابة بأبجدية مأخوذة من الكتابة الفينيقية. ولقد روى بعضًا من
أشعارهم بإفاضة الشاعر الضرير هوميروس في ملحمتيه الإلياذة والأوديسة.
تطور
الدول ـ المدن الإغريقية. بدأ تطور الدول ـ المدن الإغريقية خلال العصر
المظلم. فأحيانًا كانت بعض الدول المتجاورة تسعى للاتحاد فيما بينها بغية
تكوين دولة كبرى، مع محاولة معظم الدول الحفاظ على استقلالها. وفي البداية،
كان الملوك يعملون في تلك الدول بمشورة النبلاء الأغنياء. لكنْ سرعان ما
طَرد النبلاءُ الملوكَ نحو عام 750ق.م، وتسلموا زمام الأمور.
واجهت
بلاد الإغريق في تلك الأثناء المشكلة المتمثلة في زيادة أعداد السكان، وقلة
الأراضي الزراعية؛ ولذا اندلع القتال بين الدول المتجاورة، حيث كان القتال
من أجل الحدود أحد أسبابها. وقد نما بعض تلك الدول على حساب الدول الأخرى؛
فأسبرطة أصبحت قوية من خلال قهرها الشعوب المجاورة وتغلُّبها عليها. وبذلك
غدا الكثير من أهالي تلك الدول يعملون في الأراضي لصالح سادتهم من
الأسبرطيين.
دفع نقص الأراضي العديد من الإغريق إلى مغادرة دولهم.
وبذلك قُيض لهم تأسيس دول جديدة على طول شواطئ البحرين الأبيض المتوسط
والأسود خلال المدة الواقعة فيما بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد.
وكان أكثر المستوطنات تطوّرًا في جنوبي إيطاليا وصقلية وقد أصبحت تُعْرف باسم بلاد الإغريـق الكبرى.
تحول
الكثير من المزارعين الإغريق إلى عبيد نتيجة صغر مساحات الأرض التي يعملون
بها وكثرة الديون عليهم وتعذر سدادها، الأمر الذي أدى إلى خسارتهم الأرض
والحرية.
أشكال جديدة من الحكم. أدى تزايد عدم الاستقرار إلى وصول
الطُّغاة للسلطة في العديد من الدول، ونتيجة للثورات أيضًا، أطلق لقب طاغية
للدلالة على القائد الذي يستولى على الحكم المطلق عن طريق القوة.
أنجز
العديد من الطغاة بعضًا من أهداف أتباعهم، فعلى سبيل المثال، قاموا بتوزيع
الأراضي الزراعية، وسخَّروا الشعب للعمل في مشاريع عمرانية كبيرة، وأخيرًا
زاد الطغاة من اهتماماتهم بتنمية قوتهم أكثر من خدمتهم للشعب.
تم
التخلص من الكثير من الطغاة عن طريق الأوليغاركية؛ حيث تولى الحكم عدد من
الأثرياء والنبلاء، وأخذ العديد من الدول في التحرك نحو الديمقراطية. وفي
عام 594 ق.م. تسلم الأثينيون مقاليد الحكم ومثَّلهم رجل دولة يدعى سولون،
بغية إصلاح القوانين. فأنهى عبودية المدنيين، وقسم المواطنين إلى طبقات
تبعًا للثروة، وحدد الحقوق والواجبات لكل طبقة. ووضع أيضًا، مسودة قانون.
وبعد أن ترك سولون منصبه بأمد قليل، اندلعت حرب أهلية في عام 560 ق.م.،
واستولى على الحكم طاغية عُرف باسم بيزيستراتوس.
واقترح كليسثينيز
عام 508 ق.م دستورًا يجعل من أثينا دولة ديمقراطية، معتمدًا حق الاقتراع في
الجمعية لكافة الرجال الأحرار البالغين، وأنشأ مجلسًا يضم خمسمائة عضو،
وكانت أبواب العضوية فيه مفتوحة أمام كل مواطن، ولذا فإن إصلاحاته أتاحت
الفرصة لكافة المواطنين للخدمة في الحكومة.
الحروب الفارسية. توسعت
الإمبراطورية الفارسية بسرعة، وتمكنت من هزيمة العديد من الدول الإغريقية
في آسيا الصغرى خلال القرن السادس قبل الميلاد. وفي الفترة الواقعة بين
عامي 499 و 494 ق.م، تمردت تلك الدول على الحكم الفارسي، فما كان من الملك
داريوس الأول إلا أن شن حملة عسكرية كبيرة، تمكنت من سحق الثورة، ومن ثم
تابعت قواته التقدم باتجاه أثينا، لتأديبها، بسبب دعمها للثائرين الإغريق.
في
آسيا الصغرى، مُنيت القوات الفارسية بهزيمة كبيرة في معركة ماراثون عام
490 ق.م، التي أوقفت المد الفارسي. جددّ خليفة دارا أحشورش الأول، حملاته
العسكرية ضد الإغريق. وإزاء الخطر الداهم، توحدت بعض الدول الإغريقية تحت
قيادة أسبرطة للقتال ضد الغزاة. هَزمت القوات الفارسية قوة إغريقية صغيرة
في ممر الثرموبايلي الضيق، وتابعت تقدمها نحو أثينا، عندئذ، ووفقًا لخطة
ثميستوكليس، جرى سحب الأسطول الأثيني إلى خليج سلاميز؛ حيث تمكن من تحقيق
النصر على الأسطول الفارسي، وأغرق ما يقرب من نصف الأسطول. ورجع الملك
الفارسي إلى بلاده مع بقايا قواته. وبعد ذلك، نجح الإغريق في تصفية القوات
الفارسية المتبقية عام 479ق.م.
************
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ