سقارة
هى
كتاب مفتوح تحكى صفحاته قصة الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفه. وهى
الجبانة الوحيدة في مصر كلها التي تضم مقابر منذ بداية التاريخ المصري وحتى
نهايته. بل وتضم آثاراً من العصرين اليونانى والرومانى. اشتق اسمها من اسم
إله الجبانة (سكر).
هرم سقارة
ويمكن
الإشارة إلى أهم آثار سقاره من خلال تقسيم المنطقة إلى قطاعات: القطاع
الشمالي، والقطاع الأوسط، وقطاع هرم تيتى، والقطاع الغربى، وقطاع هرم
أوناس، والقطاع الجنوبى.
القطاع الشمالي
يضم
مجموعة من المقابر أهمها مقبرة كاعبر (شيخ البلد)، ومقبرة حسى رع (أسرة 3،
والتى خرجت منها الألواح الخشبية المنقوش عليها مناظر وكتابات هيروغليفيه،
والمعروضة بالمتحف المصرى). ثم هناك السراديب المنقورة في باطن الأرض،
والتى كانت مخصصة لدفن الطائر أبو منجل بعد تحنيطه، وكذلك القرد باعتبارهما
رمزين للإله جحوتى، إله الحكمة والمعرفة. وتضم هذه السراديب مئات الآلاف
من هذه الطيور والقردة، وظلت مستخدمة في العصرين اليونانى والرومانى، وعثر
فيها على نصوص بكتابات مختلفة، من بينها الخطان الديموطيقى واليونانى.
ويضم
هذا القطاع أيضاً مصاطب بعض ملوك الأسرتين الأولى والثانية، وهى مشيدة
بالطوب اللبن، كما عثر في السنوات الأخيرة في هذا القطاع بالقرب من استراحة
كبار الزوار على مقابر صخرية من الدولة الحديثة، من أهمها مقبرة (عبريا).
القطاع الأوسط
ويضم
مجموعة زوسر، وهرم الملك أوسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة. وتعتبر مجموعة
زوسر مجموعة ذات طبيعة خاصة، فهى ليست مجموعة هرمية تقليدية، لأنها تضم
منشآت (كفناء عيد (سد)، وبيت الشمال، وبيت الجنوب) ليس لها من دور وظيفى في
المجموعة الهرمية. لهذا فليس دقيقاً أن يذكر أن أقدم مجموعة هرمية هى
مجموعة زوسر، فالواقع أن أقدم مجموعة هرمية تقليدية هى مجموعة الملك "حونى"
في ميدوم. تتكون المجموعة من سور يحيط به مدخل فعلى في الناحية الشرقية،
و13 مدخلاً رمزياً ضاعت جميعها، باستثناء مدخل واحد لا يزال قائما في الضلع
الجنوبى.
يتضمن
السور المدخل الفعلى للمجموعة، ثم ردهة صغيره، وصالة طويلة مقسمة إلى
وحدات، وفناء مكشوف، والمقبرة الجنوبية، والمصطبة المدرجة (هرم زوسر
المدرج)، وفناء عيد (سد)، والمعبد الشمالي، وملحقاته، وبيت الشمال، وبيت
الجنوب. وليس من شك في أن المجموعة تمثل طفرة معمارية أحدثها إيمحتب مهندس
الملك زوسر، والتى تمثلت في استخدام الحجر على نطاق واسع، وفى تغيير تصميم
المقبرة من مصطبة إلى مصطبة مدرجة.
أما
هرم أوسركاف، فهو يعرف بالهرم المخربش لكثرة ما أصابه من تدمير، فبدا
مشوهاً إلى حد كبير. يبلغ ارتفاعه الأصلي حوالي 44.5م. ولا يختلف في
تكوينه والمجموعة الهرميه عن أهرامات من سبقوه، باستثناء أن المعبد الجنزى
شيد ناحية الجنوب.
وقد عثر في هذا المعبد علي رأس ضخم من الجرانيت الوردى للملك أوسركاف، معروضة حالياً في المتحف المصرى.
قطاع هرم تتى
ويتضمن
هرم الملك تتى (أول ملوك الأسرة السادسة)، وهرمى زوجتية، الملكة إبوت،
والملكة خويت، ومجموعة من المقابر الهامة لكبار رجال الدولة، منها مقابر
مرروكا، وكاجمنى، وعنخ ماحور.
أما
عن هرم تتى، فقد كان ارتفاعه الأصلي حوالي 52.5م. جاء فقيراً في عمارته،
ولكنه يتضمن من الداخل مجموعة من نصوص الأهرامات المنقوشة على جدران غرفة
الدفن والممرات الداخلية بدقة شديدة. والمعروف أن هذا هو الهرم الثانى الذي
يتضمن هذه النصوص بعد هرم الملك أوناس، آخر ملوك الأسرة الخامسة.
أما
عن هرم الملكة "إبوت" زوجة الملك تتى، فقد شيد على بعد حوالي 100م إلى
الشمال من المعبد الجنزى لزوجها. وهو هرم صغير الحجم، ويبدو أن تشييده جرى
في عهد ابنها الملك بيبى الأول. وعلى مسافة قريبة إلى الشمال من هرم إبوت،
عثر على أطلال هرم للملكة خويت، إحدى زوجات الملك تتى.
وهناك
مجموعة المقابر الشهيرة، منها مقبرة "مرى روكا" الذي كان وزيراً في عهد
الملك تتى، والتى تزخر جدرانها بالعديد من المناظر والنصوص الهامة. ومقبرة
كاجمنى، والذي كان هو الآخر وزيراً في عهد الملك تتى، والتى تعتبر بمثابة
سجل لكثير من المناظر الدنيوية والدينية. ثم هناك مقبرة الطبيب عنخ ماحور،
الذي كان وزيراً هو الآخر، والذي تضم جدران مقبرته المنظر الشهير لختان أحد
الصبية.
القطاع الغربى
ويضم السرابيوم، ومجموعة من المقابر، أهمها مقابر (تى ، وبتاح حتب، وآخت حتب، ومجمع الفلاسفة "البانثيون").
أما
السرابيوم، فهو اسم يعنى: (مقر أوضريح الإله سرابيس)، وهو مسمى يونانى
مرتبط بالمسمى اليونانى (سرابيس) للإله المصري القديم (حب)، أى: (الثور
أبيس). وكلمة سرابيس كلمه مركبة تجمع بين الإله اوزير والإله حب. وسرابيوم
سقارة عبارة عن مجموعة من الممرات المنقورة تحت سطح الأرض، والتى خصصت لدفن
مومياوات العجل أبيس في توابيت ضخمة من الجرانيت. وتختلف عن سرابيوم
الإسكندرية الذي كان معبداً للإله سرابيس، رأس ثالوث الإسكندرية.
بدئ باستخدام السرابيوم لدفن العجل المقدس في عهد الأسرة 26، واستمر استخدامه في العصر البطلمى.
أما
عن مقبرة "تى"، فهى من أشهر مقابر سقاره لضخامتها، وتخطيطها المعمارى
المتميز، وثراء مناظرها ونصوصها، ووصول الفن فيها إلى درجة راقية. كان "تى"
مشرفا على أهرامات ومعابد الشمس للملكين نفر اير كارع، ونى وسر رع، من
ملوك الأسرة الخامسة.
أما
بتاح حوتب، وآخت حتب، فقد شغلا مناصب هامة، بينها وزير وقاض. وقد عاشا في
عهد أواخر ملوك الأسرة الخامسة جدكارع إسسى، وأوناس، وتركا مقبرتين من أجمل
وأهم مقابر سقارة. أما مجمع الفلاسفة فيطلق على مكان تجمعت فيها تماثيل
بعض فلاسفة اليونان، مثل سقراط وأرسطو وأفلاطون، والتى لايزال بعضها قائماً
على بعد عشرات الأمتار من مدخل السرابيوم، وبالقرب من مقبرة تى.
قطاع هرم أوناس
وهو
قطاع ثرى بآثاره، إذ يضم هرم أوناس ومجموعتة الهرمية، وهما: مجموعة سخم
خت، ابن الملك زوسر، ومجموعة كبيرة من مقابر الدولة القديمة والدولة
الحديثة، وبعض مقابر من الأسرتين 26، 27.
ويتميز
هرم أوناس بأنه أول هرم سجلت على جدرانه الداخلية نصوص الأهرامات. هذا
ولاتزال أطلال معبده الجنزى قائمة، وكذلك الحفر التي كانت مخصصة لسفن
الملك، ثم الطريق الصاعد الذي لايزال يحتفظ بجزء من سقفه ثم أطلال معبد
الوادى الكائنة عند مدخل منطقة سقارة في الوادى.
أما مجموعة سخم خت،
فهى مجموعة تماثل في معظم أجزائها مجموعة الملك زوسر من حيث التخطيط، وإن
لم ينته العمل فيها بعد، وتقع على بعد مئات الأمتار إلى الجنوب الغربى من
هرم أوناس. وقد عثر في الممرات والحجرات الواقعة تحت مستوى سطح الأرض أسفل
الهرم على عدد كبير من الأوانى، حمل بعضها اسم الملك سخم خت، كما عثر على
صندوق من الخشب يضم مجموعة من الحلى الذهبية، وعلى عدد من أوراق البردى
عليه كتابة بالخط الديوطيقى، وآثار ودفنات من أواخر العصور المصرية والعصر
البطلمى. وعثر في حجرة الدفن على تابوت من الألبستر كان مغلقا بإحكام، وعند
فتحه، اتضح انه خالٍ، وليس هناك ما يؤكد أنه استخدام بالفعل للدفن.
ويضم
هذا القطاع مجموعة من المقابر الهامة لبعض أفراد الأسرة المالكة، ولكبار
رجال الدولة، يقع بعضها إلى الشمال من الطريق الصاعد لهرم أوناس، والبعض
الآخر إلى الجنوب من هذا الطريق. أما المقابر الواقعة إلى الشمال، فمنها
مصطبة الملكة "خنوت"، و"الملكة نبت"، و"إى نفرت"، و"أناس عنخ"، و"الأميرة
إدوت"، والوزير "محو"، ومقبرة "خنو" و"آخت حتب".
أما
عن مقبرة "إدوت"، فهى من أهم مقابر سقارة، فصاحبتها أميرة من البيت
المالك، عاشت في نهاية الأسرة الخامسة، وأوائل الأسرة السادسة. وتتميز
المقبرة بثراء مناظرها، وجمال ألوانها.
أما
"خنو" فكان مشرفاً على هرم وأوناس. وربما عاش في بداية الأسرة السادسة.
وتتميز مقبرته بوصول فن النقش فيها إلى درجة عالية من الإتقان.
ومصطبة
الوزير "محو" الذي عاش في بداية الأسرة السادسة (فى عهد كل من تتى وبيبى
الأول)، تعتبر من أهم مقابر سقارة. أما عن المقابر الواقعة إلى الجنوب من
الطريق الصاعد، فمن أهمها مقابر "نفرحر إن بتاح"، و "نفر"، و "إير كوى
بتاح"، و"نى عنخ خنوم"، و"خنوم حتب"، بالإضافة إلى مجموعة مقابر الدولة
الحديثة. وتشتهر مقبرة "نفر حر إن بتاح"، والتى تعرف بمقبرة الطيور بأن
صاحبها الذي عاش في الأسرة الخامسة كان مصففاً للشعر في القصر الملكى، لهذا
تتضمن جدران هذه المقبرة ما يتعلق بهذه المهنة. كما تشتهر بما سجل على
جدرانها من أنواع كثيرة من الطيور.
وتتميز
مقبرة "نفر" بثراء مناظرها، ومهارة الفنان الذي نقش ولون هذه المناظر،
بالإضافة إلى المومياء التي عثر عليها في بئر دفن في المقبرة، والتى يظن
أنها لنفر نفسه.
وتعرف
مقبرة "إيركوى بتاح" بأنها مقبرة الجزارين، وكان صاحبها رئيس الجزارين في
القصر الملكى في الأسرة الخامسة. وتزخر جدران المقبرة بمجموعة من التماثيل
المنقورة في الصخر لصاحب المقبرة، بالإضافة إلى عدد كبير من المناظر التي
تمثل المراحل التي تمر بها عملية ذبح الأضاحى.
والمقبرة
الأخيرة تخص شخصين، هما "نى عنخ خنوم"، و"خنوم حتب"، وعاشا في الأسرة
الخامسة، وكان يشغلان وظائف كهنة رع في معبد الشمس للملك نى وسررع، ورؤساء
الأرشيف في القصر الملكى. وتعتبر هذه المقبرة المزدوجة من أكبر وأجمل مقابر
سقارة.
ومنذ
أوائل الثمانينات، عثر في هذا القطاع في التلال الرملية الواقعة إلى
الجنوب من الطريق الصاعد على مجموعة من المقابر من عصر الدولة الحديثة،
وذلك من خلال بعثة جامعة القاهرة (كلية الآثار، وبعثة إنجليزية هولندية
مشتركة)، وتخص المقابر مجموعة من كبار رجال الدولة في الدولة الحديثة،
والذين تحملوا مسئولية الدلتا، وأقاموا في منف.
لعل
أشهر هذه المقابر مقبرة (حور محب) عندما كان قائداً عسكرياً في منف، والذي
أصبح فيما بعد ملكاً لمصر في نهاية الأسرة 18، ودفن في المقبرة التي أعدت
له في وادى الملوك، ومقبرة "عبريا" الذي عاش في عهد أمنحتب الثالث
وإخناتون، و"مايا" وزير الخزانة في عهد توت عنخ آمون، و"نفر رنبت" الوزير
في عهد رعمسيس الثانى.
القطاع الجنوبى
وهو
القطاع الذي يضم بعض أهرامات ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، وبعض
الملكات، بالإضافة إلى مصطبة شبسسكاف التي تعرف بمصطبة فرعون . فهناك
أهرامات ببى الأول، ومرى إن رع ، وببى الثانى، وأهرامات الملكات (نيت –
وإبوت وووجبتن )، ثم مصطبة فرعون، وهرم لأحد ملوك الأسرة الثامنة، ويدعى
إبى .
وسنبدأ
بالترتيب الزمنى بمصطبة فرعون، والتى جاءت تعبيراً كما يعتقد عن رفض هذا
الملك لعقيدة الشمس ولمظاهرها، والتى من بينها الشكل الهرمى للمقبرة .
والمقبرة تبدو على شكل تابوت مستطيل، طولها 100م وعرضها 71م، وارتفاعها
18م. ألحقت بها بقية المجموعة الهرمية التي لم يكشف عن معبد الوادى فيها
حتى الآن.
أما
الملك جد كارع إسسى، فهو صاحب الهرم الذي يعرف بالهرم الشواف، والذي دمر
وبقية المجموعة الهرمية تدميراً شديداً، كما عثر إلى الشمال من المعبد
الجنزى عن أطلال هرم لزوجة هذا الملك. أما عن هرم ببى الأول، فيشتهر بما
تتضمنه جدرانه الداخلية من نصوص الأهرام. ورغم ما أصابه من دمار، فقد أصبح
معداً الآن للزيارة. والمعروف أن اسم هذا الهرم هو "ببى من نفر"، أى "هرم
ببى ثابت وجميل"، و"من نفر" هو الاسم الذي أطلق على العاصمة منف.
أما
عن هرمى مرى إن رع، وببى الثانى، فإنهما لا يختلفان كثيراً عن هرم ببى
الأول. وقد عثر على ثلاثة أهرامات لزوجات الملك ببى الثانى، وهن: "نيت،
وإبوت ووجبتن"، ورغم صغر حجم هذه الأهرامات، إلا أنها تضمنت من الداخل نصوص
الأهرامات شأنها في ذلك شأن أهرامات الملوك. كما عثر في السنوات الأخيرة
على أكثر من هرم لزوجات ببى الأول.
أما
هرم الأسرة الثامنة، والذي ينسب للملك إبى، فإنه يقع الى الجنوب الغربى من
هرم الملك ببى الثانى، ويبدو أن الارتفاع الأصلي كان حوالي 40م.
هى
كتاب مفتوح تحكى صفحاته قصة الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفه. وهى
الجبانة الوحيدة في مصر كلها التي تضم مقابر منذ بداية التاريخ المصري وحتى
نهايته. بل وتضم آثاراً من العصرين اليونانى والرومانى. اشتق اسمها من اسم
إله الجبانة (سكر).
هرم سقارة
ويمكن
الإشارة إلى أهم آثار سقاره من خلال تقسيم المنطقة إلى قطاعات: القطاع
الشمالي، والقطاع الأوسط، وقطاع هرم تيتى، والقطاع الغربى، وقطاع هرم
أوناس، والقطاع الجنوبى.
القطاع الشمالي
يضم
مجموعة من المقابر أهمها مقبرة كاعبر (شيخ البلد)، ومقبرة حسى رع (أسرة 3،
والتى خرجت منها الألواح الخشبية المنقوش عليها مناظر وكتابات هيروغليفيه،
والمعروضة بالمتحف المصرى). ثم هناك السراديب المنقورة في باطن الأرض،
والتى كانت مخصصة لدفن الطائر أبو منجل بعد تحنيطه، وكذلك القرد باعتبارهما
رمزين للإله جحوتى، إله الحكمة والمعرفة. وتضم هذه السراديب مئات الآلاف
من هذه الطيور والقردة، وظلت مستخدمة في العصرين اليونانى والرومانى، وعثر
فيها على نصوص بكتابات مختلفة، من بينها الخطان الديموطيقى واليونانى.
ويضم
هذا القطاع أيضاً مصاطب بعض ملوك الأسرتين الأولى والثانية، وهى مشيدة
بالطوب اللبن، كما عثر في السنوات الأخيرة في هذا القطاع بالقرب من استراحة
كبار الزوار على مقابر صخرية من الدولة الحديثة، من أهمها مقبرة (عبريا).
القطاع الأوسط
ويضم
مجموعة زوسر، وهرم الملك أوسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة. وتعتبر مجموعة
زوسر مجموعة ذات طبيعة خاصة، فهى ليست مجموعة هرمية تقليدية، لأنها تضم
منشآت (كفناء عيد (سد)، وبيت الشمال، وبيت الجنوب) ليس لها من دور وظيفى في
المجموعة الهرمية. لهذا فليس دقيقاً أن يذكر أن أقدم مجموعة هرمية هى
مجموعة زوسر، فالواقع أن أقدم مجموعة هرمية تقليدية هى مجموعة الملك "حونى"
في ميدوم. تتكون المجموعة من سور يحيط به مدخل فعلى في الناحية الشرقية،
و13 مدخلاً رمزياً ضاعت جميعها، باستثناء مدخل واحد لا يزال قائما في الضلع
الجنوبى.
يتضمن
السور المدخل الفعلى للمجموعة، ثم ردهة صغيره، وصالة طويلة مقسمة إلى
وحدات، وفناء مكشوف، والمقبرة الجنوبية، والمصطبة المدرجة (هرم زوسر
المدرج)، وفناء عيد (سد)، والمعبد الشمالي، وملحقاته، وبيت الشمال، وبيت
الجنوب. وليس من شك في أن المجموعة تمثل طفرة معمارية أحدثها إيمحتب مهندس
الملك زوسر، والتى تمثلت في استخدام الحجر على نطاق واسع، وفى تغيير تصميم
المقبرة من مصطبة إلى مصطبة مدرجة.
أما
هرم أوسركاف، فهو يعرف بالهرم المخربش لكثرة ما أصابه من تدمير، فبدا
مشوهاً إلى حد كبير. يبلغ ارتفاعه الأصلي حوالي 44.5م. ولا يختلف في
تكوينه والمجموعة الهرميه عن أهرامات من سبقوه، باستثناء أن المعبد الجنزى
شيد ناحية الجنوب.
وقد عثر في هذا المعبد علي رأس ضخم من الجرانيت الوردى للملك أوسركاف، معروضة حالياً في المتحف المصرى.
قطاع هرم تتى
ويتضمن
هرم الملك تتى (أول ملوك الأسرة السادسة)، وهرمى زوجتية، الملكة إبوت،
والملكة خويت، ومجموعة من المقابر الهامة لكبار رجال الدولة، منها مقابر
مرروكا، وكاجمنى، وعنخ ماحور.
أما
عن هرم تتى، فقد كان ارتفاعه الأصلي حوالي 52.5م. جاء فقيراً في عمارته،
ولكنه يتضمن من الداخل مجموعة من نصوص الأهرامات المنقوشة على جدران غرفة
الدفن والممرات الداخلية بدقة شديدة. والمعروف أن هذا هو الهرم الثانى الذي
يتضمن هذه النصوص بعد هرم الملك أوناس، آخر ملوك الأسرة الخامسة.
أما
عن هرم الملكة "إبوت" زوجة الملك تتى، فقد شيد على بعد حوالي 100م إلى
الشمال من المعبد الجنزى لزوجها. وهو هرم صغير الحجم، ويبدو أن تشييده جرى
في عهد ابنها الملك بيبى الأول. وعلى مسافة قريبة إلى الشمال من هرم إبوت،
عثر على أطلال هرم للملكة خويت، إحدى زوجات الملك تتى.
وهناك
مجموعة المقابر الشهيرة، منها مقبرة "مرى روكا" الذي كان وزيراً في عهد
الملك تتى، والتى تزخر جدرانها بالعديد من المناظر والنصوص الهامة. ومقبرة
كاجمنى، والذي كان هو الآخر وزيراً في عهد الملك تتى، والتى تعتبر بمثابة
سجل لكثير من المناظر الدنيوية والدينية. ثم هناك مقبرة الطبيب عنخ ماحور،
الذي كان وزيراً هو الآخر، والذي تضم جدران مقبرته المنظر الشهير لختان أحد
الصبية.
القطاع الغربى
ويضم السرابيوم، ومجموعة من المقابر، أهمها مقابر (تى ، وبتاح حتب، وآخت حتب، ومجمع الفلاسفة "البانثيون").
أما
السرابيوم، فهو اسم يعنى: (مقر أوضريح الإله سرابيس)، وهو مسمى يونانى
مرتبط بالمسمى اليونانى (سرابيس) للإله المصري القديم (حب)، أى: (الثور
أبيس). وكلمة سرابيس كلمه مركبة تجمع بين الإله اوزير والإله حب. وسرابيوم
سقارة عبارة عن مجموعة من الممرات المنقورة تحت سطح الأرض، والتى خصصت لدفن
مومياوات العجل أبيس في توابيت ضخمة من الجرانيت. وتختلف عن سرابيوم
الإسكندرية الذي كان معبداً للإله سرابيس، رأس ثالوث الإسكندرية.
بدئ باستخدام السرابيوم لدفن العجل المقدس في عهد الأسرة 26، واستمر استخدامه في العصر البطلمى.
أما
عن مقبرة "تى"، فهى من أشهر مقابر سقاره لضخامتها، وتخطيطها المعمارى
المتميز، وثراء مناظرها ونصوصها، ووصول الفن فيها إلى درجة راقية. كان "تى"
مشرفا على أهرامات ومعابد الشمس للملكين نفر اير كارع، ونى وسر رع، من
ملوك الأسرة الخامسة.
أما
بتاح حوتب، وآخت حتب، فقد شغلا مناصب هامة، بينها وزير وقاض. وقد عاشا في
عهد أواخر ملوك الأسرة الخامسة جدكارع إسسى، وأوناس، وتركا مقبرتين من أجمل
وأهم مقابر سقارة. أما مجمع الفلاسفة فيطلق على مكان تجمعت فيها تماثيل
بعض فلاسفة اليونان، مثل سقراط وأرسطو وأفلاطون، والتى لايزال بعضها قائماً
على بعد عشرات الأمتار من مدخل السرابيوم، وبالقرب من مقبرة تى.
قطاع هرم أوناس
وهو
قطاع ثرى بآثاره، إذ يضم هرم أوناس ومجموعتة الهرمية، وهما: مجموعة سخم
خت، ابن الملك زوسر، ومجموعة كبيرة من مقابر الدولة القديمة والدولة
الحديثة، وبعض مقابر من الأسرتين 26، 27.
ويتميز
هرم أوناس بأنه أول هرم سجلت على جدرانه الداخلية نصوص الأهرامات. هذا
ولاتزال أطلال معبده الجنزى قائمة، وكذلك الحفر التي كانت مخصصة لسفن
الملك، ثم الطريق الصاعد الذي لايزال يحتفظ بجزء من سقفه ثم أطلال معبد
الوادى الكائنة عند مدخل منطقة سقارة في الوادى.
أما مجموعة سخم خت،
فهى مجموعة تماثل في معظم أجزائها مجموعة الملك زوسر من حيث التخطيط، وإن
لم ينته العمل فيها بعد، وتقع على بعد مئات الأمتار إلى الجنوب الغربى من
هرم أوناس. وقد عثر في الممرات والحجرات الواقعة تحت مستوى سطح الأرض أسفل
الهرم على عدد كبير من الأوانى، حمل بعضها اسم الملك سخم خت، كما عثر على
صندوق من الخشب يضم مجموعة من الحلى الذهبية، وعلى عدد من أوراق البردى
عليه كتابة بالخط الديوطيقى، وآثار ودفنات من أواخر العصور المصرية والعصر
البطلمى. وعثر في حجرة الدفن على تابوت من الألبستر كان مغلقا بإحكام، وعند
فتحه، اتضح انه خالٍ، وليس هناك ما يؤكد أنه استخدام بالفعل للدفن.
ويضم
هذا القطاع مجموعة من المقابر الهامة لبعض أفراد الأسرة المالكة، ولكبار
رجال الدولة، يقع بعضها إلى الشمال من الطريق الصاعد لهرم أوناس، والبعض
الآخر إلى الجنوب من هذا الطريق. أما المقابر الواقعة إلى الشمال، فمنها
مصطبة الملكة "خنوت"، و"الملكة نبت"، و"إى نفرت"، و"أناس عنخ"، و"الأميرة
إدوت"، والوزير "محو"، ومقبرة "خنو" و"آخت حتب".
أما
عن مقبرة "إدوت"، فهى من أهم مقابر سقارة، فصاحبتها أميرة من البيت
المالك، عاشت في نهاية الأسرة الخامسة، وأوائل الأسرة السادسة. وتتميز
المقبرة بثراء مناظرها، وجمال ألوانها.
أما
"خنو" فكان مشرفاً على هرم وأوناس. وربما عاش في بداية الأسرة السادسة.
وتتميز مقبرته بوصول فن النقش فيها إلى درجة عالية من الإتقان.
ومصطبة
الوزير "محو" الذي عاش في بداية الأسرة السادسة (فى عهد كل من تتى وبيبى
الأول)، تعتبر من أهم مقابر سقارة. أما عن المقابر الواقعة إلى الجنوب من
الطريق الصاعد، فمن أهمها مقابر "نفرحر إن بتاح"، و "نفر"، و "إير كوى
بتاح"، و"نى عنخ خنوم"، و"خنوم حتب"، بالإضافة إلى مجموعة مقابر الدولة
الحديثة. وتشتهر مقبرة "نفر حر إن بتاح"، والتى تعرف بمقبرة الطيور بأن
صاحبها الذي عاش في الأسرة الخامسة كان مصففاً للشعر في القصر الملكى، لهذا
تتضمن جدران هذه المقبرة ما يتعلق بهذه المهنة. كما تشتهر بما سجل على
جدرانها من أنواع كثيرة من الطيور.
وتتميز
مقبرة "نفر" بثراء مناظرها، ومهارة الفنان الذي نقش ولون هذه المناظر،
بالإضافة إلى المومياء التي عثر عليها في بئر دفن في المقبرة، والتى يظن
أنها لنفر نفسه.
وتعرف
مقبرة "إيركوى بتاح" بأنها مقبرة الجزارين، وكان صاحبها رئيس الجزارين في
القصر الملكى في الأسرة الخامسة. وتزخر جدران المقبرة بمجموعة من التماثيل
المنقورة في الصخر لصاحب المقبرة، بالإضافة إلى عدد كبير من المناظر التي
تمثل المراحل التي تمر بها عملية ذبح الأضاحى.
والمقبرة
الأخيرة تخص شخصين، هما "نى عنخ خنوم"، و"خنوم حتب"، وعاشا في الأسرة
الخامسة، وكان يشغلان وظائف كهنة رع في معبد الشمس للملك نى وسررع، ورؤساء
الأرشيف في القصر الملكى. وتعتبر هذه المقبرة المزدوجة من أكبر وأجمل مقابر
سقارة.
ومنذ
أوائل الثمانينات، عثر في هذا القطاع في التلال الرملية الواقعة إلى
الجنوب من الطريق الصاعد على مجموعة من المقابر من عصر الدولة الحديثة،
وذلك من خلال بعثة جامعة القاهرة (كلية الآثار، وبعثة إنجليزية هولندية
مشتركة)، وتخص المقابر مجموعة من كبار رجال الدولة في الدولة الحديثة،
والذين تحملوا مسئولية الدلتا، وأقاموا في منف.
لعل
أشهر هذه المقابر مقبرة (حور محب) عندما كان قائداً عسكرياً في منف، والذي
أصبح فيما بعد ملكاً لمصر في نهاية الأسرة 18، ودفن في المقبرة التي أعدت
له في وادى الملوك، ومقبرة "عبريا" الذي عاش في عهد أمنحتب الثالث
وإخناتون، و"مايا" وزير الخزانة في عهد توت عنخ آمون، و"نفر رنبت" الوزير
في عهد رعمسيس الثانى.
القطاع الجنوبى
وهو
القطاع الذي يضم بعض أهرامات ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، وبعض
الملكات، بالإضافة إلى مصطبة شبسسكاف التي تعرف بمصطبة فرعون . فهناك
أهرامات ببى الأول، ومرى إن رع ، وببى الثانى، وأهرامات الملكات (نيت –
وإبوت وووجبتن )، ثم مصطبة فرعون، وهرم لأحد ملوك الأسرة الثامنة، ويدعى
إبى .
وسنبدأ
بالترتيب الزمنى بمصطبة فرعون، والتى جاءت تعبيراً كما يعتقد عن رفض هذا
الملك لعقيدة الشمس ولمظاهرها، والتى من بينها الشكل الهرمى للمقبرة .
والمقبرة تبدو على شكل تابوت مستطيل، طولها 100م وعرضها 71م، وارتفاعها
18م. ألحقت بها بقية المجموعة الهرمية التي لم يكشف عن معبد الوادى فيها
حتى الآن.
أما
الملك جد كارع إسسى، فهو صاحب الهرم الذي يعرف بالهرم الشواف، والذي دمر
وبقية المجموعة الهرمية تدميراً شديداً، كما عثر إلى الشمال من المعبد
الجنزى عن أطلال هرم لزوجة هذا الملك. أما عن هرم ببى الأول، فيشتهر بما
تتضمنه جدرانه الداخلية من نصوص الأهرام. ورغم ما أصابه من دمار، فقد أصبح
معداً الآن للزيارة. والمعروف أن اسم هذا الهرم هو "ببى من نفر"، أى "هرم
ببى ثابت وجميل"، و"من نفر" هو الاسم الذي أطلق على العاصمة منف.
أما
عن هرمى مرى إن رع، وببى الثانى، فإنهما لا يختلفان كثيراً عن هرم ببى
الأول. وقد عثر على ثلاثة أهرامات لزوجات الملك ببى الثانى، وهن: "نيت،
وإبوت ووجبتن"، ورغم صغر حجم هذه الأهرامات، إلا أنها تضمنت من الداخل نصوص
الأهرامات شأنها في ذلك شأن أهرامات الملوك. كما عثر في السنوات الأخيرة
على أكثر من هرم لزوجات ببى الأول.
أما
هرم الأسرة الثامنة، والذي ينسب للملك إبى، فإنه يقع الى الجنوب الغربى من
هرم الملك ببى الثانى، ويبدو أن الارتفاع الأصلي كان حوالي 40م.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ