تل العمارنة
عندما أدراك إخناتون أنه لا إمكانية للاستمرار في طيبة بعدما أظهر كهنة
أمون العداء السافر لدعوته الجديدة، كان عليه أن يبحث عن موقع جديد ينتقل
إليه، ويدعو منه لإلهه آتون. وكان هذا المكان الذى استقر عليه الأمر هو
"آخت آتون" أى "أفق آتون"، وهو الذي تقوم على أطلاله قرى ثلاثة: هي تل
العمارنة، والحاج قنديل (مركز ديرمواس بمحافظة المنيا) و الحوطة (مركز
ديروط بمحافظة أسيوط). وضمت المدينة (التي أمر أخناتون بتحديد حدودها
بأربعة عشرة لوحة تعرف بلوحات الحدود)، معابد آتون، و القصور الملكية،
والأحياء السكنية، والمقابر المصرية لرجاله، والمقبرة الملكية.
وفى إطار فكره الدينى وفلسفة الحياة التي أعلن عنها وتبناها من خلال
"ماعت" أطلت علينا عمارة متميزة، وفن فريد، وإبراز للطبيعة، وتحرر من قداسة
الملكية، وإظهار للحياة الخاصة. وكان الطوب اللبن هو مادة البناء
الأساسية، ربما حرصا، على الانتهاء من كل عناصر المدينة في أسرع وقت ممكن.
ومن العلامات البارزة في حياة إخناتون زوجته نفرتيتي، شريكته في حياته وفى
دعوته.
ومن أهم آثار المنطقة ما يلى:
القصر الجنوبى
يخص الملك إخناتون، ويقع بالقرب من معبد آتون الكبير، وهو مشيد بالطوب
اللبن باستثناء بعض العناصر المعمارية كالمداخل والأعمدة والحمامات..الخ.
وكانت جدران وأرضيات هذا القصر مغطاة بالجص المزين بمناظر جميلة تمثل
الطبيعة من طيور وأشجار وأنهار وأحراش ..الخ. ويحتفظ المتحف المصري بجزء من
أرضية القصر.
القصـر الشمالـى
ويخص فيما يظن حتى الآن إحدى بنات إخناتون (ربما الأميرة مريت آمون)، وهو
مشيد أيضاً بالطوب اللبن، ويضم قاعة للاستقبال، وحماماً للسباحة، وإسطبلاً
للخيول، وغيرها.
معابد آتـون
كان هناك أكثر من معبد للإله آتون، لعل أهمها ذلك المعروف بمعبد آتون
الكبير. كان المعبد مشيداً بالطوب اللبن، باستثناء بوابة المعبد والأعمدة
وبعض العناصر الأخرى. يماثل المعبد في تخطيطه معابد الدولة الحديثة، وإن
روعيَ (تمشياً مع عقيدة آتون) أن تأتى كل عناصر المعبد مكشوفة تعبيراً عن
الاتصال المباشر باله الشمس (آتون). وكان المعبد محاطاً بسور من الطوب
اللبن.
وإلى الخلف من المعبد كانت هناك دار الوثائق، والتي عثر فيها على الرسائل
التي تعرف برسائل تل العمارنة، والمسجلة على ألواح من الطين، وتمثل
الرسائل المتبادلة بين (أمنحتب الثالث، وابنه إخناتون، والملكة تي)، وبين
حكام البلاد الأجنبية الخاضعة لمصر . وهى مكتوبة بالخط المسماري.
الأحياء السكنية
تضم تل العمارنة أكثر من حي سكنى اختلطت فيها مساكن النبلاء بمساكن العمال
والحرفيين، وإن اختلفا في حجم ونوعية وأسلوب بناء السكن، فمساكن النبلاء
كانت كبيرة الحجم تتضمن صالات وغرفاً وحمامات. أما منازل العمال فكانت
تتكون عادة من صالة أمامية، أو حجرة جلوس، وحجرة نوم. وكانت جميع المنازل
تبنى من الطوب اللبن، وتغطى أحياناً بالجص. ومن المنازل: منزل الوزير نخت،
والنبيل بانحسى.
مقابر الأفراد
تقع المقابر الصخرية للأفراد، وعددها 25 مقبرة في مجموعتين:
المجموعة الشماليــة
تقع في تل العمارنة، وتضم ست مقابر، والمجموعة الجنوبية (وتقع في منطقة
الحاج قنديل) وتضم 19 مقبرة. وتتفق المقابر بوجه عام من حيث التخطيط
المعماري، وإن اختلفت في بعض التفاصيل، فهى تتكون من مدخل، ثم صالة أو
أكثر، ثم مقصورة التمثال. وبئر الدفن، وقد تقوم سقوف بعض الصالات على
أعمدة.
وفيما يتعلق بالمناظر المسجلة على جدران المقابر، فهى تدور حول الإله
آتون، والملك إخناتون، وبعض أنشطة الحياة اليومية، وقد نفذت بأسلوب فنى
يتوافق مع المدرسة الفنية الآتونية.
ومن أهم مقابر المجموعة الشمالية مقبرة (حوا) المشرف على الحريم الملكي،
والتي تتضمن العديد من المناظر الهامة، أهمها ذلك الذى يمثل إخناتون
ونفرتيتى والملكة "تى" يتناولون الطعام، ومقبرة مرى رع الكاهن الأعظم للإله
آتون، والتي تضم منظراً يمثل الملك إخناتون والملكة نفرتيتى يقودان عربة،
ربما يتوجهان بها إلى معبد آتون.
ثم هناك مقبرة "مرى رع"، وكان كاتباً ملكياً، ولعل أهم مناظر هذه المقبرة
ذلك الذى يضم إخناتون ونفرتيتى وبناته الست. وهذا هو المنظر الوحيد الذى
تظهر فيه كل بنات إخناتون. وهناك مقبرة "بنتو" رئيس الأطباء، ومقبرة
"بانحسى" قائد الشرطة، وربما هو نفس الشخص الذى عثر له على واحد من أحسن
منازل تل العمارنة حفظاً.
المجموعة الجنوبية
ومن أشهر مقابر المجموعة، مقبرة "ماحو" (رقم 9)، وكان رئيساً للشرطة،
والتي تضم بعض المناظر التي قد يستشف منها أنها كانت هناك مؤامرة مدبرة
للخلاص من إخناتون. ثم هناك المنظر الذى يمثل إخناتون وزوجته في عربتهما،
وهو يهم بتقبيلها.
ولعل أشهر مقابر المجموعة المقبرة (رقم 25)، والتي تخص "آى" كبير كهنة
آتون، والذي تولى الملك بعد الملك "توت عنخ آمون"، وأعد لنفسه مقبرة كملك
في وادى الملوك. وتضم هذه المقبرة النشيد الكامل للملك إخناتون الذى ناجى
به آتون.
المقبرة الملكية
وتقع في طريق وعر يفصل بين السلسلة الشمالية والجنوبية لمقابر الأفراد.
وتماثل المقبرة في تخطيطها مقابر الملوك في وادى الملوك، وتتضمن جدرانها
مناظر لإخناتون وأسرته. ومن المنطقى أن تكون هذه المقبرة قد خصصت لإخناتون،
ولكن ليس هناك من دليل على أنه أو أياً من أفراد أسرته قد دفن فيها.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ