"أوكامبو" .. كلمة سر انفصال جنوب السودان محيط - جهان مصطفى
في استفزاز جديد للعرب والمسلمين ، استأنفت المحكمة الجنائية الدولية ضغوطها لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير ، فيما تجاهلت تماما وثائق ويكيليكس التي تقدم أدلة دامغة على جرائم الاحتلال الأمريكي وأعوانه في العراق .ففي بيان أصدرته في 26 أكتوبر ورغم أن كينيا كانت رفضت دعوة مماثلة في أغسطس الماضي ، صعدت المحكمة الجنائية الدولية مجددا من ضغوطها على نيروبي لاعتقال البشير عندما يزورها للمشاركة في قمة إقليمية . وجاء في بيان المحكمة أنها طلبت من كينيا أن تبلغ في موعد أقصاه التاسع والعشرين من شهر أكتوبر الحالي عن أي سبب قد يمنعها من اعتقال البشير إذا ما زارها في 30 أكتوبر لحضور قمة الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق إفريقيا "إيجاد" .واللافت للانتباه أن الضغوط الجديدة جاءت بعد أن شكت المحكمة الدولية كينيا وهي عضو فيها إلى مجلس الأمن الدولي لأنها لم تعتقل البشير في شهر أغسطس الماضي عندما حضر توقيع الدستور الكيني الجديد وهو الأمر الذي أثار مخاوف البعض من احتمال رضوخ كينيا هذه المرة .ولعل ما ضاعف من القلق في هذا الصدد التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا في 30 أغسطس الماضي بعد يومين من زيارة البشير وأعلن خلالها أن دعوة الرئيس السوداني إلى احتفال المصادقة على الدستور الكيني الجديد كانت "خطأ" ، قائلا :" كان من الخطأ دعوة الرئيس البشير لأنه متهم بجرائم ضد الإنسانية ".وأضاف أن مشاركة البشير في حفل المصادقة على الدستور الكيني الجديد أثارت استياء المحكمة الجنائية الدولية باعتبار أن نيروبي من أعضائها وبالتالي فهي ملزمة بتوقيف البشير الذي اتهم في آذار/مارس 2009 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ثم اتهم في تموز/يوليو 2010 بارتكاب جرائم إبادة في إقليم دارفور.الدور المشبوه لأوكامبو
ورغم التصريحات السابقة ، إلا أن هناك من يشكك في احتمال رضوخ كينيا لضغوط المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو في ضوء حقيقة أن الاتحاد الإفريقي طلب من الدول الأعضاء عدم التعاون مع المحكمة الدولية فيما يتعلق بأمر اعتقال البشير ، هذا بجانب أن الرئيس السوداني لن يخاطر بزيارة كينيا في حال لم يتلق وعودا كافية
بعدم الاستجابة لابتزاز أوكامبو . وأيا كان موقف كينيا في هذا الصدد ، فإن الأمر الذي لاجدال فيه أن أوكامبو بات محورا مهما في مخطط أمريكا وللغرب الهادف للإسراع بتنفيذ مخطط تقسيم السودان ، ولعل هذا ما تؤكده حقيقة أن المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من المحاكم الدولية لم تصدر مذكرة اعتقال بحق رئيس في السلطة سوى البشير .هذا بالإضافة إلى أن أزمة دارفور هي صراع قبلي بالأساس وبين مسلمين وهو ما يشير بوضوح إلى أن هناك مؤامرة دولية ضد السودان تقوم على الضغوط السياسية سواء عبر سيف أوكامبو أو العقوبات ، هذا بالإضافة إلى تأجيج نزاع دارفور واستغلال استفتاء جنوب السودان للإسراع بتقسيم هذا البلد العربي الجريح .ولعل التقارير الصادرة من داخل إسرائيل وأمريكا تؤكد صحة ما سبق ، فقد كشف موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي في 25 أكتوبر أن هناك تعاونا بدأ ينشط مؤخرا بين أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية لتنفيذ مخطط يهدف إلى تقسيم السودان إلى ثلاث دويلات ورسم خريطة جديدة لتلك الدولة العربية.وتابع الموقع الاستخباري الإسرائيلي أن أجهزة المخابرات المذكورة تعمل حاليا على تفكيك السلطة في الخرطوم عبر عملاء داخليين وحركات متمردة وبعدها سيتم إقامة ثلاث دول هي : دولة السودان الإسلامية ودولة دارفور ودولة في الجنوب. وأضاف أن الـ "سي أي أيه" الأمريكي والـ "دجسي" الفرنسي و"الموساد" الإسرائيلي أقاموا مركزين رئيسيين تنفيذ المخطط السابق ، الأول يعمل في تشاد ، والثاني هو مركز التنسيق المشترك بين أجهزة المخابرات الثلاثة ومقره جيبوتي .وفي السياق ذاته ، كشفت دراسة للمعهد الوطني الديمقراطي ومقره الولايات المتحدة أن الغالبية الساحقة من السودانيين الجنوبيين ستصوت لصالح قيام دولة مستقلة في الجنوب في الاستفتاء المقرر إجراؤه بداية عام 2011.وبجانب ما سبق ، خرج السيناتور الأمريكي جون كيري على الملأ في 24 أكتوبر ليهدد الرئيس عمر البشير بتشديد العقوبات على السودان في حال إقدامه على عرقلة تنظيم استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 يناير/كانون الثاني القادم ، مشيرا إلى أن جميع الدلائل تظهر أن سكان جنوب السودان سيصوتون لصالح الانفصال عن الشمال وهو ما يعني تقسيم أكبر دول القارة الإفريقية مساحة واحتفاظ الجنوب بما يوازي 80 بالمائة من احتياطي النفط في السودان ."بقرة مقدسة"
ورغم أن المعارضة السودانية تنتقد سياسات البشير ليل نهار إلا أنها سارعت للتحذير من أبعاد المؤامرة الغربية في السودان ، ففي كلمة ألقاها أمام المجلس المصري للشئون الخارجية في القاهرة في 25 أكتوبر ، أعلن زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي أن استفتاء الجنوب تحول إلى "بقرة مقدسة" لا يمكن لأحد في السودان المساس بها ، بينما يحق للولايات المتحدة فقط المطالبة بتأجيله.وحذر في هذا الصدد من أن إجراء استفتاء جنوب السودان المقرر في التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن أن يدفع بالبلاد إلى كارثة.وتابع المهدي الذي تولى رئاسة الوزراء في السودان في الستينات والثمانينات من القرن الماضي " إجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها ، الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله وهذا سيناريو كارثي".وأضاف " الاستفتاء أصبح بقرة مقدسة لا يستطيع أحد أن يمسها في السودان ، لا أحد يستطيع الكلام عن التأجيل إلا الولايات المتحدة التي يعتبرها الجنوبيون بمثابة ولي الأمر وأي جهة أخرى محلية أو عربية أو أجنبية ستكون مبرراتها محل تشكيك من الجنوبيين".وتحدث المهدي عن عراقيل كثيرة أمام إجراء الاستفتاء بشأن تقرير المصير للجنوب بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 ومنها غياب الثقة والتعاون بين شريكي الحكم في البلاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان صاحبة السيطرة في الجنوب ، بالإضافة إلى عدم دفع الميزانية المطلوبة لعمل مفوضية الاستفتاء ووجود خلافات حول كيفية تصويت ما بين مليون ومليوني جنوبي في الشمال.وتابع أن طرفي الاتفاقية التي أنهت أطول حرب أهلية في إفريقيا تأخرا كثيرا في التفاوض حول قضايا كان ينبغي تسويتها قبل الاستفتاء منها مسائل الحدود والجنسية والعملة والأمن الوطني والمخابرات والأصول والديون والنفط وقضايا أخرى.وبصفة عامة ، فإن مؤامرة تقسيم السودان تسير بخطى متسارعة فيما انشغل بعض السياسيين سواء في الشمال أو الجنوب بمناصبهم وطموحاتهم ، متناسين أن حقائق التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة تؤكد جميعها التداخل بين السودانيين .فالقبائل الرعوية تتنقل باستمرار بين الشمال والجنوب والغرب والشرق ، كما أن النفط وإن كانت تتواجد معظم آباره في الجنوب ، إلا أنه يتم معالجته في الشمال ، هذا بالإضافة إلى التقديرات التي تشير إلى أن ضحايا الصراع بين قبائل الجنوب أكبر من ضحايا الحرب بين الشمال والجنوب ، ولعل هذا ما ظهر واضحا في تصريحات لام أكول الذي انشق مؤخرا عن الحركة الشعبية .ففي 18 يناير الماضي ، أكد لام أكول السياسي البارز في جنوب السودان أن الاستقلال عن الشمال سيكون بمثابة كارثة بالنسبة للجنوب ، قائلا :" في الوقت الراهن وفي ظل وجود الأعمال العدائية في الجنوب والنزاعات بين القبائل والنزاعات حتى ضمن القبيلة الواحدة فإن أي دعوة للانفصال ستكون دعوة لصوملة جنوب السودان". وتبقى حقيقة هامة وهي أن هناك المئات من سكان شمال السودان الذين انضموا إلى حركة التمرد الجنوبية السابقة ، كما التحق عدد من سكان الجنوب بالقوات الحكومية خلال الحرب الأهلية التي استمرت من 1983 إلى 2005 وانتهت بتوقيع اتفاق سلام شامل نص على تنظيم استفتاء تقرير مصير الجنوب ، وهو ما يؤكد صعوبة الفصل التام بين الشمال والجنوب ، فالتداخل في كل شيء هو السمة المميزة وإن كانت هناك خلافات فالحكمة تقتضي أن يتم حلها في إطار الوطن الواحد وليس عبر الانفصال الذي لا يخدم أحدا سوى أعداء السودان .
لويس أوكامبو |
توحد البشير وسيلفا كير قد يمنع الكارثة |
بعدم الاستجابة لابتزاز أوكامبو . وأيا كان موقف كينيا في هذا الصدد ، فإن الأمر الذي لاجدال فيه أن أوكامبو بات محورا مهما في مخطط أمريكا وللغرب الهادف للإسراع بتنفيذ مخطط تقسيم السودان ، ولعل هذا ما تؤكده حقيقة أن المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من المحاكم الدولية لم تصدر مذكرة اعتقال بحق رئيس في السلطة سوى البشير .هذا بالإضافة إلى أن أزمة دارفور هي صراع قبلي بالأساس وبين مسلمين وهو ما يشير بوضوح إلى أن هناك مؤامرة دولية ضد السودان تقوم على الضغوط السياسية سواء عبر سيف أوكامبو أو العقوبات ، هذا بالإضافة إلى تأجيج نزاع دارفور واستغلال استفتاء جنوب السودان للإسراع بتقسيم هذا البلد العربي الجريح .ولعل التقارير الصادرة من داخل إسرائيل وأمريكا تؤكد صحة ما سبق ، فقد كشف موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي في 25 أكتوبر أن هناك تعاونا بدأ ينشط مؤخرا بين أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية لتنفيذ مخطط يهدف إلى تقسيم السودان إلى ثلاث دويلات ورسم خريطة جديدة لتلك الدولة العربية.وتابع الموقع الاستخباري الإسرائيلي أن أجهزة المخابرات المذكورة تعمل حاليا على تفكيك السلطة في الخرطوم عبر عملاء داخليين وحركات متمردة وبعدها سيتم إقامة ثلاث دول هي : دولة السودان الإسلامية ودولة دارفور ودولة في الجنوب. وأضاف أن الـ "سي أي أيه" الأمريكي والـ "دجسي" الفرنسي و"الموساد" الإسرائيلي أقاموا مركزين رئيسيين تنفيذ المخطط السابق ، الأول يعمل في تشاد ، والثاني هو مركز التنسيق المشترك بين أجهزة المخابرات الثلاثة ومقره جيبوتي .وفي السياق ذاته ، كشفت دراسة للمعهد الوطني الديمقراطي ومقره الولايات المتحدة أن الغالبية الساحقة من السودانيين الجنوبيين ستصوت لصالح قيام دولة مستقلة في الجنوب في الاستفتاء المقرر إجراؤه بداية عام 2011.وبجانب ما سبق ، خرج السيناتور الأمريكي جون كيري على الملأ في 24 أكتوبر ليهدد الرئيس عمر البشير بتشديد العقوبات على السودان في حال إقدامه على عرقلة تنظيم استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 يناير/كانون الثاني القادم ، مشيرا إلى أن جميع الدلائل تظهر أن سكان جنوب السودان سيصوتون لصالح الانفصال عن الشمال وهو ما يعني تقسيم أكبر دول القارة الإفريقية مساحة واحتفاظ الجنوب بما يوازي 80 بالمائة من احتياطي النفط في السودان ."بقرة مقدسة"
الصادق المهدي |
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ