بسم الله الرحمن الرحيم
وثائق إعلان جمهورية همام في الصعيد
انتظرونا حصرياً في رمضان.. تلك العبارة التقليدية التي تسبق التنويه عن المسلسل الدرامي التاريخي.. شيخ العرب همام.. صارت علي ألسنة بعض الصبية في مجتمع ملتهب بالعصبيات القبلية، مدعاة للتهكم والاستهزاء، ومحرضة علي اثارة الفتنة حصرياً، فهذه العبارة جري ترديدها من بعض الأفراد الذين عاشت عائلاتهم علي هامش المجتمع، لاستفزاز أحفاد همام علي خلفية عرض إحدي القنوات لتنويهات بها إيحاءات وألفاظ غير لائقة، تصدر عن شخصية همام، في مواقف هزلية مع النساء في حجرات النوم، الأمر الذي رأي فيه أحفاده أن هذه المشاهد تمثل إهانة لشخصية جدهم ومكانته التاريخية التي فتحت شهية الباحثين والدراسين للغوص فيها. التنويهات عن المسلسل يقابلها تنويهات أخري عن أزمة قادمة بدأت مشاهدها تتوالي حصرياً، معارك قانونية وأخري إعلامية علي الفضائيات ولا أحد يعلم ما هو القادم بعد عرض المسلسل الذي صاحبه الجدل، فقد تقدم عبدالكريم محمد عمر نقيب أشراف فرشوط وأحد أحفاد همام بدعوي قضائية أمام محكمة عابدين للأمور المستعجلة، برقم 1908 لسنة 2010.. يطلب فيها وقف عرض المسلسل لما فيه من مشاهد تمس شخصية جدهم، طالباً تعويضاً قيمته 100 مليون جنيه، لأن فريق العمل لم يلتزم بالاتفاقات الودية الشفهية، التي جرت مع أحفاد همام في مسقط رأسه «فرشوط» قبل 8 شهور مع مؤلف ومخرج المسلسل والفنان يحيي الفخراني بأن يتم عرض السيناريو عليهم لمناقشة بعض الأمور قبل البدء في التصوير.
الدعوي وإن كانت تصرفاً استباقياً من القبيلة لحفظ حقوقهم القانونية تجاه أي عبث يمس صورة جدهم، وشخصيته، إلا أنها كانت محفزة علي الغوص في قصة الرجل التي تشبه الأساطير الإغريقية القديمة، فهو لم يكن رجلاً عادياً، أو زعيم قبيلة بالمعني التقليدي لكنه كان صاحب نفوذ وسلطة وحكم، وثراء واسع لم يكن له مثيل في زمنه، دخل في حروب مع المماليك وثار ضد علي بك الكبير، وامتلك جيشاً.
شيخ العرب همام بن يوسف حسب ما تناولته الوثائق ودراسات المؤرخين، هو حفيد الشيخ أحمد محمد همام.. الذي نزح من بلاد المغرب مع قبيلته وانصاره من قبائل العرب وهوارة.
نشأ في بيت أسرة لها ثراء متوارث «242 ألف فدان» وهو الأمر الذي ساهم في اتساع نفوذه بين القبائل، لكن قليلين هؤلاء الذين يعرفون أن هناك فرقاً بين قبيلة الهمامية التي تنتمي إلي همام الأكبر، وبين ذرية همام بن يوسف الذي ينتمي إلي القبيلة نفسها ويرتبطون فيما بينهم جميعاً بمصاهرات وهو ما يؤكد أن همام بن يوسف «شيخ العرب» ليس جد الهمامية جميعاً.
همام بن يوسف تولي حكم دولته في الصعيد لمدة 4 سنوات 1765- 1769 ميلادية، بعد العديد من الصراعات والحروب مع الأمراء والمماليك، فما إن تهدأ إحدي ثوراته علي النظام كانت تلحق بها الأخري، إلي أن انفرد علي بك الكبير بحكم مصر ورأي أن تلك الثورات تهدد سيطرته علي الاقليم الجنوبي، فشن حرباً شعواء علي همام وقبيلته، انتهت بزوال سلطانهم، لكن تلك الحروب لم تجهز علي القبيلة التي اتسع نفوذها في قري ومدن الصعيد، إلي أن تولي محمد علي السلطة، فدمر قراهم وسلب أموالهم وخيولهم ليرتاح من ثوراتهم.
فعلي يد همام بن يوسف عرفت مصر أول نظام جمهوري في التاريخ الحديث «جمهورية همام».. التي سبق قيامها اندلاع الثورة الفرنسية، وترصد كتب التاريخ أن قيام دولة همام بزعامة شيخ العرب وقبيلته.. انتهت بإعلان استقلال الصعيد من المنيا إلي الشلالات، وظل الصعيد علي حد وصف الدكتور لويس عوض في مؤلفه «تاريخ الفكر المصري الحديث» منفصلاً عن الحكم المركزي 4 سنوات، حتي انهارت دولة همام نهائياً بهزيمته وفراره وموته كمداً، وقد تناول الدكتور لويس ايضاً في كتابه بعضاً مما ورد في كتاب تخليص الإبريز لرفاعة الطهطاوي والجبرتي، والجنرال يعقوب، وجميع ما ورد يؤكد أن مصر عرفت النظام الجمهوري قبل أي دولة في العالم.. في وصف الطهطاوي حالة الرأي العام في فرنسا عام 1830 إبان ثورة لويس فيليب علي شارل العاشر يقول: «ولما كانت الرعية لا تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة، وجب عنها أن توكل من تختاره منها للحكم وهذا هو مثل مصر في زمن حكم الهمامية، فكانت إمارة الصعيد جمهورية التزامية أي إقطاعية».
يصف لويس عوض ما تناوله الطهطاوي بالخطر لأن معناه أن مصر عرفت تجربة النظام الجمهوري في الحكم قبل غيرها.
هذا ما قاله لويس عوض الذي لم يتوقف عند حدود ما جاء في كتاب الطهطاوي ويوميات عبدالرحمن الجبرتي، لكنه ذهب الي وجود آخرين تحدثوا عن نظام حكم همام قبل الطهطاوي، ومنهم الجنرال يعقوب، الذي أعد مذكرة أطلق عليها مشروع استقلال مصر، وقدمها عام 1801 إلي الدول الأوروبية عن جمهورية همام في الصعيد، كنموذج لنظام الحكم المدني يقترح قيامه في مصر المستقلة.
أثناء حروب همام مع علي بك الكبير جري العديد من المفاوضات بينهما وتم عقد اتفاق يسقط فيه علي بك الكبير كامل التزام شيخ العرب همام في الصعيد، وهو ما يعني إقراره بإمارته علي إقليم جرجا، وإن كان ذلك بمقابل وكنوع من تهدئة الأمور بينهما، لكي يتمكن علي بك الكبير من القضاء علي المماليك في عصر اتسم بالمؤامرات لكن سرعان ما انقلبت الأمور وقويت شوكة كل منهما فدارت الحروب بينهما وأصبحت جزءاً مهماً في دفاتر التاريخ.
يرفض أحفاد شيخ العرب انتماءهم لقبائل هوارة، مشيرين إلي أن كلمة «هوارة» صفة وليست انتماء قبلياً، لأن انتماءهم للأشراف، فأحد الأحفاد هو نقيب الأشراف في مركز فرشوط وآخر هو عمرو الطاهر عضو مجلس الشعب بالمجلس الأعلي لنقابة الأشراف، ولديهم وثيقة عمرها مائتا عام صادرة من قاضي مكة لصالح درويش وشاهين وعبدالكريم أبناء همام بن يوسف بحضور محمد علي باشا عام 1813 تفيد وتؤكد إثبات نسبهم للأشراف، بالاضافة الي أن «القبيلة» كانت من كبار الملتزمين قبل ثورتهم وقد منح الباب العالي همام بن يوسف التزام والده وظل علي هذه الحال حتي قيامه بثورته وإعلانه لدولته، وهزيمته وموته، الذي تورط فيه ابن عمه، فعندما نزل همام وقبيلته ضيوفاً علي قبيلة الوشاشات وصار بعدها أميراً علي الهوارة، الوشاشات، العليقات، السماعنة، أولاد يحيي، البلابيش، وهم موجودون إلي الآن بهذه المسميات القبلية، لكن بعد هزيمته بقي أبناؤه: درويش وشاهين واستقرا في فرشوط وعبدالكريم استقر في بهجورة، وهم الذين انجبوا الذرية التي توجد الآن في مسقط رأسه وارتبطوا بعلاقات مع أبناء عمومتهم من الهمامية في قري الرئيسية والشاورية، والحلافي التابعة لنجع حمادي، ويعتزون برموزهم التي حافظت علي اسم القبيلة، مثل فهمي عمر الإعلامي الشهير، الذي قدم لإعلان بيان ثورة 23 يوليو 1952 في الإذاعة عندما ذهب إليها الضباط الأحرار، ومن بين الرموز الدكتور حسن همام أول رئيس لاتحاد طلاب الجمهورية العربية المتحدة «مصر وسوريا» ثم أصبح رئيساً لاتحاد الطلبة العرب في غرب أوروبا، ومنهم من أصبح وزيراً في عهد الرئيس مبارك.. الدكتور ماهر مهران وزير السكان الأسبق.. ففي فرشوط لا يوجد أي أثر لشيخ العرب همام سوي مسجده العتيق الذي يخضع لإشراف وزارة الاوقاف وهيئة الآثار، وقد تلاشي قصره الذي دمره محمد علي اثناء مطاردته لأحفاد همام، وأجهز علي الباقي البرنس يوسف كمال، فهدم الحوائط بحثاً عن كنوز وذهب، بعد أن شاع أن همام كان يضعها في قلب الحوائط، وجري تصديق ذلك لثراء همام الفاحش.. وبقي مقر قيادة جيشه علي بعد نحو 8 كيلومترات من فرشوط في منطقة جبلية «قرية العركي» وهذه القلعة المهدمة «أطلال» تتبع الآثار وعليها 6 خفراء يتناوبون علي حراستها، وهذا لم يمنع من العبث الذي تتعرض له القلعة المعروفة في الآثار وأوساط أهالي العركي بـ«دار همام».. الغريب أن أسرة المسلسل الذي يعرض في رمضان لم تذهب للتعرف علي هذا المكان الذي يمكن أن يكون إضافة مهمة في الحديث عن تاريخ هذا الرجل وفتره حكمه، وقد روي لي العمدة مجدي فتحي فهيم من أحفاد همام فرع شاهين أنه لم يتبق من آثاره سوي تلك القلعة المهملة والمسجد المصمم بطريقة فريدة من نوعها، أما أحمد محمد عمر من فرع درويش فيشير إلي أن هناك أيادي خفية تعبث بتاريخ همام وهناك تعمد لإغفال هذه الفترة والإشارة إلي أن جدهم مؤسس أول جمهورية في العصر الحديث بالإضافة الي تأثيره السياسي والاجتماعي، وفجر أحمد مفاجأة عندما قال إن أسرة الهمامية، هي أول من أرسلت برقيات تأييد لمجلس قيادة ثورة 23 يوليو وهذا محفوظ في سجلات مجلس القيادة لأنهم رأوا في الثورة أنها أخذت بثأرهم من الأسرة العلوية التي اضطهدتهم طوال فترة حكمها بداية من محاولة استدراج ابناء همام إلي القلعة لقتلهم، وليس نهاية بالظلم الذي تعرضوا له، ويعود العمدة مجدي فتحي إلي تأكيد أن همام ليس مجرد كبير قبيلة أثرت في الحياة الاجتماعية، ولكنه ظاهرة سياسية في تاريخ مصر، ونأمل ألا يجنح العمل بعيداً عن المناقشات الموضوعية، فهناك تقدير للأعمال الدرامية لكن بشرط ألا تمس الحقيقة ولا تبتعد عن الموضوعية.
أما أحمد محمود عباس حفيد همام من فرع شاهين فيؤكد أن لجوءهم للقضاء أمر طبيعي خشية أن تنفجر الأوضاع لو جري مساس بهيبة رجل كان ملء السمع والبصر.
وثائق إعلان جمهورية همام في الصعيد
انتظرونا حصرياً في رمضان.. تلك العبارة التقليدية التي تسبق التنويه عن المسلسل الدرامي التاريخي.. شيخ العرب همام.. صارت علي ألسنة بعض الصبية في مجتمع ملتهب بالعصبيات القبلية، مدعاة للتهكم والاستهزاء، ومحرضة علي اثارة الفتنة حصرياً، فهذه العبارة جري ترديدها من بعض الأفراد الذين عاشت عائلاتهم علي هامش المجتمع، لاستفزاز أحفاد همام علي خلفية عرض إحدي القنوات لتنويهات بها إيحاءات وألفاظ غير لائقة، تصدر عن شخصية همام، في مواقف هزلية مع النساء في حجرات النوم، الأمر الذي رأي فيه أحفاده أن هذه المشاهد تمثل إهانة لشخصية جدهم ومكانته التاريخية التي فتحت شهية الباحثين والدراسين للغوص فيها. التنويهات عن المسلسل يقابلها تنويهات أخري عن أزمة قادمة بدأت مشاهدها تتوالي حصرياً، معارك قانونية وأخري إعلامية علي الفضائيات ولا أحد يعلم ما هو القادم بعد عرض المسلسل الذي صاحبه الجدل، فقد تقدم عبدالكريم محمد عمر نقيب أشراف فرشوط وأحد أحفاد همام بدعوي قضائية أمام محكمة عابدين للأمور المستعجلة، برقم 1908 لسنة 2010.. يطلب فيها وقف عرض المسلسل لما فيه من مشاهد تمس شخصية جدهم، طالباً تعويضاً قيمته 100 مليون جنيه، لأن فريق العمل لم يلتزم بالاتفاقات الودية الشفهية، التي جرت مع أحفاد همام في مسقط رأسه «فرشوط» قبل 8 شهور مع مؤلف ومخرج المسلسل والفنان يحيي الفخراني بأن يتم عرض السيناريو عليهم لمناقشة بعض الأمور قبل البدء في التصوير.
الدعوي وإن كانت تصرفاً استباقياً من القبيلة لحفظ حقوقهم القانونية تجاه أي عبث يمس صورة جدهم، وشخصيته، إلا أنها كانت محفزة علي الغوص في قصة الرجل التي تشبه الأساطير الإغريقية القديمة، فهو لم يكن رجلاً عادياً، أو زعيم قبيلة بالمعني التقليدي لكنه كان صاحب نفوذ وسلطة وحكم، وثراء واسع لم يكن له مثيل في زمنه، دخل في حروب مع المماليك وثار ضد علي بك الكبير، وامتلك جيشاً.
شيخ العرب همام بن يوسف حسب ما تناولته الوثائق ودراسات المؤرخين، هو حفيد الشيخ أحمد محمد همام.. الذي نزح من بلاد المغرب مع قبيلته وانصاره من قبائل العرب وهوارة.
نشأ في بيت أسرة لها ثراء متوارث «242 ألف فدان» وهو الأمر الذي ساهم في اتساع نفوذه بين القبائل، لكن قليلين هؤلاء الذين يعرفون أن هناك فرقاً بين قبيلة الهمامية التي تنتمي إلي همام الأكبر، وبين ذرية همام بن يوسف الذي ينتمي إلي القبيلة نفسها ويرتبطون فيما بينهم جميعاً بمصاهرات وهو ما يؤكد أن همام بن يوسف «شيخ العرب» ليس جد الهمامية جميعاً.
همام بن يوسف تولي حكم دولته في الصعيد لمدة 4 سنوات 1765- 1769 ميلادية، بعد العديد من الصراعات والحروب مع الأمراء والمماليك، فما إن تهدأ إحدي ثوراته علي النظام كانت تلحق بها الأخري، إلي أن انفرد علي بك الكبير بحكم مصر ورأي أن تلك الثورات تهدد سيطرته علي الاقليم الجنوبي، فشن حرباً شعواء علي همام وقبيلته، انتهت بزوال سلطانهم، لكن تلك الحروب لم تجهز علي القبيلة التي اتسع نفوذها في قري ومدن الصعيد، إلي أن تولي محمد علي السلطة، فدمر قراهم وسلب أموالهم وخيولهم ليرتاح من ثوراتهم.
فعلي يد همام بن يوسف عرفت مصر أول نظام جمهوري في التاريخ الحديث «جمهورية همام».. التي سبق قيامها اندلاع الثورة الفرنسية، وترصد كتب التاريخ أن قيام دولة همام بزعامة شيخ العرب وقبيلته.. انتهت بإعلان استقلال الصعيد من المنيا إلي الشلالات، وظل الصعيد علي حد وصف الدكتور لويس عوض في مؤلفه «تاريخ الفكر المصري الحديث» منفصلاً عن الحكم المركزي 4 سنوات، حتي انهارت دولة همام نهائياً بهزيمته وفراره وموته كمداً، وقد تناول الدكتور لويس ايضاً في كتابه بعضاً مما ورد في كتاب تخليص الإبريز لرفاعة الطهطاوي والجبرتي، والجنرال يعقوب، وجميع ما ورد يؤكد أن مصر عرفت النظام الجمهوري قبل أي دولة في العالم.. في وصف الطهطاوي حالة الرأي العام في فرنسا عام 1830 إبان ثورة لويس فيليب علي شارل العاشر يقول: «ولما كانت الرعية لا تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة، وجب عنها أن توكل من تختاره منها للحكم وهذا هو مثل مصر في زمن حكم الهمامية، فكانت إمارة الصعيد جمهورية التزامية أي إقطاعية».
يصف لويس عوض ما تناوله الطهطاوي بالخطر لأن معناه أن مصر عرفت تجربة النظام الجمهوري في الحكم قبل غيرها.
هذا ما قاله لويس عوض الذي لم يتوقف عند حدود ما جاء في كتاب الطهطاوي ويوميات عبدالرحمن الجبرتي، لكنه ذهب الي وجود آخرين تحدثوا عن نظام حكم همام قبل الطهطاوي، ومنهم الجنرال يعقوب، الذي أعد مذكرة أطلق عليها مشروع استقلال مصر، وقدمها عام 1801 إلي الدول الأوروبية عن جمهورية همام في الصعيد، كنموذج لنظام الحكم المدني يقترح قيامه في مصر المستقلة.
أثناء حروب همام مع علي بك الكبير جري العديد من المفاوضات بينهما وتم عقد اتفاق يسقط فيه علي بك الكبير كامل التزام شيخ العرب همام في الصعيد، وهو ما يعني إقراره بإمارته علي إقليم جرجا، وإن كان ذلك بمقابل وكنوع من تهدئة الأمور بينهما، لكي يتمكن علي بك الكبير من القضاء علي المماليك في عصر اتسم بالمؤامرات لكن سرعان ما انقلبت الأمور وقويت شوكة كل منهما فدارت الحروب بينهما وأصبحت جزءاً مهماً في دفاتر التاريخ.
يرفض أحفاد شيخ العرب انتماءهم لقبائل هوارة، مشيرين إلي أن كلمة «هوارة» صفة وليست انتماء قبلياً، لأن انتماءهم للأشراف، فأحد الأحفاد هو نقيب الأشراف في مركز فرشوط وآخر هو عمرو الطاهر عضو مجلس الشعب بالمجلس الأعلي لنقابة الأشراف، ولديهم وثيقة عمرها مائتا عام صادرة من قاضي مكة لصالح درويش وشاهين وعبدالكريم أبناء همام بن يوسف بحضور محمد علي باشا عام 1813 تفيد وتؤكد إثبات نسبهم للأشراف، بالاضافة الي أن «القبيلة» كانت من كبار الملتزمين قبل ثورتهم وقد منح الباب العالي همام بن يوسف التزام والده وظل علي هذه الحال حتي قيامه بثورته وإعلانه لدولته، وهزيمته وموته، الذي تورط فيه ابن عمه، فعندما نزل همام وقبيلته ضيوفاً علي قبيلة الوشاشات وصار بعدها أميراً علي الهوارة، الوشاشات، العليقات، السماعنة، أولاد يحيي، البلابيش، وهم موجودون إلي الآن بهذه المسميات القبلية، لكن بعد هزيمته بقي أبناؤه: درويش وشاهين واستقرا في فرشوط وعبدالكريم استقر في بهجورة، وهم الذين انجبوا الذرية التي توجد الآن في مسقط رأسه وارتبطوا بعلاقات مع أبناء عمومتهم من الهمامية في قري الرئيسية والشاورية، والحلافي التابعة لنجع حمادي، ويعتزون برموزهم التي حافظت علي اسم القبيلة، مثل فهمي عمر الإعلامي الشهير، الذي قدم لإعلان بيان ثورة 23 يوليو 1952 في الإذاعة عندما ذهب إليها الضباط الأحرار، ومن بين الرموز الدكتور حسن همام أول رئيس لاتحاد طلاب الجمهورية العربية المتحدة «مصر وسوريا» ثم أصبح رئيساً لاتحاد الطلبة العرب في غرب أوروبا، ومنهم من أصبح وزيراً في عهد الرئيس مبارك.. الدكتور ماهر مهران وزير السكان الأسبق.. ففي فرشوط لا يوجد أي أثر لشيخ العرب همام سوي مسجده العتيق الذي يخضع لإشراف وزارة الاوقاف وهيئة الآثار، وقد تلاشي قصره الذي دمره محمد علي اثناء مطاردته لأحفاد همام، وأجهز علي الباقي البرنس يوسف كمال، فهدم الحوائط بحثاً عن كنوز وذهب، بعد أن شاع أن همام كان يضعها في قلب الحوائط، وجري تصديق ذلك لثراء همام الفاحش.. وبقي مقر قيادة جيشه علي بعد نحو 8 كيلومترات من فرشوط في منطقة جبلية «قرية العركي» وهذه القلعة المهدمة «أطلال» تتبع الآثار وعليها 6 خفراء يتناوبون علي حراستها، وهذا لم يمنع من العبث الذي تتعرض له القلعة المعروفة في الآثار وأوساط أهالي العركي بـ«دار همام».. الغريب أن أسرة المسلسل الذي يعرض في رمضان لم تذهب للتعرف علي هذا المكان الذي يمكن أن يكون إضافة مهمة في الحديث عن تاريخ هذا الرجل وفتره حكمه، وقد روي لي العمدة مجدي فتحي فهيم من أحفاد همام فرع شاهين أنه لم يتبق من آثاره سوي تلك القلعة المهملة والمسجد المصمم بطريقة فريدة من نوعها، أما أحمد محمد عمر من فرع درويش فيشير إلي أن هناك أيادي خفية تعبث بتاريخ همام وهناك تعمد لإغفال هذه الفترة والإشارة إلي أن جدهم مؤسس أول جمهورية في العصر الحديث بالإضافة الي تأثيره السياسي والاجتماعي، وفجر أحمد مفاجأة عندما قال إن أسرة الهمامية، هي أول من أرسلت برقيات تأييد لمجلس قيادة ثورة 23 يوليو وهذا محفوظ في سجلات مجلس القيادة لأنهم رأوا في الثورة أنها أخذت بثأرهم من الأسرة العلوية التي اضطهدتهم طوال فترة حكمها بداية من محاولة استدراج ابناء همام إلي القلعة لقتلهم، وليس نهاية بالظلم الذي تعرضوا له، ويعود العمدة مجدي فتحي إلي تأكيد أن همام ليس مجرد كبير قبيلة أثرت في الحياة الاجتماعية، ولكنه ظاهرة سياسية في تاريخ مصر، ونأمل ألا يجنح العمل بعيداً عن المناقشات الموضوعية، فهناك تقدير للأعمال الدرامية لكن بشرط ألا تمس الحقيقة ولا تبتعد عن الموضوعية.
أما أحمد محمود عباس حفيد همام من فرع شاهين فيؤكد أن لجوءهم للقضاء أمر طبيعي خشية أن تنفجر الأوضاع لو جري مساس بهيبة رجل كان ملء السمع والبصر.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ