alquseyaمنتدى أبناء القوصيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقاقي-اجتماعي-يطمح الى الارتقاء بالقوصيه وتطويرها المنتدى منبر لكل ابناء القوصيه

منتدى ابناء القوصيه يدعو شرفاء اسيوط الى كشف اي تجاوزات تمت من اي من موظفي النظام الفاسد وتشرها في منبرنا الحر
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد خطفت منا مصر مره اخري

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المواضيع الأخيرة

» سيف الدين قطز
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالسبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ

» كنوز الفراعنه
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالسبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ

» الثقب الاسود
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالسبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ

» طفل بطل
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ

» دكتور زاكي الدين احمد حسين
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ

» البطل عبدالرؤوف عمران
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ

» نماذج مشرفه من الجيش المصري
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» حافظ ابراهيم
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ

» دجاجة القاضي
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ

» اخلاق رسول الله
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ

» يوم العبور في يوم اللا عبور
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ

» من اروع ما قرات عن السجود
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ

» قصه وعبره
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ

» كيف تصنع شعب غبي
العلويين في سوريا  I_icon_minitimeالخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ


    العلويين في سوريا

    شاه جهان
    شاه جهان
    نائب المدير
    نائب المدير


    عدد المساهمات : 1907
    تاريخ التسجيل : 15/10/2010
    العمر : 58
    الموقع : https://alquseya.ahladalil.com/

    العلويين في سوريا  Empty العلويين في سوريا

    مُساهمة من طرف شاه جهان الجمعة يونيو 24, 2011 7:33 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تُعتبر
    الطائفة العلوية في سوريا ثاني أكبر طائفة[1]، حيث يأتي "أهل السنة
    والجماعة" بالمرتبة الأولى، ثم يأتي العلويون، فالمسيحيون، فالدروز..[2]
    ونظراً
    لغنى سوريا وتنوّعها القديم، الحضاري العريق[3]، فإن لها من خصوصية
    التعايش السلمي البديع، والتناغم الاجتماعي التكاملي الفريد، والتفاعل
    الفكري التأصيلي والتجديدي الرفيع.. ما ليس لغيرها من بلاد التنوّع والتآلف
    والاجتماع.
    وليس ذلك لافتقار أبناء بقية البلدان الإنساني (الفكري والعملي)، وإنما لخصوصية المكان والأحداث (الجغرافيا والتاريخ)![4]
    فموقع
    سوريا الجغرافي الفائق الأهمية، وطبيعتها الخلابة، وغناها في الإنسان..
    جعل منها محط أنظار الطامحين، وغاية آمال الطالبين.. وكذلك تاريخها الغني،
    المليء بالأحداث المفصلية المؤثرة في كل المنطقة والعالم، وحضاراتها
    الأصيلة الباقية، وأمجادها الذاتية الخالدة، وتراثها الخاص وثقافتها
    المميزة..


    وقد أفرز كل ذلك عواملَ قوةٍ وعناصر تفرُّد وأدوات إبداعٍ.. ساهم في رسم صورتها الإنسانية الحضارية "اليوم"، التي لا مثيل لها!
    ومن رحم هذه الأمة المجيدة المباركة ولدت الطائفة العلوية، ومن صميم ذاك الشعب العريق أتى المسلمون العلويون الحضاريون المميزون..
    وقد
    كان لتنوّع أبناء الطائفة العلوية نفسها، في الأصول السحيقة والأعراق
    البعيدة، أثر في تركيبة الطائفة العلوية في سوريا، وهذا ما جعلها خاصة
    الخاصة أو خلاصة الجمال والبداعة.
    ولم يكن للحقب التاريخية السوداء، وما
    أكثرها، أيّ أثر عميق على جوهر الطائفة العلوية المسلمة النقي، وإنما
    انحصر أثرها في العوارض والزوائل التي يكفل شعاعُ نورٍ واحد أن يبدد
    ظلامَها؛ فقد تأثرت صورة الطائفة العلوية بعد أن دخل عليها ما دخل، وبعد
    انغلاق أهلها وتقوقعهم في عصور القهر والظلم (عصور الانحطاط والتراجع)،
    ولكن لم يُمس ببنيان ذاك الإنسان الشريف التقي النقي، المحب للخير والسلام،
    العاشق للعلم والمعرفة، الأبي الكريم.. (العلوي)
    نعم، نشهد كبوة في هذا
    المجال، وكبوة في ذاك المجال؛ وعلى سبيل التحصيل والجمع: كبوات وكبوات؛
    ولكن، مَن لميدان العز والشرف ولحلبة السباق والبطولة غير النخبة والصفوة
    من أهل كل زمان؛ وهل كان العلويون إلا في الطليعة مع إخوانهم النخبة من كل
    طائفة ومذهب!
    وفي ختام هذا الاستهلال يحق لنا أن نسأل مَن يتحمَّل مسؤولية ما حصل للطائفة العلوية على مر الزمان وما آل إليه حالها؟
    هل يتحمَّل المظلوم المقهور ظلم ظالمه ونتائج بغيه وعدوانه؟
    أم هل يُعاقب المُساء إليه على إساءة عدوه الحاقد اللئيم؟!
    أصل العلويين
    العلويون
    في كل مكان كإخوانهم في تلك الأوطان[5]، منهم ابن ذاك المكان الأصيل،
    ومنهم المهاجر إليه منذ الماضي السحيق[6]، ومنهم المستوطن فيه منذ زمن
    بعيد. والنوعان الأخيران لا يقلان أصالة عن الأول إذ سكان العالم الأقدمون
    كانوا قلة ومتناثرين ثم هاجروا ورحلوا وتزاوجوا وأنجبوا..
    وبناء عليه،
    لا يهم كثيراً البحث العميق في أصل أنساب ذاك القوم أو تلك الفئة من الناس،
    ولكن المهم الشعور السليم بالمواطنة، والانتماء الحقيقي للوطن!
    الوطن الذي هو أغلى من كل شيء، وفوق كل شيء..
    ونجد في ثقافة العلويين "المواطنةَ"[7] بأجمل حللها وأعظم معانيها![8]
    عقيدة العلويين
    لعله
    يتوجَّب علينا تعريف العلويين ــ كما اتُّفِق وصحَّ واشتهر ــ لبيان
    حقيقتهم وأصلهم، ثم التعريف بالمذهب العلوي (إن صح التعبير[9])، ثم بيان
    العلوية الحقة، ومن ثم الوقوف على الحالة التي آل إليها بعض العلويين.
    أقول:
    "إن
    العلويين هم مسلمون، إماميون، جعفريون، يعتمدون أصول الشريعة الإسلامية
    عقيدة لهم ويطبِّقون أحكامها وِفقاً لمذهب الإمام السادس أبي عبد الله جعفر
    الصادق ــ عليه السلام ــ".[10]
    شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، وافق مَن وافق أو خالف مَن خالف، اعترف مَن اعترف أو اعترض مَن اعترض.. من الداخل أو الخارج!
    قال المفتي الشيخ، الدكتور، محمد علي حلوم:
    العلويون
    هم المسلمون الموالون لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وتضم هذه
    التسمية جميع الأتباع والموالين من العلويين الشيعة بكل تسمياتهم
    وفئاتهم.[11]
    أما عن المذهب العلوي فهو كباقي المذاهب الشيعية، يُفضِّل
    علياً (ع) على غيره، ولم يخرج عن النطاق الإسلامي، إلا أنه تسرَّب إليه بعض
    الغلو.. فكان رجال المذهب يُفسِّرون الدين الإسلامي كما يريدون، خلافاً
    لِما تفسره بقية الفرق الإسلامية؛ لكنهم ظلوا مسلمين.[12]
    أما العلوية
    الحقة فهي موالاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حقيقةً، وهي الامتثال
    التام لأوامره ونواهيه، والنهل من فكره الإسلامي الصافي والعذب، واعتبار
    نهجه هو النهج والدليل والطريق!
    فما صح وثبت من قوله وفِعله وسيرته هو المحجة والميزان!
    نقول بقوله، ونأتمر بأمره.
    نحمد مَن حمده، ونكفُّ عن ذم مَن كفَّ عن ذمه؛ ونحب مَن أحبه ونوالي فيه..
    لا
    نتجاوز ما صدر عنه من قول أو فعل، ولا نجتهد اجتهاداً يخالف هديه النبوي،
    حيث لم يكن الإمام علي بن أبي طالب إلا مجسِّداً لسنة نبي الله محمد بن عبد
    الله المصطفى ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ.
    إذن، هذه هي العلوية الحقة، وهذا هو أُس الطائفة العلوية، منذ بدايتها وإلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها..
    أما
    عن حال بعض أبناء الطائفة العلوية المخالف لبعض ما ذكرنا (عن العلوية
    الحقة) فمردّه إلى الظروف التي مرَّت بها الطائفة من ظلم واضطهاد وقتْل
    وتشريد نتج عنه انعزال وانغلاق وجهل وتخلف..
    إلا أن تلك الصورة الماضية القاتمة، والحالية المتبيِّضة، لم تخلُ من جوهر إسلامي إيماني ولائي ثمين، وطيبٍ وصفاءٍ والتزام جميل..
    فِكر وممارسات العلويين في سوريا
    العلويون
    مسلمون أولاً وآخراً، حقاً وحقيقة، لا زيادة عندهم في شيء من أصول الدين
    ولا فروعه، ولكن لتفرُّد بعضهم بفنون التصوف والعرفان صارت سمة العلوية
    العامة: "العرفانية"! أما انفرادهم بطائفة مستقلة فهو كحال أقرانهم من بقية
    المذاهب، حيث اقتضى الفرز المذهبي والطائفي نسبة كل شخص إلى الإمام الذي
    يقتدي به لتطبيق سنة رسول الله ــ ص ــ.
    أما أهل العرفان فهُم ــ بشكل
    عام ــ يُعنون بفنون المعارف ويكتنزون علوماً خاصة تجمع ما بين صفوة
    الفلسفة والمنطق والإلهيات وعِلم الكلام وبين خلاصة علوم الدين (كـ: "زبدة"
    علوم القرآن، لا سيما حقيقة علم التأويل).
    أما ممارساتهم فهي مماثلة
    لممارسات نظرائهم من بقية الطوائف، وهي تتأرجح ما بين العلوي الحق الملتزم
    بالشريعة التزاماً كاملاً ــ حقاً ــ وغير المهتم بالمسالك العرفانية، وهو
    يمثل الكتلة العظمى للطائفة والسواد الأعظم الساحق لها[13]؛ وبين العلوي
    غير الملتزم تماماً بظاهر الشريعة لتقصير وتقاعس مماثل لأشباهه من بقية
    المذاهب، أو المعتمِد على حقائق وجواهر عرفاء طائفته ومتصوّفيهم، وهو
    مقصِّر مذنب بنظر شيوخه ومعلّميه قبل غيرهم.
    لكن، وعلى أية حال، يبقى
    للظلم الذي تعرَّضت له الشيعة عموماً، والعلوية خصوصاً، اليد الطولى والدور
    الأكبر في انعزال وتقوقع المسلمين العلويين وظهور بعض العادات الدخيلة
    وبعض المظاهر الغريبة!
    فلو أخذنا مثالاً على ذلك: الشيعي، أو العلوي،
    الذي كان يرغب بأداء صلاته وِفق المذهب الجعفري هل كان له ذلك دون تعريض
    حياته وماله وعرضه للخطر الحقيقي في كافة الحقب السالفة السوداء؟
    فإذا
    كان هذا حاله مع الصلاة الصحيحة السليمة التي هي عمود الدين، والتي تم
    الاعتراف بها وبالمذهب الذي تُقام وِفق فقهه من قِبَل أكبر وأعرق وأقوى
    وأقدم مرجعية إسلامية (الأزهر الشريف)، فماذا سيكون حاله لو احتفل بعيد
    الغدير أو لو أقام مأتماً يوم عاشوراء؟! ...
    لذلك كان على العلوي أن يفر
    بجلده إلى أمنع وأبعد حصن يمكنه اللجوء إليه، وأن يختفي عن العيون ويستر
    نفسه.. مخافة الظفر به؛ وأن يُمارِس صلاته ورواتبه الدينية ــ الصحيحة من
    حيث المنشأ والأصل ــ بعيداً عن الأنظار، وفي المنازل والخلوات!
    ومن هنا
    شوهد في بعض العصور فتورٌ في بناء الجوامع وبُعدٌ عن بعض شعائر
    الإسلام[14]، خوفاً على النفس والمال والعرض، ومن جراء استمرار تلك الظروف
    القاسية الصعبة أخذ العلوي يخنق نفسه شيئاً فشيئاً في عزلة لا تليق به
    وبماضيه العريق..
    وهكذا حصل الافتراق، وتكرّس الاختلاف، وظهرت العادات
    الدخيلة، ونمت البدع.. إلا أن عصر الصحوة المباركة[15]، والتي قام بها
    المصلحون من أبناء الطائفة العلوية بمؤازرة إخوانهم الغيورين الأوفياء من
    أهل السنة والجماعة لا سيما أبناء البلد الأشقاء الكرام، ما لبث أن ظهر
    فأفِل عصر الظلم والهوان.. وما الممارسات الدخيلة لبعض الأمور الدينية أو
    التهاون الزائد عند بعض المنتسبين إلى الطائفة العلوية في سوريا ببعض شعائر
    الإسلام ومناسكه إلا أسير صفحات التاريخ، وجزءاً بسيطاً صغيراً آيلاً إلى
    التلاشي في واقعنا الحالي الجميل..
    ويمكننا تلخيص مراحل التدرّج الديني
    لدى العرفانيين من أبناء الطائفة العلوية، وهي عينها لدى جميع العرفانيين
    في مشارق الأرض ومغاربها، بثلاث مراحل تقود كل منها إلى الأخرى بشكل
    متسلسل!
    · الشريعة.
    · الطريقة.
    · الحقيقة.
    تمثِّل
    الأولى ما يُعرَف بعِلم الظاهر، أو: المعرفة. وتمثِّل الثانية: ما يُعرَف
    بعِلم الباطن، أو: معرفة المعرفة، بمعنى: المعرفة العميقة. وتمثِّل
    الثالثة: ما يُعرف بباطن الباطن، أو: معرفة عرفان المعرفة، بمعنى: لب
    المعرفة أو قرارها..
    قال الأستاذ علي محمد الموسى:
    المسلمون العلويون أصحاب طريقة صوفية شأنهم شأن أصحاب الطرق الصوفية في الإسلام تعبَّدوا بها منذ القرن الثالث الهجري[16]..[17]
    وقال المرحوم الحاج، الشيخ، عبد الرحمن الخير:
    {إن
    طرق التصوُّف هي أساليبٌ للذكْرِ يطلع عليها بعضُ الناسِ دون بعضٍ، وقد
    يوجد أستاذٌ يأخذ بطريقةٍ ما من طرق التصوف ويرفضها تلميذه، أو أنه لم يطلع
    عليها، كما قد يوجد ابن يأخذ برأي متصوف في حين أن أباه وأخاه، وهما في
    مرتبته العلمية، يسفِّهان ذلك الرأي أو يرفضانه، أو لم يطلعا عليه. وهذا
    عام عند جميع السالكين في طرق التصوف المتعددة، حتى أن أبناء الطريقة
    الواحدة يختلفون فيما بينهم حول تفسيرٍ أو رأي أو أسلوب، فتنشق الطريقة إلى
    شعب متعددة. وبرغم كل هذا فإن السالكين في أية طريقة صوفية هم قلة بالنسبة
    إلى مَن لا يهتمون بالطرق من جميع فئات المسلمين على اختلاف مذاهبهم.}[18]
    وقال أيضاً ــ طيب الله ثراه ــ:
    {نعم
    يوجد أفراد قلائل من المسلمين العلويين يؤمنون بالباطن وبالتأويل كما يوجد
    أمثالهم من العلماء المسلمين السنيين من المتصوفين الذين يقولون بالباطن
    وبالتأويل وبالأسرار الدينية والأدلة المنقولة من مصادرها المثبتة والواردة
    في القسم الثالث من هذه الرسالة تؤكد هذا وكذلك التناسخ يؤمن به بعضهم
    وينكره البعض الآخر لعدم تثبتهم من الروايات القائلة به وهو ليس عقيدة
    دينية بل نظرة تعليلية لما يرونه من حوادث لا تنسجم مع العدل الذي هو
    الثاني من أصول الدين الخمسة عندهم.
    المسلمون العلويون قديماً وحديثاً
    هم جميعاً على المذهب الجعفري المعروف. وهم مسلمون، مؤمنون، إماميون اثنا
    عشريون وبهذا يختلفون عن الإسماعيليين ولا مذاهب كبرى ولا صغرى تميزهم عن
    المسلمين الشيعة الجعفرية والجهل الديني المنتشر بين جماهيرهم كما هو بين
    جماهير الشيعة والسنة من مختلف المذاهب وفي مختلف الأقطار الإسلامية ولا
    يجوز اعتباره عقيدة لهم ولا لغيرهم وقول بعضهم بالتصوف أو بالتناسخ لا يعده
    عقيدة لهم إلا ذو غرض يعتمده للتشهير والتشنيع المخالف للتعاليم الإسلامية
    التوحيدية ومن الظلم المخجل اعتباره عقيدة لقوم وعدم اعتباره عقيدة لآخرين
    مثلهم.}[19]
    وقال الشيخ الدكتور محمد حسن البادياني النيسابوري:
    أهل العرفان إذا ذكروا في معرض المعرفة دُعوا بالعُرفاء، وإذا ذُكروا في معرض أمر اجتماعي دُعوا بالمتصوفة.[20]
    واقع وحقيقة
    سوريا
    بلد حضاري وغير طائفي وإنْ شَهدتْ يوماً اقتتالاً طائفياً ونزاعاً دموياً
    بين السلطة وبعض الخارجين المتمردين على الدولة والقانون (تم التغرير ببعض
    شبانها الناشئين بقرار ودعم خارجي وبتواطؤ بعض المأجورين وجهل بعض
    المتحاملين)..
    وعلوية سوريا يختلفون عن غيرهم كثيراً من حيث وجودهم وتفاعلهم الاجتماعي، ومن حيث حجمهم ودورهم في تركيبة النسيج الاجتماعي السوري!
    فالمسلم
    العلوي في سوريا قريب كل القرب من إخوانه السنة، وملتصق كل الالتصاق
    بكتلته المذهبية "الشيعة".. فهو ابن سوريا التي لا يُفرِّق أبناءها دينٌ
    ولا مذهب (فما بالكم بأبناء الدين الواحد والشرع الواحد). الابن الطيب
    السمح المحب للخير والسلام الصانع لهما، والعاقل المعتدل المنفتح
    المتفهِّم.. وهذه خصال أبناء سوريا عموماً وإنْ ظهرتْ بعضُ الحالات الشاذة
    هنا وهناك جراء تربية خاطئة أو التأثر ببيئة فاسدة أو تبنّي مفاهيم وافدة!
    أما
    الفترات المحدودة ــ السوداء ــ التي شهدتْ صراعاً سياسياً بصورة نزاع
    طائفي، وقلائل ونعرات دينية (مذهبية مستورَدة) واجتماعية (طبقية ضيقة) عند
    جهال تلك العصور ومفتونيهم، فهي صفحات من التاريخ، جرت أحداثها بين طرفين
    أساسيين، طرف مُغرَّر به (من وراء الحدود وبعض المأجورين أو الضالين داخل
    الحدود)، ومفتون، قُدِّم له الباطل بصورة الحق أو الحق الممزوج بالباطل
    بصورة الحق الصافي؛ وطرف مثار حوله الشبهات لم يُترَكْ له إلا خياران بعد
    فشل الحلول السلمية، إما قمع التمرّد وفرض هيبة الدولة والسماح للمؤسسات
    والآليات الدستورية بالعمل عبر الطرق القانونية والشرعية، وإما ترك مصير
    البلاد والعباد للمجهول..[21]
    وعلى أية حال، لا علاقة للدين ولا لمذهب
    من المذاهب بما حدث، فما جرى قد ولَّى ومثله قد حدث بين أبناء الطائفة
    الواحدة وفي مختلف البلدان الإسلامية، قديماً وحديثاً؛ وقاتل اللهُ التطرف
    وأهله، ولعن الله مَن أوقظ الفتنة النائمة..
    إن جمهور المواطنين من كافة
    الطوائف والمذاهب شرفاء وبريئون من كل ما حدث، ولا علاقة لهم ــ البتة ــ
    بشيء؛ وكل مَن يقول غير ذلك منهم فهو إما جاهل أو مفتون، ولا يؤبَه بكلامه،
    كما تجب معالجته..
    أما مسألة التعصُّب المشاهَد عند بعض الجهال من كل
    ملة ومذهب فمردُّه إلى الثقافة غير الصحيحة والبيئة غير الصحية التي شب
    عليها، ويجب النظر إليه نظرة شذوذ ومرض، وتجب معالجته معالجة عميقة وجذرية
    ونهائية..[22]
    قضية لا بد من معالجتها
    (العلويون وفتاوى ابن تيمية)
    استعمل
    العَمَلةُ المأجورون فتاوى ابن تيمية في المسلمين العلويين لتحقيق مآربهم
    الشيطانية، وقد تم تضليل بعض أهل القرار من الخارج وبعض الشرفاء من الداخل،
    بتخطيط ودعم بعض أعداء الحق والخير من العرب والمسلمين ومن غيرهم!
    وقد
    تم تشويه صورة بعض البلدان الإسلامية المركزية، وتشويه صورة علمائها وأهل
    القرار بها بما تم القيام به من أعمال وحشية دموية تنافي الإسلام وتعارض
    القيم الإنسانية، فكما قال الإمام علي بن أبي طالب ــ كرَّم الله وجهه ــ:
    الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كلِّ داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضى به. [23]
    كما تم تشويه صورة ابن تيمية نفسه ــ المشوَّهة أصلاً ــ؛ وهو الشخص المثار حوله الكثير من الجدل!
    وقد
    يستغرب بعضُ مَن أَلِفَ سماعَ لقبِ "شيخ الإسلام" يسبق اسمَ "ابن تيمية"
    القولَ بأن ابن تيمية شخصية جدلية، أو لم يُتَّفق على حمده أو على رفعة
    مكانته العلمية أو الدينية، ولكن ببيان الأمر كما يُقدِّمه التاريخ والواقع
    يزول الاستغراب وتحل القناعة الجديدة بدل الدهشة كما يجب أن يحل الوئام
    بدل التعصُّب..
    ولا أقصد من وقوفي هذا على شخصية ابن تيمية أو فتاويه
    التعرُّض لشخصه، أو الحط من قدره؛ بل أُريد أن أقول أن مَن أراد الاقتداء
    بابن تيمية فليكن غيوراً على الدين والمسلمين كأساس غيرة ابن تيمية، فلا
    يزيد من الإساءة إليه! وعليه بكل الأحوال ترك الناس وشأنهم، فلا حرب إلا
    على عدوٍّ يريد بالإسلام والمسلمين شراً وأذى. أما مَن رأى بابن تيمية صورة
    من صور الشذوذ والضلال فعليه أن يكف قلمه ولسانه عما يهيج بعض المسلمين،
    وليلجأ إلى النقد العلمي الموضوعي الأدبي الرفيع البنَّاء، فهو الأسلم
    والأجدى، وليحترم مشاعر الناس..
    أقول:
    مما اتفق عليه بين المؤرخين حول سيرة ابن تيمية:
    · أنه دخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره من المخالفين له.[24]
    · أن علماء الشافعية ردوا عليه ومنعوه من التعليم![25]
    · أنه طُلب إلى مصر من أجل فتوى أفتى بها، فقصدها، فتعصَّب عليه جماعةٌ من أهلها فسجن مدة، ونقل إلى الإسكندرية.[26]
    ·
    أنه سافر إلى دمشق سنة /712/هـ بعد أن أُطلق سراحه، دمشق التي نبغ فيها
    واشتُهر من قبل، فاعتُقل سنة /720/هـ، ثم أُعيد، ومات معتقلاً بقلعة
    دمشق.[27]
    أما فتاويه في النصيرية (العلوية)، وهي فتن وليست فتاوى فبها سُفكت دماء مسلمة وزُهقت أرواح بريئة، فأشهرها:
    ·
    هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من
    اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد ــ ص
    ــ أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل عظيم التتار والفرنج وغيرهم، فإن
    هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيّع وموالاة أهل البيت.. يأخذون
    كلام الله عند علماء المسلمين يتأولونه على أمور يفترونها يدّعون أنها علم
    الباطن. ومن جنس قولهم إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم، والصيام المفروض
    كتمان أسرارهم، وحج البيت العتيق زيارة شيوخهم، وأن يدا أبي لهب هما أبو
    بكر وعمر، وأن النبأ العظيم الإمام المبين هو علي بن أبي طالب. وهم تارة
    يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة الطبيعيين أو الإلهيين، وتارة يبنونه على
    قول المجوس الذين يعبدون النور، ويضمّون إلى ذلك الرفض، ويحتجّون لذلك من
    كلام النبوات إما بقول مكذوب وإما بلفظ ثابت عن النبي ــ ص ــ يحرفونه عن
    مواضعه.. وقد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم، ولا يجوز
    دفنهم في مقابر المسلمين، ولا يُصلَّى على مَن مات منهم. وأما استخدام مثل
    هؤلاء في ثغور المسلمين، أو حصونهم، أو جنودهم، فإنه من الكبائر، وهو
    بمنزلة مَن يستخدم الذئاب لرعي الغنم، فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة
    أمورهم، وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة. دماؤهم وأموالهم مباحة،
    وإذا أظهروا التوبة ففي قبولها نزاع بين العلماء، فمَن قبل توبتهم إذا
    التزموا شريعة الإسلام أقر أموالهم عليهم، ومَن لم يقبلها لم تنقل إلى
    ورثتهم من جنسهم فإن مالهم يكون فيئاً لبيت المال. لكن هؤلاء (النصيرية)
    إذا أُخذوا يُظهرون التوبة لأن أصل مذهبهم التقية وكتمان أمرهم، وفيهم مَن
    يعرف ومَن قد لا يعرف، فالطريق في ذلك أن يحتاط في أمرهم، فلا يُتركون
    مجتمعين، ولا يُمكَّنون من حمل السلاح، ولا أن يكونوا من المقاتلة،
    ويُلزَمون شرائع الإسلام من الصلوات الخمس وقراءة القرآن، ويُترك بينهم مَن
    يعلمهم دين الإسلام، ويُحال بينهم وبين معلِّميهم. ولا ريب أن جهاد هؤلاء
    وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات، وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد
    مَن لا يُقاتِل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء من جنس
    جهاد المرتدين والصدّيق وسائر الصحابة بدأوا بجهاد المرتدين قبل جهاد
    الكفار. ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب، فلا
    يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون
    حقيقة حالهم..[28]
    · هؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق
    المسلمين، لا يُحل أكل ذبائحهم، ولا نكاح نسائهم، بل ولا يقرون بالجزية؛
    فإنهم مرتدون عن دين الإسلام، ليس مسلمين؛ ولا يهود، ولا نصارى. لا يقرون
    بوجوب الصلوات الخمس، ولا وجوب صوم رمضان، ولا وجوب الحج، ولا تحريم ما
    حرّم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما. وإنْ أظهروا الشهادتين مع هذه
    العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين.[29]
    · إن النصيرية من أعظم
    الناس كفراً، وهم مرتدون من أسوأ الناس ردة، تُقتل مقاتلتهم، وتغنم
    أموالهم.. والنصيرية لا يكتمون أمرهم، بل هم معروفون عند جميع المسلمين، لا
    يصلون الصلوات الخمس، ولا يصومون شهر رمضان، ولا يحجون البيت، ولا يؤدون
    الزكاة، ولا يقرون بوجوب ذلك، ويستحلون الخمر وغيرها من المحرمات، ويعتقدون
    أن الإله علي بن أبي طالب. [30]
    · (وخلاصة قوله وفتاويه):
    النصيريون في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله، ولا بكتابه ولا بأمر
    ونهي، ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد
    ــ صلى الله عليه وسلم ــ، ولا بملة من الملل.[31]
    وبوقوف سريع على مجمل ما ورد في تلك الفتاوى نجد الحقائق التالية:
    1- خلط ابن تيمية بين العلوية وغيرها. (كالدروز البعيدين كل البعد عن العلوية والشيعة!)
    2- عمم الشبهات ــ المفتراة بمعظمها ــ على سائر المسلمين العلويين.
    3-
    خلط بين الفلسفة (الفلاسفة) والعرفان (العرفانيين)، وبين العرفان
    والتصوّف؛ وبين كل ذلك والجمهور المسلم العلوي (العادي) المكتفي بإقامة
    الشرائع والمناسك حسب المعروف والمشهور.
    4- قدَّم بالمادة المغلوطة التي
    أتى بها وبجمعه لهذا الكم من الافتراءات خدمةً لمريدي السوء بالإسلام
    والمسلمين لم يكونوا ليحلموا بأبعد منها!
    5-استباح دماء المسلمين
    العلويين وأموالهم، ونظر في توبتهم، وهذا توحُّش لا إنسانية، وحقد وعصبية
    لا غيرة ولا خوف على الدين؛ فلو صحَّ عنهم كل ما كُذب عليهم لكان عليه أن
    يهديهم أو يوهِّن حججهم ويقطع الطريق عليهم..
    وقد علم مَن له أدنى باع
    بالإسلام الحقيقي، أو أبصر نوراً أو استلمح هدياً من نبي الإسلام ــ ص ــ
    أن مثل تلك الفتاوى والآراء لا تمت للإسلام بصلة، وأنها لا تخدم إلا أعداء
    الإسلام!
    وقد علم ــ أيضاً ــ كل مَن عرف مسلماً علوياً واحداً، فضلاً
    عمَّن خالطهم، بأن المسلم العلوي هو أبعد الناس عن الشرك، وبأنه يؤمن بالله
    وحده، ويؤمن بنبوة ورسالة الحبيب المصطفى ــ ص ــ، وأنه يقر باليوم الآخر
    وبأن الجنة حق والنار حق..
    (قاتل اللهُ العصبية والهوى المؤديان إلى الهلاك والردى)
    وبعيداً
    عن فتاوى ابن تيمية في الطائفة العلوية التي ما أوردناها إلا لنبيّن الظلم
    الذي لحق بالمسلمين العلويين، وأسباب العزلة التي فرضتها العلوية على
    نفسها والحال التي آلت إليها بسبب تلك العزلة، ومَن يتحمَّل مسؤولية كل
    ذلك. ولنكشف شرار الخلق الذين ضللوا الناسَ وغرروا بهم بنبش تلك الفتاوى
    والإساءة إلى صاحبها، بدل من تبيين موقف مُصدِرها[32] وتصحيح ما شذ منه..
    ولقد كان الحري بهم أن يقولوا أن تلك الفتاوى إنما أُصدرت خوفاً على الدين
    وحفاظاً عليه، وأن فيها من اللغط الكثير والافتراء الواضح ما يجعلنا نعيد
    النظر فيها وبصحتها وبجدواها، وأن ليس كل مَن اتُّهموا يقولون بالتقية، وأن
    التقية في الأصل غير ما ذُهب إليه، وأن كل المسلمين العلويين يقرون
    بالشهادتين حقاً وحقيقة، وهم إخوة الدين والوطن....
    أقول:
    بعيداً عن
    تلك الفتاوى أُذكِّر ببيان عقيدة المسلمين العلويين الذي أصدره الأفاضل من
    علماء الطائفة العلوية في الجمهورية العربية السورية وجمهورية لبنان عن
    إيمان وقناعة لا عن تقية أو مجاملة، والذي تضمَّن الحقائق العلوية الصحيحة
    والثابتة كاملة، والذي خلا بنصّه وروحه من أية كلمة تحرفه عن الإسلام
    القويم؛ وأُورد من أقوال ابن تيمية ما يؤسس لعلاقة طبيعية طيبة بين سائر
    المسلمين، وما يفضح نوايا وأهداف الدعاة المشبوهين والأزلام المأجورين
    الذين أوقظوا الفتنة ونشروا الشر والأذى والرعب.
    قال ابن تيمية:
    أصل الإيمان قولُ القلب وعمله، أي علمه بالخالق وعبوديته للخالق، والقلب مفطور على هذا وهذا.[33]
    وقال:
    التوحيد ضد الشرك، فإذا قام العبد بالتوحيد الذي هو حق الله فعبده لا يشرك به شيئاً كان موحِّداً. [34]
    وقال:
    يعتقد
    أهل السنة أنه سبحانه لا سمي له، ولا كفء، ولا ند، ولا يُقاس بخلقه. وأنه
    أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه..[35]
    وقال:
    مذهب
    السلف ــ رضوان الله عليهم ــ: إثبات الصفات وإجراؤها على ظاهرها، ونفي
    الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وإثبات الذات
    إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات.[36]
    وقال:
    المطلق لا يكون مطلقاً إلا في الأذهان، لا في الأعيان.[37]
    وقال:
    المستحب
    رواية الحديث بألفاظه، فإن نقله على المعنى وأبدل اللفظ بغيره بما يقوم
    مقامه من غير شبهة ولا لَبْس على سامعه جاز، إذا كان عارفاً بالمعنى كالحسن
    ونحوه.[38]
    وقال:
    الكلام في الشرع والقدر: هو من باب الطلب والإرادة، الدائر بين الإرادة والمحبة. وبين الكراهة والبغض، نفياً أو إثباتاً.[39]
    وقال:
    أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما عَلِم العقلُ صحته.[40]
    وقال:
    النظر
    تجريد العقل عن الغفلات، وقيل هو تحديق العقل نحو المرئي. والأول هو النظر
    الطلبي وهو طلب ما يدلّه على الحق. والثاني هو النظر الاستدلالي وهو النظر
    في الدليل الذي يوصله إلى الحق وهذا الثاني هو الذي يوجب العلم.[41]
    وقال:
    فما
    كان من الخوارق من باب العلم. فتارة بأن يسمع العبدُ ما لا يسمعه غيره،
    وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة أو مناماً، وتارة بأن يعلم ما لا يعلمه
    غيره وحياً وإلهاماً، أو إنزال علم ضروري، أو فراسة صادقة، ويسمى كشفاً
    ومشاهدات، ومكاشفة ومخاطبات.[42]
    وقال:
    الدعاء مشروع أن يدعو الأعلى
    للأدنى، والأدنى للأعلى، فطلب الشفاعة والدعاء من الأنبياء كما كان
    المسلمون يستشفعون بالنبي ــ ص ــ في الاستسقاء، ويطلبون منه الدعاء، بل
    وكذلك بعده استسقى المسلمون عمرو بالعباس عمه..[43]
    وقال:
    فقوله "لا إكراه في الدين قد تبيَّن الرشد من الغي" وهذا نص عام أنَّا لا نُكره أحداً على الدين.[44]
    وقال:
    قال
    علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ: "لا بد للناس من إمارةٍ برَّة كانت
    أو فاجرة"، فقيل: يا أمير المؤمنين، هذه البرَّة قد عرفناها، فما بال
    الفاجرة؟ فقال: "يُقام بها الحدود، وتأمَن بها السُّبل، ويُجاهَد بها
    العدوّ، ويُقسم بها الفيء".[45]
    وقال:
    القضايا تتفاوت في الجلاء والخفاء لتفاوت تصوّرها كما تتفاوت في الأذهان لتفاوت الأذهان.[46]
    وقال:
    كل
    إنسان فهو همّام حارث حسَّاس، متحرّك بالإرادة، بل كل حي فهو كذلك، له علم
    وعمل بإرادته، والإرادة هي المشيئة والاختيار، ولا بد في العمل الإرادي
    الاختياري من مراد هو المطلوب، ولا يحصل المراد إلا بأسباب ووسائل
    تحصله..[47]
    وقال:
    المقتصد: المؤدي للفرائض، المجتنب للمحارم. والسابق للخيرات: هو المؤدي للفرائض والنوافل.[48]

    وأُمسك هنا خوف الإطالة، وفيما ذكرتُ كفاية؛ وأختم هذا الفصل بالسؤال التالي:
    ألم يكن بين يديّ مسعِّري الفتنة مادة تخدم الإسلام وتجمع المسلمين، ولابن تيمية نفسه، غير تلك التي استعملوها؟!
    العلوية والمرجعية
    (مرجعية العلويين)
    العلويون في سوريا نسيج متجانس ومنسجم ومتوحِّد ومتناغم في مجتمعاتهم، لذلك لا مرجعية مستقلة على الحقيقة لهم، ولا خاصة![49]
    فمن
    الناحية الاجتماعية تتكون المرجعيات من الأقطاب القريبة والفاعلة، وهذا
    ليس في المجتمع العلوي الصافي أو المختلط فحسب، وإنما عام في كل المجتمعات
    الواحدة والمختلطة!
    أما مرجعيتهم السياسية فتتمثل في قيادة الدولة
    والمؤسسات التشريعية والتنفيذية المنتخبة عبر الشعب، المحققة لطموحاته،
    والمعيَّنة من قبل الأعلى وِفق الأصول وبناءً على مقترحات القاعدة؛ وهم
    يتحرَّكون في الساحة السياسية كمعظم أبناء سوريا ــ تأييداً أو دعماً أو
    نقداً أو معارضةً ــ، بالسُّبل والطُّرق القانونية والشرعية. ويؤمنون كل
    الإيمان بالدولة والقانون والعمل السلمي. أما مَن خالف ذلك منهم فمثله مثل
    نظرائه من بقية الطوائف، وموقفهم منه كموقف إخوانهم ــ في الوطن ــ
    منه.[50]
    أما مرجعيتهم الدينية فتنقسم إلى قسمين، قسم رسمي يتمثَّل
    بمرجعية الدولة (وزارة الأوقاف ودار الفتوى)، وقسم غير رسمي يتمثَّل برجال
    الدين الأكفياء الأصحاء، حيث يلجأ المحتاج إلى عون أو مشورة مَن يراه
    أهلاً، بدءاً من الأقرب مكاناً والأشهر سمعة إلى الأبعد والأقل حظاً في
    الشهرة..
    طموحات العلويين في سوريا
    ليس
    للمسلمين العلويين في سوريا طموحات خاصة، فكلهم يطمح على الصعيد الشخصي
    بتحسين معيشته وتطوير نفسه ثقافياً واجتماعياً ومالياً.. وعلى الصعيد العام
    يطمح جميع أبناء سوريا، والعلويون منهم خصوصاً، بأفول نجم الطائفية الشعبي
    المتخفي "الرديء"، وصعود نجم التلاحم التام والصفاء التام بين جميع شرائح
    ومستويات وطوائف ومذاهب المجتمعات السورية، وبعودة المغرِّدين خارج السرب
    إلى كنف الوطن والنضال السلمي المشروع بين الأهل والأحباب، وأن يلتف الشعب
    ويتوحَّد خلف قيادته الحكيمة ويساعد تلك القيادة على تصحيح ما احتاج إلى
    تصحيح، وتطوير ما افتقر إلى تطوير، واجتثاث ما يجب اجتثاثه.. فيذهب
    المفسدون إلى جحيمهم الذي أرادوه وسعوا إليه بكل قوة وإخلاص، ويُحاسَب
    المخرِّبون، وتُعان النخبة والقيادة المخلصة على الخير، ويُرشَد ويُهدى
    ويُقوَّم مَن احتاج إلى شيء من ذلك..
    فشعار السوريين: يداً بيد، بالخير والنور والجد والإخلاص، نبني سوريا ونحميها..
    خاتمة
    حاولت
    في دراستي المتواضعة هذه أن آتي على مجمل ما يحتاجه مريد الحقيقة عن
    الطائفة العلوية المسلمة، لا سيما من الأشقاء العرب والمسلمين!
    كما
    حاولت أن أتحدَّث عن كل الأحداث والمفاصل الهامة والأساسية وإنْ بشيء من
    الرمزية أو العجلة، منعاً من تأجيج النعرات أو إثارة الحساسيات، ولعدم
    رغبتي في تهييج المتربّصين بي وبموقعي المتواضع "العلويين الأحرار" من
    الداخل والخارج!
    وأعتقد أن فيما قلته أو أشرتُ إليه كفاية؛ وما لأحد عليَّ مأخذ!
    فإنْ
    كنتُ قد وُفِّقتُ لتحقيق غايتي في إزالة اللبس وكشف الظلم وبيان الحقيقة
    والتأسيس للوفاق والمصالحة.. خدمة للدين والوطن، فبفضل الله عليَّ وحُسن
    توفيقه. وإنْ كنتُ قد أخفقتُ وفشلتُ في مساعيّ وتحقيق غايتي فلتقصيري وقلة
    حيلتي وضعف مادتي وجهلي وتفريطي.. وهذا بي لائق وعليَّ عائد.. (يليق بي
    وبمثلي)
    أخيراً، أرجو من الإخوة والأهل الأعزاء، ممن قرأ مقالتي وفهم
    خطابي، أن يساعدني على تحقيق رجائي، وأن يتجاوز زلاتي، وأن يدعو لي بظهر
    الغيب دعوة أكتنزها في أيام عسراتي وأحتسبها عند ربي في ميزان حسناتي ــ
    بإذن الله ومنّه وفضله ــ..
    وسلام الله على مسلمي الأرض جميعاً، ومحبيهم، وأخص منهم إخواني في الوطن من المسيحيين وغيرهم، الشرفاء الكرام الأعزاء..

    الفقير لله تعالى
    سام محمد الحامد علي
    www.alaweenonline.com
    www.freemoslem.com
    www.safwaweb.com

    الحواشي:
    [1]
    الحقيقة أن عدد أبناء الطائفة العلوية في سوريا يساوي حوالي ضعف ونصف من
    تعداد أبناء الطوائف الأخرى مجتمعة، من مسيحيين ودروز وإسماعيليين.. فنسبة
    تعداد أهل السنة والجماعة تقدر بحوالي ثلثي عدد السوريين (67%)، ونسبة
    العلويين حوالي الخمس (20%)، والطوائف الأخرى الباقي! [انظر العلويون في
    سوريا، سمير عبده]
    [2] العلويون في سوريا: نشأتهم ــ تطورهم ــ تعدادهم، سمير عبده، دار ملص، ط1، ص7.
    [3] قال أندريه بارو ــ مدير متحف اللوفر ــ:
    إن على كل إنسان متمدن في العالم أن يقول: إن لي وطنين، وطني الذي أعيش فيه، وسوريا.
    [سوريا، وسيمنتوفسكي فافيلوف، الطبعة الروسية ــ موسكو 1975م]
    قال البحاثة المتألق، المؤرخ، الدكتور أحمد داوود:
    إن
    اسم "سوري"، و: "سوريا"، و: "سوريين"، جاء من الكلمة العربية القديمة
    "سر"، وتعني السيد والجبل المرتفع. وكما كان "سر" أحد الآباء العرب الأوائل
    فقد سميت باسمه السراة في غرب شبه جزيرة العرب، ومؤنثه "سري" (سوريا بعد
    إدخال الصوتيات) وتعني السيدة، و: "سرت" (سورية) وتعني السيدة أيضاً. و:
    "سرن" (أو "شرن") هي صيغة الجمع من "سر" وتعني "السوريين".
    أما المناطق
    الأربع التي ألَّفت الوطن العربي السوري فهي: الشمال أو الفرات الأعلى
    بدءاً من منطقة بابل إلى سفوح طوروس وشمال مرسين، والجنوب التي تشمل من
    السواحل الشرقية للبحر الأحمر وحدود اليمن حتى وادي النيل والشرق وهي إقليم
    "سومر" و "عيلام" (عربستان اليوم)، والغرب وهي أرض الأموريين وسوريا
    المجوفة.
    لقد أكَّدت جميع المكتشفات الآثارية أن عرب هذه المنطقة الذين
    أُطلق عليهم اسم "السوريين" نسبة إلى الأب "سر"، كما أُطلق عليهم اسم
    "الجبابرة"، ثم انضم إليهم أولاد قابيل، ثم دعوا بالعماليق نسبة إلى عمليق
    (أو عملاق) بن لاوذ بن سام بن نوح، كما دُعوا بالسريان فيما بعد وفي أجزاء
    واسعة نسبة إلى سوريان بن نبيط بن ماش بن آرام بن سام بن نوح، إنما كانوا
    أول مَن دجَّن النباتات، وبنى الأكواخ، وأقام المستوطنات الزراعية، وعرف
    المعدن والتعدين، وبنى السفن واخترع الكتابة. وقد عمَّت تسميتهم حتى شملت
    أشقاءهم الأموريين أبناء "مر" في الشمال والغرب، وصار اسم "سري" (سوريا)
    أو: "سرت" (سورية) شاملاً للمنطقة كلها. لكنه ينبغي ألا يغيب عن ذهن أحد
    بأن الصورة الممتدة من الخليج العربي إلى البحر المتوسط ليست، ولا يمكن أن
    تكون، صورة واحدة رتيبة ومتناسقة.
    إن الحضارة والاستقرار لم تبدأا في
    الشعاب بين الجبال كما يحاول البعض أن يقدِّم نفسه هرباً من الاعتراف بفضل
    العرب في بناء الأسس الأولى لصرح الحضارة، وإنما البداية كانت حول أحواض
    المياه الدائمة. وقد جاءت الاكتشافات الآثارية لتؤيد هذه النظرة العلمية
    المنطقية بالشواهد والأدلة التي باتت تخرس كل الأقلام المغرضة في كتابة
    التاريخ.
    وإن الوجود العربي حول مصادر المياه وأحواضها من الفرات إلى
    الأردن إلى النيل كان هو الوجود السابق لأي وجود سكاني آخر في المنطقة
    كلها. فقد بدأت عمليات الاستقرار هناك مع عمليات بناء البيوت وتدجين النبات
    والحيوان وزراعة الأرض، وصيد الأسماك، وتأمين عمليتي الري والملاحة
    والنقل. تلك كانت أهم مظاهر الاستقرار والتطور في مدارج التمدين والرقي.
    ومن هنا يمكننا أن نتصور كيف أن آلافاً من السنين مرَّت على وجود الإنسان
    العربي حول تلك المجاري المائية قبل أن يتمكن من الوصول إلى المستوى
    الحضاري الذي تعرَّفنا على بعضه في المرحلة السومرية والأكادية سواء أكان
    على مستوى بناء الدولة ومؤسساتها، أم على مستوى البنيان الفوقي الفكري
    والأيديولوجي، أم على مستوى الإنتاج المادي.
    ومن الأدلة الواضحة على
    وحدة التكوُّن النفسي الجماعي والتصوّر الديني في المناطق السورية عموماً
    في تلك الأزمنة الموغلة في القدم ظهور تماثيل الربة عشتار بمختلف أسمائها
    التي تنضوي جميعاً تحت اسم "الأم الكبرى" في تلك المواقع جميعاً.
    [سلسلة
    سوريا وعودة الزمن العربي، الكتاب الأول: تاريخ سوريا القديم ــ تصحيح
    وتحرير، الدكتور أحمد داوود، الطبعة الأولى1986، ص141+146+152+184+183]
    [4]
    لا تتكون الهوية نتيجة الرغبة في العيش والبناء المشترك، ولكن نتيجة للعيش
    في ظل وضع أنشأه التاريخ، ولوجود عوامل موضوعية عديدة سابقة فرضت نفسها
    على الرغبة في العيش المشترك، وشكلت خصوصية اجتماعية لمجموعة من البشر،
    وكوّنت وطوَّرت ثقافات وتقاليد وعادات، وأنشأت لغة خاصة بها تتميز بشكل
    حاسم بينها وبين الأمم والشعوب الأخرى.
    [التكوين التاريخي للأمة العربية ــ دراسة في الهوية والوعي، عبد العزيز الدوري، مركز دراسات الوحدة العربية، ط3/1986، ص17]
    [5] قال البحاثة العالمي باتريك سيل:
    وظلت سرعة التكيّف خاصية علوية.
    [الصراع على الشرق الأوسط، باتريك سيل، دار الساقي ــ لندن، ط1988، ص44]
    [6]
    من الباحثين والدارسين مَن قسَّم هجرات العلويين إلى ست هجرات، أولى ابتدأ
    قبل ولادة المسيح (ع) وآخرها كان عند اجتياح ياوز سلطان سليم التركي عام
    (923هـ/1516م).
    [المسلمون العلويون مَن هم وأين هم، منير الشريف، مؤسسة البلاغ، ط2، الفصل الثالث: هجرة العلويين، ص86]
    [للاستزادة انظر: البحث عن الذات: العلويون العرب السوريون ــ الأصول ــ الجذور والانتماء، منذر الموصلي، مطابع الداية، ط1]
    [7] قال الدكتور مراد وهبة:
    إن
    احترام الآخر وعدم التعرّض لعقيدته بالتكفير والاستبداد يفضي إلى المواطنة
    الصالحة، فيما الاعتقاد بأن ما يراه الشخص هو الحقيقة المطلقة يوصله إلى
    أن الآخر هو "العدو" وتنطبق عليه قاعدة: "لا تحاوره ولكن (استقصيه أو)
    اقتله"، ذلك أن قدسية التعصب تأبى على المتعصبين أن يقروا بالحقائق من باب:
    "حبك الشيء يعمي ويصم".
    [صحيفة الأهالي ــ القاهرة، 6/5/1992م]
    [8] قال الباحث سمير عبده:
    والعلوية ليست عرقاً أو جنساً أو قومية أو ديناً، ولكنها عربية إسلامية تنتمي إلى آل البيت انتماءً مطلقاً.
    [العلويون في سوريا، سمير عبده، ص63]
    [تضم العلوية أعراقاً وأجناساً وقوميات مختلفة (تركيا، إيران، سوريا..)؛ وليست ديناً لأن الدين هو الإسلام. المؤلف سام علي]
    [9] استعملتُ عبارة "المذهب العلوي" مجازاً..
    [10] الهداية الكبرى، الحسين بن حمدان الخصيبي، مؤسسة البلاغة، مقدمة الناشر، ص16.
    [انظر للاستزادة: رفع الشبهات، محمد أحمد علي، دار الفرقد ط1، ص27]
    [11] النهج العلوي في الفقه الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد علي حلوم، دار عماد، ص18.
    [12] المسلمون العلويون مَن هم وأين هم، منير الشريف، مؤسسة البلاغ، ط2، ص109.
    [13] قال الدكتور محمد مندور:
    الإيمان
    له حالة روحية وجدانية لا تحتمل المجادلات العقلية الكثيرة، فالعقل
    الإنساني له حدود يقف عندها، وله مجالات يعمل فيها على أوسع نطاق، وليس من
    بين هذه المجالات فكرة "الإيمان"، لأن الإيمان لا يحتاج في وجوده إلى ما قد
    يُذهِب بروعته وتأثيره من مجالات فكرية معقَّدة لا تفضي إلى شيء، بل ربما
    انتهت مثل هذه المجادلات إلى شكوك تهز قواعد الإيمان وتفقدها ما يقدِّمه
    هذا الإيمان لأصحابه من تناسق روحي ومصالحة مع النفس حتى لا تكون فريسة
    للقلق والتوتر.
    [مجلة الرسالة الجديدة ــ القاهرة، عدد 601، الصادر بتاريخ: 8/1/1945م]
    [14] كالحج مثلاً، وهو واجب على مَن استطاع إليه سبيلاً. (بالاتفاق!)
    [15]انظر كتاب: يقظة المسلمين العلويين للمغفور له الشيخ عبد الرحمن الخير. (الكتاب منشور على الموقع)
    [16] الإمام علي والعلويون: دراسة وتاريخ وتراجم، علي محمد الموسى، دار الفتاة، ط1، ص5.
    [17]
    انظر للاستزادة: كتابات الأستاذ الدكتور أسعد أحمد علي لا سيما كتابيه
    معرفة الله والمكزون السنجاري و: فن المنتجب العاني وعرفانه، ودراسات
    الأستاذ حامد حسن حول المكزون، وكتابات الشيخ محمد علي حلوم المختلفة كــ:
    الظاهر والباطن في الإسلام، دار عماد ــ اللاذقية، ط1. و: الله والحقيقة،
    دار عماد ــ اللاذقية، ط1. و: علي ومعرفة الله، دار عماد ــ اللاذقية، ط2.
    وكتابات الشيخ حسين محمد المظلوم مثل كتاب: الشيخ الخصيبي قدوة مثلى يحتذى،
    دار المحجة البيضاء، ط1. وكتابات الأستاذ حسن يونس حسن ككتابه: منابع
    العرفان عند الشيعة الخصيبية، مطبعة آل البيت ــ بيروت، ط1..
    [18] تاريخ العلويين، محمد أمين غالب الطويل، المقدمة للمرحوم الشيخ الحاج عبد الرحمن الخير.
    [19] رد الشيخ الخير على الدكتور شاكر مصطفى. (منشور على صفحات الموقع)
    [20] العلويون هم أتباع البيت، الشيخ الدكتور محمد حسن النيسابوري، دار الإرشاد، مج6، ص37.
    [21]
    لم نقل ما قلناه لتبرئة أحد واتهام الآخَر، أو وقوفاً مع طرف ضد آخر..
    وإنما توصيف لرؤى الوطنيين الغيورين المحقين، الحياديين، من أهل السنة
    والجماعة قبل غيرهم!
    فنحن نجلّ السادة العلماء عن التزلُّم لأحد، أو
    الخنوع لأحد، أو ترك الحق واللحوق بالباطل من أجل أحد.. وما نخبة علماء
    الشام الحقيقيين، الأجلاء الأشراف، كأمثال البوطي وغيره، الذين أرادوا
    بالبلد وأهله خيراً، إلا القدوة والميزان والفيصل في تقويم تلك الأمور
    والأحداث والحكم عليها.. (راجع كلمة العالم العامل، الثقة، البوطي في
    أربعين المرحوم الرئيس الراحل حافظ الأسد)
    ونحن بذكرنا لما ذكرنا، متناً
    وحاشية، لا نغض الطرف عن الأخطاء والممارسات السيئة والشنيعة التي مورست
    بذرائع الحق والخير (عند الطرفين)، كما نعتبر كل عمل فردي أو جماعي محصور
    بأهله لا يُلزم سواهم!
    فكما أن أهل السنة والجماعة الحقيقيين بريئون من
    القتلة المأجورين الذين لم يفرِّقوا بين صالح وطالح، وطفل وقاتل، فكذلك
    أبناء الطائفة العلوية وغيرها..
    [22] راجع مقال: التحرر من العصبية. (كيف نتحرر من العصبية)
    [23] نهج البلاغة، قصار الحكم 154.
    [24] سير أعلام النبلاء، الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، مؤسسة الرسالة، ط11، مج1، ص37. (الفصل الأول)
    انظر:
    تاريخ الإسلام، الإمام الحافظ الذهبي؛ و: الوافي، الصفدي، 5/22؛ و:
    البداية والنهاية، الإمام الحافظ ابن كثير، 4/14؛ و: الدرر، الإمام الحافظ
    ابن حجر، 14/19.
    أقول:
    لام الإمام الحافظ، أو: شيخ الحفاظ، الذهبي ــ
    الدمشقي ــ شيخَه ورفيقَه "ابن تيمية"، وأرسل إليه نصيحته الذهبية التي
    ينتقد فيها بعضُ آرائه وآراء أصحابه، ويلومه بها.
    [الرسالة الذهبية إلى ابن تيمية، طبعة دمشق1347هـ]
    [انظر: سير أعلام النبلاء، مج1، ص38 + ص76]
    [25] الأمر مشهور ومعروف، انظر على سبيل المثال لا الحصر: المنجد في الأعلام.
    [26] الأمر ثابت ومقطوع به ومسلَّم. انظر: الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، المجلد الأول.
    [27] المرجع السابق.
    [28] باختصار عن فتاوى ابن تيمية المجلد الخامس والثلاثون.
    [29] انظر فتاوى ابن تيمية، المجلد الخامس والثلاثون، ص636.
    [30] مجموع فتاوى ابن تيمية، المجلد الثامن والعشرون، ص544.
    [31] مجموع فتاوى ابن تيمية، المجلد الخامس والثلاثون، ص149.
    [32] الموقف المفترض، وهو: الغيرة على الدين، لا سواها!
    [33] درء تعارض العقل والنقل، الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الشهير بابن تيمية الحرَّاني الحنبلي، ج3، 137-3.
    [انظر موسوعة مصطلحات ابن تيمية، الدكتور رفيق العجم، مكتبة ناشرون]
    [34] الفتاوى، ابن تيمية، مج35، 52-20.
    [35] العقيدة الواسطية، ابن تيمية، 20-5.
    [36] نقض المنطق، ابن تيمية، 6-6.
    [37] الرد على المنطقيين، ابن تيمية، ج1، 160-19.
    [38] المسودة، ابن تيمية، 281-19.
    [39] الرسالة التدمرية، ابن تيمية، 3-16.
    [40] الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات، ابن تيمية، 175-14.
    [41] كتاب النبوات، ابن تيمية، 157-16.
    [42] المعجزة وكرامات الأولياء، ابن تيمية، 29-1.
    [43] الواسطة بين الحق والخلق، ابن تيمية، 15-7.
    [44] الجهاد المشروع في الإسلام، ابن تيمية، 117-14.
    [45] السياسة الشرعية، ابن تيمية، 162-15.
    [46] بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، ابن تيمية، ج1، 16-12.
    [47] كتاب التوحيد، ابن تيمية، 33-4.
    [48] كتاب الفرقان، ابن تيمية، 30-10.
    [49]
    العلويون في سوريا أبناء مدن في الحقيقة، أو بالأصل، لا أبناء ريف وجبال؛
    وما قولنا هذا بتنكُّر للريف الشريف والجبال الأبية، ولا بتصغير لأهل الريف
    والجبال، وإنما بيان حقيقة وواقع حتى تكف الألسن العوجاء والأنفس الرعناء
    والصدور الهوجاء عن بث سمومها والتقوّل على السادات الأشراف بما لا يليق
    بهم!
    قال الجغرافي القديم، المتحامل على شيعة الإمام علي بن أبي طالب ــ
    كرَّم الله وجهه ــ أبشع تحامل، العَلم الشهير ياقوت الحموي (المتوفى عام
    626هـ ــ 1228م) عن مراكز المسلمين العلويين الثلاثة الأساسية: حلب وحمص
    واللاذقية (اللاذقية كانت قديماً تابعة لحمص ثم حلب؛ ثم استقلت بنفسها في
    وقت لاحق):
    · حلب: مدينة عظيمة، واسعة، كثيرة الخيرات، طيبة
    الهواء، صحيحة الأديم والماء.. فقهاؤها يفتون على مذهب الإمامية. عند باب
    الجنان مشهد علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ، رؤي فيه في النوم، وداخل
    باب العراق مسجد غَوْث، فيه حجر عليه كتابة زعموا أنه خط علي بن أبي طالب
    ــ رضي الله عنه ــ.. وفيها مشهدٌ مليحُ العمارة تعصَّب الحلبيون وبنوه
    أحكم بناء وأنفقوا عليه أموالاً، يزعمون أنهم رأوا علياً ــ رضي الله عنه
    ــ في المنام في ذاك المنام.
    · حمص: بلد مشهور، قديم، كبير،
    مسوَّر. من عجيب ما تأملتُه من أمر حمص (والقائل الحموي): فساد هوائها
    وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل. إن أشد الناس على
    علي ــ رضي الله عنه ــ بصفين مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضاً عليه
    وجِدَّاً في حربه، فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة
    الشيعة، حتى إن في أهلها كثيراً ممن رأى مذهب النصيرية وأصلهم الإمامية
    الذين يسبون السلف.
    · اللاذقية: مدينة على ساحل بحر الشام تُعد في أعمال حمص، وهي الآن من أعمال حلب.
    [معجم
    البلدان، الإمام الشيخ شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي
    البغدادي؛ دار صادر، ط2، مج2، ص282-284، و: ص302-304؛ و: مج5، ص5]
    [50] انظر مقال: [url=http://www.safwacenter.com/content/view/38/52/][u:c

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:05 pm