اصابة 16 صحافيا و25 معتصما في ساحة النخيل بوسط عمان

* نقيب الصحافيين يدين الاعتداءات ويطلب من الصحافيين خلع ستر الحماية ...
* الزميل منصور يدعو الصحافيين إلى تسجيل شكوى موحدة ضد الاعتداءات...
العرب اليوم - ليندا معايعة - سامي محاسنة ....
اصيب
16 صحافيا و25 معتصما في ساحة النخيل بوسط عمان امس بعد اعتداء من قوات
الامن العام بالضرب على المشاركين في اعتصام نفذه شباب 15 تموز حاولوا
تغيير مكان الاعتصام فيما قالت مديرية الامن العام ان 25 رجل امن اصيبوا.
وكان
قرابة الف مشارك في الاعتصام من الشباب والشابات لبوا امس دعوة "شباب 15
تموز" التي اطلقت الشهر الماضي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك
لاعتصام مفتوح طلبا للاصلاح وساروا من أمام الجامع الحسيني إلى ساحة النخيل
امام مبنى امانة عمان وسط اجراءات امنية واطواق امنية من قوات الامن تضع
حاجزا بين مسيرة الشباب ومسيرة صغيرة مناهضة لها تسبقها وعند الوصول إلى
ساحة النخيل المكان المقرر للاعتصام اعلن قادة المسيرة رفضهم الدخول للساحة
مطالبين الاستمرار في المسير إلى ساحة المسجد القريب الا ان قوات الامن
منعتهم وجرى اشتباك ادى إلى تفريق الموجة الاولى من المعتصمين قبل ان تعود
قوات الامن وتسمح للموجات الاخرى بالدخول إلى ساحة النخيل ولم يزد عددهم
عن300 شخص.
نقيب الصحافيين
وفوجىء
الصحافيون في الموقع الذين كانوا يلبسون السترات البرتقالية المطبوع عليها
عبارة "صحافة" والتي وزعها عليهم المكتب الاعلامي في مديرية الامن العام
بالاستهداف المباشر من قوات الامن وقد اصيب منهم 16 صحافيا وتم تكسير
العديد من الكاميرات.
وقد احتج نقيب الصحافيين طارق المومني الذي كان
موجودا في الموقع مستنكرا الاعتداء الذي وقع "بنية مبيتة واستهداف مباشر"
وطلب من الصحافيين والمصورين خلع السترات التي وزعها الامن واعادتها لممثل
الامن العام احتجاجا على الاعتداء.
وعقد الزميل المومني مؤتمرا صحافيا
امام وسائل الاعلام شجب فيه الاعتداء على الصحافيين مشيرا إلى خرق الامن
العام للاتفاق مع النقابة بحماية ممثلي وسائل الاعلام عبر تمييزهم بستر
وزعها عليهم المكتب الاعلامي في مديرية الامن العام ومؤكدا ان ما جرى تم
"بنية مبيتة للاعتداء على ممثلي وسائل الاعلام واصفا الحادث بـ "اعتداء على
الجسم الصحافي ونقابة الصحافيين ويدلل على عدم وجود إرادة حقيقية
للاصلاح", وقال المومني ان سلوك رجال الامن مرفوض "نشجبه ونستنكره" وتعهد
بمتابعة الأمر قانونيا.
وقال المومني "الأجهزة الأمنية لا تحترم حرية
الصحافة التي هي بالأساس ذات سقف منخفض, ودان الاعتداء اللفظي بالشتائم
على الزملاء الصحافيين المشاركين في تغطية الاعتصام.
مركز حماية الصحافيين
من
جانبه دعا مدير مركز حماية وحرية الصحافيين نضال منصور الصحافيين إلى
تسجيل شكوى موحدة ضد الاعتداءات التي تعرضوا لها, وقال "الصمت على ما تعرض
له الصحافيون سيواصل مسلسل الاعتداء اليومي", وأضاف منصور: ما حدث يهدف إلى
منع إيصال الحقيقة للناس, مؤكدا عدم جدية الحكومة بالإصلاح.
ونفى
الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب وجود استهداف
للصحافيين من قبل الأمن, موضحا انه كان هناك تنسيق واضح ما بين نقابة
الصحافيين ومركز حماية وحرية الصحافيين لتوفير الحماية لهم, وأشار أن ما
جرى أمر طبيعي في ظل الاشتباكات التي جرت.
اصابة الزميل سامي محاسنة
وكانت
اشد الاصابات من نصيب الزميل سامي محاسنة من طاقم "العرب اليوم" الذي خضع
إلى عملية جراحية في مستشفى الخالدي لمعالجة عدة كسور في يده اليمنى واصابة
في وجهه ورضوض متفرقة وعرف من المصابين "ياسر ابو هلالة ورائد عورتاني
وخليل مزرعاوي ومحمد كسواني وامل غباين وانس ضمرة ومحمد النجار وحازم عكروش
ومحمد حنون".
وكان مستشار جلالة الملك امجد العضايلة قد زار الصحافيين
المصابين في المستشفيات واطمأن عليهم وبلغهم بتكفل الديوان الملكي بعلاجهم .

تعليق الاعتصام
وعلقت تنسيقية الحركات الشبابية والشعبية للإصلاح
الاعتصام المفتوح في ساحة النخيل بعد تدخل قوات الأمن وتهديد قوات الدرك
بفض الاعتصام بالقوة, وذلك حفاظا على دماء الأردنيين على أن يعودوا
للاعتصام اليوم أمام رئاسة الوزراء في الساعة الخامسة.
وسبق تعليق
الاعتصام استعداد قوات الدرك بكامل تجهيزاتها لإنهاء الاعتصام المفتوح خاصة
بعد ورود معلومات عن تحديد ساعة الصفر "السابعة مساء".
واعلنت
التنسيقية عن وقوع 25 مصابا بينهم امرأة تم نقلهم الى المستشفيات وحالتهم
الصحية متفاوتة كانوا قد تعرضوا للضرب من قبل قوات الامن .
قبيل انطلاق المسيرة
وقبيل
انطلاق مسيرة "15 تموز" من الجامع الحسيني احتشدت مجموعة مناهضة للاعتصام
بالجهة المقابلة للجامع لا يتعدى عددها 30 شخصا حمل البعض منهم سكاكين
وسيوفا وهم يلوحون ويتراقصون بها دفع عددا من الصحافيين الى ابلاغ رئيس
مركز حماية وحرية الصحافيين الذي تزامن تواجده امام المكتب الاعلامي الذي
اقيم في ساحة المبنى.
وشهدت المسيرة في بداية انطلاقها من الحسيني سبعة
أطواق أمنية لمنع الاحتكاك بين المشاركين وبين مجموعة من المناهضين لإقامة
الاعتصام الذين تقدموا المسيرة.
وهتف المشاركون: سلمية سلمية. حتى ننال
الحرية, يا حكام يا حكام.. بدنا إصلاح النظام, من الجنوب للشمال, شعب
الاردن يا احرار شباب بتهجم عالنار, ومن عمان للجنوب من الجنوب للشمال شعب
الاردن هب وثار ضد الفاسد والسمسار, يا حكام يا حكام بدنا اصلاح النظام, يا
اردن سير سير بالاصلاح والتغيير.
وجدد المشاركون مطالبتهم بترديد
"الشعب يريد اصلاح النظام, يا معروف وين الاصلاح بدنا هالشعب يرتاح, يا
معروف اعمل معروف ارحل بالمعروف.
كما رفعت يافطات حملت عبارات "شعب الاردن يا صنديد شعب الوحدة والتوحيد, اصلاحات سياسية اقتصادية اجتماعية.
ومع
وصول المسيرة إلى ساحة النخيل تدخلت قوات الأمن لمنع دخول المشاركين فيها
إلى الساحة, حيث تعرض العديد من المواطنين للاعتداء على يد قوات الأمن,
الأمر الذي تم نفيه من قبل الأجهزة الأمنية رغم الصور التي تظهر الاعتداء.
روايات مصابين
وروى مصابون ما تعرضوا له من اعتداء, مؤكدين أن الأمن هو من اعتدى عليهم وليس مناهضو الاعتصام.
وقالت
خنساء عبد المجيد ابو دية "جدي د. محمد ابو فارس - احد قادة الحركة
الإسلامية- تعرض للضرب وهو الرجل الكهل الذي يتجاوز عمره 70 عاما "
وحول
تفاصيل ما جرى معها قالت "كنا نمشي في مسيرة ونهتف سلمية سلمية ومعنا
اطفال صغار وفجأة وجدنا الشرطة تهاجمنا اصيبت احدى المشاركات باصابة على
الرأس وتم نقلها للمستشفى".
اما ام قاسم فقالت لـ "العرب اليوم" ان
الهجوم تم على الجميع نساء ورجالا واطفالا حيث كان معي طفلي وتمت محاصرتي
في زاوية وقاموا بضرب الجميع حتى تمكنا من الهرب إلى داخل احد المحلات.
واضافت
"هربت مع البنات إلى الدرج في نفس المنطقة وتمت ملاحقتنا إلى نهاية الدرج "
اما فارس حسن فقال "كنا واقفين وفجأة لم نستوعب ما حدث فقط كنا نشاهد
الأمن وهو يهجم علينا".
وفي ساحة النخيل ردد المعتصمون هتافات تطالب
باسقاط حكومة معروف البخيت واجراء اصلاحات ورفعوا شعارات تقول "اعتصام
اعتصام حتى اصلاح النظام ... يا حرية وينك وينك النظام بيني وبينك, ما بدنا
الحكومات ولا نعيش ع الهبات, شعب واحد ما بينهان إلو حقوق وواجبات, اسمع
اقرأ شوف منيح الشعب ما راح يستريح راح انكمل المسير للاصلاح للأخير".
والقى
اللواء المتقاعد موسى الحديد كلمة في المعتصمين باسم التجمع الشعبي
للاصلاح قال فيها "كفى تسويفا وتأجيلا للاصلاح, دم ابنائنا لن يذهب هدرا"
ووجه الحديد نقدا إلى ما اسماه "المجموعات المتخاذلة " التي لم تشارك في
الاعتصام.
واضاف الحديد إن "ما تعرضت له المسيرة يدل على عدم رغبة
النظام بالإصلاح, واعتماده الحل الأمني في التعامل مع المواطنين بدلا من
اللجوء إلى الحوار".
وأكد الحديد أن السقف الأدنى للحراك الشعبي هو الوصول إلى الملكية الدستورية التي تقيد صلاحيات الملك وتعيد السلطة إلى الشعب.
وقال:
نريد ان نسير قدما في طريق الإصلاح, محذرا من تطور الأمور في حال عدم
الاستجابة, كما دعا القوات المسلحة إلى الوقوف إلى جانب المطالبين
بالاصلاح.
وأشار إلى ما لحق بالبلد جراء إطلاق يد الفاسدين والعبث
بمقدرات الشعب الأردني, مؤكدا أن النظام سيكون قويا طالما أن الشعب الأردني
قوي, ودون ذلك فإن النظام سيكون ضعيفا.
وقال الحديد: لا نريد مكارم ما نريده الآن هو الحقوق.
ورفع المشاركون في الاعتصام شعارت تؤكد على مطلب الملكية الدستورية, وتنتقد عدم التوجه نحو الاصلاح.
من
جهته قال ممثل التيار الأردني 36 سعود عجارمة أن ما يقوم به النظام يؤكد
عدم الرغبة في الإصلاح, وأضاف أن قرار الإصلاح يجب أن يأتي من القصر.
ودعا العجارمة إلى مواصلة الحراك مهما كلف الثمن, حتى ينال الأردنيون كامل حقوقهم.
وسبق
الاعتصام انتشار أمني منذ الصباح في محيط ساحة النخيل, وتم إغلاق الطرق
الفرعية المؤدية للمنطقة, كما تواجدت عدة سيارات لقوات الدرك التي جابت
المنطقة بين المسجد الحسيني ورأس العين.
تعليق الاعتصام
وقال حاتم
ارشيدات من تنسيقية الحراكات الشبابية والشعبية ان تعليق الاعتصام يأتي
بعد معرفة الكلفة الباهظة التي سيكلفها فض الاعتصام, مؤكدين على سقوط
الحلول الأمنية والدولة البوليسية, ومؤكدين مواصلة الاعتصامات دون توقف حتى
الحصول على الحرية.
وقال "ان المعلومات التي وردتنا وحفاظا على ارواح المشاركين في الاعتصام تم تعليق الاعتصام لليوم السبت امام رئاسة الوزراء".
واكد
من جانبه عبد الرحمن حسنين من التنسيقية ان تعليق الاعتصام ليس تراجعا بل
حفاظا على ارواح المشاركين ونحن نضحي بارواحنا من اجل الاردن ومستعدون
للشهادة "
وقال حسنين "لم نهتف الا كلمة واحدة سلمية سلمية الا انهم فشلوا اليوم من ان يمنعونا وسيفشلون غدا وبعده ".
وزاد "سقطت اليوم الحلول الامنية وسقطت الدولة البوليسية نحن الآن لا خيار لنا اما الاصلاح أو الاصلاح وعليكم ان تقبلوا هذا الحد".
وخلّف
تدخل الأمن في نهاية المسيرة التي انطلقت من الجامع الحسيني بعد صلاة
الجمعة باتجاه ساحة النخيل في منطقة رأس العين عشرات المصابين في صفوف
المشاركين في المسيرة والإعلاميين.
وكانت دعوة شباب 15 تموز إلى
الاعتصام المفتوح قد نقلت من دوار الداخلية إلى ساحة النخيل في وسط المدينة
القديمة ولاقت رفضا كبيرا من الحكومة التي اعتبرته تصعيدا غير مبرر في
مكان مزدحم ويؤثر على الحركة السياحية والاقتصادية واكدت رفضها السماح به,
فيما قاطعته احزاب المعارضة ورفضته احزاب اخرى ما عدا حزب جبهة العمل
الاسلامي الذي شارك فيه العديد من رموزه بمن فيهم النائب الاسبق محمد ابو
فارس الذي اصدر فتوى قبل ثلاثة ايام اكد فيها ان المتظاهر الذي يقتل على
ايدي قوات الامن يعتبر شهيدا وهي فتوى اثارت الرعب في نفوس المواطنين
والحكومة التي اعتبرتها دعوة "للفتنة والقتل".