تم العثور على أقدم دفن عمدي لهيكل كامل تقريباً لطفل من جنس الإنسان الحديث في مصر
الحضارة المصرية.. بانوراما أثرية تروي تاريخ العالم
| |
7/21/2011
ما زالت الحضارة المصرية تمثل أعرق حضارات العالم، لما انتجته من دعائم
نظام سياسي اقتصادي يعد هو الأقدم في التاريخ القديم؛ وترددت خلال الآونة
الأخيرة العديد من الادعاءات مؤكدة علي أن مناطق سوريا وفلسطين وبعض مناطق
إيران وبلاد النهرين والأناضول، كانت مهداً للزراعة والرعي، وأنها كانت
المحور الرئيس في الأسس الاقتصادية، التي قامت عليه معطيات الحضارة
الإنسانية المستقرة منذ ثمانية الآف عام قبل الميلاد، إلا أن الاكتشافات
الأثرية التي تمت مؤخرًا في مصر أثبتت معرفة الزراعة ورعي الثيران، وهو ما
ترك أثراً بالغاً على الفكرين الديني والسياسي في مصر خلال العصر التاريخي.
ومن ناحية أخرى، كانت الاكتشافات الأثرية - في مواقع شانيدار بالعراق،
وقفزة والسخول والعمود الطابون فلسطين، والديدرية بسوريا، والعصفورية
بلبنان - ودراسات علماء ما قبل التاريخ وعلم الإنسان الطبيعي، قد وضعت بلاد
الشرق الأدنى القديم جنباً إلى جنب مع الكهوف الأوروبية - لافيراسية ولا
تشابل وسانت ولاكومباريل وديجوردو وكرابينا وجواتاري ولا كوينا ولا موستييه
وكومب جنرال وروك دي مارسال - والتي تنتمي إلى العصر الحجري القديم الأوسط
كمهد لمعرفة الإنسان للدفن البشري وطقوسه، ولإدراك وجود عالم آخر يتطلب
مجموعة من الأفكار والإجراءات الجنائزية، علاوة على العثور على دفنات
حيوانية ربما تشير إلى أفكار دينية باكرة في ريجوردو ودراشنلوك بأوروبا
والعصفورية بلبنان، في حين غابت الاكتشافات التي تشير إلى ذلك الأمر فيما
يتعلق بمصر ما قبل بداية العصر الحجري الحديث (جبل الصحابة)، وهو ما جعل
المشهد المصري متأخراً فيما يتعلق بنشأة وتطور الفكر الجنائزي في العالم.
إلا أن الكشف في أواخر القرن العشرين عن دفنة إنسان حديث في تل الترمسا،
شمال شرق دندرة (بصعيد مصر)، أعاد مصر إلى مصاف الدول الحضارية، حيث تم
العثور على أقدم دفن عمدي - في مصر - لهيكل كامل تقريباً لطفل من جنس
الإنسان الحديث، وقد عثر عليه جالساً في ركن خندق عمقه مائة سنتيمتر، وكانت
وضعيته كالتالي: الظهر مائل للخلف، والوجه يتجه لأعلى، وإلى الأفق الشرقي.
ويقول أثريون مصريون بأن القول بنشأة الإنسان الحديث في شرق أفريقيا، تجعل
من وادي النيل معبراً خرج منه الإنسان الحديث من شرق أفريقيا إلى شرق
المتوسط، ومنه إلى أوروبا عبر بوابتها الشرقية، لتجعل من مصر أحد أهم مناطق
انتشار الإنسان الحديث في العالم.
ولم يكن المشهد مختلفاً فيما يتعلق بنشأة الفن خلال عصور ما قبل التاريخ؛
إذ إن السجل المادي لمعتقدات وأفكار الإنسان خلال ما يقترب من تسعة وتسعين
بالمائة من حياته علي كوكب الأرض، ومرآة لمواقف الإنسان الأكثر بدائية من
عالمه ومعبوداته ومنشأة ومصيره، وأفراد جماعته وما يحيط به من كائنات، وهذه
من أهم دلائل ارتقاء السلوك الرمزي للإنسان.
وبتتبع الكشوفات الأثرية، يتبين أن فن الصيادين الأوائل، الذي مثل ثلاثة
أرباع فنون إنسان ما قبل التاريخ، يكشف عن تماثلات أسلوبية ونظم تمثيلية
وارتباطات رمزية وتشكيلية، نتجت عن منطق مشترك في أجزاء مختلفة من العالم،
وهو ما يكشف عن أنماط تفكير وتعبير متوازية بين الجماعات المختلفة عبر
العالم، رغم تورطها لمصادر متباينة وتكييفها لبيئات مختلفة، علاوة على
العديد من التماثيل الآدمية والحيوانية، وهو ما تضمن الإشارة إلى اكتشاف فن
النقش البارز وقواعد المنظور وربط الصورة بمكانها، والتعبير عن خصائص
الحيوان وانفعالاته وحركاته المميزة، والدمج بين أكثر من عنصر زخرفي في عمل
واحد، والتعبير عن قيمتي المسافة والمكان، والتعبير عن الحركة والمشاهد
القصصية، واستخدام الألوان والظلال والتجسيد والجمع بين الأشكال الآدمية
والحيوانية والعلامات والرموز ذات الدافع السيكولوجي في بلاد الشرق الأدنى.
وتأتي الدراسات الأثرية حول اكتشافات الفن الصخري في صحراء مصر الشرقية
والغربية، لتغير من معالم الصورة وتعيد لمصر مكانتها، في سجل نشأة وتطور
الفنون العالمية.. ففي البداية كان الكشف عن مجموعة من علامات هندسية على
الصخر غرب أسوان عند الشلال وقبالة المدينة الحديثة الأول، تقارن بمثيلات
لها عثر عليها في أبكا عند الشلال الثاني، والحوش عند جبل السلسلة وإن كانت
أكثر تنوعاً، وهي الاكتشافات التي أرخت لأقدم الأشكال تأريخاً نسبياً
بالعصر الباليوليثي النهائي، ثم جاء العقد الأول من القرن العشرين، بالكشف
الأهم فيما يتعلق بنشأة الفن المصري، حيث أدى المسح الذي قامت به البعثة
البلجيكية بقيادة هيوجي، شرقي النيل عند الحافة الشمالية الشرقية لسهل كوم
أمبو، إلى الكشف عن نقوش صخرية أي التمثيل على الصخر، بالقطع والحز والحك
والنقر في ثلاثة مواقع صخرية مفتوحة في الهواء الطلق في قرطة، وبلغ عدد
الرسوم في مواقع قرطة الثلاثة مائة وستين رسماً صخرياً، وتشمل رسوماً
ونقوشاً تمثل أبقاراً برية وأيائل وأفراس نهر وغزلان وأسماك وطيور وحماراً
وحشياً، علاوة على مجموعة أشكال لنساء مثلن من الجانب، وهو ما يقارن جميعه
بأروع أعمال الفن في غربي ووسط أوروبا خلال عصر الثقافة المجدلينية، العصر
الحجري القديم الأعلى، كاشفة عن تماثلات أسلوبية وفكرية مع فنون سادة الفن
الباليوليثي الأوروبي.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ