 |
لم يكن يوما يمر دون أن يُقتل أو يُأسر من معسكر الفرنجة, وقد لقوا من
عامة المسلمين نكاية عظيمة, وتخطفوا منهم وقتلوا كثيرا, وكانوا يتحايلون بكل حيلة,
حتى أن مسلما أخذ بطيخة وادخل فيها رأسه, وغطس في الماء إلي أن قرب الفرنج فظنه
الجنود بطيخة, فنزل أحدهم لالتقاطها فاختطفه المسلم وعام به إلي معسكر
المسلمين.
عامة المسلمين نكاية عظيمة, وتخطفوا منهم وقتلوا كثيرا, وكانوا يتحايلون بكل حيلة,
حتى أن مسلما أخذ بطيخة وادخل فيها رأسه, وغطس في الماء إلي أن قرب الفرنج فظنه
الجنود بطيخة, فنزل أحدهم لالتقاطها فاختطفه المسلم وعام به إلي معسكر
المسلمين.
هكذا وصف المؤرخ الشهير المقريزي مقاومة المصريين للصليبين..في مواقع
عديدة أثبت فيها الشعب المصري أنه قادر على منازلة العدو المهاجم, وبعد أن يحقق
النصر, يعود إلى حياته الوادعة, يعمل ويبني حضارة عظيمة.
عديدة أثبت فيها الشعب المصري أنه قادر على منازلة العدو المهاجم, وبعد أن يحقق
النصر, يعود إلى حياته الوادعة, يعمل ويبني حضارة عظيمة.
تلك الصورة المشرقة تناقض ما حاوله بعض مؤرخينا من نسبة كل انتصار إلى
السلطان وجنود السلطان, دون أي ذكر للعامة, لكن ولحسن الحظ بقيت بين ثنايا كتب
التاريخ القديمة ومضات ولمحمات تثبت أن "التاريخ تصنعه الشعوب ويسرقه
الحكام".
السلطان وجنود السلطان, دون أي ذكر للعامة, لكن ولحسن الحظ بقيت بين ثنايا كتب
التاريخ القديمة ومضات ولمحمات تثبت أن "التاريخ تصنعه الشعوب ويسرقه
الحكام".
الدكتور حسين مؤنس في كتابه "صور من البطولات العربية والأجنبية" يفسر
إهمال المؤرخين لكفاح وجهاد المصريين من العامة, بأنهم – أي المؤرخون - كانوا
يكتبون للسلاطين وأمرائهم وأصحاب العروش, ولم يكن يعنيهم أن يطيلوا الحديث عن
"متطوعة" أدت واجبها, واستشهدت في الميدان, أو كتبت لها السلامة, فعادت بعد
المعارك, واندرجت في تيار حياتها الوادعة, وغابت عن الأنظار.
إهمال المؤرخين لكفاح وجهاد المصريين من العامة, بأنهم – أي المؤرخون - كانوا
يكتبون للسلاطين وأمرائهم وأصحاب العروش, ولم يكن يعنيهم أن يطيلوا الحديث عن
"متطوعة" أدت واجبها, واستشهدت في الميدان, أو كتبت لها السلامة, فعادت بعد
المعارك, واندرجت في تيار حياتها الوادعة, وغابت عن الأنظار.
وفي كفاح مصر ضد الصليبية, قدم المصريون أعظم الأمثلة في الجهاد, ولنبدأ
القصة مع الحملة الصليبية الخامسة التي طرقت أبواب مدينة دمياط في مايو 1218
ميلاديا..
القصة مع الحملة الصليبية الخامسة التي طرقت أبواب مدينة دمياط في مايو 1218
ميلاديا..
كان حاكم مصر آنذاك هو "الكامل" نائبا عن أبيه السلطان "العادل" الذي
كان يقيم في الشام, ولم يكن خلفاء صلاح الدين الأيوبي في مثل شجاعته وقوته وحنكته,
كانوا دونه في كل شئ.
كان يقيم في الشام, ولم يكن خلفاء صلاح الدين الأيوبي في مثل شجاعته وقوته وحنكته,
كانوا دونه في كل شئ.
 | |||
يقول الدكتور قاسم عبده قاسم في كتابه "في تاريخ الأيوبيين والمماليك":
" اتبعوا سياسة متخاذلة تجاه العدو الصليبي تقوم على رد الفعل, وتجنح إلى التفريط
والتسليم على الرغم من قدرتهم العسكرية وضخامة مواردهم وسوء أحوال الفرنج بالمشرق.
ومن ناحية أخري, نجدهم لا يتهاونون في شن الحرب ضد بعضهم بعضا لأسباب أهون
بكثير".
" اتبعوا سياسة متخاذلة تجاه العدو الصليبي تقوم على رد الفعل, وتجنح إلى التفريط
والتسليم على الرغم من قدرتهم العسكرية وضخامة مواردهم وسوء أحوال الفرنج بالمشرق.
ومن ناحية أخري, نجدهم لا يتهاونون في شن الحرب ضد بعضهم بعضا لأسباب أهون
بكثير".
وما أن وطأت تلك الحملة دمياط حتى فكر "الكامل" في مغادرة مصر .. فقد ظن
أنها ضاعت .. وأن الأسلم له أن يذهب إلي الشام ليجهز نفسه للكفاح مع الصليبين.. ولو
فعل لما كافح أو دافع!..
أنها ضاعت .. وأن الأسلم له أن يذهب إلي الشام ليجهز نفسه للكفاح مع الصليبين.. ولو
فعل لما كافح أو دافع!..
ولما رأي ثبات أهل دمياط سكن فؤاده ومضي يجمع الجند ليتوجه بمن معه إلي
جهاد الصليبين.. كانت المقاومة فعالة ومستمرة, أظهر فيها أبناء الشعب من البطولة
الكثير, فقد أقدم العربان على مهاجمة معسكر الفرنج في كل ليلة, بحيث منعهم ذلك من
الرقاد خوفا من غاراتهم, وتكالب عليهم العرب حتى صاروا يخطفونهم نهارا ويأخذون
الخيم بمن فيها.
جهاد الصليبين.. كانت المقاومة فعالة ومستمرة, أظهر فيها أبناء الشعب من البطولة
الكثير, فقد أقدم العربان على مهاجمة معسكر الفرنج في كل ليلة, بحيث منعهم ذلك من
الرقاد خوفا من غاراتهم, وتكالب عليهم العرب حتى صاروا يخطفونهم نهارا ويأخذون
الخيم بمن فيها.
وبينما أهل مصر يبذلون ما في وسعهم لنجدة دمياط كان أمراء البيت الأيوبي
يتنازعون فيما بينهم .. فقد دبر بعضهم مؤامرة لعزل "الكامل" وتوليه أحد أخوته بدلا
منه .. ففكر الكامل في ترك أرض المعركة لينقذ عرشه المهدد .. ودبت الفرقة في معسكر
المسلمين فتركوا معسكرهم وخيامهم فأستولي عليها الصليبين دون قتال .. وهكذا أحاط
الصليبين بمدينة دمياط من البر والبحر.
يتنازعون فيما بينهم .. فقد دبر بعضهم مؤامرة لعزل "الكامل" وتوليه أحد أخوته بدلا
منه .. ففكر الكامل في ترك أرض المعركة لينقذ عرشه المهدد .. ودبت الفرقة في معسكر
المسلمين فتركوا معسكرهم وخيامهم فأستولي عليها الصليبين دون قتال .. وهكذا أحاط
الصليبين بمدينة دمياط من البر والبحر.
أما أهل مصر, فقد ثبتوا في وجه العدو, ويقص علينا المقريزي بين ثنايا
كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك" قصة أحد أبطال المقاومة المصرية, وهو الفتي
"شمايل", الذي أخذ يخاطر بنفسه ويسبح في النيل بين مراكب الفرنج, تحت السفن وحولها
حتى يصل إلي أهل دمياط المحاصرين فيأخذ منهم رسائل إلي أهليهم في مصر ثم يعود سابحا
.. وقد تنبه له الفرنج فأخذوا يمطرونه بالسهام والرماح ولكنه كان كالسمكة يهرب منهم
حتى يصل إلي بر المسلمين.
كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك" قصة أحد أبطال المقاومة المصرية, وهو الفتي
"شمايل", الذي أخذ يخاطر بنفسه ويسبح في النيل بين مراكب الفرنج, تحت السفن وحولها
حتى يصل إلي أهل دمياط المحاصرين فيأخذ منهم رسائل إلي أهليهم في مصر ثم يعود سابحا
.. وقد تنبه له الفرنج فأخذوا يمطرونه بالسهام والرماح ولكنه كان كالسمكة يهرب منهم
حتى يصل إلي بر المسلمين.
ويأسف الدكتور مؤنس لتجاهل المؤرخين والشعراء لهذا البطل, فيقول: لو كان
هذا الفتي إغريقيا لعبرت أخبار نجدته القرون على أفواه الشعراء
والمنشدين!!.
هذا الفتي إغريقيا لعبرت أخبار نجدته القرون على أفواه الشعراء
والمنشدين!!.
وخلال مدة الحصار بدأت خصال الضعف تظهر في تصرفات الكامل .. إذ أرسل
سفراء إلي الفرنج لعقد "اتفاقية سلام" !! يعرض فيها تسليم القدس وسائر المدن
الساحلية التي افتتحها صلاح الدين مقابل الجلاء عن دمياط .. "ليواصل جهاده المزعوم
ضد باقي أمراء بني أيوب".
سفراء إلي الفرنج لعقد "اتفاقية سلام" !! يعرض فيها تسليم القدس وسائر المدن
الساحلية التي افتتحها صلاح الدين مقابل الجلاء عن دمياط .. "ليواصل جهاده المزعوم
ضد باقي أمراء بني أيوب".
واعتقد الفرنج أن القضاء على الإسلام بات سهلا ميسورا .. وطمعوا في
الاستيلاء على مصر بكل خيراتها .. ويبدو أن تجار البندقية الذين يساندون الحملة
فضلوا مصر بمركزها التجاري على القدس بمركزها الديني..
الاستيلاء على مصر بكل خيراتها .. ويبدو أن تجار البندقية الذين يساندون الحملة
فضلوا مصر بمركزها التجاري على القدس بمركزها الديني..
وهكذا جاء رد الصليبين بالرفض..
وأرسل الكامل سفارة أخري يعرض فيها دفع إتاوة .. وكان الرد الصليبي:
الرفض..
الرفض..
لقد أضاعت الأطماع الصليبية على الحملة تحقيق نصر مروع بلا ثمن!!.
 | |||
| الحروب الصليبية |
أما دمياط.. فبعد حصار دام ستة عشرة شهرا.. نفدت الأقوات داخلها.. ولم
تبلغها نجدة السلطان.. فتسور الفرنج المدينة وكان لهم فيها مذبحة جديدة من مذابحهم
الدموية الرهيبة.
تبلغها نجدة السلطان.. فتسور الفرنج المدينة وكان لهم فيها مذبحة جديدة من مذابحهم
الدموية الرهيبة.
وسرعان ما نشبت الخلافات بين الفرنجة حول من يحكم مدينة دمياط.. وأعطى
هذا الاختلاف الفرصة للكامل ليواصل مجهوداته لاستعادة المدينة..
هذا الاختلاف الفرصة للكامل ليواصل مجهوداته لاستعادة المدينة..
ولم يجد مفرا من الالتجاء إلى شعب مصر, فنادى بالنفير العام في كل
البلاد.. فاجتمع خلق كثير من القاهرة إلي أسوان .. حتى صاروا جيشا حافلا من
المتطوعة .
البلاد.. فاجتمع خلق كثير من القاهرة إلي أسوان .. حتى صاروا جيشا حافلا من
المتطوعة .
وتقدم الكامل بقواته حتى أدرك "المنزلة" التي عرفت فيما بعد
بالمنصورة .. وتقدم الفرنج حتى لم يبق بينهما إلا ترعة تعرف ببحر أشموم .. ولاحظ
أهل مصر أن جند السلطان متخاذلون يتحدثون بخلع ملكهم .. ولو فعلوا لضاعت مصر.. ولو
لم يكن أهل مصر في الجيش لفعلوا ذلك وكسروا ظهر الإسلام.
بالمنصورة .. وتقدم الفرنج حتى لم يبق بينهما إلا ترعة تعرف ببحر أشموم .. ولاحظ
أهل مصر أن جند السلطان متخاذلون يتحدثون بخلع ملكهم .. ولو فعلوا لضاعت مصر.. ولو
لم يكن أهل مصر في الجيش لفعلوا ذلك وكسروا ظهر الإسلام.
وكثرت المناوشات بين المعسكرين.. يقول المقريزي " وكانت العامة تكر على
الفرنج أكثر مما يكر عليهم العسكر " وهذه شهادة بفضل أهل مصر في المعركة.. وخاف
السلطان على عرشه بسبب موقف جنده , وعاود التفكير في مصالحة
الفرنج!.
الفرنج أكثر مما يكر عليهم العسكر " وهذه شهادة بفضل أهل مصر في المعركة.. وخاف
السلطان على عرشه بسبب موقف جنده , وعاود التفكير في مصالحة
الفرنج!.
وكان من الممكن أن يتم هذا الصلح المشئوم لولا أن نفرا من أهل مصر بدا
لهم أن يستعينوا بماء النيل على العدو المهاجم , وكان الزمان شهر أغسطس , وفيضان
النيل على أشده , فتقدم المصريون على جسور الترع يقطعوها من ناحية الفرنج .. فاندفع
الماء كالسيل يجرف الأراضي ويقلع الخيام الفرنج .. ويصاب الفرنج بالذعر , فلم يجدوا
مفرا من الخروج من مصر بعد أن لاقوا فيها ما لم تشهده أعينهم من قبل , تاركين
ورائهم دمياط من غير عوض بعد أن ظلت في أيديهم سنة وعشرة أشهر وأربعة وعشرين يوما,
وبعدما كان السلطان على وشك أن يعطيهم زهرة المدائن وجميع ما كسبه صلاح الدين!!.
لهم أن يستعينوا بماء النيل على العدو المهاجم , وكان الزمان شهر أغسطس , وفيضان
النيل على أشده , فتقدم المصريون على جسور الترع يقطعوها من ناحية الفرنج .. فاندفع
الماء كالسيل يجرف الأراضي ويقلع الخيام الفرنج .. ويصاب الفرنج بالذعر , فلم يجدوا
مفرا من الخروج من مصر بعد أن لاقوا فيها ما لم تشهده أعينهم من قبل , تاركين
ورائهم دمياط من غير عوض بعد أن ظلت في أيديهم سنة وعشرة أشهر وأربعة وعشرين يوما,
وبعدما كان السلطان على وشك أن يعطيهم زهرة المدائن وجميع ما كسبه صلاح الدين!!.
حملة صليبية جديدة
وتكرر الكفاح بعد ست وثلاثين سنة..
 | |||
| الحملات الصليبية |
فبعد فشل الحملة الخامسة, أرسلت أوروبا 50 ألفا من فرسانها في حملة صليبية جديدة يقودها معبود فرنسا لويس
التاسع.
التاسع.
كان سلطان مصر آنذاك نجم الدين أيوب, وهو أفضل أيوبي بعد صلاح الدين.
ولما علم بخروج الصليبين, كان في الشام يعاني المرض, فأسرع في محفة المرض إلي
بلاده.
ولما علم بخروج الصليبين, كان في الشام يعاني المرض, فأسرع في محفة المرض إلي
بلاده.
كانت مدينة دمياط هي مقصد الفرنج.. وهذه المرة سقطت في أيديهم دون قتال
, فقد ظنت حاميتها أن السلطان المريض قد توفي فأسرعت تنسحب من المدينة , وروع أهل
المدينة الذين خرجوا من بيوتهم يسيحون على وجوهم.
, فقد ظنت حاميتها أن السلطان المريض قد توفي فأسرعت تنسحب من المدينة , وروع أهل
المدينة الذين خرجوا من بيوتهم يسيحون على وجوهم.
وطلع الصباح.. والفرنج أمام أسوار المدينة وظنوا في بادئ الأمر أن
المسلمون يدبرون لهم مكيدة وانتظروا قليلا حتى تأكدوا أن أهلها غادروا ليلا.. وهكذا
سقطت دمياط بلا قتال, واستقبل السلطان المريض فرسانه الفارين بالتعنيف " أما قدرتم
أن تقفوا في وجه العدو ساعة".
المسلمون يدبرون لهم مكيدة وانتظروا قليلا حتى تأكدوا أن أهلها غادروا ليلا.. وهكذا
سقطت دمياط بلا قتال, واستقبل السلطان المريض فرسانه الفارين بالتعنيف " أما قدرتم
أن تقفوا في وجه العدو ساعة".
ومن المنصورة بدأت المقاومة المصرية تتصاعد .. وأعلن السلطان عن
المكافآت المغرية لمن ينجح في أخذ أسير فرنجي .. فكثرت أعداد الأسرى من الفرنج
الذين تختطفتهم أيادي المسلمين من المصريين والشوام والمغاربة .. وتعددت مواكب
الأسري في القاهرة بالشكل الذي زاد من حماس الناس ورفع معنويات المقاتلين.
المكافآت المغرية لمن ينجح في أخذ أسير فرنجي .. فكثرت أعداد الأسرى من الفرنج
الذين تختطفتهم أيادي المسلمين من المصريين والشوام والمغاربة .. وتعددت مواكب
الأسري في القاهرة بالشكل الذي زاد من حماس الناس ورفع معنويات المقاتلين.
وفي هذه الأثناء توفي السلطان في ليلة النصف من شعبان 647 هجريا ..
وأخفت زوجته شجر الدر الخبر .. لكنه
تسرب إلي الفرنج فتقدموا حتى "فارسكور" ..ولم يبق بينهم وبين المسلمين إلا بحر
"أشموم".
وأخفت زوجته شجر الدر الخبر .. لكنه
تسرب إلي الفرنج فتقدموا حتى "فارسكور" ..ولم يبق بينهم وبين المسلمين إلا بحر
"أشموم".
وبدأ أهل الساحل يقومون بدورهم في الجهاد .. فقد كانت إمدادات الفرنج
تأتي إليهم من دمياط في مراكب تسير في النيل , فخطر للمصريين أن يهاجموا هذه
المراكب حتى يقطعوا عن العدو المدد فدأبوا على مهاجمة هذه المراكب وإغراقها.. وكان
معظم القائمين على هذا الهجوم من أبناء مصر ومن أهل ريفها وملاحي المنزلة ودمياط,
وهم ملاحون مهرة يحسنون الحرب في الماء, ويعرفون كيف يهاجمون سفن الأعداء, ولم يكن
جند السلطان يحسنون هذا النوع من الحرب.
تأتي إليهم من دمياط في مراكب تسير في النيل , فخطر للمصريين أن يهاجموا هذه
المراكب حتى يقطعوا عن العدو المدد فدأبوا على مهاجمة هذه المراكب وإغراقها.. وكان
معظم القائمين على هذا الهجوم من أبناء مصر ومن أهل ريفها وملاحي المنزلة ودمياط,
وهم ملاحون مهرة يحسنون الحرب في الماء, ويعرفون كيف يهاجمون سفن الأعداء, ولم يكن
جند السلطان يحسنون هذا النوع من الحرب.
ويصف المقريزي شدة مقاومة المصريين فيقول " ما من يوم إلا ويُقتل من
الفرنج ويؤسر, وقد لقوا من عامة المسلمين نكاية عظيمة ".
الفرنج ويؤسر, وقد لقوا من عامة المسلمين نكاية عظيمة ".
 | |||
وقد دفعت هذه المقاومة الشرسة بالملك لويس التاسع إلي تعجيل قرار الهجوم
على مدينة المنصورة.. وهناك كانت تنتظر مقدمة جيشه مفاجأة كبرى!.
على مدينة المنصورة.. وهناك كانت تنتظر مقدمة جيشه مفاجأة كبرى!.
طلب بيبرس, الفارس المملوكي الشهير, من أهالي المنصورة الاختباء في
منازلهم.. ودخل الفرنج المدينة دون أن يجدوا أثرا للمقاومة .. فأخذوا يبحثون عن
أسلاب .. تحدهم الرغبة في القيام بمذبحة بشرية... وفجأة, انفتحت عليهم أبواب
الجحيم... فقد أطبقت عليهم قوات المماليك والمصريين المتطوعين من كل ناحية ..
وقذفهم السكان من النوافذ والشرفات .. وأقام السكان متاريس تمنعهم من الفرار.
منازلهم.. ودخل الفرنج المدينة دون أن يجدوا أثرا للمقاومة .. فأخذوا يبحثون عن
أسلاب .. تحدهم الرغبة في القيام بمذبحة بشرية... وفجأة, انفتحت عليهم أبواب
الجحيم... فقد أطبقت عليهم قوات المماليك والمصريين المتطوعين من كل ناحية ..
وقذفهم السكان من النوافذ والشرفات .. وأقام السكان متاريس تمنعهم من الفرار.
ولم ينج من مذبحة المنصورة إلا القليل من فرسان الصليبين الذين هربوا
على أقدامهم ليلقوا بأنفسهم في مياه النيل حيث غرقوا بعد أن طاردهم المصريون
بالسهام والحراب والسيوف.
على أقدامهم ليلقوا بأنفسهم في مياه النيل حيث غرقوا بعد أن طاردهم المصريون
بالسهام والحراب والسيوف.
أما الجيش الرئيسي فلم يكن يعلم بما حدث للمقدمة.. وفي تلك الآونة جاء
ابن الملك الصالح أيوب من حصن كيفا.. وأجري تعديلات في الخطط الحربية.. وصمم مراكب
وحملها على الجمال وألقاها في النيل خلف خطوط العدو الذي صار محصورا من الأمام
والخلف .. وعلي مقربة من مدينة "فارسكور" دارت معركة حامية بين الجيش المصري
والمتطوعين من ناحية والجيش الصليبي من ناحية أخري .. انتهت بهزيمة ساحقة للفرنج ..
وأسر الملك الفرنسي في دار القاضي بن لقمان.. وتم الجلاء عن مدينة دمياط ودفع لويس
فدية كبيرة.. ورجع الصليبين يجرون أذيال الخيبة.
» كنوز الفراعنه
» الثقب الاسود
» طفل بطل
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
» البطل عبدالرؤوف عمران
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
» حافظ ابراهيم
» حافظ ابراهيم
» دجاجة القاضي
» اخلاق رسول الله
» يوم العبور في يوم اللا عبور
» من اروع ما قرات عن السجود
» قصه وعبره
» كيف تصنع شعب غبي