بسم الله الرحمن الرحيم
أبوقرون..إتهامات (عمان) واشتباهات (الخرطوم).. !!
قاضي
المحكمة العليا، الملحق القضائي برئاسة الجمهورية ووزير الشؤون القانونية
ابان العهد المايوي الشيخ النيل عبد القادر محمد ابوقرون الذي ذاع صيته
كواحدٍ من بين ثلاثة قضاة هندسوا قوانين الشريعة الاسلامية التي عمل بها في
اواخر عهد مايو «قوانين سبتمبر 1983» يواجه تهماً بالتشيع وسب الصحابة..
بعد ان هجر العمل العام تفرغ للكتابة في الدراسات الاسلامية والعقائد وضمن
اصدارات وزارة الارشاد والاوقاف نشرت له الامانة العامة للمجلس القومي
للذكر والذاكرين ضمن سلسلتها «رسائل الذاكرين» مؤلف «في رحاب الرسالة».
ولكن
انقلب الحال ونشب خلاف بينه وبين وزير الاوقاف آنذاك د. عصام أحمد البشير
واتهم بالتشيع وقدم للاستتابة برئاسة الجمهورية غير انه وبعد عملية
الاستتابة الشهيرة نشرت له دار (ورد) بالمملكة الاردنية مؤلف «رسائل الشيخ
النيل: مراجعات في الفكر الاسلامي» وارجعه هذا الكتاب لذات التهم القديمة
«التشيع والاساءة للصحابة» وحرك ضده بلاغ خارج الوطن بمحكمة جزاء عمان
بالاردن بتهمة سب الاديان شاركته التهمة فيها دار الطباعة والنشر التي طبعت
الكتاب ومنع المؤلف من التداول بسبب عدم صلاحيته لذلك كما افاد وزير
الاوقاف الاردني.
في بيان صحفي وزع على مقار الصحف نفى المكتب الاعلامي
للشيخ ابو قرون ان تكون الحكومة الاردنية طرفاً اصيلاً في الدعوة ضده..
حملت كل ذلك في مخليتي وذهبت في رحلة الى «ابوقرون» دار الشيخ النيل.
ما
ان تنطلق بنا العربة طاوية طريق «الفاتح» المتغلغل بين مناطق شرق النيل في
رحلتنا حتى تطالعنا المشاهد الحياتية الريفية من أول الطريق تطل مزارع
الابقار والدواجن. وخيط رفيع يربط المكان بالاحداث التاريخية الفاصلة تكشف
عنه علامات مصلحة الآثار التي تشير الى بقايا اطلال سوبا حاضرة مملكة علوة
التي سويت بسطح الارض بعامل الزمن وربما النشاط الانساني.. من بين المشاهد
ينهض نصب تذكاري شاهد على موقعة شيكان الصغرى «الكرنوس وأم ضوابان» بين جيش
المهدي وغردون باشا. في العام 1884.
وتنحرف بنا العربة من الطريق
الرئيسي الى شارع فرعي تنتهي طبقته المسفلته السوداء قبل ان تلوح قبة
ابوقرون في الافق الممتد جنوبي أم ضواً بان، نقطع الشارع الترابي باتجاه
السهم الذي يشير الى الباكراب حاج عبد الله بابكر والشيخ «ابوقرون» اللتين
اتخذتا من اللوح والمسبحة رمزاً.
يرخي السكون سدوله في رابعة النهار على
تلك القرية التي يمكن ان تحدد نهايتها بالعين المجردة وهي بيت كبير يعرف
فيه الافراد وجهات مقصد بعضهم بعضاً.. في وسط المكان تقبع دار الشيخ النيل
ابو قرون بلونها الاخضر الفاقع مفصحة عن توجهات اصحابها المتصوفة، وحال أن
قرعنا باب الدار اخبرنا شاب في طريقه للبيت المجاور بأنه من المعلوم ان
الشيخ يقضي قيلولته ونهاره في المسيد باعتباره البيت الكبير وكأنه يخبرنا
بصعوبة لقاء (النيل).
وفي المسيد تتبدى للعين المزيد من الالوان
الخضراء. البسط التي تغطي المكان، واحباب ومريدو الشيخ شيباً وشباباً
يتزيون، الجلباب الاخضر الفضفاض، ولا تفارق المسبحة يد اي منهم.
والمسيد
- لا يخفي على الرائي ـ أنه محور الحياة النابضة في القرية في تلك البطاح،
ورغم توعك الشيخ النيل إلاَّ انه فضل ان يقضي يومه ذاك في صحن المسيد وبما
ان حالته الصحية لم تكن تسمح له بالحديث، فقد سمح لنا بالتجوال بحرية في
مناحي المكان.
الشاب ماجد ذو الجلباب الاخضر اعلمني ان اسم ابو قرون
اطلق على المنطقة تيمناً على اطلاق آل ابو قرون لضفائرهم التي اشتهروا بها
ونسبة لتسمية الأهالي للضفائر بالقرون طغى هذا الاسم على المنطقة.
كان
الشاب خالد يرشدنا على الامكنة ويقدم سرداً تاريخياً لكل الاشياء تقريباً
التي صادفتنا في تلك الجولة. العم على «رجل المسيد قضى أكثر من «83» عاماً
في خدمة المسيد حكى لـ (الرأي العام) بأنه قضى طفولته وشبابه وكهولته كلها
في هذا المكان وتكفل الشيخ باعاشته وملبسه وسكنه وحتى إعاشة ابنائه وبناته
واحفاده، وقد بدأ العمل في المسيد بأعمال السقيا والارواء.
مئذنة عتيقة
على طرف بوابة المسيد لا أحد يعلم بالتحديد تاريخ تشييدها إلاّ ان الأذان
كان ينطلق منها الى ان تم بناء المسجد الكبير وقبالتها تشمخ قبه ابو قرون
التي عرفت كاطول قبة من بين القباب المنتشرة في السودان «35» متراً.
العبيد
عبد القادر علي تجاوز عامه الثمانين تحول منذ عشرة اعوام لحراسة القبة
التي قبر بداخلها الشيخ ابو قرون الاب والشيخ ابو شرا يوسف الذي عمل في
تدريس القرآن بالمسيد لخمس سنوات ومات وهو في ريعان شبابه وتبعه إبناه
الجيلي ومحمد الذي عمل «54» عاماً في تدريس وتحفيظ القرآن وايضاً يرقد
بالقبة الفكي علي ابوشرا وهذه ليست اسرة الشيخ ابوشرا بمنطقة ابو حراز
بالجزيرة.
ونصف مساحة المسيد اقيم عليها فصول تدريس وتحفيظ القرآن وسكن
الطلاب والدارسين الذين تكشف سحناتهم عن اعراق عدة وجنسيات مختلفة يضم
الفصل الدراسي سبعين دارساً ولكل طالب لوح تحفيظ. المنهج المتبع فيه هو
تحفيظ ربع من الجزء في الحلقة الدراسية والمحفظ هو الجيلي سعد حسن قال لـ
(الرأي العام): إن ساعات الدراسة تبدأ منذ الساعة الرابعة صباحاً الى شروق
الشمس، ليذهب الطلاب في فترة راحة تمتد الى الساعة السابعة ثم يبدأ الفصل
الثاني الى الساعة العاشرة وينتهي بتناول وجبة الإفطار والقيلولة والراحة
الى صلاة الظهر وتتواصل بعدها الدراسة الى صلاة العصر بعدها تبدأ ساعة
المطالعة التي تستمر الى الساعة السادسة يذهب الطلاب لتناول وجبة الغداء
الى حين رفع الأذان لصلاة المغرب ثم تتواصل الدراسة الى صلاة العشاء وتستمر
الى ان تدق الساعة الحادية عشرة معلنة ساعات النوم بالخلوة.
وقال
الجيلي سعد ان العام الدراسي يظل مفتوحاً الى ان يكمل الطالب حفظ المصحف
الذي يعتمد على مقياس الذكاء لدى الطالب فالبعض يحفظه في عام والآخر في
عامين والبعض في ثلاث سنوات بعدها يلتحق الطالب بالمعهد الديني بمنطقة أم
ضواً بان أو العسيلات.. وأجاب المحفظ بثقة على سؤال ما إذا كان في هذه
الحلقات الدراسية يتم تناول اي من الدراسات سوى التحفيظ فقال: إن هذه
الخلاوى غير مسموح بها منذ تأسيسها من أكثر من قرن غير تحفيظ المصحف للطلاب
وارسالهم للمعهد ولا يسمح للتدريس بها إلاَّ للشيوخ المحفظين وان علاقة
الطالب تنتهي بهم طالما تخرج والتحق بالجامعة إلاَّ اذا دعته الذكرى الطيبة
لزيارة المكان مرة اخرى.
بينما كان من رأي العبيد عبد القادر بانهم
يسمعون حديثاً من جهات - لم يسمها - عن التشيع بالمنطقة. إلاًّ انه قال
بإنه يعمل بوصية اجداده بان لا يردوا على القيل والقال.
بينما تبسم
الاتباع والمريدون من الشباب وردوا بسؤال استنكاري عن اي مظاهر للتشيع
بالمكان، قال ماجد: ان منهج الشيخ ابو قرون قائم على منهج النبوة، ولم يسمع
في كافة محاضراته ودروسه التي درج على اقامتها بأنه اساء للصحابة او
التابعين، خاتماً حديثه بسؤال استنكاري بأن مولانا النيل لا يسب «الصعاليك
والسفاء»، ولايسىء إليهم فكيف بالصحابة الكرام. ووجه ماجد دعوة مفتوحة لكل
من اراد ان يأتي ويحضر حلقات الضحوية وهي الفترة التي يقدم فيها الشيخ ابو
قرون محاضراته ليعرف بنفسه ماذا يقول الشيخ؟
وحين التفت الى صورة للشيخ
النيل ابوقرون بمسجد المدينة المنورة وهو يعتمر فيها عمامه سوداء على نحو
ما يفعل اهل الشيعة شرح ذلك بأن كل الأمر يرجع لاحياء السنة النبوية وقال
إن من يعرف آل ابوقرون منذ تأسيس هذا المكان يعلم بأنهم قد درجوا على
اعتمار العمامة السوداء والزي الاخضر واطلاق اربع جدائل تشبهاً بالنبي صلى
الله عليه وسلم حين دخل مكة بعد الفتح اذا ذكرت كتب السيرة بأنه صلى الله
عليه وسلم.. دخل مكة وهو يعتمر عمامة سوداء وبُردين أخضرين وكانت له اربع
جدائل «ضفائر» لذا يتعمم آل ابوقرون بالعمامة السوداء اسوة بالنبي صلى الله
عليه وسلم وليس من منطلق التشيع. وينسب الشاب ماجد ذلك الهجوم كله الى من
يزعجهم فكر الشيخ لذا يلفقون له هذه الاتهامات التي درجوا على تلفيقها
للمستنيرين من المفكرين.. وزاد على ذلك ان الشيخ هو واحد من ثلاثة من
مهندسي قوانين الشريعة الاسلامية في السودان في العصر الحديث فكيف يرتضي
لنفسه ان يخرج عن تعاليم الشريعة، وقال ان كل الاسئلة التي تخطر على بالي
سيرد عليها الشيخ حال تماثله للشفاء.
وقبل ان نغادر صحن المسيد رويت لنا
قصة قيل إنها لصورة الاشعة التي اظهرت اسم الجلالة مسطراً على قلب الشيخ
ابو قرون الأب «عبد القادر محمد ابوقرون».
+++++++++++++++++++++++++++++++
المقال للصحفية : أم زين آدم .
مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22642 )
الأحد : 5 / ابريل / 2009 م الموافق 9/ ربيع الثاني / 1430 هـ
أبوقرون..إتهامات (عمان) واشتباهات (الخرطوم).. !!
قاضي
المحكمة العليا، الملحق القضائي برئاسة الجمهورية ووزير الشؤون القانونية
ابان العهد المايوي الشيخ النيل عبد القادر محمد ابوقرون الذي ذاع صيته
كواحدٍ من بين ثلاثة قضاة هندسوا قوانين الشريعة الاسلامية التي عمل بها في
اواخر عهد مايو «قوانين سبتمبر 1983» يواجه تهماً بالتشيع وسب الصحابة..
بعد ان هجر العمل العام تفرغ للكتابة في الدراسات الاسلامية والعقائد وضمن
اصدارات وزارة الارشاد والاوقاف نشرت له الامانة العامة للمجلس القومي
للذكر والذاكرين ضمن سلسلتها «رسائل الذاكرين» مؤلف «في رحاب الرسالة».
ولكن
انقلب الحال ونشب خلاف بينه وبين وزير الاوقاف آنذاك د. عصام أحمد البشير
واتهم بالتشيع وقدم للاستتابة برئاسة الجمهورية غير انه وبعد عملية
الاستتابة الشهيرة نشرت له دار (ورد) بالمملكة الاردنية مؤلف «رسائل الشيخ
النيل: مراجعات في الفكر الاسلامي» وارجعه هذا الكتاب لذات التهم القديمة
«التشيع والاساءة للصحابة» وحرك ضده بلاغ خارج الوطن بمحكمة جزاء عمان
بالاردن بتهمة سب الاديان شاركته التهمة فيها دار الطباعة والنشر التي طبعت
الكتاب ومنع المؤلف من التداول بسبب عدم صلاحيته لذلك كما افاد وزير
الاوقاف الاردني.
في بيان صحفي وزع على مقار الصحف نفى المكتب الاعلامي
للشيخ ابو قرون ان تكون الحكومة الاردنية طرفاً اصيلاً في الدعوة ضده..
حملت كل ذلك في مخليتي وذهبت في رحلة الى «ابوقرون» دار الشيخ النيل.
ما
ان تنطلق بنا العربة طاوية طريق «الفاتح» المتغلغل بين مناطق شرق النيل في
رحلتنا حتى تطالعنا المشاهد الحياتية الريفية من أول الطريق تطل مزارع
الابقار والدواجن. وخيط رفيع يربط المكان بالاحداث التاريخية الفاصلة تكشف
عنه علامات مصلحة الآثار التي تشير الى بقايا اطلال سوبا حاضرة مملكة علوة
التي سويت بسطح الارض بعامل الزمن وربما النشاط الانساني.. من بين المشاهد
ينهض نصب تذكاري شاهد على موقعة شيكان الصغرى «الكرنوس وأم ضوابان» بين جيش
المهدي وغردون باشا. في العام 1884.
وتنحرف بنا العربة من الطريق
الرئيسي الى شارع فرعي تنتهي طبقته المسفلته السوداء قبل ان تلوح قبة
ابوقرون في الافق الممتد جنوبي أم ضواً بان، نقطع الشارع الترابي باتجاه
السهم الذي يشير الى الباكراب حاج عبد الله بابكر والشيخ «ابوقرون» اللتين
اتخذتا من اللوح والمسبحة رمزاً.
يرخي السكون سدوله في رابعة النهار على
تلك القرية التي يمكن ان تحدد نهايتها بالعين المجردة وهي بيت كبير يعرف
فيه الافراد وجهات مقصد بعضهم بعضاً.. في وسط المكان تقبع دار الشيخ النيل
ابو قرون بلونها الاخضر الفاقع مفصحة عن توجهات اصحابها المتصوفة، وحال أن
قرعنا باب الدار اخبرنا شاب في طريقه للبيت المجاور بأنه من المعلوم ان
الشيخ يقضي قيلولته ونهاره في المسيد باعتباره البيت الكبير وكأنه يخبرنا
بصعوبة لقاء (النيل).
وفي المسيد تتبدى للعين المزيد من الالوان
الخضراء. البسط التي تغطي المكان، واحباب ومريدو الشيخ شيباً وشباباً
يتزيون، الجلباب الاخضر الفضفاض، ولا تفارق المسبحة يد اي منهم.
والمسيد
- لا يخفي على الرائي ـ أنه محور الحياة النابضة في القرية في تلك البطاح،
ورغم توعك الشيخ النيل إلاَّ انه فضل ان يقضي يومه ذاك في صحن المسيد وبما
ان حالته الصحية لم تكن تسمح له بالحديث، فقد سمح لنا بالتجوال بحرية في
مناحي المكان.
الشاب ماجد ذو الجلباب الاخضر اعلمني ان اسم ابو قرون
اطلق على المنطقة تيمناً على اطلاق آل ابو قرون لضفائرهم التي اشتهروا بها
ونسبة لتسمية الأهالي للضفائر بالقرون طغى هذا الاسم على المنطقة.
كان
الشاب خالد يرشدنا على الامكنة ويقدم سرداً تاريخياً لكل الاشياء تقريباً
التي صادفتنا في تلك الجولة. العم على «رجل المسيد قضى أكثر من «83» عاماً
في خدمة المسيد حكى لـ (الرأي العام) بأنه قضى طفولته وشبابه وكهولته كلها
في هذا المكان وتكفل الشيخ باعاشته وملبسه وسكنه وحتى إعاشة ابنائه وبناته
واحفاده، وقد بدأ العمل في المسيد بأعمال السقيا والارواء.
مئذنة عتيقة
على طرف بوابة المسيد لا أحد يعلم بالتحديد تاريخ تشييدها إلاّ ان الأذان
كان ينطلق منها الى ان تم بناء المسجد الكبير وقبالتها تشمخ قبه ابو قرون
التي عرفت كاطول قبة من بين القباب المنتشرة في السودان «35» متراً.
العبيد
عبد القادر علي تجاوز عامه الثمانين تحول منذ عشرة اعوام لحراسة القبة
التي قبر بداخلها الشيخ ابو قرون الاب والشيخ ابو شرا يوسف الذي عمل في
تدريس القرآن بالمسيد لخمس سنوات ومات وهو في ريعان شبابه وتبعه إبناه
الجيلي ومحمد الذي عمل «54» عاماً في تدريس وتحفيظ القرآن وايضاً يرقد
بالقبة الفكي علي ابوشرا وهذه ليست اسرة الشيخ ابوشرا بمنطقة ابو حراز
بالجزيرة.
ونصف مساحة المسيد اقيم عليها فصول تدريس وتحفيظ القرآن وسكن
الطلاب والدارسين الذين تكشف سحناتهم عن اعراق عدة وجنسيات مختلفة يضم
الفصل الدراسي سبعين دارساً ولكل طالب لوح تحفيظ. المنهج المتبع فيه هو
تحفيظ ربع من الجزء في الحلقة الدراسية والمحفظ هو الجيلي سعد حسن قال لـ
(الرأي العام): إن ساعات الدراسة تبدأ منذ الساعة الرابعة صباحاً الى شروق
الشمس، ليذهب الطلاب في فترة راحة تمتد الى الساعة السابعة ثم يبدأ الفصل
الثاني الى الساعة العاشرة وينتهي بتناول وجبة الإفطار والقيلولة والراحة
الى صلاة الظهر وتتواصل بعدها الدراسة الى صلاة العصر بعدها تبدأ ساعة
المطالعة التي تستمر الى الساعة السادسة يذهب الطلاب لتناول وجبة الغداء
الى حين رفع الأذان لصلاة المغرب ثم تتواصل الدراسة الى صلاة العشاء وتستمر
الى ان تدق الساعة الحادية عشرة معلنة ساعات النوم بالخلوة.
وقال
الجيلي سعد ان العام الدراسي يظل مفتوحاً الى ان يكمل الطالب حفظ المصحف
الذي يعتمد على مقياس الذكاء لدى الطالب فالبعض يحفظه في عام والآخر في
عامين والبعض في ثلاث سنوات بعدها يلتحق الطالب بالمعهد الديني بمنطقة أم
ضواً بان أو العسيلات.. وأجاب المحفظ بثقة على سؤال ما إذا كان في هذه
الحلقات الدراسية يتم تناول اي من الدراسات سوى التحفيظ فقال: إن هذه
الخلاوى غير مسموح بها منذ تأسيسها من أكثر من قرن غير تحفيظ المصحف للطلاب
وارسالهم للمعهد ولا يسمح للتدريس بها إلاَّ للشيوخ المحفظين وان علاقة
الطالب تنتهي بهم طالما تخرج والتحق بالجامعة إلاَّ اذا دعته الذكرى الطيبة
لزيارة المكان مرة اخرى.
بينما كان من رأي العبيد عبد القادر بانهم
يسمعون حديثاً من جهات - لم يسمها - عن التشيع بالمنطقة. إلاًّ انه قال
بإنه يعمل بوصية اجداده بان لا يردوا على القيل والقال.
بينما تبسم
الاتباع والمريدون من الشباب وردوا بسؤال استنكاري عن اي مظاهر للتشيع
بالمكان، قال ماجد: ان منهج الشيخ ابو قرون قائم على منهج النبوة، ولم يسمع
في كافة محاضراته ودروسه التي درج على اقامتها بأنه اساء للصحابة او
التابعين، خاتماً حديثه بسؤال استنكاري بأن مولانا النيل لا يسب «الصعاليك
والسفاء»، ولايسىء إليهم فكيف بالصحابة الكرام. ووجه ماجد دعوة مفتوحة لكل
من اراد ان يأتي ويحضر حلقات الضحوية وهي الفترة التي يقدم فيها الشيخ ابو
قرون محاضراته ليعرف بنفسه ماذا يقول الشيخ؟
وحين التفت الى صورة للشيخ
النيل ابوقرون بمسجد المدينة المنورة وهو يعتمر فيها عمامه سوداء على نحو
ما يفعل اهل الشيعة شرح ذلك بأن كل الأمر يرجع لاحياء السنة النبوية وقال
إن من يعرف آل ابوقرون منذ تأسيس هذا المكان يعلم بأنهم قد درجوا على
اعتمار العمامة السوداء والزي الاخضر واطلاق اربع جدائل تشبهاً بالنبي صلى
الله عليه وسلم حين دخل مكة بعد الفتح اذا ذكرت كتب السيرة بأنه صلى الله
عليه وسلم.. دخل مكة وهو يعتمر عمامة سوداء وبُردين أخضرين وكانت له اربع
جدائل «ضفائر» لذا يتعمم آل ابوقرون بالعمامة السوداء اسوة بالنبي صلى الله
عليه وسلم وليس من منطلق التشيع. وينسب الشاب ماجد ذلك الهجوم كله الى من
يزعجهم فكر الشيخ لذا يلفقون له هذه الاتهامات التي درجوا على تلفيقها
للمستنيرين من المفكرين.. وزاد على ذلك ان الشيخ هو واحد من ثلاثة من
مهندسي قوانين الشريعة الاسلامية في السودان في العصر الحديث فكيف يرتضي
لنفسه ان يخرج عن تعاليم الشريعة، وقال ان كل الاسئلة التي تخطر على بالي
سيرد عليها الشيخ حال تماثله للشفاء.
وقبل ان نغادر صحن المسيد رويت لنا
قصة قيل إنها لصورة الاشعة التي اظهرت اسم الجلالة مسطراً على قلب الشيخ
ابو قرون الأب «عبد القادر محمد ابوقرون».
+++++++++++++++++++++++++++++++
المقال للصحفية : أم زين آدم .
مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22642 )
الأحد : 5 / ابريل / 2009 م الموافق 9/ ربيع الثاني / 1430 هـ
» كنوز الفراعنه
» الثقب الاسود
» طفل بطل
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
» البطل عبدالرؤوف عمران
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
» حافظ ابراهيم
» حافظ ابراهيم
» دجاجة القاضي
» اخلاق رسول الله
» يوم العبور في يوم اللا عبور
» من اروع ما قرات عن السجود
» قصه وعبره
» كيف تصنع شعب غبي