اكتشاف ثاني اكبر محطة حجاج تابعة لموقع عماد السيد المسيح بوادي الأردن

بالرغم من الادعاءات الاسرائيلية من ان مكان معمودية السيد المسيح موجودة
غربي النهر إلا ان الاكتشافات العلمية الاثرية بينت عكس ذلك تماما حيث تم
اكتشاف آخر جديد من ان محطة الحج المسيحي التابعة لعماد المسيح موجودة شرقي
النهر اي داخل الاراضي الاردنية وفقا لما يؤكده عميد معهد الملكة رانيا
للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية د. محمد وهيب .
فما زالت الاكتشافات ا»لأثرية تقدم حقائق جديدة مؤكدة أهمية موقع عماد السيد المسيح في وادي الأردن على الجانب الشرقي من نهر الأردن.
ويقع هذا الاكتشاف الهام على إحداثيات النظام العالمي ميركاتور 360744099 شرقاً و 3523854 شمالاً.
وكان
الحجاج البيزنطيون يقيمون في هذه المحطة ويفيدون من الخدمات التي كان
يقدمها الرهبان على أطراف وادي الغربة الذي اعتبره البيزنطيون الأوائل من
الأودية المباركة.
وأكدت أعمال التوثيق الميداني المستمرة منذ اكتشاف
موقع العماد عام 1996 أن محطة للحجاج أقيمت إلى الجنوب الشرقي من موقع
العماد وتتكون هذه المحطة المكتشفة من محطة للحجاج وبركتين كبيرتين يوصل
بينهما قناة مياه تنقل المياه إلى البرك الكبيرة التي يتجاوز طول وعرض
الواحدة منها عشرون متراً، ويأتي هذا الاكتشاف ليوضح أن موقع عماد السيد
المسيح يمتد في منطقة وادي الأردن لبضعة كيلومترات، حيث كان الحجاج الأوائل
القاصدين موقع العماد يستخدمون هذه المحطات المقامة على طول امتداد طريق
الحج ابتداءً من موقع العماد على الجانب الشرقي لنهر الأردن ثم محطة تل مار
الياس ثم محطة وادي الغربه المشار اليها في هذا التقرير وصولاً إلى محطة
تل الرامة، وثم يتجه الحجاج إلى موقع عين نون سالم التي ورد ذكرها في
الإنجيل وأكدتها الاكتشافات الأثرية ثم تنطلق قافلة الحج صعوداً باتجاه
عيون موسى عبر عدد من أبراج المراقبة حيث ما تزال الأعمدة الميلية على
جانبي الطريق فيما يسمى الطريق الروماني (حسبان – أريحا) حتى يتم الوصول
إلى الموقع الذي يسمى حالياً بالمحطة قرب عيون موسى، حيث ما زال الاسم يشير
لوظيفة البناء.
وأضاف الدكتور محمد وهيب، عميد معهد الملكة رانيا
للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية، مدير موقع عماد السيد المسيح سابقاً،
أن هذه المواقع الجديدة التي تضاف إلى موقع العماد على الجانب الشرقي لنهر
الأردن مؤكدة ومدعومة بإثباتات علمية وفق أساليب البحث العلمي الميداني
إضافة إلى ورود ذكرها في الإنجيل، وأشارت إليها وصوفات الرحالة والحجاج
القدامى والمحدثين، وأكدت الكسر الفخارية وطريقة العمارة الأسلوب البيزنطي
لمحطات الحجاج المكتشفة والتي ما زالت آثارها خير شاهد عليها.
موقع العمادة ..بؤرة للسلام ورسائل المحبة
ويشار
بهذا الصدد أن نشر هذه المعلومات والحقائق العلمية الجديدة يأتي بعد عدة
سنوات من الدراسات المخبرية التي تم القيام بها على هذه الاكتشافات من حيث
العمارة والفخار والمسكوكات والدراسات المقارنة إضافة إلى دراسات أثمرت عن
إنجاز عدة رسائل جامعية لمرحلة الدكتوراه والماجستير حول موقع عماد السيد
المسيح على الجانب الشرقي لنهر الأردن قام بها طلبة أردنيون بدعم من معهد
الملكة رانيا للسياحة والتراث كما تتواصل أعمال النشر العلمي المحكم
لمقالات حول موقع العماد في المجلات الدولية المتخصصة في جامعات دول أوروبا
وأمريكا، كما أنه تم تخصيص نصف أبحاث مؤتمر السياحة الدينية السنوي والذي
يعقده معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث مع الجمعية الأرثوذكسية لأغراض
البحث العلمي في موقع عماد السيد المسيح إضافة للاعمار الهاشمي لمقامات
الأنبياء والصحابة والشهداء على أرض الأردن المباركة.
ويتضح أن سلسلة
المواقع المكتشفة المرتبطة بموقع عماد السيد المسيح تعتبر متميزة وهامة على
الصعيد المحلي، والعربي، والدولي كونها كانت مرتبطة بقوافل الحج الوافدة
لموقع العماد من شتى أرجاء الكرة الأرضية ومعظم بلدان العالم خلال العصر
البيزنطي وحتى يومنا هذا، كما أن هذه المباني المكتشفة كانت ترتبط مع بعضها
البعض بالقنوات والأنابيب الفخارية التي اكتشف أن طول بعضها يتجاوز كيلو
متر ويربط ما بين وادي الغربه وموقع عماد السيد المسيح حيث كانت مياه هذا
الوادي تزود البرك المائية الثلاثة المقامة على تل مار الياس والتي كانت
تستخدم لأغراض العماد والطهارة.
وقد أشار عدد من الباحثين إلى أهمية
وادي الغربة في بداية الدعوة المسيحية حيث أن هذا الوادي يتكون من اتحاد
واديين هما وادي حسبان ووادي الكفرين ويصب في نهر الأردن مباشرة.
إن
الاكتشافات الجديدة تفتح آفاقاً ومجالاً لمزيد من البحث العلمي لتؤكد أن
موقع عماد السيد المسيح وخاصة تل مار الياس كان يمثل مركزاً حضارياً انطلقت
منه رسائل المحبة والسلام إلى كافة أرجاء المعمورة.