النزول بمدينة تنغير المغربية لا يخلو من بعض المنغصات من
قبيل قلة الفنادق المصنفة وغياب شبه تام لدور الإقامة وافتقاد المدينة
خريطة جغرافية بأسماء المناطق السياحية بالمنطقة.
أيوب أو كما يحلو لسكان الواحات أن يسموه السائح الأول، نذر
كل حياته للإرشاد السياحي واشتغل مع سياح من جنسيات متعددة، يجد نفسه اليوم
أمام وضعية صعبة: «أنا ماكنقدرش نكول للسياح راه ماكينش الفنادق راه هادشي
عيب وعار». السياح هنا يبحثون عن السكينة لكن في نفس الوقت يبحثون عن
خدمات سياحية جيدة، وإذا ظل القطاع يتخبط في العشوائية التي يعيش فيها
الآن، فإن السياحة ستتراجع بهذه المدينة.
وبحسب تقرير للزميل "محمد أحداد" فى جريدة "المساء "
المغربية" فلا شيء يضاهي عند السياح المتوافدين بكثرة على مدينة تنغير
البحث عن متعة تسلق الجبال، ولا شيء يوازي عندهم التأمل في مشهد غروب الشمس
عن الواحات.
يقولون إن تنغير مدينة تحتفظ بالسحر الأبدي على غرار المدن
الخالدة، لا يعبؤون كثيرا لافتقار المدينة إلى بعض المقومات السياحية،
يفترشون الأرض في مضايق تودغى تارة ثم ما تلبث تجدهم يحتسون «براريد» الشاي
مع السكان البسطاء في أقصى قبائل تنغير. غير أن هذا الإعجاب بالمدينة
وبأهلها يقابله استياء من لدن بعض السياح من عدم اهتمام المسؤولين ببعض
المرافق مثل الطرق المؤدية إلى المواقع السياحية، التي «بقيت كما تركها
تجار القوافل التجارية في العهود الغابرة»، يتهكم حنين أحمد أحد سكان مدينة
تنغير..
مضايق مدينة تنغير.. سياحة الجبال
توفر المنطقة مناظر طبيعية خلابة يؤثثها شموخ الجبال والمجاري
المائية الفياضة، التي تنهمر بغزارة لتحفر نتوءات صخرية ترسم لوحات طبيعية
فاتنة.
تقع واحة تودغى في السفح الجنوبي للأطلس الكبير، ويخترقها نهر
تودغى النابع من منطقة المضايق، التي تعتبر موقعا سياحيا هاما في منطقة
تنغير. واحة يقول عنها بعض السياح الذين حجوا إليها من أقاصي المغرب
وأدانيه إنها تمنح السكينة بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها.
تنشط السياحة الداخلية خلال فصل الصيف بمدينة تنغير، فهي
تستقطب أكثر من 3000 سائح مغربي سنويا استنادا إلى تقديرات غير رسمية، غير
أن السياح المغاربة ليسوا هم وحدهم من يحبذون هذه الوجهة بل تصير المدينة،
التي تحرسها الواحات من كل الجهات، قبلة أثيرة للسياح الأجانب الباحثين عن
الراحة النفسية والمجاهدات الروحية.
الواحات.. وجه آخر للتفرد السياحي
تزخر مدينة تنغير بموروث ثقافي وتاريخي موغل في العراقة يخول لها أن تصير وجهة جذب سياحية بامتياز.
تتميز هذه المدينة بجمالية مناظرها التي تأسر زوارها وتجذبهم إلى العودة للاستمتاع بطبيعتها الخلابة.
لا يتردد السياح الأجانب الذين يتوافدون على المدينة في
التعبير عن إعجابهم بهدوء المدينة والتقاليد العريقة المشكلة للنسيج
الاجتماعي لها. «لن أخفيك إن المناظر التي رأيتها في تنغير وخاصة في
المضايق دفعتني إلى دعوة أصدقاء لي لزيارة المغرب» يتحدث السائح الإيطالي
موريس بالوتيلي بغير قليل من الانشراح عن قصته مع مدينة تنغير التي يقول
إنها «تحتفظ بالسر الأبدي على غرار المدن التاريخية الخالدة».
سر ربما تحتفظ به الواحات التي تشكل في المخيال الجمعي لسكان أهل تنغير تراثا رمزيا يعبر عن تشبثهم بالأرض والنخل.
تحكي الأسطورة أن أحد أفراد الواحات أراد أن ينتفض على طقوس
الواحة، فكان مصيره أن اختطفته جنية تدعى «رعنصاث» وقامت بتحويله إلى نخلة
حتى يعرف القيمة التي تمثلها هذه الشجرة في الوعي الجمعي لسكان الواحات في
مدينة تنغير.
التاريخ يخبر أن «إيغرم» مدينة تنغير هو في الأصل واحة صغيرة
استغلها الأجداد لغرس أشجار النخل وبعض المزروعات التي تتلاءم مع خصوصيات
التربة الصحراوية وتتناسب مع الخصوصيات المناخية الموسومة بالحرارة
المرتفعة. لكن مع توالي السنين اتسعت مساحة الواحة وبدأت تظهر بعض الواحات
الأخرى في المناطق المحاذية للمدينة لتشكل نوعا من السياج الدائري الذي
يحيط بالمدينة ويمنحها جمالا خاصا.
للواحة قوانين يصنعها أهل القبيلة، وللواحة أعراف حافظت عليها
الأجيال على مر التاريخ ومنها «إِزْمازْ» أو «تِمِوْلْتْ» وتعني الغرامة
التي تعتبر عنصراً أساسيا في النظام الجزائي، يُلجأ إليها عند تسجيل مخالفة
للأعراف، وتعلن يوم الجمعة بعد الصلاة، وتحدد مقاديرها وفق طبيعة تلك
المخالفة، وقد تكون بأداء مبالغ مالية أو استضافة عدد معين من أبناء
القبيلة لوجبة عشاء، ويساهم هذا النظام بفعالية في المحافظة على المزروعات،
خصوصا من المعتدين ومن عبث الصبيان. كما يساهم في الإبقاء على روح التعبئة
الجماعية وذلك بتغريم المتغيبين عن بعض الأشغال أو الخدمات ذات المصلحة
العامة، علاوة على «إيط سكاس» ويعني ليلة السنة ويحتفل بها ليلتي 13 و14
يناير وخلالها يخلد التنوع البيولوجي النباتي للواحة، حيث تحضر كل أسرة
وجبة عشاء تستعمل فيها سبعة ثمار من مزروعات مختلفة ويكون ذلك تتويجا لسنة
من العمل الدؤوب، وفرحا بمحصول زراعي متنوع وكاف.
منطقة سياحية ولكن..
لكن النزول بمدينة تنغير لا يخلو من بعض المنغصات من قبيل قلة
الفنادق المصنفة وغياب شبه تام لدور الإقامة وافتقاد المدينة إلى خريطة
جغرافية بأسماء المناطق السياحية بالمنطقة.
في السفح الجنوبي للأطلس الكبير ومن منطقة المضايق حيث ينبع
نهر تودغى تمتد واحة خضراء مخترقة في البداية بعض المرتفعات متوجهة جنوبا
عبر منطقة منبسطة: إنها واحة تودغى التي استوطنتها مجموعة من القبائل منذ
القدم (أهل تودغى، أيت إزديك، المرابطين...)
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ