العاهل السعودي يمنح المرأة عضوية «الشورى» والترشح لـ «البلديات»

الرياض- وكالات الانباء

قرر
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز منح المرأة حقوقها السياسية
عبر السماح لها بالمشاركة ترشيحا واقتراعا في مجلس الشورى عضوا والمجالس
البلدية اعتبارا من الدورات المقبلة ضمن الضوابط الشرعية. وفي حين رفض اي
تدخل اجنبي في البحرين، شدد على ان المبادرة الخليجية «ما زالت تشكل المخرج
لحل الازمة اليمنية». وقال الملك في خطابه السنوي امام مجلس الشورى في
الرياض «قررنا مشاركة المراة في مجلس الشورى عضوا اعتبارا من الدورة
القادمة وفق الضوابط الشرعية».

واضاف العاهل في كلمة مقتضبة نقلها
التلفزيون الرسمي «يحق للمراة ان ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية من
الدورة القادمة ولها الحق في المشاركة في ترشيح المرشحين وفق ضوابط الشرع»
في اشارة الى حق الاقتراع.

يذكر ان مجلس الشورى اقر توصية مطلع
حزيران الماضي لاشراك المراة «وفقا لضوابط الشريعة» في انتخابات المجالس
البلدية مستقبلا وليست تلك التي ستجري الخميس المقبل. ومدة ولاية المجالس
البلدية اربع سنوات.

واكد الملك انه اتخذ قراره هذا «لاننا نرفض
تهميش دور المراة في المجتمع السعودي في ظل مجال عملها وفق الضوابط الشرعية
وبعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء ومن خارجها والذين
استحسنوا هذا التوجه وايدوه».

ولا تزال المراة السعودية في حاجة الى
ولي امر ذكر لاتمام كل معاملاتها، بما في ذلك الحصول على جواز سفر والسفر.
كما انها ممنوعة من قيادة السيارات، فيما تستمر ناشطات في المملكة في
المطالبة بتحسين وضع حقوق المرأة عموما.

لكن الملك لم يتطرق الى
قيادة المراة للسيارة.ومع ذلك، فقد اعتبر ان «التحديث المتوازن المتفق مع
قيمنا الاسلامية مطلب هام في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين والمترددين». وختم
قائلا

«من حقكم علينا - أيها الإخوة والأخوات - أن نسعى لتحقيق
كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم ، ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة ،
وفق ضوابط الشرع ، وثوابت الدين ، ومن يخرج على تلك الضوابط فهو مكابر ،
وعليه أن يتحمل مسئولية تلك التصرفات».

وحول الواقع السياسي
للمنطقة العربية ، جدد رفضه لأي تدخل خارجي يمس أمن دولة البحرين ووحدتـها
الوطنية في إشارة واضحة إلى التدخل الإيراني في هذه الدولة الخليجية
الصغيرة. وقال العاهل السعودي «لا يفوتنا أن نعبر عن ارتياحنا لعودة الأمن
و الاستقرار في مملكة البحرين الشقيقة «. وأضاف «نجدد رفض المملكة لأي
تدخل خارجي يمس أمن واستقرار ووحدة دولة البحرين الوطنية». ويبحث العاهل
السعودي اليوم مع نظيره البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ،الذي يصل إلى
الرياض في زيارة تدوم عدة ساعات، عددا من القضايا الإقليمية والدولية.

وحول
ازمة اليمن ، قال العاهل السعودي ان المبادرة الخليجية «ما زالت تشكل
المخرج لحل الازمة اليمنية» وذلك بعد يومين من مغادرة الرئيس اليمني علي
عبد الله صالح الرياض بشكل مفاجئ ونقلت الوكالة الرسمية عنه قوله في خطاب
وجهه الى مجلس الشورى «نرى ان المبادرة الخليجية ما زالت تشكل المخرج لحل
اللازمة اليمنية، وتحول دون تدهور الاوضاع»، مضيفا «يؤلمنا ما يشهده من
احداث عنف ترتب عليها سقوط قتلى وجرحى، واهيب بكافة الاطراف ضبط النفس
وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق الى المزيد من العنف والاقتتال».
وأضاف «أهيب بكافة الأطراف (اليمنية) ضبط النفس و تحكيم العقل لتجنيب
اليمن الشقيق مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف و الاقتتال» .

ولم
يتطرق الملك السعودي الى سوريا، لكنه اضاف ان بلاده «بذلت مساع حثيثة على
مستوى المصالحة العربية وما جولاتنا وزياراتنا لبعض العواصم العربية في
العام المنصرم الا لتنقية الاجواء واصلاح ذات البين ودعم قضاياها».

وأكد
الملك السعودي في كلمته «إن أمن دول مجلس التعاون الخليجي جزء لا يتجزأ من
أمن المملكة». وقال «إن المملكة تسعى دوماً لتوطيد وجودها الاستراتيجي في
هذه المجموعة الجغرافية( دول مجلس التعاون الخليجي الست) إدراكاً منها لما
يربطها مع شقيقاتـها في دول مجلس التعاون من سمات مشتركة ، ووحدة الهدف
التي تجمع بين شعوبـها .

وأوضح العاهل السعودي « إن ما يربطنا
بمحيطنا الخليجي والعربي والإسلامي يتجاوز التاريخ والجغرافيا»، معربا عن
أمله «أن يعم الأمن والاستقرار عالمنا العربي « مؤكدا» احترام ودعم المملكة
لخيارات الشعوب» إلا أن العاهل السعودي قال مع»رفضنا الحازم لأي تدخل
خارجي في قضايانا العربية».

وقال «لا تخفى عليكم المساعي الحثيثة
التي تبذلها دائما المملكة العربية السعودية على مستوى المصالحة العربية -
العربية من باب توحيد الصف العربي وتعزيز وخدمة للمصالح العربية».

واستطرد»وما
جولاتنا وزياراتنا لبعض العواصم العربية في العام المنصرم إلا لتنقية
الأجواء وإصلاح ذات البين ودعم قضاياها»مؤكدا أن «جهود المملكة كانت تنصب
في تحقيق السلم الأهلي في لبنان، وما زلنا ندعم أمنه ووحدته وعروبته
واستقراره».وأضاف العاهل السعودي» أننا نتطلع لبقاء العراق كيانا سياسيا
عربيا إسلاميا موحدا ومستقلا لجميع طوائفه وأبنائه، وان يكون بمنأى عن
التدخل في شؤونه الداخلية».