تعثر نتائج الانتخابات التونسية.. و«النهضة» الأول

الحزب المتقدّم يتعهد بمجتمع تعددي ويعرض الائتلاف



تعثر نتائج الانتخابات التونسية.. و«النهضة» الأول














سادت حالة من الترقب الأوساط السياسية والشعبية في تونس
انتظارا لإعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس التأسيسي في تونس، والتي
تأخرت عن موعدها المقرر لأسباب لوجستية وإجرائية، فيما أعلن حزب حركة
النهضة أنه حصد المركز الأول في تلك الانتخابات.. مع تعهده إقامة مجتمع
تعددي وعدم احتكار السلطة، مع سعي لتشكيل حكومة ائتلافية، تباينت موقف
الأحزاب منها.

وذكرت اللجنة العليا للانتخابات أن التأخير جاء نتيجة استمرار عملية فرز
الأصوات، والتي قدرتها في وقت سابق بـ90 في المئة.. في وقت تشير عملية فرز
الأصوات المستمرة لليوم الثاني على التوالي إلى أن حزب النهضة الإسلامي
يتقدم بفارق كبير عن الأحزاب الأخرى. وبحسب تصريحات صادرة عن أعضاء بالحزب
فإنه حصد نحو 50 في المئة من الأصوات.. في وقت توضح عمليات الفرز أن حزب
المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي يتزعمه منصف المرزوقي، والتكتل من أجل
العمل والحريات، الذي يتزعمه مصطفى بن جعفر، يتنافسان على الموقع الثاني مع
توقعات بحصول كل منهما على نسبة تبلغ نحو 15 في المئة.

وأظهرت النتائج الأولية التي صدرت عن اللجنة العليا للانتخابات في عشر
من 27 دائرة انتخابية في عموم تونس، فوز حزب حركة النهضة بـ28 مقعداً من
بين 69 مقعداً مخصصة للدوائر الانتخابية العشر، بينما فاز حزب المؤتمر من
أجل الجمهورية بـ10 مقاعد منها، كما حازت العريضة الشعبية للحرية والعدالة
والتنمية 10 مقاعد أيضا، بينما جاء ثالثا التكتل الديمقراطي من أجل العمل
والحريات بحصوله على سبعة مقاعد، فيما تأخر الحزب الديمقراطي التقدمي إلى
مرتبة متأخرة بخمسة أصوات، ولم تحظَ أحزاب مثل الشيوعي وآفاق تونس سوى
بمقعدين.



طمأنة الساسة

وفي خضم هذه الأجواء، سعت حركة النهضة إلى طمأنة المجتمع السياسي
الداخلي والخارجي، عبر رفضها احتكار السلطة والانفراد بتسيير شؤون البلاد.

وأكد زعيم الحركة راشد الغنوشي أن حركته ضد احتكار السلطة والاستبداد،
مشددا أنها لن تنفرد بتسيير شؤون البلاد لوحدها. وأوضح أن حزبه لن ينفرد
بتسيير المجلس التأسيسي ولا ببقية المؤسسات. واردف القول إن حركته ظلت
تناضل دائما من أجل وقف الاحتكار والاستبداد.

من جهته، قال مدير الحملة الانتخابية لحزب النهضة عبدالحميد الجلاصي بعد
أن أكد أن حزبه سيحصد المركز الأول إنه لن يدخر جهدا في اقامة حكومة
ائتلاف، وأضاف: «نطمئن المستثمرين والشركاء الاقتصاديين الدوليين».

ويؤكد الحزب مرارا أنه ملتزم بإقامة مجتمع علماني تعددي، واحترام حقوق الإنسان.

من جانبه، قال زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي والذي
تشير عمليات الفرز إلى أنه يأتي في المركز الثاني إنه «مستعد للتعاون مع
النهضة وأحزاب أخرى».

وأضاف المرزوقي، في تصريحات لوكالة «رويترز»، إنه «مع حكومة وحدة وطنية،
نريد حكومة وحدة وطنية تكون بمشاركة أوسع الأطراف». وأردف القول: «هناك
العديد من التحديات التي تواجهنا ويتعين على الطبقة السياسية أن تكون في
مستوى الشعب التونسي الذي قدم درسا استثنائيا للعالم».

في موازاة ذلك، قال زعيم التكتل من أجل العمل والحريات والذي يتزعمه
مصطفى بن جعفر انه «لن يتحالف ابدا مع النهضة او غيرها»، لكنه استدرك أنه
سيبذل قصارى جهده لإقامة «حكومة مصلحة وطنية».

أما الحزب الديمقراطي التقدمي أبرز حزب علماني فقد أقر بهزيمته في بيان
أن الشعب التونسي قد منح ثقته لمن رآه جديرا بها ونحن نحترم هذا الاختيار.
وأضاف تقدمنا بالتهنئة لمن فاز بثقة التونسيين في الانتخابات. وقال رئيس
الحزب نجيب الشابي انه لن يشارك في ائتلاف مع حزب النهضة. واضاف لـ«راديو
موزاييك» إن النهضة دعا الى تشكيل حكومة ائتلافية إلا أن حزبه لا يرى داعيا
للمشاركة.

100%.. التصويت في أبوظبي ودبي

حصد حزب النهضة تسعة مقاعد من بين 18 خصصت للتونسيين المقيمين في
الخارج، فيما حصل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية على أربعة مقاعد بينما حصل
التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات على ثلاثة، في حين بلغت نسبة
التصويت 100 في المئة في كل من دبي وأبوظبي، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق
التي تسجلها الانتخابات في الداخل والخارج.

وقالت الهيئة العليا للانتخابات في تونس إن نسبة تصويت التونسيين
المقيمين في الخارج بلغت 100 في المئة في أبوظبي ودبي، وهي النسبة الأعلى
التي تم تسجيلها على الإطلاق في الانتخابات داخل البلاد وخارجها. وكشفت
الهيئة أن حزب النهضة حصد نصف المقاعد المخصصة للتونسيين المقيمين في
الخارج، تلاه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بأربعة مقاعد، بينما حل التكتل
الديمقراطي من أجل العمل والحريات في المركز الثالث بثلاثة مقاعد. أما
المقعدان المتبقيان فكانا من نصيب كل من العريضة الشعبية للحرية والعدالة
والتنمية والقطب الديمقراطي الحداثي.

من جهته، قال المكلف بعملية تصويت التونسيين في الخارج رضا الطرخاني إن
هذه النتائج «تبقى جزئية» وان الطعون التي سترد على الهيئة في الآجال
القانونية هي التي ستحدد النتائج النهائية للانتخابات، مشيراً إلى أن نسبة
المشاركة بشكل عام فاقت 40 في المئة. واشار إلى أن الهيئة ستتولى في وقت
لاحق نشر تقارير كاملة حول سير العملية الانتخابية. يشار إلى أن عدد
التونسيين في الخارج يقدرون بحوالي 900 ألف يعيش منهم حوالي 500 ألف في
فرنسا وحدها.





حادث وحديث

قال مراقبو بعثة الاتحاد الاوروبي إن انتخابات المجلس التأسيسي تمت في
إطار من الشفافية، موضحة أن التجاوزات المسجلة كانت «غير ذات معنى»، معربة
عن ارتياحها لسير هذه الانتخابات في الغالبية العظمى من المراكز
الانتخابية. وبحسب بيان لها أكدت أن الانتخابات ترجمت إرادة واضحة للشعب
التونسي في أن يحكم بسلطات منتخبة ديمقراطيا. لافتة إلى أن تنظيم
الانتخابات جاء ثمرة وفاق سياسي كبير عبر عن نفسه في مناخ من حرية تعبير
واسعة جدا.





أشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالانتخابات معتبرة أنها
«مثال يحتذى في المنطقة والعالم»، ودعت المجلس الذي سيتشكل نتيجة هذه
الانتخابات الى العمل بشكل «مفتوح». ووصفت الانتخابات بانها «مرحلة تاريخية
على طريق تونس من ديكتاتورية متسلطة إلى حكومة تحترم رغبات شعبها». مؤكدة
أن بلادها ستواصل العمل مع الحكومة والشعب التونسيين لدعم مسيرتهما نحو
مستقبل سلمي ومزدهر وديموقراطي.

هوامش

فازت قائمة النضال الاجتماعي المستقلة بدائرة جندوبة على مقعد في
انتخابات المجلس التأسيسي رغم أنها أعلنت في وقت سابق مقاطعتها للانتخابات؛
إلا أن اللجنة رفضت ذلك، بسبب انتهاء الأجل القانوني، فأحجمت القائمة عن
الدعاية.





قضت مسنة 74 عاما؛ نتيجة سكتة قلبية عقب لحظات من اقتراعها في معتمدية
الوسلاتية من ولاية القيروان. ويقول البعض إنها وقفت ثلاث ساعات من أجل
التصويت.





ذكرت تقارير إخبارية وشهود عيان أن بعض الأحزاب في بعض المناطق اشترت أصوات الناخبين مقابل 10 دنانير وعلبة حليب.





فشل مرشحو الجالية اليهودية في تونس والتي يبلغ عددها نحو 2000 شخص
يوجدون في جزيرة جربة، في الفوز بأي مقعد في انتخابات المجلس التأسيسي؛ رغم
إقبالهم على التصويت بكثافة.