أدّت دراسة بحثية ميدانية أجراها أستاذ علم الآثار في الجامعة
الهاشمية د. محمد وهيب إلى اكتشاف موقع "عين نون" قرب ساليم المرتبط بحياة
النبي يحيى عليه السلام في وادي الأردن الذي يبعد حوالي 6 كيلو مترات عن
موقع المغطس الرئيسي، ويُعدّ هذا الاكتشاف الأهم بعد اكتشاف موقع المغطس.
وبحسب الدراسة ذاتها فإن هذا الاكتشاف جاء نتيجة لاتباع أسلوب
البحث العلمي في الاكتشافات الأثرية الذي اشتمل على التوثيق، والمسح
الميداني، وأعمال التنقيب، والتحليل المخبري والدراسات المقارنة.
ويُعدّ د. وهيب صاحب الإنجاز الكبير في هذا الشأن وكان وراء اكتشاف
موقع المغطس الديني، الذي بات اليوم مقصداً أساسيّاً للحجم السياحي حول
العالم.
ويُؤكّد اكتشاف موقع "عين نون" قرب ساليم أن أرض الأردن هي جزء لا
يتجزأ من مهد الرسالات السماوية وأرض الحضارات التي تعاقبت عليها منذ فجر
التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
وتمثلت الأدلة والبراهين المؤكدة للاكتشاف بظهور مواقع جديدة في
المنطقة الممتدة ما بين موقع عماد السيد المسيح شرقاً باتجاه وادي أبوخروبة
وصولاً إلى تل الرامة وسهول الكفرين حتى "عين ساليم" المطلة والمشرفة على
وادي حسبان ووادي الكفرين ووادي الرامة.
وكشفت النتائج عن وجود أنابيب فخاريّة ممتدة من موقع عماد السيد المسيح
باتجاه وادي أبوخروبة حيث تمتدّ الأجزاء المكتشفة منها لمسافة كيلومتر،
وأسفر الكشف على طرف الوادي عن بركتين كبيرتين وقناة مياه حجرية تمتدّ
لحوالي 200 متر تُوصّل بينهما، إضافة إلى قناة أخرى تمتدّ مئات الأمتار
تُوصّل المياه إلى هذا المجمّع.
وقال د. وهيب: إن أبرز ما تم الكشف عنه هو محطة الحجاج التي كانوا
يأوون إليها أثناء مرورهم بمحطات الحج المسيحي على الجانب الشرقي، كما
أكّدت النتائج أن محيط تل الرامة يزخر بالعديد من الأبنية الدينية خاصة
الكنائس والأرضيات الفسيفسائية الملوّنة، والمقامات الدينية مثل مقام الخضر
عليه السلام، مقام العجام، مقام جرهود وغيرها من الأماكن الدينية مثل قبر
الشيخ فندي الفايز والمدافن التاريخية القديمة.
وبيّن أن الاكتشاف الأهم الذي قام فريق معهد الملكة رانيا للسياحة
والتراث في الجامعة الهاشمية بتوثيقه كان "عين ساليم"، حيث اشتملت
الاكتشافات على ظهور نبع عين ساليم، نبع الفوارة، برك المياه، الأبراج، تل
عين ساليم، ثم القناة الممتدّة لمسافة نصف كيلومتر على طول امتداد الموقع
باتجاه المحطات الصغيرة على جانبي وادي الرامة، كما ظهرت أحواض الترسيب
(المناهل) التي أُقيمت على هذه القناة.
كما أكّدت المكتشفات الأثرية ظهور بقايا الطريق الروماني الممتدّ
من موقع عماد السيد المسيح باتجاه عيون موسى وحسبان، وجرى اكتشاف الأبراج
المخصّصة لمراقبة الطريق كما ظهرت أجزاء الأعمدة الميلية التي كانت موجودة
على جانبي الطريق متدحرجة في الأودية المجاورة، حيث يخترق الطريق موقع "عين
ساليم" الأمر الذي ساهم في تثبيت الموقع وإعطائه الأهمية القصوى خلال
العصر الروماني، حيث أكّدت المكتشفات الفخارية وأسلوب العمارة أن موقع "عين
ساليم" يُشكّل أهمية كبرى في تاريخ العصرين الروماني والبيزنطي.
ويظهر من المواقع الرئيسية المحيطة بموقع عين ساليم مثل موقع تل
الحمام، تل المطابع، تل أكتانو، تل الحصان، تل الكفرين، تل السد، تل حبسة،
منوهاً إلى أن معظمها يرجع إلى العصر الحديدي الثاني أي ما يعادل 900-700
عام ق.م، وهي الفترة التي عاش خلالها نبي الله إلياس (إيليا النبي) عليه
السلام، ولعلّ الارتباط ما بين النبي يحيى والنبي إلياس في هذه المنطقة
واضحاً وجليّاً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الارتباط بين السيد المسيح
والنبي يحيى من جهة، وبين النبي موسى وهارون من جهة أخرى، باعتبار عيون
موسى مرتبطة بعين ساليم، كما أكدت الدراسة وفرة الينابيع في هذه المنطقة
بشكل لافت للنظر وكذلك المياه الجارية في الأودية المحيطة بعين ساليم، حيث
أقام عليها سكان المنطقة حديثاً عدداً من الطواحين مثل طاحونة الرامة،
طاحونة جودة، طاحونة الكفرين وغيرها، وأكدت نتائج التنقيب الأثري في موقع
عين ساليم منذ عام 2002م، والتحاليل المخبرية التي أُجريت على المكتشفات
لاحقاً أنها ترجع إلى عام 900 قبل الميلاد، والعصرين الروماني والبيزنطي.
وبيّنت أعمال المسح الميداني انتشار عشرات الكهوف حول موقع عين
ساليم خاصة الجهة الغربية المطلة على السهول حيث أكّدت النتائج أن وظائفها
كانت لأغراض دينية، أُعيد استخدامها لاحقاً لأغراض الحياة اليومية، ويُلاحظ
أن هذا المجمّع من الأبنية والمنشآت المائية في عين ساليم ليس مرتبطاً
بعيون موسى فحسب، بل أيضاً بموقع مكاور الذي يُطلق عليه (مقام النبي يحيى
)، حيث إن اكتشاف هذا الموقع يُمثّل ظهور الحلقة المفقودة في رحلة النبي
يحيى (يوحنا المعمدان) ومساره من نهر الأردن عبر موقع عماد السيد المسيح
إلى عين ساليم وعيون موسى ثم إلى مكاور جنوب مادبا.
وردًّا على سؤال يتعلق بجهود العلماء في البحث عن عين نون ساليم،
أكد د. وهيب أنه تم الرجوع إلى كل المصادر والمراجع والخرائط التاريخية
خاصة ما كتبه المؤرّخ يوسيبوس القيصري في القرن الرابع الميلادي الذي بحث
عن عين نون ساليم جنوب بيسان، لكنه لم يستطع تحديده، ثم بركوبيوس وجيرمو
اللذان سارا على نهج يوسيبوس في محاولة البحث عن موقع عين نون قرب ساليم
على الجانب الغربي من نهر الأردن لكن دون جدوى، ثم حاول البعض إثبات أن
ساليم ما هي إلا مدينة القدس التي كانت تُسمّى أورساليم، كما اقترح الرحالة
الإنجليزي كوندر وادي الفارعة للبحث عن عين ساليم لكن أيضاً دون جدوى،
وكذلك ذهب مذهبه كل من البرايت وربنسون وغيرهما، إلا أن تلك الجهود لم تفلح
في العثور على المكان.
وأوضح أنه من بدأ الرحالة والحجاج ورجال الدين يميلون إلى البحث عن
موقع عين نون ساليم على الجانب الشرقي لنهر الأردن، حيث قادت الحاجة
إيجيريا في القرن الرابع هذه الجهود واقترحت وادي اليابس قرب عجلون كموقع
محتمل، ثم ذهب الباحث موميرتس إلى الاعتقاد بأن وادي جرم الموز في طبقة فحل
هو عين نون وأن ساليم ما هي إلا تل شرحبيل قرب مقام الصحابي شرحبيل بن
حسنة في الأغوار الشمالية، إلا أن الباحثين في الجانب الشرقي لم يتمكنوا من
تقديم الأدلة الكافية على حقيقة الأماكن التي اقترحوها، ومن هنا تم
الانطلاق نحو البحث عن عين نون ساليم في منطقة حوض الرامة والكفرين بعد
اكتشاف موقع عماد السيد المسيح عام 1996م والمسمّى في خارطة مأدبا عين نون
صفصاف.
كما تبيّن أن موقع عين نون ساليم مذكورة في الإنجيل (يوحنا 3: 23)
أن أوصافها متطابقة بشكل كبير مع جغرافية المنطقة المكتشفة وأهميتها خلال
العصر الروماني حيث كانت هذه المنطقة تُسمّى ليفياس، وأُقيم فيها قصر شتوي
للحاكم الروماني أغسطس، حيث كانت المنطقة تخضع لحكم هيرود انتيباس الذي كان
على عداء مع النبي يحيى في هذه المنطقة الممتدة حتى مكاور.
وأشار كثير من الرحالة إلى نبع ماء عذب في هذه المنطقة كان معروفاً
خلال العصرين الروماني والبيزنطي وكان يُستخدم لأغراض الاستشفاء من
الأمراض الأمر الذي يُؤكّد أهمية المنطقة والمياه والينابيع الجارية فيها
خاصة لأغراض الطهارة والاغتسال والاستشفاء.
واستند د. وهيب إلى ما أشار إليه الرحّالة جون موسكس من القرن
السابع إلى أهمية هذه المنطقة وارتباطها بحياة النبي إلياس والنبي يحيى،
هذا إضافة إلى ما ذكره المؤرّخون عن كهف النبي إلياس وكهف النبي يحيى
اللذين يقعان إلى الشرق من نهر الأردن في منطقة حوض الرامة والكفرين، حيث
اختفى بعد العصر البيزنطي اسم ليفياس من الوثائق بينما بقي اسم النبع
المتدفّق عين ساليم كدليل على أهميتها منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا الحاضر.
وأكد د. وهيب، ولعلّ الأدلة الأكثر وضوحاً هو ما ذكره المؤرّخ كوب
في أبحاثه من أن المكان الذي تعرّض فيه النبي يحيى إلى مضايقات الجنود
الرومان يقع ليس بعيداً عن موقع عماد السيد المسيح، وهذه إشارة واضحة إلى
موقع عين نون ساليم آخذين بعين الاعتبار أن النبي يحيى لا يُمكنه التوجّه
إلى الجانب الغربي من نهر الأردن بسبب العداء الشديد لدعوته في تلك المنطقة
من السامريين، فكان أن توجّه إلى الجانب الشرقي من موقع عماد السيد المسيح
إلى عين نون ساليم التي تم اكتشافها، التي تتميّز أيضاً بالغطاء النباتي
والسهل الأعرض في منطقة وادي الأردن من شماله إلى جنوبه.
الهاشمية د. محمد وهيب إلى اكتشاف موقع "عين نون" قرب ساليم المرتبط بحياة
النبي يحيى عليه السلام في وادي الأردن الذي يبعد حوالي 6 كيلو مترات عن
موقع المغطس الرئيسي، ويُعدّ هذا الاكتشاف الأهم بعد اكتشاف موقع المغطس.
وبحسب الدراسة ذاتها فإن هذا الاكتشاف جاء نتيجة لاتباع أسلوب
البحث العلمي في الاكتشافات الأثرية الذي اشتمل على التوثيق، والمسح
الميداني، وأعمال التنقيب، والتحليل المخبري والدراسات المقارنة.
ويُعدّ د. وهيب صاحب الإنجاز الكبير في هذا الشأن وكان وراء اكتشاف
موقع المغطس الديني، الذي بات اليوم مقصداً أساسيّاً للحجم السياحي حول
العالم.
ويُؤكّد اكتشاف موقع "عين نون" قرب ساليم أن أرض الأردن هي جزء لا
يتجزأ من مهد الرسالات السماوية وأرض الحضارات التي تعاقبت عليها منذ فجر
التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
وتمثلت الأدلة والبراهين المؤكدة للاكتشاف بظهور مواقع جديدة في
المنطقة الممتدة ما بين موقع عماد السيد المسيح شرقاً باتجاه وادي أبوخروبة
وصولاً إلى تل الرامة وسهول الكفرين حتى "عين ساليم" المطلة والمشرفة على
وادي حسبان ووادي الكفرين ووادي الرامة.
وكشفت النتائج عن وجود أنابيب فخاريّة ممتدة من موقع عماد السيد المسيح
باتجاه وادي أبوخروبة حيث تمتدّ الأجزاء المكتشفة منها لمسافة كيلومتر،
وأسفر الكشف على طرف الوادي عن بركتين كبيرتين وقناة مياه حجرية تمتدّ
لحوالي 200 متر تُوصّل بينهما، إضافة إلى قناة أخرى تمتدّ مئات الأمتار
تُوصّل المياه إلى هذا المجمّع.
وقال د. وهيب: إن أبرز ما تم الكشف عنه هو محطة الحجاج التي كانوا
يأوون إليها أثناء مرورهم بمحطات الحج المسيحي على الجانب الشرقي، كما
أكّدت النتائج أن محيط تل الرامة يزخر بالعديد من الأبنية الدينية خاصة
الكنائس والأرضيات الفسيفسائية الملوّنة، والمقامات الدينية مثل مقام الخضر
عليه السلام، مقام العجام، مقام جرهود وغيرها من الأماكن الدينية مثل قبر
الشيخ فندي الفايز والمدافن التاريخية القديمة.
وبيّن أن الاكتشاف الأهم الذي قام فريق معهد الملكة رانيا للسياحة
والتراث في الجامعة الهاشمية بتوثيقه كان "عين ساليم"، حيث اشتملت
الاكتشافات على ظهور نبع عين ساليم، نبع الفوارة، برك المياه، الأبراج، تل
عين ساليم، ثم القناة الممتدّة لمسافة نصف كيلومتر على طول امتداد الموقع
باتجاه المحطات الصغيرة على جانبي وادي الرامة، كما ظهرت أحواض الترسيب
(المناهل) التي أُقيمت على هذه القناة.
كما أكّدت المكتشفات الأثرية ظهور بقايا الطريق الروماني الممتدّ
من موقع عماد السيد المسيح باتجاه عيون موسى وحسبان، وجرى اكتشاف الأبراج
المخصّصة لمراقبة الطريق كما ظهرت أجزاء الأعمدة الميلية التي كانت موجودة
على جانبي الطريق متدحرجة في الأودية المجاورة، حيث يخترق الطريق موقع "عين
ساليم" الأمر الذي ساهم في تثبيت الموقع وإعطائه الأهمية القصوى خلال
العصر الروماني، حيث أكّدت المكتشفات الفخارية وأسلوب العمارة أن موقع "عين
ساليم" يُشكّل أهمية كبرى في تاريخ العصرين الروماني والبيزنطي.
ويظهر من المواقع الرئيسية المحيطة بموقع عين ساليم مثل موقع تل
الحمام، تل المطابع، تل أكتانو، تل الحصان، تل الكفرين، تل السد، تل حبسة،
منوهاً إلى أن معظمها يرجع إلى العصر الحديدي الثاني أي ما يعادل 900-700
عام ق.م، وهي الفترة التي عاش خلالها نبي الله إلياس (إيليا النبي) عليه
السلام، ولعلّ الارتباط ما بين النبي يحيى والنبي إلياس في هذه المنطقة
واضحاً وجليّاً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الارتباط بين السيد المسيح
والنبي يحيى من جهة، وبين النبي موسى وهارون من جهة أخرى، باعتبار عيون
موسى مرتبطة بعين ساليم، كما أكدت الدراسة وفرة الينابيع في هذه المنطقة
بشكل لافت للنظر وكذلك المياه الجارية في الأودية المحيطة بعين ساليم، حيث
أقام عليها سكان المنطقة حديثاً عدداً من الطواحين مثل طاحونة الرامة،
طاحونة جودة، طاحونة الكفرين وغيرها، وأكدت نتائج التنقيب الأثري في موقع
عين ساليم منذ عام 2002م، والتحاليل المخبرية التي أُجريت على المكتشفات
لاحقاً أنها ترجع إلى عام 900 قبل الميلاد، والعصرين الروماني والبيزنطي.
وبيّنت أعمال المسح الميداني انتشار عشرات الكهوف حول موقع عين
ساليم خاصة الجهة الغربية المطلة على السهول حيث أكّدت النتائج أن وظائفها
كانت لأغراض دينية، أُعيد استخدامها لاحقاً لأغراض الحياة اليومية، ويُلاحظ
أن هذا المجمّع من الأبنية والمنشآت المائية في عين ساليم ليس مرتبطاً
بعيون موسى فحسب، بل أيضاً بموقع مكاور الذي يُطلق عليه (مقام النبي يحيى
)، حيث إن اكتشاف هذا الموقع يُمثّل ظهور الحلقة المفقودة في رحلة النبي
يحيى (يوحنا المعمدان) ومساره من نهر الأردن عبر موقع عماد السيد المسيح
إلى عين ساليم وعيون موسى ثم إلى مكاور جنوب مادبا.
وردًّا على سؤال يتعلق بجهود العلماء في البحث عن عين نون ساليم،
أكد د. وهيب أنه تم الرجوع إلى كل المصادر والمراجع والخرائط التاريخية
خاصة ما كتبه المؤرّخ يوسيبوس القيصري في القرن الرابع الميلادي الذي بحث
عن عين نون ساليم جنوب بيسان، لكنه لم يستطع تحديده، ثم بركوبيوس وجيرمو
اللذان سارا على نهج يوسيبوس في محاولة البحث عن موقع عين نون قرب ساليم
على الجانب الغربي من نهر الأردن لكن دون جدوى، ثم حاول البعض إثبات أن
ساليم ما هي إلا مدينة القدس التي كانت تُسمّى أورساليم، كما اقترح الرحالة
الإنجليزي كوندر وادي الفارعة للبحث عن عين ساليم لكن أيضاً دون جدوى،
وكذلك ذهب مذهبه كل من البرايت وربنسون وغيرهما، إلا أن تلك الجهود لم تفلح
في العثور على المكان.
وأوضح أنه من بدأ الرحالة والحجاج ورجال الدين يميلون إلى البحث عن
موقع عين نون ساليم على الجانب الشرقي لنهر الأردن، حيث قادت الحاجة
إيجيريا في القرن الرابع هذه الجهود واقترحت وادي اليابس قرب عجلون كموقع
محتمل، ثم ذهب الباحث موميرتس إلى الاعتقاد بأن وادي جرم الموز في طبقة فحل
هو عين نون وأن ساليم ما هي إلا تل شرحبيل قرب مقام الصحابي شرحبيل بن
حسنة في الأغوار الشمالية، إلا أن الباحثين في الجانب الشرقي لم يتمكنوا من
تقديم الأدلة الكافية على حقيقة الأماكن التي اقترحوها، ومن هنا تم
الانطلاق نحو البحث عن عين نون ساليم في منطقة حوض الرامة والكفرين بعد
اكتشاف موقع عماد السيد المسيح عام 1996م والمسمّى في خارطة مأدبا عين نون
صفصاف.
كما تبيّن أن موقع عين نون ساليم مذكورة في الإنجيل (يوحنا 3: 23)
أن أوصافها متطابقة بشكل كبير مع جغرافية المنطقة المكتشفة وأهميتها خلال
العصر الروماني حيث كانت هذه المنطقة تُسمّى ليفياس، وأُقيم فيها قصر شتوي
للحاكم الروماني أغسطس، حيث كانت المنطقة تخضع لحكم هيرود انتيباس الذي كان
على عداء مع النبي يحيى في هذه المنطقة الممتدة حتى مكاور.
وأشار كثير من الرحالة إلى نبع ماء عذب في هذه المنطقة كان معروفاً
خلال العصرين الروماني والبيزنطي وكان يُستخدم لأغراض الاستشفاء من
الأمراض الأمر الذي يُؤكّد أهمية المنطقة والمياه والينابيع الجارية فيها
خاصة لأغراض الطهارة والاغتسال والاستشفاء.
واستند د. وهيب إلى ما أشار إليه الرحّالة جون موسكس من القرن
السابع إلى أهمية هذه المنطقة وارتباطها بحياة النبي إلياس والنبي يحيى،
هذا إضافة إلى ما ذكره المؤرّخون عن كهف النبي إلياس وكهف النبي يحيى
اللذين يقعان إلى الشرق من نهر الأردن في منطقة حوض الرامة والكفرين، حيث
اختفى بعد العصر البيزنطي اسم ليفياس من الوثائق بينما بقي اسم النبع
المتدفّق عين ساليم كدليل على أهميتها منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا الحاضر.
وأكد د. وهيب، ولعلّ الأدلة الأكثر وضوحاً هو ما ذكره المؤرّخ كوب
في أبحاثه من أن المكان الذي تعرّض فيه النبي يحيى إلى مضايقات الجنود
الرومان يقع ليس بعيداً عن موقع عماد السيد المسيح، وهذه إشارة واضحة إلى
موقع عين نون ساليم آخذين بعين الاعتبار أن النبي يحيى لا يُمكنه التوجّه
إلى الجانب الغربي من نهر الأردن بسبب العداء الشديد لدعوته في تلك المنطقة
من السامريين، فكان أن توجّه إلى الجانب الشرقي من موقع عماد السيد المسيح
إلى عين نون ساليم التي تم اكتشافها، التي تتميّز أيضاً بالغطاء النباتي
والسهل الأعرض في منطقة وادي الأردن من شماله إلى جنوبه.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ