القاهرة (ا ف ب) - حرص قدماء المصريين على التكيف مع ظواهر شبيهة بالاحتباس الحراري وكان بناة الاثار الفرعونية يأخذون في الاعتبار الكوارث الطبيعية المحتملة، هذا ما يؤكده علماء الجغرافيا الاثرية الذين يريدون مساعدة مصر على الاستعداد بشكل افضل لمواجهة مثل هذه الكوارث.
واذا كان علماء المصريات يعملون منذ قرنين من الزمان بمنهج كلاسيكي، فانهم باتوا يحاولون اليوم البحث في التفاعل بين الانسان وبيئته او ما يسمى ب"علم الاثار البيئي" عن اجابة للعديد من التساؤلات عن ماضي هذا البلد بل وربما ايضا مستقبله.
وكان هذا الموضوع محور ندوة علمية، هي الاولى من نوعها في مصر، بدأت الاحد في القاهرة وتجمع لمدة ثلاثة ايام 200 باحث في الاثار والجغرافيا والتاريخ والجيولوجيا من 25 دولة.
ويقول يان ترستان من المعهد الفرنسي للاثار الشرقية في القاهرة، الذي ينظم هذه الندوة بالتعاون مع المركز الوطني للبحث العلمي (مؤسسة بحثية فرنسية) والمجلس الاعلى للاثاء المصري، ان "علم المصريات يجب ان يتطور وان يتعامل مع المناهج الجديدة" مثل تلك "التي تستهدف اعادة رسم البيئة التي تطور فيها الناس".
وتناقش الندوة بحثا يتعلق بالحملات العسكرية للفرعونين تحتمس الثالث ورمسيس الثاني في سوريا ويناقش البحث كيف تمكنت جيوش هذين الملكين المعتادة على مشكلات الملاحة النيلية من عبور نهر مختلف تماما مثل الفرات.
ويتساءل بيير بيترز في بحثه "كيف تمكنا من التعامل مع بيئة جديدة وبعيدة تماما عن وادي النيل؟". ويعتقد الباحث ان هذه التجربة لابد انها "طبعت ضمائر المصريين" في تلك الحقبة.
ويقوم هؤلاء العلماء بالبحث كذلك في الطريقة التي لجأ اليها بناة الاثار الفرعونية لتجنب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وفيضانات النيل والسيول.
ويؤكد ماثيو جيلاردي وبيير زينياني من المركز الوطني للبحث العملي ان "دراسات متخصصة في الهندسة المعمارية التاريخية وابحاثا حول البيئة تقدم مؤشرات هامة حول الحلول التي وجدها قدماء المصريين لمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية او التغيرات البيئية".
وتعيد دراسة -استندت الى بحث جيولوجي للتربة- الى الواجهة فرضية مؤداها ان معبد الكرنك الذي يزوره ملايين السائحين على الضفة الشرقية للنيل كان في الاصل يقع في جزيرة تحيط بها مياه النيل.
وافادت دراسة اخرى استندت الى بحث جيول وجي لقاعدة تمثال ابو الهول انها (القاعدة) تضيق بمقدار 0,066 كل عام بسبب النحر (التآكل).
ويتساءل محمود عبد المنعم من جامعة عين شمس ان كانت "رأس ابو الهول ستسقط خلال القرن الحالي؟".
وتحظى دلتا النيل باهتمام خاص اذ يسعى الباحثون لمعرفة تأثير التغير في حجم مياه النهر والتاكل في شواطئه على السكان.
ويهدف "علم الاثار البيئي" الى استخلاص معلومات تفيد مصر المعاصرة في وقت تشير فيه بعض الدراسات الى ان ارتفاع درجة حرارة الارض يمكن ان يؤدي الى تقلص مساحة دلتا النيل ما يهدد بنزوح الملايين من سكانها.
ويقول يحيى شوكت من الجامعة الاميركية في القاهرة انه "اذا فهمنا بشكل افضل كيف تمكنت المجتمعات القديمة من التكيف مع البيئة، سنتمكن من الاستعداد بشكل افضل للتحديات الحالية والمستقبلية التي تهدد الدلتا".
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ