يلقي الخلاف التركي الإسرائيلي وتوتر العلاقات بين مصر
وإسرائيل بظلاله على حالة السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو السلام الذي
يوصف بأنه سلام الأمر الواقع؛ نتيجة التفوق العسكري الإسرائيلي الكاسح
والعجز السياسي العربي عن الضغط على الجانب الإسرائيلي.
ولعل من يعرف عمق العلاقات التركية الإسرائيلية يدرك أن الأزمة التركية
الإسرائيلية استثنائية في تاريخ العلاقات الوثيقة بين أنقرة وتل أبيب، وهي
العلاقات التي بدأت العام 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية
مسلمة، بعد إيران العام 1948، تعترف بإسرائيل، يدرك مدى خطورة الخلافات
الأخيرة بين البلدين وانعكاسها على الأوضاع في المنطقة.
خاصة وأن السبب الرئيسي في هذه الأزمة كان الهجوم الإسرائيلي على
السفينة التركية «مافي مرمرة»، وهو الهجوم الذي اعتبرته أنقرة إهانة لها
ورفضت إسرائيل الاعتذار عنه، ما ترتب عليه قيام تركيا بتجميد علاقاتها
العسكرية والأمنية مع إسرائيل، ما يصب في اتجاه إعادة صياغة موازين القوى
في المنطقة بعد اتجاه الحكومة التركية نحو العالمين العربي والإسلامي.
تصاعد التوتر
وتزامن ذلك مع تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل؛ نتيجة الرفض الشعبي
المصري للسياسات الإسرائيلية، ثم قتل الجنود المصريين على الحدود المصرية
الإسرائيلية، وهو ما سوف ينعكس أيضا على أولويات السياسة المصرية التي سوف
تتجه نحو احتضان الفلسطينيين بدلا من «مشاركة إسرائيل في فرض الحصار عليهم»
كما كان يحدث خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك.
كل هذا دفع المراقبين للقول بأن الأزمة التركية الإسرائيلية من جهة، ثم
التوتر المصري-الإسرائيلي من جهة أخرى سوف ينعكس سلبًا على عملية السلام في
الشرق الأوسط.
ويقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة
الجمهورية في مصر السفير عبدالله الأشعل: «لا يوجد ما يسمى بالسلام في
منطقة الشرق الأوسط». ويضيف ان «المناخ السائد حاليًا في المنطقة هو وهم
صنعته إسرائيل لتسيطر على المنطقة»، معتبرا أن هذه الحالة «تجعل موازين
القوى في صالح إسرائيل وليس في صالح العرب»، مضيفا أن الولايات المتحدة
«تدعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا وأيضا دبلوماسيا».
وعن مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، يتوقع الأشعل أن «تكون هناك
حالة من الاستقرار والتقارب على المستوى الرسمي؛ نظرا لحاجة إسرائيل إلى
مصر في المرحلة القادمة»، مؤكدا أن المرحلة القادمة «سوف تشهد عودة للسفير
الإسرائيلي إلى مصر، مع تعزيز إجراءات الأمن حول السفارة الإسرائيلية
بالقاهرة».
الربيع العربي
بالمقابل، يرى مدير مركز «يافا» للدراسات والأبحاث د. رفعت السيد أحمد
أن أجواء ربيع الثورات العربية سوف تؤثر سلبًا على مستقبل العلاقات
الإسرائيلية سواء العربية أو التركية، على عكس قراءات مسؤولين عسكريين
إسرائيليين حاليين وسابقين بأن ربيع الثورات العربية جاء لصالح إسرائيل.
إلا أن أحمد يعتبر أن الإشارات التي خرجت من القاهرة في أحداث السفارة
الإسرائيلية «تبث رسالة بأن الصراع العربي الاسرائيلي هو أول قضية محورية
للمواطن العربي، وخاصة في البلاد ذات التماس والمواجهة مع إسرائيل مثل
مصر».
ويضيف ان «هناك تفاوتًا بين تأثير تلك الثورات على العلاقات العربية ـ
الإسرائيلية، فبينما يكون حجم التأثير أقل في بعض الدول، فإن الأمر في مصر
قد يصل إلى حد إلغاء اتفاقية السلام، وقد لا يأتي هذا الأمر مباشرًا، بل
هناك تصعيدات دبلوماسية تسبقه».
الوضع التركي
أما عن العلاقات الإسرائيلية التركية، فيرى مدير مركز «يافا» أن تركيا
تسعى لدور إقليمي وليس لديها عاطفة إسلامية، كما يدعي رئيس الوزراء رجب طيب
أردوغان، وأكبر دليل على ذلك هو منع تركيا لـ«أسطول الحرية 2» بالتنسيق مع
الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو،
«فكل ما تسعى إليه تركيا هو قبول لدور إقليمي لها بجوار إيران وإسرائيل».
وعن تداعيات ذلك على القضية الفلسطينية، يقول أحمد إنه «لن يقف أحد
بجوار الفلسطينيين سوى أنفسهم؛ لذا يجب أن يتم تحريك المياه الراكدة، وأن
تستعيد المقاومة الفلسطينية زمام المبادرة من الرئيس محمود عباس، وأن تبدأ
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة»
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ