ما إن عرضت الفضائيات والمواقع الإلكترونية صور مجزرة حيي كرم الزيتون
والعدوية في مدينة حمص والتي تم خلالها ذبح ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة
بالسكاكين على أيدي شبيحة النظام السوري دون أي رحمة أو شفقة، إلا وأكد
كثيرون أن تلك المذبحة التي تقشعر لها الأبدان من شدة الوحشية والدموية
التي استخدمت في تنفيذها هي رسالة من الرئيس بشار الأسد للجميع بأنه لن
يتراجع عن قمع الاحتجاجات المناهضة له حتى لو كان الثمن إبادة مدن بأكملها.
ولعل مزاعم وزير الإعلام السوري عدنان محمود حول أن "مجموعات إرهابية" تقف
وراء المجزرة لاستدعاء مواقف دولية ضد بلاده, تدعم صحة ما سبق وترجح أن
تلك المجزرة مقدمة لمذابح أخرى لإجبار سكان حمص , معقل الثورة ضد نظام
الأسد, على الفرار منها.
وكانت قناة "الجزيرة" وفضائيات أخرى ومواقع إلكترونية عرضت في 11 مارس
صورا مروعة لضحايا مجزرة حيي كرم الزيتون والعدوية تظهر فيها رؤوس أطفال
مشوهة وجثث متفحمة.
ومن جانبه، كشف عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله تفاصيل
المجزرة السابقة, قائلا :" تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن,
الأطفال ضربوا على الرأس بأدوات حادة, وتعرضت فتاة للتشويه, بينما تم
اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن".
وأضاف العبد الله في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن عناصر من الجيش السوري
الحر تمكنوا من نقل الجثث إلى حي باب السباع الأكثر أمانا في حمص، ما مكن
الناشطين من تصوير الجثث.
واستطرد" عناصر من شبيحة النظام جمعوا عشرات النساء والفتيات في ساحات
عامة في العدوية وكرم الزيتون، وعروهن وبدأوا يسخرون منهن، وذلك أمام أعين
أهلهن", مشيرا إلى أن بعض الأهالي الذين شهدوا اغتصاب وقتل بناتهن أبلغوه
أنهم لم يستطيعوا إلا البكاء، لأنهم كانوا مهددين بالسلاح.
وبالنظر إلى أن المجزرة السابقة تزامنت مع مرور عام على اندلاع الثورة
السورية, فقد حذر كثيرون من الأسوأ مازال بانتظار الشعب السوري في ظل العجز
العربي والدولي عن وقف مجازر نظام الأسد.
وكانت الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد بدأت في منتصف مارس 2011, عندما
قام بضعة فتيان لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة بكتابة عبارات "الشعب يريد
إسقاط النظام" و"جاك الدور يا دكتور" على جدران مدرستهم في مدينة درعا,
متأثرين آنذاك بشعار الثورتين التونسية والمصرية اللتين نجحتا سريعا في
إسقاط رئيسين احتكرا السلطة لعقود.
وكان رد فعل نظام الأسد عنيفاً, فاعتقل الفتيان وزجهم في السجن, وتظاهر
أفراد عائلاتهم ومتعاطفون معهم للإفراج عنهم, إلا أن التظاهرة قمعت بالقوة,
وسقط قتلى.
وتزامن ما سبق مع تظاهرتين صغيرتين نظمهما ناشطون سياسيون معارضون في سوقي
الحميدية والمرجة في دمشق, تضامنا مع المعتقلين السياسيين.
ويبدو أن ذلك كان كافيا حينها, في ظل أصداء "الربيع العربي" التي وصلت,
بعد تونس ومصر, إلى ليبيا واليمن, لإطلاق شرارة حركة احتجاجية واسعة ضد
نظام الأسد.
ورغم أن الأسد أعلن على دفعات عن مجموعة إصلاحات مثل رفع حالة الطوارىء
المفروضة منذ عقود, ووضع قانون للاعلام, وآخر للأحزاب, وصولا إلى دستور
جديد يلغي أحادية قيادة "حزب البعث" للبلاد, إلا أن القمع العنيف للتظاهرات
وتزايد عدد القتلى والاعتقالات والتسويق لرواية "مجموعات إرهابية مسلحة"
تعيث الخراب في البلد, جعل كل كلام عن الإصلاح يفتقر إلى المصداقية.
وبالنظر إلى أنه بعد مرور سنة على الانتفاضة السورية وسقوط حوالي 10 آلاف
قتيل على يد القوات السورية, مازال الأسد متمسك بالحكم ويصر على قتال شعبه
حتى النهاية, فقد حذر كثيرون من أن أخطارا كبيرة تنتظر سوريا من أبرزها
التقسيم والفتنة والحرب الأهلية.
ولعل ما يضاعف من الصورة القاتمة حول مستقبل سوريا أن ثورتها لم تجد لها
حليفاً حقيقيا, حيث أن انحياز الجيش إلى الانتفاضة الشعبية في كل من تونس
ومصر أسرع بإسقاط النظامين فيما, كما فتح النفط شهية الغرب على التدخل في
ليبيا, أما في سوريا, لا الغرب متحمس لفكرة التدخل ولا الممانعة الروسية
والصينية في مجلس الأمن لأي قرار يدين النظام تسهل التوصل إلى تسوية, بل
وباتت هناك حربا باردة غير معلنة بين الدول الغربية وغالبية الدول العربية
من جهة وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى.
ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة
باري-سود الفرنسية خطار أبو دياب القول في هذا الصدد إن الثورة السورية
تتسم بطابع خاص بالمقارنة مع ثورات الربيع العربي الأخرى, بالنظر إلى
التضحيات الكبرى للشعب في ظل درجات من القمع غير المسبوقة والتسلط الذي
يكاد يوازي بعض أشكال الستالينية.
وأكد أبو دياب أن خطر التقسيم موجود, فإذا تبين للنظام السوري أنه ليس في
إمكانه إبقاء سيطرته على كل البلاد, فإنه قد يسارع لإقامة دولة علوية في
الساحل السوري.
واستطرد" أما في أسوأ الاحتمالات, فلن يتردد النظام السوري في إشعال
المنطقة عبر افتعال أزمات في لبنان أو العراق, أو حرب إقليمية مع إسرائيل,
فهو يريد البقاء حتى لو حول سوريا إلى صومال أو بوسنة ثانية".
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أن الأسوأ مازال بانتظار الأزمة السورية, بل إن الأمر بات يحتاج "معجزة" لإنهاء كابوس نظام الأسد.
السبت يوليو 27, 2019 4:19 am من طرف طلعت شرموخ
» كنوز الفراعنه
السبت مايو 18, 2019 1:00 am من طرف طلعت شرموخ
» الثقب الاسود
السبت أبريل 13, 2019 1:22 am من طرف طلعت شرموخ
» طفل بطل
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:15 am من طرف طلعت شرموخ
» دكتور زاكي الدين احمد حسين
الأربعاء أبريل 10, 2019 10:12 am من طرف طلعت شرموخ
» البطل عبدالرؤوف عمران
الإثنين أبريل 01, 2019 9:17 pm من طرف طلعت شرموخ
» نماذج مشرفه من الجيش المصري
الإثنين أبريل 01, 2019 9:12 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» حافظ ابراهيم
السبت مارس 02, 2019 1:23 pm من طرف طلعت شرموخ
» دجاجة القاضي
الخميس فبراير 28, 2019 5:34 am من طرف طلعت شرموخ
» اخلاق رسول الله
الأربعاء فبراير 27, 2019 1:50 pm من طرف طلعت شرموخ
» يوم العبور في يوم اللا عبور
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:59 pm من طرف طلعت شرموخ
» من اروع ما قرات عن السجود
الثلاثاء فبراير 26, 2019 5:31 pm من طرف طلعت شرموخ
» قصه وعبره
الأربعاء فبراير 20, 2019 11:12 am من طرف طلعت شرموخ
» كيف تصنع شعب غبي
الخميس فبراير 14, 2019 12:55 pm من طرف طلعت شرموخ